منتدى بيحان اليمني
منتدى بيحان اليمني
منتدى بيحان اليمني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتى بيحان اليمني يرحب بكم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني
pubarab
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى بيحان اليمني على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى بيحان اليمني على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
سرحان
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
المشرف
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
فتى بيحان
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
ريدانين
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
سنيد
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
المصعبي1
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
الهام عزيز
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
البرنس البيحاني
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
الشيبه لحمر
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
الزيرسالم
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_rightالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_centerالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Poll_left 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 7 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 7 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 79 بتاريخ الثلاثاء أغسطس 13, 2019 6:53 am
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» دورة التخطيط الإدارى وصياغة الأهداف
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2019 5:35 am من طرف الهام عزيز

» دورة ديناميكية العلاقات العامة والإعلام الفعال
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2019 5:15 am من طرف الهام عزيز

» دورة إعداد وتأهيل أخصائي علاقات عامة
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2019 4:50 am من طرف الهام عزيز

» دورة تعليمات الأمان وحماية الأجهزة الكهربائية
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2019 3:48 am من طرف الهام عزيز

» دورة الاتجاهات الحديثة للسكرتارية وفقا للمعايير الدولية
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الخميس مايو 09, 2019 6:17 am من طرف الهام عزيز

» دورة الإدارة الفعالة للوقت وإدارة الأولويات
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الخميس مايو 09, 2019 5:32 am من طرف الهام عزيز

» دورة أسس إعداد الموازنات التخطيطية لشركات التأمين
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الخميس مايو 09, 2019 3:55 am من طرف الهام عزيز

» دورة لاتجاهات الحديثة لوضع خطط التسويق وتطبيقاتها لزيادة المبيعات
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الأربعاء مايو 08, 2019 4:50 am من طرف الهام عزيز

» دورة لاتجاهات الحديثة لوضع خطط التسويق وتطبيقاتها لزيادة المبيعات
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الأربعاء مايو 08, 2019 4:35 am من طرف الهام عزيز

هلاااااااااا
تراحيب المطر
اصل العرب
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية

 

 الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)

اذهب الى الأسفل 
+8
الجرامي
البرنس البيحاني
عذبه
الزيرسالم
الشيبه لحمر
ريدانين
المصعبي1
سرحان
12 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:44 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

[size=25]قال بعضهم (97) : ( الحاكم الظالم ، عاشق مجنون ، يعشق السلطة ، يغار عليها ، لا يطيق منافساً ، الشبح يتوهمه جيشاً جراراً ، والكلمة العابرة يتوجس منها باعتبارها مؤآمرة محبوكة الأطراف ! وهو يتوهم أن كل الناس يتمنون عشيقته ، ويسعون فى الظلام إليها ويحاولون الإستيلاء عليها .
إن الفرق الوحيد بين العاشقة ، والحاكم الظالم ، أن العاشقة لها أظافر ( تخربش ) وجه الحبيب الخائن ، والحاكم الظالم له سيف يقطع به رقاب الذين يتوهم أنهم ينافسونه فى عشقه وهواه .
تذكرت هذا القول وأنا أمعن النظر فى الوجه الآخر للمأساة أو قصة بطل مأساتنا التالية . .
كان الرجل من القلائل فى صفوف الجبهة القومية الذين لعبوا دوراً بارزاً ومهماً قبل وأثناء تسلم السلطة ، وشغل منصب وزير الداخلية بعد الاستقلال مباشرة ، فرئيس وزراء اليمن الجنوبية بعد خطوة 22 يونيو ، وهو أحد رؤوسها التاريخيين .
نار على علم ( مأساة وظاهرة ) سيقف عندها التاريخ طويلاً . لأنه يعيش اليوم بيننا(98) . . ويشاء حظه الطيب ألا يودع الدنيا قبل أن يكشف بنفسه أسرار العصابة ، وحقيقة المأساة . . وجسامة المحنة . وجلل المصاب ، وفداحة النكبة . . نكبة الشعب ، ومحنة نظام . . ومصاب رفيق شارك فى الخطوة المباركة إياها . . وكان من ضحاياها .. وشارك فى المأساة . . وكان جزءاً منها ، وعاش محنة النظام . . ففقد رفاقة . . فنكب مرتان : مرة مع نظام ما قبل 22 يونيو ، ومرة مع نظام ما بعد 22 يونيو . . ولكنه كسب فى النهاية ( حياته الشخصية ) التى تعرضت للخطر فى محاولة الإغتيال الشهيرة التى قامت بها العصابة الفاشية ضده فى القاهرة فى 5 أكتوبر سنة 1975 ، وهى المحاولة التى استهدفت بها عدن تخريب الأمن المصرى ، وتهديد المعارضة ، ثم تكررت محاولة اغتياله مرة أخرى فى 6 أغسطس 1976 ، وأدينت على أثرها حكومة عدن إدانة تاريخية من المحاكم الجنائية المصرية .
ذلك هو محمد على هيثم بطل هذه القصة الظاهرة والمأساة (99)

* * *






الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

من اليسار الفقيد علي شيخ عمر ثم يليه العميد علي محمد قفيش والمرحوم محمد علي هيثم في القاهرة عام 1976م (الصورة من صحيفة الأيام العدد 4703)




الظاهرة أولاً


أما كونه ظاهرة : فذلك يعود إلى أهمية الرجل ومكانته الوطنية ، وحكايته الطويلة والمتشعبة فى أوساط الجبهة القومية والتى بدأت منذ مرحلة الكفاح المسلح . . وكانت قصته مع الرفاق ، ومع القيادة السياسية ، قصة جديرة بالتسجيل وبالمعالجة الخاطفة على طريقة الفلاش باك أو ( اللقطات السريعة ) .
بدأ الرجل حياته مدرساُ فى مدرسة ( موديه الإبتدائية ) فى منطقة دثينه ، وحين قامت الثورة المسلحة كان من طلائعها وقاد مع رفاقه شباب دثينه معارك المنطقة الوسطى التى تعثرت خطواتها طويلاً لأسباب يطول شرحها ! .
وفى المرحلة الأولى من النضال اختلف الرجل مع القيادة السياسية أو ما يسمى بالمجلس التنفيذى للجبهة القومية فى ذلك الوقت , ويومها قدم الرجل استقالته بمذكرات شرح فيها الاخطاء وبوادر الممارسات الانحرافية, التى كانت تعالج بها القيادات السياسية أسلوب العمل المسلح .
قال بعضهم أنه جمد من الحركة ومن الجبهة القومية ، وقال هو أننى أضطررت لتقديم أستقالتى احتجاجاً على السلوك الانتهازى المنحرف للقيادة فى الجبهة القومية وخاصة قيادة قحطان الشعبى ( وآل الشعبى ) كما يقرر رأيه فى الجبهة القومية .
وعاش الرجل أياماً عصيبة . . وتشرد . . وجاع كما تشرد وجاع الكثيرون الذين يتخذون مواقف من الأقوياء حين تكون زمام الأمور فى أيديهم ، ولكن الرجل لم يستسلم ، بل كان يكثف اتصاله بزملائه وبرجال القبائل والشباب من عناصر الجبهة القومية فى المنطقة الوسطى .
وعاد الرجل – على قصة تطول قبل الاستقلال بقليل – إلى الجبهة القومية ليقود فى أغسطس سنة 1967 مجموعة من الجبهة القومية فى منطقة ( بيحان ) تحت ما عرف وقتها ( باستيلاء الجبهة القومية على المناطق ) ! ! وعمليات الاتصال السياسى بين الجبهة وقيادات الجيش الذى كان إلى حينها تحت القيادات الإنجليزية والسيطرة البريطانية ! ! .
وحدث ما حدث من القصة الشهيرة . . ورواية التاريخ التى لا تنسى ؟ ؟ وجئ بالجبهة القومية إلى السلطة فى 30 نوفمبر سنة 1967 ليكون صاحبنا أول وزير لأهم وزارة وأخطر مؤسسة بوليسية . . هى (وزارة الداخلية ) .
وكلف الرجل من ( اللجنة التنفيذية ) بأن يؤدى مهمة خطيرة وفق تعليمات متفق عليها ، وشارك الرجل فى إيجابيات وسلبيات القيادة السياسية وكان واحد من ثلاثة رجال مهمين فى نظام ما قبل 22يونيو .
وتمكن الرجل بذكائه وبفهمه الخاص لطبيعة النفسية القبلية أن يكسب مواقع جديدة على الأرض وفى القلوب فى أوساط رجال الأمن ورجال الجيش .
وجاءت ( مرحلة الأزمة ) بينه وبين قحطان الشعبى فى مايو سنة 1968 . . وهى أزمة تتكرر للمرة الثانية وكان قد حفر على الأرض مقومات أرتكازه وشكل على الواقع حصانات قوته . . فى الجيش والأمن والتنظيم ، وفى أوساط أبناء قبيلته ومنطقته دثينه .
وحين طلب إليه قحطان الشعبى تقديم استقالته من وزارة الداخلية كان الرجل قد نسج علاقات سرية مع المتمردين اليساريين ( أخوة الجبل ) العائدين من رحلة العودة إياها ! ! بعد أن سمح لهم بالعودة إلى البلاد ، ومع أكبر رجال الجيش والأمن فى البلاد , نسجت تلك العلاقات للقيام بتصفية قحطان الشعبى ورفاقه ، وإعلان الحركة الإنقلابية المباركة سيئة الذكر والطالع ! ! .

