أبوعبدالله البيحاني عضوهام
عدد الرسائل : 179 عضومميزجدا : السٌّمعَة : 0 نقاط : 348 تاريخ التسجيل : 29/04/2010
| موضوع: مواصلة موضوع القلب رقم 5 الجمعة مايو 07, 2010 1:59 am | |
| علاج القلوب 1ـ تلاوة القرآن: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}[يونس:57].وقال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً}[الإسراء:82].القرآن هو كلام الله وهو يؤثر في القلب لمن تدبره ووعاه, قال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد:24].كان سلفنا الصالح على صلة بالقرآن ولا يشبعون منه وما كانوا يهجرونه, بل كانوا يتفانون في ذلك حتى تدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان كل واحد منهم يتدبر فتراهم تصيبهم رعشة كما لو أصيب شخص بهزة كهربائية فقد تؤدي به إلى الوفاة كما حدث لزرارة بن أبي أوفى عندما قرأ في صلاة الصبح: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ}[المدثر:8] فشهق ومات وقد تؤدي به هذه الرعشة إلى أن يمرض شهراً كاملاً كما حدث لعمر بن الخطاب عندما سمع قارئ يقرأ: {وَالطُّورِ...إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ }[الطور:1ـ7](, كان يؤثر في قلوبهم وكانوا كما قال عنهم سيد قطب رحمه الله في أول عنوان لأول موضوع من كتابه معالم في الطريق قال: [جيل قرآني فريد] يقول لقد شربوا من ذلك النبع نبع القرآن يستقون منه وهو بين أيدينا ولم يتغير ولم تصبه الشوائب ولكن لم نشرب كما شربوا فهجرناه وقست قلوبنا.كانوا يقرؤون القرآن لم يكن بقصد الثقافة والإطلاع, ولا بقصد التذوق والتمتع, وإنما كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها.فالقرآن يهدي إلى الطريق المستقيم وهنالك آيات دالة على أنه شفاء لما في الصدور ولا يكون شفاء لجميع ما في الصدور إلا فيه تبيان كل شيء.قال ابن القيم: إذا أردت الانتفاع بالقرآن فأجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك واحضر حضور من يخاطبه من يتكلم به منه إليه فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله.2ـ الذكر:فذكر الله تعالى شفاء القلب ودواؤه, والغفلة مرضه, فالقلوب مريضة وشفاؤها في ذكر الله تعالى كما قيل: إذا مرضنا تداوينا بذكر كم فنترك الذكر أحياناً فننتكسوقال الله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ}[البقرة:152].وقال: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:28].وقال مكحول: ذكر الله تعالى شفاء, وذكر الناس داء.وفي الحديث:عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: [مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت].فالقلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما, وجلاؤه بالذكر فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء, فإذا ترك الذكر صدئ.وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب, وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر, فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته, كان الصدأ متراكبا على قلبه وصدؤه بحسب غفلته.ولا ريب أن أبدان الغافلين قبور لقلوبهم, وقلوبهم فيها كالأموات في القبور, كما قيل: فنسيان ذكر الله مـوت قـلوبهم وأجسامهم قبـل القبور قبوروأرواحهم في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النشور نشورقال الإمام ابن تيمية رحمه الله: [الذكر للقلب كالماء للسمك, فكيف يكون حال السمك إذا أخرجته من الماء]. وقد ذكر الأمام ابن القيم ما يقرب من ثمانين قائدة للذكر في كتابه الوابل الصيب.والذكر دواء لقسوة القلوب؛ كما قال رجل للحسن يا أبا سعيد: أشكو إليك قسوة قلبي, قال: [أذبه بالذكر] وقيل لسلمان أي الأعمال أفضل؟ فقال: أما تقرأ القرآن [ولذكر الله أكبر].والذي لا يذكر الله يقع في أمور:1ـ يقيض له الشيطان فهو ملازم له لا يفارقه يصده عن الهدى كلما همّ به قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف:36].2ـ أنه يعيش حياة الضنك وموته ضنك قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه:124].3ـ أنه يقع في سخط الله ونسيانه قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[الحشر:19].3ـ العلم النافع:فبالعلم يعبد الله في الأرض كيف ما يشاء.والقلب قد يصاب بأمراض كثيرة من الرياء والكبر والعجب والحسد والفخر والخيلا وغيره وهذه الأمراض كلها متولدة عن الجهل ودواؤها العلم.وأمراض القلوب أصعب من أمراض الأبدان, لأن غاية مرض البدن أن يفضي بصاحبه إلى الموت, وأما مرض القلب فيفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي ولا شفاء لهذا امرض إلا بالعلم.