* * *
يقول بطل قصتنا فى تصريح نشر له مؤخراً فى صحيفة ( نداء الجنوب ) التى كانت تصدر فى المملكة العربية السعودية فى 16 يناير سنة 1975 – بعد صمت طويل – حول هذه الأزمة ما يلى :
( ما حدث بالنسبة لقحطان هو أنه كان يصر على اقالتى وطلب منى ذلك رسمياً ، فى مقابلة بدار الرئاسة عندما استدعانى وهذا نتيجة الصراع الذى كان دائراً يومها فى صفوف التنظيم للجبهة القومية حول طبيعة المرحلة ، وكيفية تسيير امور الدولة وكيفية تنظيم علاقاتها الشعبية . . حيث كنا يومها نرفع شعار وحدة كافة الفصائل الوطنية بشكل ديمقراطى ؟ لنساهم فى السلطة فى ظل هذا الصراع بين أجنحة التقدم ) ! ؟ .
ولكن هذا الكلام غير مفهوم فى إيجازه ومضمونه ، ويحتاج إلى تفسير ، وإلى تحليل ومع ذلك , ندع الرجل يكمل حديثه , لنقف بعد ذلك وقفة عاجلة عند الصورة النهائية . .
فماذا حدث ؟ ؟
أقالنى فعزلناه ! !
يقول هيثم متابعاً حديثه :
"
وشعور قحطان يومها أن وزارة الداخلية فى نظره لا تؤدى مهامها كاملة فيما يخص تتبع نشاط الفصائل الوطنية السياسية الأخرى ، وأنها لا تتخذ إجراءات ضدها ! .
وعلى هذا الأساس طلب منى يومها أن أستقيل من وزارة الداخلية ولكننى رفضت وقلت له أن فى الإمكان اجتماع اللجنة التنفيذية للجبهة القومية .
وتتخذ هى قرار بتقديم استقالتى , لأن اسناد وزارة الداخلية إلى كان قراراً سياسياً من قبل القيادة .
وعندما أصر على رأيه وحدث انه أصدر قراراً بإقالتى .
وما حدث هو أنه بعد إصدار قرار الإقالة أتصلت باعضاء القيادة وأبلغتهم بما دار من حديث بيننا وأستمرت الاجتماعات ثلاثة أيام . . على ضوئها أخذ قراراً بالأغلبية برفض قرار قحطان باقالتى من الداخلية , وبإقالة قحطان من رئاسة الجمهورية وتكوين مجلس رئاسة مكون يومها من خمسة أشخاص
".
" إن ما حدث لقحطان . . – يضيف هيثم – لم يكن انقلاباً عسكرياً , فما حدث هو قرار سياسى بعزل قحطان من رئاسة الجمهورية ليس غيره " .
وإلى هنا تنتهى شهادة الرجل وأقواله ، ولنا بعد ذلك وقفة قصيرة مع الحقيقة نسجلها انصافا لشرف الكلمة والأمانة التاريخية .

* * *




وقفة عاجلة مع الحقيقة ! !


وتقضى الأمانة التاريخية والحقيقة أن نقف عند هذه الظاهرة وقفة تحليلية عاجلة .
أولاً : أن نظام ما قبل 22 يونيو سنة 1968 للجبهة القومية وفى عهد قحطان الشعبى كان نظاماً فردياً وارتجالياً وهذه حقيقة . . وربما يكون قحطان الشعبى ديكتاتوراً فردياً . . وهذه ربما تكون حقيقة أخرى.
ولكن الرجل كان يعكس فى سلوكه الفردى حقيقة التنظيم المنفلش , وحلقة التماسك المفقودة فى التنظيم وفى السلطة معا .
يضاف إلى ذلك أن الرجل كان يعمل بما توحيه له إرادته وضميره الوطنى . . ربما لعدم وجود القيادة السياسية المسئولة فى التنظيم أو السلطة ، وشعوره بأن ترك الأمور للمزايدات والتصرفات الجماعية الغوغائية سيعرض النظام للإنهيار والسقوط . . ربما ! ! .
ومن منطلق حرصه على بقاء النظام ، كانت قراراته الفردية المرتجلة مثار تندر وسخرية المواطنين فى الداخل والخارج ! ! .
ثانياً : لم يحدث فى عهد قحطان الشعبى – ومحمد على هيثم جزء من ذلك العهد – أن رفع النظام شعار وحدة الفصائل الوطنية بشكل ديمقراطى على الإطلاق لأن النظام فى ذلك الوقت كان (يبحث عن أرضية ) لتثبيت مواقعه المهتزة داخلياً والمشكوك بها خارجياً . . وكان صراع الفرسان على السلطة ينخر فى بنية النظام باحثاً عن طموحات وأمجاد شخصية . . وكانت قياداته مشغولة بهمومها اليومية , متناسية هموم الناس ومشاكلهم ، وهو الأمر الذى نتج عنه أن فتح النظام معتقلاته لمناضلى حرب التحرير ، وملاحقة العناصر الوطنية وتجاهل مشاكل الناس ، وقضايا الوطن .
ولكن النظام . . - وهذه حقيقة تاريخية – لم يتجاوز فى مسلكه مع الآخرين ما تجاوزه نظام ما بعد 22 يونيو عام 1969م .
فالمعتقلين لم يودعو الحياة فى معتقلاتهم إلى الدار الآخرة , ولكن . . عندما جاءت حركة 22 يونيو أفرغت المعتقلات من ضيوفها ، وودعوا بمذابح جماعية إلى الدار الآخرة

* * *

وظهرت أخيرا مذابح الرفاق على شكل مقابرجماعية أكتشفت فى 21 نوفمبر عام 2009 م الجارى فى معسكر الصولبان حيث وجدت مقبرة جماعية فيها عدد كبير من الجثث المتحللة والهياكل العظمية استخرجتها فرق الأمن من مقبرة جماعية أكتشفت بمنطقة خلف معسكر الصولبان, فى مديرية خور مكسر بمحافظة عدن وأوضح المصدر الأمنى أن الجثث التى تم العثور عليها عبارة عن هياكل عظمية ملفوفة فى بطانيات عسكرية وتكسوها بزات عسكرية وقد استخرجت منها حوالى 15 جثة حسب بيان المصدر الأمنى وقد أفاد مدير قسم شرطة الوحدة بالعريش أن وضعية القبور أخذ شكل خنادق , كومت داخلها ودفنت فى كل منها ثلاث جثث مجتمعة ودل الفحص الطبى الشرعى أن نتيجة الوفاة كانت بسبب طلق نارى على الرأس والصدر مما يدل أنهم أعدموا وأن أعمارهم تتراوح مابين 25 إلى ثلاثين عاما . . !

* * *

( وقد حدثت هذه المذبحة فى أحداث 13 يناير عام 1986م حيث فقد الطرفان المتحاربان أكثر من 15 ألف قتيل بخلاف الجرحى والمخفيين فى مقلبر جماعية كهذه )



الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

ولعل هذه حسنة لنظام قحطان الشعبى ، وجريمة لنظام العصابة وسلوكها الفوضوى فيما بعد انقلاب 22 يونيو . . حيث فتحت باباً للعواصف , والرياح الهوجاء المدمرة , استحال عليها التمكن من إقفاله .
ثالثاً : لم يكن ذلك مفهوماً ، ذلك القول ، بمساهمة فصائل العمل الوطنى فى ظل هذا الصراع بين أجنحة التقدم كما يقولون ! ! .
أى أجنحة تقدم يعنيها صديقنا ؟ وأى مساهمة يمكن أن تقوم فى ظل هذا الصراع ؟
هل يعنى صديقنا هيثم بأجنحة التقدم . . . مجاميع اليسار المغامر ، ذوى العلاقات المشبوهة الذى طاردهم النظام – وهو جزء منه فى 14 مايو سنة 1968؟ – أم يعنى بذلك شئ آخر ؟ ؟ . هذه عبارات غامضة لا نستطيع تفسيرها . ! أو حتى فهمها ! ! .
التفسير الوحيد للعبارة تظل سراً من الأسرار التى فى أعماق الرجل . . وهو وحده كفيل بأن يفسرها تفسيراً جامعاً مانعاً للتاريخ . . وهو مؤهل لذلك بحكم موقعه واطلاعه على كثير من الأسرار والخفايا التى لا زالت فى ذاكرته حية وراسخة . .وهو مطالب بذلك تاريخياً ، لآن الحقيقة للتاريخ شئ ، والحفاظ على الكرامة الشخصية شئ آخر ! ! .
وأعتقد جازما أن الأخ المناضل محمد على هيثم رحمه الله كان شخصية معتدلة ولم يكن يساريا مغامرا , ولكنه حاول بكبرياء وعناد كما عهدناه , التمسك بما يسمى بمبدأ التقدم ؟؟؟ ! !
رابعاً : ولم يكن مفهوماً أيضاً ذلك القول بأن وزارة الداخلية فى نظر قحطان لا تؤدى مهامها كاملة , فيما يخص تتبع نشاط الفصائل الوطنية السياسية الأخرى ، وأنها لا تتخذ إجراءات ضدها ! ! وهذا غير صحيح من قبل نظام المرحوم قحطان الشعبى غفر الله له,
والذى نعلمه .. ويعلمه كل مواطن فى اليمن الجنوبية . . أن وزارة الداخلية أدت واجبها فى عهد صديقنا . .رفيق الأمس واليوم الأخ محمد على هيثم على أكمل ما يكون فى حدود السياسة المعتدلة نسبياً فى عهد ما قبل 22 يونيو عام 1969م ! ! .
ألم تفتح المعتقلات لمئات الأشخاص من العناصر الوطنية ؟
أم يطارد النظام الشرفاء ويلاحق المناضلين من رجالات حرب التحرير ؟ ألم . . ؟ ألم . . ؟ إلى آخر قائمة التساؤلات التى لا تنتهى , والتى لا نريد أن نخوض فيها بعد مماته رحمه الله .
وهذا هو الدليل : باعتراف وزير الداخلية نفسه , فى مؤتمر صحفى , عقده فى مدينة الصعيد , فى أواخر يوليو سنة 1968 م , بعد أحداث حركة يوليو الغابرة التى قام بها عموماً ضد نظام قحطان الشعبى , فى ذلك الوقت ، والتى وصفت من قبل النظام بانها حركة تقف وراءها الرجعية العربية ، والامبريالية العالمية .
ألم يقل أن مجموع المعتقلين فى عدن حتى آخر يوليو سنة 1968 كان 250 شخصاً بينهم 200 من العسكريين و 50 مدنياً بينهم وفق تصريحات الوزير 27 شخصاً من القيادة الثورية الجديدة التى تشكلت أخيراً لجبهة التحرير ؟ ؟ .
أو لم يقل أن هروب 120 شخصاً من رجال الأمن العام إلى تعز بينهم 28 ضابطاً يقودهم العقيدان / عبد الله السبعة ، وأحمد محمد مجور – العولقيان المولد – وأن السبعة كان ضالعا فى المؤامرة , رغم كونه عضواً بارزاً فى قيادة الجبهة القومية ! ! ؟ .
ألم يوضح وزير الداخلية أن الجيش قد نسف بالديناميت منازل قادة القوى المضادة والمتمردين ومعظمهم من جماعة أبو بكر بن فريد . . كما نسف منزل الزعيم ناصر بريك قائد الجيش السابق (100) ، والعقيد عبد الله السبعة ؟ ! ! .
أو لم يوضح وزير الداخلية حينئذ – استناداً إلى ما نقلته جريدة الأهرام – لمؤتمره الصحفى الذى عقده فى مدينة الصعيد فى يوليو سنة 1968 : ( أن السلطات لجأت إلى هذا الإجراء ولم يكن فى البيوت أى من الأفراد ولكنها نسفتها تحذيراً للآخرين . . لأن البيت يشكل للعولقى أعظم مدخرات حياته ؟ .
أليست هذه منجزات ؟ ! ومهمات بوليسية تمت على أحسن وجه وأكمل صورة ؟ .
أو لم تكن هذه منجزات وزارة الداخلية فى أحداث يوليو ( تموز ) التى قام بها الوطنيون المعارضون للنظام بمساندة مجموعات كبيرة من الجيش والأمن لهذه الحركة ، التى لعبت فيه العناصر الوطنية القبلية والسياسية دوراً كبيراً من منطلق الحرص على مكتسبات الثورة وتصحيح الأنحراف ؟ .
هذه المنجزات والمهام القمعية كعمل يومى من أعمال وزارة الداخلية فى ذلك الوقت كان كبيراً ورائعاً . . ما قبل ذلك بقليل فإن منجزات وزارة الداخلية هى أعتقال مالا يقل عن 1500 شخص من عناصر جبهة التحرير وأنصارها فقط خلاف مئات الأشخاص من عناصر وقوى المعارضة المختلفة فى المنطقة ، فى الأيام الأولى للأستقلال ، وأكثر من 450 شخصاً من الضباط والجنود العوالق وآل الواحدى حسب الإحصاءات التى قررها أحد الكتاب البريطانيين الذى عاش اللحظات الأخيرة لرحيل الإستعمار واستلام الجبهة القومية للسلطة .
فهل بعد ذلك ما يمكن أن يقال من أن وزارة الداخلية فى عهد قحطان الشعبى كانت مقصرة فى أداء واجبها ؟
التقصير الوحيد فى نظرنا أن وزارة الداخلية وعهد قحطان الشعبى بكامله لم يتعرض – وهذه حقيقة وحسنة من حسنات النظام السابق التى ينبغى أن تذكر له بأمانه – لم يتعرض لأساليب القمع ولم ينتهج أساليب الفاشية الجديد ، ولم يجر البلاد إلى مزالق التدمير والعدمية التى يمارسها النظام الآن كالعصابات الدولية الإرهابية ، ولم يفتح الأبواب لدخول الرياح ، لتهب بعواصفها الهوجاء ، محرقة بسعيرها الأخضر واليابس ، أو تدمير البلاد ، وتصفية الرفاق . . أو التخلص من أبناء الشعب ، الأبرياء منهم والعزل ، كما تفعل اليوم عصابات اليسار المغامر من بقايا رؤوس الحركة التخريبية إياها ! ، وإنما السبب والسبب الحقيقى يكمن فى سباق المتنافسين والمتصارعين على السلطة ، فى تثبيت وتقوية سلطة كل منهم على حساب الآخر ، ربما كان هذا هو السبب . . ربما !
وهو فى النهاية سباق تحكمه (المنافسة والسرعة ) تماماً كسباق الفئران .
خامساً : ويبقى القول بعد ذلك أن ما حدث يوم 22 يونيو لم يكن انقلاباً عسكرياً . . وإنما هو قرار سياسى بعزل قحطان الشعبى من رئاسة الجمهورية ليس غيره ) وهو أمر مردود عليه بما يلى :
أن كل الوقائع التى حدثت بما فيها البيان السياسى الذى أعلن الحركة قد أكدت أن ما حدث لم يكن تنحية فرد . . وإنما حركة تصحيحية. . حركة إنقلابية . . أليس ذلك صحيحاً ؟ مجرد سؤال ؟ .
أن الأخ محمد على هيثم نفسه يعود بعد ذلك فى تصريحه الذى أدلى به لصحيفة ( نداء الجنوب ) ليؤكد ( أن حركة 22 يونيو لم تأت وليدة الصدفة والإقالة كانت مجرد ذريعة لمثل ذلك ) .
إن الحركة الإنقلابية تمت – وأشرنا فى مكان آخر - بتنسيق سرى بين المتمردين
( أخوة الجبل ) العائدين من الشمال بين عناصر هامة ، فى الجيش ، تدين للولاء لمحمد على هيثم ، وبترتيب معه ، وفق سلسلة الصراع الخفى ، الذى ساد أوساط الفرق المتصارعة ، والمتناحرة فى الجبهة القومية ، وكان من أبرز قادة الحركة الإنقلابية محمد على هيثم وزير الداخلية ( المقال ) فى ذلك الوقت ، وعلى عبد الله ميسرى قائد الأركان وقتيل الغدر بعد ذلك ، ومهدى عشيش قائد اللواء 14 ومجموعة اليسار المغامر وعلى رأسهم عبد الفتاح إسماعيل وسالمين . . وشكلت حكومة انقلاب 22 يونيو برئاسة سالم ربيع على رئيس هيئة مجلس الرئاسة ، والذى أنتهى به الحال أخيراً إلى القتل تحت أنقاض القصر الكبير على أيدى رفاقه ، وحلفائه بالأمس رحمه الله وغفر له .

فماذا حدث بعد ذلك ؟ :

إذن كيف تمكن الماركسيون من الوصول إلى السلطة وكيف أطيح بكم وقد أصبحتم رئيساً للوزراء وعضو فى مجلس الرئاسة ؟
كان هذا السؤال الذى وجهته نداءالجنوب إلى الصديق / محمد على هيثم على أيد رفاقه وحلفائه بالأمس .
ولنستمع إلى الرجل وهو يسرد بعضاً من الحقيقة ؟ ! ولنتمعن جيداً فى ربط الأحداث التى أشرنا إلى بعضها فيما سبق .

يقول محمد على هيثم فى رده على السؤال :