يقول الإمام حسن البناء رحمه الله:ويقولون من الأمور التي تساعد على معرفة أمراض قلبك أربعة:1ـ وهو أهم ما يعين على ذلك العلم, الذي هو يوضح لك طرق الأمراض ويشخصها, فهو الكاشف الأول الذي يكشف خبايا العلل.2ـ الأخ الناصح الشفيق الذي يبصرك بعيوبك.3ـ أعداؤك وخصومك, فإنهم يلتمسون دائماً معايبك فإذا رأيتهم يفعلون مع ذلك فلا تغضب بل احمد الله أن جعل لك من يعرفك.4ـ معرفة ما تنتقده من الناس من المثالب والمعايب.3ـ ذكر الموت:فذكر الموت من وسائل علاج القلوب لأن الإنسان الذي يعلم أن هذا ليس مأواه الأخير بل سينتقل من هذه الدار إلى دار آخر ولا ينفع فيها إلا من جاء بقلب صافي سليم من الشوائب التي تعلق به.فحري به أن يتذكر الموت دائماً ولا يفارقه طرفة عين لأن ذكر الموت وقصر الأمل ينقلان الإنسان من الطور الثاني إلى الطور الأول.وفي الحديث: [أكثروا من ذكر هادم اللذات].وجاءت امرأة إلى عائشة تشكو إليها من قسوة في قلبها فقالت بئس الداء دؤك أكثري من ذكر هادم اللذات فأكثرت من ذلك فذهب عنها ما تجد فجاءت تشكر عائشة.فالإنسان مهما علا سينتهي بالموت سواء أكان كبيراً أو صغيراً زعيماً أو حاكماً أو محكوماً قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}[آل عمران:185].فما من يوم تطلع شمسه إلا وملك ينادي يا أبناء الأربعين هذا وقت أخذ الزاد أذهانكم حاضرة وأعضاؤكم قوية شداد يا أبناء الخمسين قد دنا الأخذ والحصاد يا أبناء الستين نسيتم العقاب وغفلتم عن الجواب.دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرآى ناساً يكتشرون [يضحكون] فقال: [أما أنكم لو أكثرتم من ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى] فأكثروا ذكر هاذم فإنه لم يأت على القبر يوم إلا يتكلم فيقول أنا بيت الغربة أنا بيت الوحدة وأنا بيت الدود وأنا بيت التراب.فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر أهلاً ومرحباً أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري فإذا وليتك اليوم وصرت إلىَّ فسترى صنيعي بك فيتسع مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة([1]).وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر لا مرحباً ولا أهلاً أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري فإذا وليتك اليوم وصرت إليَّ فترى صنيعي بك.قال: فيلتئم عليه حتى تلتقي وتختلف أضلاعه وقال صلى الله عليه وسلم: [في أصابعه وأدخل بعضها في بعض ويقيض له تسعون تنيناً لو أن تنيناً واحداً نفخ في الأرض ما أنبتت شيئاً ما بقيت الدنيا فتنهشه وتخدشه حتى يقضي به إلى الحساب].[1] ـ إيقاظ الهمم ل2 ص101ـ102.
عدل سابقا من قبل أبوعبدالله البيحاني في الثلاثاء مايو 11, 2010 8:57 am عدل 2 مرات | |
|
المصعبي1 عضوهام
عدد الرسائل : 682 السٌّمعَة : 1 نقاط : 799 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: رد: مواصلة موضوع القلب رقم 5 السبت مايو 08, 2010 10:07 pm | |
| والذي لا يذكر الله يقع في أمور:
1ـ يقيض له الشيطان فهو ملازم له لا يفارقه يصده عن الهدى كلما همّ به قال تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف:36].
2ـ أنه يعيش حياة الضنك وموته ضنك قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}[طه:124].
3ـ أنه يقع في سخط الله ونسيانه قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[الحشر:19].
3ـ العلم النافع:
فبالعلم يعبد الله في الأرض كيف ما يشاء.
والقلب قد يصاب بأمراض كثيرة من الرياء والكبر والعجب والحسد والفخر والخيلا وغيره وهذه الأمراض كلها متولدة عن الجهل ودواؤها العلم.
وأمراض القلوب أصعب من أمراض الأبدان, لأن غاية مرض البدن أن يفضي بصاحبه إلى الموت, وأما مرض القلب فيفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي ولا شفاء لهذا امرض إلا بالعلم. | |
|
الخمار عضوهام
عدد الرسائل : 253 العمر : 34 عضومميزجدا : السٌّمعَة : 0 نقاط : 435 تاريخ التسجيل : 26/04/2010
| موضوع: رد: مواصلة موضوع القلب رقم 5 الأحد أكتوبر 10, 2010 2:46 pm | |
| | |
|
عيوني سهيره عضوهام
عدد الرسائل : 146 الموقع : ابوظبي عضومميزجدا : السٌّمعَة : 0 نقاط : 163 تاريخ التسجيل : 10/05/2010
| موضوع: رد: مواصلة موضوع القلب رقم 5 الخميس أكتوبر 21, 2010 3:33 am | |
| اللهم اجعل قلوبنا معافاه بذكرك وحلاوة ايمانا بطاعتك والبعد عن معاصيك تسام اخوي وجزاك الله خير | |
|