(مثلما أوضحت سابقاً فحركة 22 يونيو لم تأت وليدة الصدفة ، والإقالة كانت مجرد ذريعة لمثل ذلك ، حيث أنه بعد كل الأحداث التى حدثت بعد الاستقلال من تمرد بعض الأخوان المتطرفين فى 14 مايو 1968 نتيجة المؤتمر الرابع للجبهة القومية الذى أظهر وجهات نظر مختلفة ومتباينة ومتناقضة فى بعضها حول كيفية وأسلوب نظام الحكم فى الجنوب اليمنى . . وبعد الأحداث فى يوليو 1969 وما رافقها من تصفيات جسدية وإرهاب سياسى ، رأت بعض العناصر الوطنية المتواجدة فى السلطة بحكم وجودها فى الجبهة القومية بأنه لابد من حل كافة المعضلات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وفق أفق وطنى ديمقراطى يمنى قومى .. وبدت تتخذ من نفسها مجموعة تضع على عاتقها مسئولية التغيير والسير بالمنطقة إلى الأفضل بحيث يكون الانفتاح أولا على كافة العناصر الوطنية السياسية فى المنطقة ومشاركتها فى السلطة بصرف النظر عن ميولها ومواقفها السياسية أو بمعنى آخر تكون حكومة ائتلافية تهيئ لقيام مؤسسات ديمقراطية من شعبية وإعلامية وأجهزة تنفيذية وتتخذ خطة إيجابية نحو وحدة التراب اليمنى وتتخذ مواقف معتدلة منسجمة مع سياسة كافة الدول العربية والتأكيد على النمط القومى لها وبالدرجة الأولى إقامة علاقات طبيعية بين دول منطقة الجزيرة العربية . . هذا ما كان متفق عليه . . وما بدأنا نعمل على الإعداد له والتهيئة له ، سواء بين أجهزة الدولة التنفيذية من جيش وأمن ، وجهاز إدارى ، أو سواء بين صفوف التنظيم السياسى للجبهة القومية .
ولهذا لم تأت حركة 22 يونيو إلا والأمور الأساسية قد أتفق عليها . . ولكن للأسف الشديد ، أنه بعد خطوة 22يونيو سنة 1969 ، بدأ يظهر التنكر للتفكير فى الأمور ، التى أتفق عليها قبل استلام السلطة الفعلية ، وبدأت تظهر بوادر تؤكد على أهمية إنتهاج الجبهة القومية الأيديولوجية الماركسية اللينينية ، مصابين بصرعة التقليد الجديدة ، يومها التى كانت تسود الأحزاب العربية ، بانتهاج الماركسية اللينينية . وذلك كان بالفعل نتيجة لهزيمة حزيران 1967 ، ورفع شعار الإرهاب الفكرى ، من خلال التقييمات ، لكل عنصر من عناصر الجبهة يومها ، وباستغلال النعرات القبلية والحساسيات الشخصية ، لتغطية الممارسات المتنكرة لما أتفق عليه قبل 22 يونيو ) ؟ ! .
ويضيف محمد على هيثم قائلاً :
( أنها لم تكن هناك إطاحة ولكننى أنا الذى أصررت على تقديم استقالتى وذلك نتيجة لما بدأ يتخذ بشكل علنى من عمليات إرهابية وتصفيات سياسية وكبت للحريات وخنق البذور الديمقراطية التى بدت يومها تنبت فى المنطقة ونتيجة للإجراءات التى كانت تمارس كالتشجيع على الفوضى والتحريض على الانتفاضات سواء كانت فلاحية أو صيادية واتخاذ مواقف من الرأسمال الوطنى وعدم تشجيعه ورفض مطلق بل استبعاد نهائى لفكرة قيام ( حكومة وطنية ) من كافة الأطراف الوطنية ما عدا الأطراف السياسية السائرة فى ركب تنظيم الجبهة القومية التى تتخذ من الماركسية اللينينية أيدولوجية لها ونتيجة لإصرار النظام على إتخاذ مواقع لا تمد بصلة للخط القومى لنهج السياسة الخارجية ونتيجة لإصرار النظام على تصدير الثورات ، وإثارة الفتن فى شمال اليمن وفى منطقة الجزيرة العربية بصورة عامة، ويومها لم يكن الجو السياسى داخل القيادة العامة للجبهة القومية مهيأ تهيئة كاملة لإتخاذ مواقف جذرية لتصحيح هذه الأخطاء ، ولهذا كان الانفراد باتخاذ مواقف دون دعم من القيادة السياسية لا يمكن له إلا أن يخلق صراعاً دموياً وحرباً أهلية فى داخل المنطقة .
وحرصنا على عدم التسبب فى مثل هذا ، أصررت على الاستقالة من رئاسة مجلس الوزراء بالرغم من تأجيلهم لقبولها حوالى ثلاثة أشهر حيث قدمت الاستقالة يوم 11 مايو 1971 وقبلت فى 3 أغسطس 1971.
____________
كلام فيه كثير من الحقيقة ، وقليل من التبرير ، ولكنها شهادة نعتز بها ، ونثبتها هنا تسجيلاً للحقيقة ، وتوثيقاً للتاريخ .
وكانت المأساة :
وأيا كان وجه الحقيقة فى تجربة الرجل مع العصابة ؟ وأيا كان تقديرنا – لما ورد فى أقواله – وأيا كانت ملاحظاتنا عليها , إلا أن ذلك لا يحيد بنا عن الوجه الآخر فى القضية أو المأساة .
لقد شارك الرجل فى قيام حركة ، وكان ضحية هذه الحركة .
ولقد قال الرجل ان الاتفاق قبل قيام الحركة كان شئ وما حدث بعدها كان شئ آخر .
هذه الحقيقة ليست مطلقة . . وتخضع فى تحليلها النهائى للتاريخ الذى لم يكتب بعد .
وما نريد أن نقرره الآن مجموعة من الملاحظات لظاهرة المأساة أو حلقات الصراع على السلطة فى نظام ما بعد 22 يونيو . وهو تقرير لا يوجه إلى الرجل , ولكنه موجه إلى الحركة ذاتها :
أولاً : أن القضية لا تكمن فى شخص واحد. . ولكنها تعبر عن أخلاق فى السلوك السياسى ، وعن مكونات وعقد لازمت تاريخيا تعامل الرفاق, وعكست خلفيات تعود إلى الماضى لسنا بحاجة إلى تكرارها .
ثانياً : أن العصابة التى تحالفت مع الرجل كانت تدرك أن الرجل كما تحالف بالأمس معها للاطاحة بنظام قحطان . . لابد أن يتحالف مع غيرها للاطاحة بها ! ! فعجلت بالتخلص منه قبل أن يتخلص منها . . ولعل هذا يعكس الهمسات التى مافتئت تعممها العصابة أثناء تواجد هيثم على قمة السلطة , بأنه ينسج علاقات مع قوى الثورة المضادة , للإطاحة بها .
ثالثاً : أن العصابة التى غدرت برفيق الأمس ، كانت حاكم ظالم ، وعاشق مجنون، يعشق السلطة ولا يطيق منافساً يشتم منه مجرد الاشتباه ، فى مغازلة معشوقته . ومن هنا تصور العصابة لخطورة الرجل على مستقبلها ، فعملت على مضايقته والتخلص منه قبل أن يتخلص منها .
وربما كان ذلك من خلال ممارسة الإرهاب الذى كان يستنكره ؟ ! وربما بفرض ضغوط خاصة على تصرفاته ، وإرغامه على الاستقالة ، وإبعاده بالتالى إلى موسكو فى دورة حزبية . . ربما . . هذا لغز لم يتضح بعد . . لأن ما حدث من إرهاب ومآسى حدث أيضاً فى عهد الرجل , وكان جدير بالرجل من أول الطريق أن يعلن للعالم براءته واستهجانه لهذا المسلك الإرهابى الفاشى والعدمى قبل أن يستفحل الخطر ، وتتفاقم المأساة .
رابعاً : بمجرد إبعاد الرجل لجأت العصابة إلى تصفيات جسدية كاملة لمجاميعه وعناصره وأركانه فى السلطة والتنظيم بهدف القضاء على كل أثر له . . وكانت مأساة الرفاق ، رفاقه ورفاقهم تعبر عن بشاعة الرعب ، وفاشية السلوك ؟ .
وذهب ضحية هذه التصفيات المئات . . نعم المئات من الرجال الأبرياء والمشاركون فى نظام العصابة بشكل يفوق تصور البشر .
سقط مناضلون . . وذبح فدائيون . . وخنق رجال من خيرة رجال البلاد من عناصره ومن العناصر المختلفة فى تنظيم العصابة , ومن الأبرياء من أبناء الشعب .. ذكرنا فيما سبق عشرات النماذج لحالاتهم .
وهذا الأسلوب الفاشى والعدمى يعبر عن حقيقة الحاكم الظالم الذى يستخدم السيف ليقطع به رقاب الذين يتوهم أنهم ينافسونه فى عشقه ، وهواه وهيامه فى السلطة .
وهذا هو الوجه الآخر للمأساة أو جانب من قصة الرجل ، الظاهرة والمأساة .
ولحق الرجل بآلاف المشردين والمبعدين والتائهين فى الأرض . . وأضاف الرجل إلى نصف مليون مشرد رقماً جديداً . . ولكن الرجل لم يكن مجرد رقم . . كان رجلاً وكان شجاعاً . . وقال كلمته للتاريخ ونحن نسجلها هنا باعتزاز .
* * *



الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 1_curالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 1_cul

ملحق

شهادة للتاريخ
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 1_cdrالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 1_cdl




يقول السيد محمد على هيثم :
"أن النظام فى جنوب اليمن بقيادة الجبهة القومية ظل يعمق الانفصال باجراءاته الاجتماعية ، ولبنائه نظاماً دخيلاً على الواقع اليمنى والعربى وتبنيه الماركسية واللينينية كايديولوجية ، واعتماده على التناقضات الاجتماعية المختلفة ، من نعرات قبلية ، وحساسيات شخصية ، وفوارق إجتماعية ، لم تكن يوماً ذات طابع تناحرى فحول هذه التناقضات إلى صراعات تناحرية مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من الفقراء . . والمعدمين والوطنيين ، وقتل وخطف واغتيال وإعدام بالجملة ؟ وسحل وسجن مئات الأبرياء ليلاقوا ويعانوا أبشع أساليب التعذيب والتفنن فيها الأمر الذى خلق جواً من الإرهاب وسخطاً لآدمية الإنسان وإذلاله بهدف استمرار النظام الانفصالى . . والفاشى والإرهابى فى جنوب اليمن .
أن النظام الانفصالى والفاشى والارهابى فى جنوب اليمن باجراءاته هذه يعتبر نظاماً إنفصالياً وفاشستياً وإرهابياً أصبحت محاربته مهمة وطنية وقومية .
* * *
كانت هذه الكلمة التاريخية هى خلاصة بيانه لإعلانه قيام ( جبهة الوحدة اليمنية ) التى شكلها فى 29 يوليو سنة 1974 ، كجبهة تستهدف مقاومة النظام ومناهضته . وأضيفت بهذه الجبهة قوة جديدة لحركة المعارضة وتيار متجدد يضاف اليها . . وكماشة خانقة تسدد إلى النظام من دخله ثغرة تشكل فى مغزاها السياسى جرحاً فى الصميم ومقتلاً سياسياً مميتاً للعصابة . . برغم مساوئ التعدد فى مسارالعمل الوطنى للمعارضة .
وفى النهاية . . اليست هذه الشهادة مؤكدة لكل ما طرحناه ؟ ؟
* * *
فمرحباً بالصديق .. ومرحباً بالرفيق رقماً يضاف إلى نصف مليون من المشردين وثقلا سياسياً فى الرصيد الوطنى المضاف إيجابياً إلى حركة المقاومة والمعارضة الوطنية للنظام المنهار من داخله .
فمعذرة فى النهاية إذا كانت الحقيقة قد تعرضت لجانب من هذه الظاهرة . . وجانب من المأساة فانها لا تستهدف فى غايتها المساس بشخص الرجل ، وإن كانت تستهدف الأمانة التاريخية وإيضاح الحقيقة للأجيال القادمة . مرحباً بالصديق العزيز مناضلاً من جديد فى طابور المقهورين والصامدين .
* * *
وبعد . . فقد كانت هذه مذبحة الرفاق ، وشريط من المأساة . . فهل كان رفاق الأمس وطنيين أم خونة ؟ وهل هذه الحكومة القائمة دولة أم عصابة ؟ هذه مهمة من مهمات كتاب التاريخ . . وأسئلة تبحث عن إجابة ؟
ولعل أبلغ وصف يلخص حقيقة العصابة الحاكمة فى عدن ما ذكره الرئيس أنور السادات فى خطابه إلى مجلس الشعب المصرى يوم 2/10/1978 حين قال : ( ما تسمى باليمن الجنوبية لا تساوى أن نذكر عنها شيئاً وخاصة بعد أن أصبحت ( قاعدة سوفيتية ) وباعت نفسها وأرضها ، وشرفها ) .
أجل لقد باعت هذه العصابة بلادنا للشيطان . . ولم يبق إلا أن يأتى الطوفان أو يحدث الدمار .
فما العمل . . ؟ حقاً . . ما العمل ؟ ؟ .
[/size]


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:35 am عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:48 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (24)
الحلقة الرابعة والعشرون
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
______



(2)
قحطان بن محمد الشعبى
أول رئيس للجمهورية


وضعوه فى الإقامة الجبرية




لم يراعوا ما قدمه لهم من خدمات ، وما أداه من عمل وطنى طوال قيادته لهم إبان مرحلة الكفاح المسلح ، ونشاطه الذى لم يكل على كافة المستويات السياسية ، والوطنية منها والدولية .
كان قحطان الشعبى شخصية سياسية متحركة ونشطة . . عيبه الوحيد الفردية والارتجال وحسن النية بالأخرين . . وأى كانت هذه الخدمات إيجابية بالنسبة للرفاق ، ومشبوهة بالنسبة للمعارضة . . إلا أن الرجل قفز بالرعاع وباللصوص وبالمتطفلين إلى قمم السلطة وذرا الأمجاد ؟ ؟
وتولى رئاسة الجمهورية 18 شهراً تعرضت البلاد لنكسات كبيرة ، ولكن هذه النكسات لم تتجاوز حدود التصرفات الفردية الإرتجالية ، لنظام قام على الصدفة . . وعلى ( خبطة حظ ) جاءت دون حسبان من أحد.
ولم يكن الإرهاب ، وشبح الرعب ، رغم مأساة الاقتتال الأهلى – قد فتحت باباً للرياح والعواصف الهوجاء يصعب سدها ، وكان قحطان الشعبى متسامحا مع الجميع أصدقائه وخصومه , ولم يحدث فى عهده أن سفكت قطرة دم عمدا , لأنه كان يرفض العنف والقسوة.
لقد كان يحرص بمنطقه الذاتى ألا تندفع بلاده إلى الإرتماء بالتبعية لنفوذ الشرق الشيوعى بعد أن تخلصت من سيطرة الغرب الرأسمالى .
ربما كان هذا هو ذنبه الوحيد بالنسبة للعصابة . . أما علامات الاستفهام الأخرى حول الجبهة القومية كلها ؟ . . فليس هو وحده مسئول عنها . . لقد شارك فى الخيانة اليسار واليمين على السواء .
وهذه حقيقة سيكشفها التاريخ المعاصر للمنطقة فى الوقت المناسب . فما علينا . . ؟! .
* * *




من هو قحطان الشعبى؟؟؟

ولد قحطان بن محمد الشعبى فى ( شعب ) طور الباحة فى عام 1923 وحكم البلاد حتى عام 1969 م وكان أول رئيس لجمهورية اليمن الشعبية فى الفترة من عام 1967 م وأنقلب عليه الرفاق فى 22 يونيو عام 1969 حيث أودعوه سجن بجبل منطقة الرئاسة بالتواهى , وفعلا كما يقول نجله الأستاذ نجيب قحطان الشعبى موافقا على رؤيتنا : " وفعلا المعتقل كان يطل على البحر وعلى ثكنات الشرطة العسكرية " وقضى عشر سنوات بالسجن الانفرادى حتى الموت فى عام 1981 م .
أكمل دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية فى عدن والسودان وتخرج فى جامعة الخرطوم حاصلا على بكالويوس الهندسة الزراعية ثم عاد إلى بلاده بعد تخرجه وعمل لعدة سنوات مديرا للزراعة ( وزيرا ) فى سلطنة لحج ، وقد كان من قادة الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار , وقد طرد من لحج إلى اليمن الشمالى ومن هناك التجأ إلى القاهرة لاجئا سياسيا مع مجموعة من زعماء الرابطة كان على رأسهم , السيد محمد على الجفرى والأستاذ شيخان الحبشى وعدد أخر من الوطنيين الذين وجدوا النصرة لقضيتهم من جمهورية مصر العربية , وظل بعضهم فيها حتى حصول البلاد على الاستقلال فى 30 نوفمبر عام 1967 م وفق تفاصيل ليس هنا مجالها .
وقد أصدر الراحل كتابه الشهير ( الأستعمار البريطانى ومعركتنا العربية ) دعا فيه إلى الكفاح المسلح والثورة من أجل التحرير , وتولى فى حكومة اليمن الشمالى وزيرا قبل الاستقلال , وهذا يدل على رؤية وطنية , بعيدة عن تبنى حركة القوميين العرب , للنهج الماركسى , والاشتراكية العلمية.
وكان على رأس الوفد المفاوض فى جينيف فى محادثات الاستقلال برئاسة رئيس الوفد البريطانى لورد شاكلتون.
وأصبح أول رئيسا لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية , وبعد خلافه مع الرفاق أعتقل فى جبل بمنطقة الرئاسة وظل فى المعتقل حتى وفاته فى 7 يوليو 1981 م كما أشرنا منذ قليل , برغم فشل جهود كل وساطات الحكام العرب لإطلاق صراحه ومن بينهم جمال عبد الناصر , جعفر نميرى , الشيخ زايد , وأمير الكويت السابق والملك فهد عندما كان وليا للعهد رحمة الله عليهم جميعا , وكذلك الزعيم معمر القذافى وأمير الكويت الحالى وآخرين , وكذلك الرئيس على عبد الله صالح . الذى أخبر نجله نجيب بأنه ألتقي عبدالفتاح اسماعيل في الكويت وأصر الأخير على ان قحطان الشعبى قد فقد عقله ... فى حين يرى ابنه أن سالم ربيع على رئيس مجلس الرئاسة من بعده ثم عبد الفتاح اسماعيل , وأخيرا على ناصر محمد هم الذين أشاعوا أن الرجل فقد عقله , لسبب سياسى يريدونه , وهو أن يبقى سجينا فى معتقله مدى الحياة , لأنهم يخشون خروجه من المعتقل , مما عمق وأشاع هذه الأكذوبة نظام ما بعد 1969 م , فالرجل كما وصفه الأستاذ عمر الجاوى , الذى سمح له الرئيس السابق على ناصر محمد بأن يزوره فى أى وقت يعلق أمام مجموعة من الحاضرين فى مقيل بمنزل باسندوة بصنعاء والقول هنا كما يقرر الأستاذ نجيب قحطان فى رسالته إلينا أن الأستاذ عمر الجاوى قال فى ذلك المقيل" عند ذهابي لزيارة قحطان في المعتقل لأول مرة كنت أظن أنني سأجد إنساناً محطماً أنهكته عشر سنوات من الحبس الإنفرادي لكنني فوجئت به في معنويات أفضل من معنويات الناس خارج السجون ووجدته يتحدث ويناقش في مختلف الموضوعات ويمازحني ويضحك وبصراحة وجدت أن قحطان يتمتع بنفسية رهيبة ولا كأنه محبوس منذ عشر سنوات وبعيد عن أسرته لقد أدهشني بحالته النفسية لم أجد في حياتي من يتمتع بمثلها"
وعندما سقط الرجل بسقوط عهده ، كان رفاق الأمس غلاظ لا يرحمون ، لم يرحموا فيه كبر سنه ، ولم يتذكروا حتى حسنة واحدة من محاسنه عليهم ، لقد أهين الرجل وعذب على أيدى الرفاق . . وتدارسوا وضعه ووجدوا أن محاكمته ليست هينة ! هل يتخلصوا منه ؟ هذا أمر استحال على العصابة لأسباب خارجية تنفيذه ، وهل يخفوه ؟ كان هذا أيضاً سؤال مطروح . . ولكن العصابة تراجعت فى اللحظات الأخيرة ، وأخيراً تم قرار وضعه فى الإقامة الجبرية .

كان القرآن رفيقه...
وأنيسه فى وحدته

وضع الرجل فى فى سجنه , ومنعت عنه الصحف والإذاعة والتليفزيون . . وطلب مصحفاً .. ومنعت عنه العصابة ذلك .
وبعد دراسة .. نعم بعد دراسة ! !
سمح له بنسخة من القرآن الكريم ؟
فكان القرآن رفيقه ....
وكان أنيسه فى وحدته .... وذكر الله دائما على لسانه وفى أعماق وجدانه .

ألا يارفاق ستالين وموسيلينى وهتلر . .
رفقاً بالنفس البشرية فإن أرواح البشر تظل محلقة فى السماء ليلاً . .
وتطوف على القتلة والسفاحين . . تدق جرساً للحقيقة يقول :
" ألا يا من تظلمون البشر . . إنتظروا لحظة من الزمن ، لتلاقوا نفس المصير على يد ظالم أقوى وأكبر من انتقامكم ومن ظلمكم " .
وعزاؤنا لك فى ليلك المظلم - أيها الصديق - أنك اليوم تدفع فى الدنيا ثمن أخطاءك . .
وتكفر فى الحياة عن إساءة ما أخطأت ..
حينما يحسب الخطأ فى حق رجل كبيرمثلك , لأنك أحسنت الظن , فى رفاق لا يؤمنون بأحد .. ولا يؤتمنون على وطن .... وا... أسفاه !!!.
ومع ذلك غفر الله لك وكفر عنك سيئاتك - ربما بما فعل غيرك دون أن تعلم - أومن أوكلتهم (سلطانك) فى حق الأبرياء بعلمك وإرادتك.
ودعاؤنا لك . . أن يغفر الله لك فى الحياة الآخرة ,
ما دفعت ثمنه فى الحياة الدنيا!
وقلوبنا معك ( 96 ) .
وأما رفاقك يا قحطان فسوف يدفعون الثمن غالياً فى هذه الحياة ، وقد دفع بعضهم مؤخراً ثمناً باهظاً . . هى الحياة ذاتها ، وهذا وعد حق ، لصاحب الحق الكبير . . وما أعظم ما ينتظرهم هناك حين تلقاهم أرواح الأبرياء والضحايا فى يوم عند الله أكبر من ألف سنة مما تعدون !
ولعل القدر قد أنصفك فى حياتك لتشهد مصرع أحدهم ولربما يتساقط الكثيرون قبل أن تودع الحياة . . فأنتظر فنحن وأنت وكل المظلومين من شعبنا ، ينتظر مصرع الظلم ، وتهاوى رؤوس الطغيان.(96) مكرر
* * *

فى الحلقات القادمة شخصيات جديدة من الرفاق
مثيرة للجدل والتساؤلات .... فشاركنا رأيك.
فرأيك يهمنا من أجل إثراء الحقيقة .

* * *



ملحق
وثائق تاريخية مهمة



الوثيقة الأولى
حكومة الاستقلال

المراسيم الجمهورية الصادرة يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م
المرسوم الجمهوري الأول:
كان أول مرسوم جمهوري اصدره رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي بعد تعيينه بموجب القرار الثاني للقيادة العامة للجبهة القومية كرئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في يوم الاستقلال 30نوفمبر تشرين الثاني 1967م وايضاً بموجب التكليف له في نفس القرار هو مرسوم تشكيل الحكومة وفيما يلي نصه:
أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أصدر بموجب الصلاحيات المخولة لي من قبل القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية في الجمهورية مايلي:
1) اعين التالية اسماؤهم وزراء في حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية:
السيد سيف احمد الضالعي وزيراً للخارجية.
السيد علي سالم البيض وزيراً للدفاع.
السيد محمد علي هيثم وزيراً للداخلية والصحة بالوكالة.
السيد محمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية.
السيد عبدالفتاح اسماعيل وزيراً للثقافة والارشاد وشؤون الوحدة اليمنية.
السيد فيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط.
السيد عادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والاوقاف.
السيد فيصل بن شملان وزيراً للاشغال والمواصلات.
السيد محمد عبدالقادر بافقيه وزيراً للتربية والتعليم.
السيد عبدالملك اسماعيل وزيراً للعمل والشؤون الاجتماعية.
السيد سعيد عمر عكبري وزيراً للادارة المحلية ووزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي بالوكالة.
2) يعمل بهذا المرسوم من حين صدوره.
3) ينشر هذا المرسوم في الجريدة الرسمية.
صادر في 28شعبان 1387هـ
الموافق 30 نوفمبر 1967م.
توقيع قحطان الشعبي
المرسوم الجمهوري الثاني
أنا قحطان محمد الشعبي رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أعلن مايلي:
1) سيكون دار الحكومة السابق والكائن في التواهي مقراً لرئيس الجمهورية ويسمى بدار الرئاسة ابتداءً من اليوم الثامن والعشرين من شعبان 1387هـ الموافق 30نوفمبر 1967م.
توقيع قحطان محمد الشعبي* * *
الرسائل الخاصة بطلب انضمام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الى الجامعة العربية
أولاً: طلب الانضمام:
صورة برقية
السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية- القاهرة تود جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ان تأخذ مكانها الى جنب شقيقاتها الدول العربية كعضو في الجامعة العربية تثبيتاً للعلاقات الوثيقة بين الدول العربية وحرصاً على دعم هذه العلاقات وتوجيهاً لجهودها بما فيها خير الامة العربية فإني ارجو عملاً بالمادة الأولى من ميثاق الجامعة العربية عرض طلب جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية للانضمام الى جامعة الدول العربية على مجلس الجامعة في أقرب فرصة ممكنة..
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
رئيس الجمهورية
قحطان الشعبي
30 / 11 / 1967م
ثانياً
الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ترد على طلب الانضمام
تهدي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أطيب تحياتها الى وزارة خارجية............
وتتشرف بالافادة بأنها تلقت البرقية المرافقة صورتها لهذا من السيد رئيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بطلب الانضمام الى جامعة الدول العربية.
وتنص المادة الأولى من ميثاق جامعة الدول العربية على مايلي: «تتألف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة الموقعة على هذا الميثاق- ولكل دولة عربية مستقلة الحق في ان تنضم الى الجامعة- فإذا رغبت في الانضمام قدمت طلباً بذلك يودع لدى الأمانة العامة الدائمة ويعرض على المجلس في أول اجتماع يعقد بعد تقديم الطلب».
وترجو الأمانة العامة موافاتها بالرأي في موعد انعقاد مجلس الجامعة للنظر في هذا الطلب.
وتنتهز الأمانة العامة هذه الفرصة كي تعرب عن فائق الاحترام...
القاهرة في2 / 12 / 1967م
أهم أحداث شهر نوفمبر 1967م

- 2 نوفمبر 1967م: الجبهة القومية وجبهة التحرير توافقان على الانضمام الى المفاوضات مع بريطانيا..
- 3نوفمبر: بريطانيا تعلن عن خطتها للرحيل بنهاية الشهر لأن المصريين سيرحلون عن اليمن، واقترحت عدم الذهاب رأساً في خطة الدفاع، الجبهة القومية تسيطر على كل الاقليم، وجبهة التحرير لاتزال قوية في عدن.
- 5 نوفمبر: الجيش الاتحادي يستخدم النار لأول مرة في احدى الصدامات.
- 6 نوفمبر: متظاهرون لوقف القتال، والفرق البريطانية مازالت في حالة استعداد.
- 7 نوفمبر: القتال يتواصل لليوم الرابع, مائة قتيل، و300جريح.
- 8 نوفمبر: اعلان الجيش دعم الجبهة القومية.
- 9 نوفمبر: الجبهة القومية تطلب من بريطانيا التفاهم معها ويعتبر سيف الضالعي رئيساً للدائرة السياسية.
- 10 نوفمبر: الطائرات البريطانية في عمليات ضد المتسللين من جبهة التحرير من اليمن.
- 12 نوفمبر: بريطانيا تستعد للتفاوض مع الجبهة القومية والفرق البريطانية تتناوش مع الجبهة القومية في عدن.
- 13 نوفمبر: قيادات جبهة التحرير تنسحب ومعظمهم يقتل.
- 15 نوفمبر: المفاوضات ستعقد في جنيف والاستقلال سيكون في 30نوفمبر.
- 17 نوفمبر: الناطق باسم الجبهة القومية عبدالله الخامري يصرح سيقبل كل الدعم غير شروط والجبهة القومية تعلن قحطان الشعبي رئيساً وفيصل الشعبي رئيساً للوزراء والخامري نائباً لرئيس الوزراء.
-20 نوفمبر: وفد الجبهة القومية يغادر الى جنيف.
- 21 نوفمبر: الوفد يتوقع مساعدات اكثر من بريطانيا.
- 26 نوفمبر: ستسمى الدولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية. والبدء بادارة مكاتب الحكومة ومدينة الاتحاد تحول الى مدينة الشعب والجبهة القومية تبدأ بادارة الهجرة، العمل، والارشاد القومي، وبريطانيا تدخل مرحلة الانتقال النهائي.
- 27 نوفمبر: المفاوضات تتوقف عند رغبة بريطانيا ابقاء بعض الفرق والاداريين والمهندسين في عدن والجبهة القومية تتقدم بطلب لدعم اقتصادي اضافي.
- 28 نوفمبر: الجبهة القومية تستعد لعضوية الامم المتحدة.
- 29 نوفمبر: بريطانيا توضح: المفاوضون يتفقون حول قضايا اقتصادية ومستقبل مصافي الزيت البريطانية.
- 30 نوفمبر: توقيع الاتفاقية قضايا الدعم لم تناقش الامم المتحدة ترحب باليمن الجنوبي.
- 1 ديسمبر: الشعبي يعين 13 شخصاً من اعضاء القيادة العامة للجبهة القومية في الهيئة التشريعية ويعلن عن نظام الحزب الواحد والدولة الموحدة بحقوق المرأة.


قحطان الشعبى وهو نازل من الطائرة مع الوفد اليمنى القادم من جنيف
المصدر: http://www.qahtan-alshaabi.com

نص أتفاقية جنيف الموقعة في ظهيرة 29نوفمبر1967:
المصدر: http://www.qahtan-alshaabi.com

1 ) يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30نوفمبر1967 ويُشار إلى هذا اليوم فيما يلي بيوم الاستقلال.
2 ) تنشأ في يوم الاستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تـعرف بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وذلك بإرادة رسمية من قبل الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن بصفتها ممثلة لشعب منطقة الجمهورية وتـقام حكومة للجمهورية.
3 ) تقوم حكومة صاحبة الجلالة بالخطوات اللازمة لإنهاء سيادة أو حماية أو سلطات حكومة صاحبة الجلالة وحقها في الحكم والتشريع ـ أياً كان الحال ـ في مناطق جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
4 ) سوف تعترف حكومة صاحبة الجلالة بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال، وسيقوم بين حكومة صاحبة الجلالة وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تبادل دبلوماسي كامل ابتداءً من يوم الاستقلال وتقوم الحكومتان بتعيين سفراء بأسرع ما يمكن بينما تعيِّن بعثات دبلوماسية ابتداءٍ من يوم الاستقلال حتى يتم تعيين السفراء وحتى تنضم جمهورية الجنوبية الشعبية إلى ميثاق جنيف عام 1961، وتخضع العَلاقات الدبلوماسية بين البلدين للقانون الدولي التقليدي وتطبيقاته العملية وبعد ذلك تخضع العلاقات الدبلوماسية للميثاق رهناً بأية احتياجات أو تحفظات يتفق عليها الطرفان.
5 ) تترك لحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حرية طلب الانضمام لعضوية الأمم المتحدة, وسوف يسر حكومة صاحبة الجلالة أن تتبنى أي طلب للعضوية يُقدَّم إلى الأمم المتحدة إذا رغبت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في ذلك.
6 ) لن تتحمل المملكة ابتداءً من يوم الاستقلال وفيما بعده أية مسؤولية عن جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ومنطقتها, وسوف تكون الجمهورية مسؤولة دولياً مسؤولية كاملة عن منطقتها وعن الحقوق والالتزامات الدولية المتعلقة بالجمهورية ومنطقتها.
7 ) كل المعاهدات والوثائق التي تتضمن التزامات دولية سوف تشتمل في إعلان تصدره حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما سيلزمها توجيه خطاب إلى السكرتير العام للأمم المتحدة يوضح آراءها حيال تسلمها الالتزامات الدولية.
8 ) سوف ينتهي مفعول أية معاهدات واتفاقيات وامتيازات ممنوحة (كامتيازات ملاحة أو تنقيب ... الخ) وأية ترتيبات أخرى قائمة حتى يوم الاستقلال بين التاج أو ممثليه من جهة وبين حكومات أخرى أو حكام أو سلطات أخرى في مختلف أجزاء منطقة جمهورية اليمن لجنوبية الشعبية من جهة أخرى وذلك بدءا من يوم الاستقلال.
9 ) تحصل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ابتداءً من يوم الاستقلال على كافة الحقوق الإقليمية المسندة إلى التاج أو ممثليه أو التي يدّعيها التاج أو ممثليه أو يدّعيها حكام أو حكومات أو أية سلطات أخرى في مختلف أنحاء منطقة الجمهورية قبل يوم الاستقلال وحيال كافة أجزاء منطقة الجمهورية.
10 ) كل النصوص القانونية السارية المفعول في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أو في أي جزء من تلك المنطقة قبل يوم الاستقلال مباشرة تظل سارية المفعول ما لم تتناقض مع قيام الجمهورية أو أي تصرف تقوم به سلطة مؤهلة من سلطات الجمهورية في يوم الاستقلال أو فيما بعد ذلك اليوم حيال منطقة الجمهورية.
11 ) ستقوم حكومة صاحبة الجلالة باتخاذ اللازم قبل يوم الاستقلال بإلغاء الأوامر الصادرة عن المجلس الملكي التي تكون لها صبغة دستورية والتي تكون سارية المفعول في منطقة الجمهورية أو أي جزءٍ منها وذلك بفعل أمر صادر عن المجلس الملكي مع الاحتياطات اللازمة لضمان صيانة القانون العام.
12 ) كل حقوق ومطلوبات والتزامات التاج أو ممثليه أو أية حكومة أخرى في المنطقة ظلت قائمة في منطقة الجمهورية حتى يوم الاستقلال تصبح في يوم الاستقلال حقوقاً ومطلوبات والتزامات تخص الجمهورية وذلك دون المساس بحق حكومة الجمهورية ــ الذي لا سبيل إلى إنكاره ــ في إعادة النظر في المستقبل في تلك الأمور واتخاذ ما تراه مناسباً إزاءها.
13 ) كل المصالح المتعلقة بالأراضي والممتلكات والموجودات الأخرى في منطقة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية تكون في حوزة التاج أو من ينوب عنه قبل يوم الاستقلال مباشرة لأغراض حكومة المناطق التي ستكون جزءاً من الجمهورية، أو كما يكون الحال لأغراض مباشرة سلطة صاحبة الجلالة في المناطق المذكورة، وأي مصالح تتعلق بالأراضي في تلك المناطق تكون في حوزة التاج قبل يوم الاستقلال مباشرة، أو في حوزة من ينوب عنه لأغراض خاصة بالقوات المسلحة للمملكة المتحدة ، كل تلك المصالح آنفة الذكر يجب ابتداءً من يوم الاستقلال أن تؤول إلى الجمهورية كما تؤول إليها كل الحقوق والالتزامات والمطلوبات المتعلقة بتلك المصالح، وذلك دون المساس بإعادة النظر فيها وما يترتب على ذلك من تصرفات تقوم بها حكومة الجمهورية حيال أية ترتيبات سبقت يوم الاستقلال, مع احترام مدة حيازة الأراضي المستخدمة لأغراض دبلوماسية أو قنصلية أو أغراض أخرى.
14 ) ستتشاور كل من حكومة صاحبة الجلالة وحكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية معاً بصدد مسائل الجنسية الناشئة عن استقلال الجمهورية قبل أن تتخذ حكومة صاحبة الجلالة خطوة لتجريد المواطنين في المملكة المتحدة أو المستعمرات من مواطنة المملكة المتحدة أو المستعمرات بحكم صلتهم بمنطقة الجمهورية.
15 ) ستسلم حكومة صاحبة الجلالة إلى حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية أية وثائق وتقارير ودراسات وخرائط تتصل بمنطقة الجمهورية تستطيع حكومة صاحبة الجلالة تسليمها, وسوف تجرى المشاورات التي من شأنها أن تؤدي إلى أنسب الوسائل لإنجاز هذه المهمة بين الحكومتين، وسوف تزود حكومة صاحبة الجلالة حكومة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بكل ما يتوافر لديها ولم يسبق حوزته لدى حكومة الجمهورية مما يتعلق بالبت في الحقائق المتصلة بحدود الجمهورية.
16 ) نظراً لضيق الوقت تجري المباحثات الخاصة بالخدمة العامة والمعاشات في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.
17 ) نظراً لضيق الوقت تؤجل المباحثات الخاصة بالديون المستحقة لحكومة صاحبة الجلالة والديون العامة المستحقة على مناطق الجمهورية والباقية حتى يوم الاستقلال، وتنظر في مفاوضات مستقلة في تاريخ مبكر بعد الاستقلال.
وقع عن الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل :
/ قحطان محمد الشعبي

وقع عـن المملكة المتحدة :
/ لورد أو. بي. شاكلتون ـ الوزير بلا وزارة.
/ هارولد بيلي ـ عضوالوفد
* *

______________________

( 96 ) كانت هذه الكلمات , قد قيلت فى حياته فى السبعينات , واليوم وبعد وفاته نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه , وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لشعبه من عطاء وتضحيات وأن يمنح أهله ومحبيه وأصدقاءه الصبر والسلوان , وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عذرا قحطان فقد كنت صديقا وخصما شريفا, ومناضلا متسامحا مع الجميع رحمك الله رحمة واسعة, وأسكنك فسيح جناته, وتجاوز عن كل سيئاتك وأخطائك.
(96 ) مكرر : بناء على رغبة وطلب الأستاذ نجيب قحطان الشعبى , فقد قمنا بإدراج ملاحظاته القيمة , وشهادات الأستاذ عمر الجاوى , فى مقام تصحيح الحقائق .
وإنصافا للحقيقة والتاريخ , فقد كان ذلك ممكنا , حيث ماكان الحق والعدل والأمانة والعفة , أمور مطلوبة لذاتها .
شكرا جزيلا أستاذ نجيب قحطان على ملاحظاتك , ونرجو أن يكون تصحيحنا قد أرضاك .
ولك التحية .
المؤلف

*****************

رد من نجيب قحطان الشعبى الى الكاتب عوض العرشانى

الأخ المناضل والكاتب القدير الأستاذ عوض العرشاني ...المحترم
تحية طيبة
تلقيت رسالتك بمنتهى السعادة والشوق لمعرفة أخبارك. وقد طالعت للتو الحلقتين23 و24 من كتابك بمنتدى ابين وكم سعدت أنك تقوم بالتعديل للإضافة وللتصحيح فالإنسان تتكشف له مع الزمن حقائق جديدة وانت كتابك صدر منذ أكثر من30 عاماً ولدي نسخة منه.
وبالنسبة للنقل من موقع الشهيد الرئيس قحطان الشعبي فأنقل ما شئت و أشكرك لإنك نقلت منه وأشرت في حلقتك إلى أنك نقلت منه فأنت أصيل لإنك تراعي أخلاقيات النشر والحقوق الادبية فالكثيرون نقلوا من الموقع دون أن يشيروا لذلك.
ورجائي يأخي العزيز أن تذكر في الحلقة24 (وكلما أمكن في الحلقات التالية) وبشكل بارز عنوان موقع الرئيس الشهيد قحطان الشعبي حتى يحاط القراء به, وهو http://www.qahtan-alshaabi.com
ولي بعض التصحيحات التي أرجو أن تقوم بها بالحلقات وبأية طبعة قادمة للكتاب وهي بصورة مبدأية كالآتي:
*** تذكرون بأن قحطان أعتقل في جبل حديد, والصحيح هو أنه أعتقل إنفرادياً بجبل منطقة الرئاسة بالتواهي( وفعلا المعتقل كان يطل على البحر وعلى ثكنات الشرطة العسكرية)
*** تشيرون إلى أن قحطان كمن فقد عقله في المعتقل وهذا غير صحيح على الإطلاق ( وفي عهد علي ناصر وبينما نحن ابائه ووالدتنا قد هربنا من الجنوب واستقرينا بالقاهرة, سمح علي ناصر للمرحوم الأستاذ عمر الجاوي بزيارة قحطان في أي وقت وكان يمضي معه ساعات في الحوار وفي بعض المرات اصطحب الجاوي بعضاً من الأدباء الذين كانوا يرغبون في محاورة قحطان) وعندم ألتقيت بالجاوي لأول مرة بصنعاء في الثمانينات بمقيل بمنزل باسنوة قال في المقيل"عند ذهابي لزيارة قحطان في المعتقل لأول مرة كنت أظن أنني سأجد إنساناً محطماً أنهكته عشر سنوات من الحبس الإنفرادي لكنني فوجئت به في معنويات أفضل من معنويات الناس خارج السجون ووجدته يتحدث ويناقش في مختلف الموضوعات ويمازحني ويضحك وبصراحة وجت أن قحطان يتمتع بنفسية رهيبة ولا كأنه محبوس منذ عشر سنوات وبعيد عن أسرته لقد أدهشني بحالته النفسية لم أجد في حياتي من يتمتع بمثلها )
فأرجو ياأخي العزيز أن تحذف كل ما كتبته بالكتاب والحلقات حول سؤ الحالة العقلية والنفسية لقحطان , وسأوضح لك من أين إجاءت إشاعة أن قحطان قد"تجنن" في المعتقل فهذه الإشاعة مصدرها سالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة وعبدالفتاح اسماعيل عضو المجلس الأمين العام للتنظيم الحاكم(الجبهة القومية) فقد توسط كثير من القادة العرب لدى عدن لإطلاق سراح قحطان الشعبي(عبدالناصر أولا,, ثم السادات توسط مرتين,جابرالأحمد أير الكويت الراحل والشيخ صباح الأحمد الأمير الحالي وكان حينها وزيراً للخارجية وقد توسطا أكثر من خمس مرات,الملك الراحل فهد بن عبدالعزيزعندما كان ولياً للعهد, الشيخ زايد, جعفر النميري ,معمر القذافي, ياسر عرفات, ثم الرئيس علي عبدالله صالح وتوسط مرتين: مرة لدى عبدالفتاح والأخرى لدى علي ناصر)
وكانت السلطة في عدن تتمسك بحبس قحطان لكنها كي تبرر رفضها للوساطات تدعي بأن قحطان قد تجنن بالمعتقل فالأفضل له أن يبقى بالمعتقل لأنه لو خرج فلن يعرف حتى أولاده! يأخ عوض لقد أبلغني بذلك أكثر من قائد عربي وآخرهم الرئيس علي عبدالله صالح في 1981عندما إلتقيته لأول مرة بصنعاء في أول زيارة لي للشطر الشمالي فقد سألني" هل صحيح أن والدك تجنن؟ فضحكت ونفيت ذلك وسألته لماذا؟ فقال : في1979 إلتقيت في الكويت بعد حرب الشطرين بعبدالفتاح اسماعيل وقد صار رئيساً لليمن الجنوبي وطرحت عليه موضوع إطلاق سراح الأخ قحطان الشعبي فقال الأحسن لقحطان ان يبقى بالمعتقل لأنه تجنن ولو خرج فلن يعرف أولاده! فقلت للرئيس: عبدالفتاح كذاب ولو كان قحطان تجنن لكانوا قد أطلقوا سراحه لكنهم يرتعبون من فكرة خروجه من الحبس وبالذات بعد أن قتلوا خالي فيصل في زنزانة مجاورة له عندما إعتقلوهما في البداية في معتقل الفتح بالتواهي.... لذلك صحح ياأخ عوض مانشرته من قبل أولا إنصافاً للحقيقة وثانياً حتى لا تعطي للنظام الشيوعي الإجرامي الدموي الذي كان قائماً بعدن منذ22يونيو1969 مبرراً لجريمتهم بحبس قحطان الشعبي مدى الحياة بدون محاكمة أو تحقيق أو حتى تهمة. وبإمكانك أن تنشربالحلقة وبأي طبعة قادمة من الكتاب ماتقدم (وعلى لساني لو تريد هذا) .
وفي الأخير, يشهد الله بأنك تبكيني ياعوض كلما قرأت في كتابك الجزء الخاص بفيصل, واليوم أيضاًَ سالت دموعي وأنا أطالع بمنتدى أبين مايخصه بالحلقة23 من كتابك.
هذا وتقبل تقديري وأطيب أمنياتي لك بالتوفيق والسعادة.


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:30 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:50 pm


--------------------------------------------------------------------------------


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (22)
الحلقة الثانية و العشرون
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
______



رابعاً : تحريف الشريعة الإسلامية
باصدار قانون لا مثيل له فى الأحوال الشخصية ؟




وسيراً مع الاتجاهات التحريضية لنشر الفساد , وإباحة الرذيلة , وتحريف الأديان وتشويه القوانين الوضعية, المتبعة والسائدة فى كافة الأنظمة . . والتى تأخذ بالشريعة . . أصدرت العصابة ما يسمى بـ : (قانون الأحوال الشخصية ) وجاء هذا القانون شاذاً وغريباً ونادراً فى مكانه وزمانه , حيث شرع الاتصال بين الجنسين, دون أن تكون ثمة ضرورة لتدخل رجعى اسمه( المأذون ) وفق ما يحلو لهم ترديده.(؟؟!! )
وفى حين يكون من حق الدولة , أى دولة . . وخاصة الدول العربية الإسلامية تنظيم أمور مواطنيها والأحوال الشخصية فيها , بما يتلاءم مع طبيعة الحياة وتقاليد وتطور مجتمعاتها . . بحيث لا يمس القانون الأصول العامة فى الشريعة الإسلامية – وإن كان يتكيف مع التطورات السائدة والمستجدة فى المجتمع , – إلا أن العصابة سلكت مسلكاً غريباً وشاذاً ، ما سمعنا فى عصرنا ، ولا قرأنا فى منطقتنا العربية, قانوناً جاء بمثل غرابة هذا القانون وانحرافه, وخروجه على تقاليد, وأعراف مجتمع ذلك الشعب . . ناهيك عن شذوذه وتحريضه وخروجه عن ضوابط الشريعة الإسلامية .
تحريم ومنع زواج الأقارب :
وبموجب قانون الأحوال الشخصية الذى ابتدعه نظام العصابة ويمنع زواج الأقارب ( إبن وبنت العم والعمة والخال والخالة ) . . الخ ، وبقدر ما يعتبر ذلك مخالفاً لكل النظم الوضعية السائدة لا فى المنطقة العربية فحسب ، بل فى العالم كله ، فإن هذا القانون فى جملته ، وتفصيله ، يعتبر مخالفاً شكلاً وموضوعاً لأصول وتعاليم الشريعة الإسلامية التى جاءت بقانون متكامل ومتسق , جعلت العالم كله يعترف بتقدمها وشمولها لتنظيم هذه الأحوال بما يتلاءم مع كل زمان ومكان .



عقد الزواج لا يتم إلا بواسطة التنظيم
واستحدثت العصابة بدعة جديدة – سيراً وراء نهجها الغريب والشاذ – فى منع عقود الزواج إلا بواسطة تنظيم الجبهة القومية ، ولا يحق للقاضى الشرعى أن يقوم بإجراءات تسجيل عقد الزواج إلا بإذن خاص من لجان الحى التابعة لتنظيم العصابة .
وهناك حالات الطلاق التى تفرضها العصابة على الزوج بمجرد حصول خلاف بين الزوجين دون مراعاة للشريعة الإسلامية كما أوردنا لذلك نموذجاً فيما سبق .
ومع ذلك فإن القانون فى جملته يحتاج إلى دراسة خاصة مستقلة ليس هنا مجاله ، وإنما أردنا فقط أن ننوه ونشير إليه فى معرض تناولنا هذا .





خامساً : تنظيم الحفلات الماجنة وإجبار
الفتيات على حضورها




ومن المآسى التى دخلت كل بيت وعمت كل أسرة تلك الحفلات الماجنة التى تنظمها العصابة للترفيه على شباب التنظيم ، وقادة العصابة بشكل منتظم ، فى المدينة وفى الأرياف ، سيراً وراء شعار : (تحرير المرأة ) الذى فهمته العصابة وطبقته بطريقة بدائية , فاقت فى سبقها ما انطلقت إليه الشيوعية فى سعيها نحو ( شيوعية النساء ) ! ! وإطلاق حرية الإتصال الجنسى بتراضى الطرفين .
ففى هذه الحفلات الماجنة يفرض التنظيم على كل الآباء فى الأحياء السماح لأبنائهم وبناتهم الحضور لتلك الحفلات حتى ساعة متأخرة من الليل أو إلى صباح اليوم التالى ، ويعتبر هذا الفرض أمراً لا يقبل النقاش وكل أب أو أخ أو ولى أمر يستنكر هذا المسلك يعتبر فى نظر الجبهة القومية رجعياً ومعادياً للنظام ، لأن هذه الحفلات الماجنة التى يمارس فيها العبث والمجون والعربدة والرذيلة جزء مهم من مبدأ تحرير المرأة ، ومن أساسيات ، ومقومات تنظيم العصابة الحاكمة .
بل أن العصابة سلكت فى هذا الصدد مسلكاً متقدماً وسبقت بذلك بعض دول الغرب المنحلة أخلاقياً . . حيث يطبق أعضاء وقادة العصابة سلوك ( تبادل الزوجات ) المنتشر فى الغرب . . ويحتفظ كل وزير أو مسئول كبير فى العصابة بـ : (منزل سرى ) لمثل هذه الحفلات الماجنة المنافية للقيم وللآداب العامة .
وكم هى كبيرة وكثيرة وعظيمة وشائنة أدبيات العصابة وتنظيمها القائد ! !
* * *
واما شعار ( تحرير المرأة ) الذى طبقته العصابة فى كافة المحافظات . . فكم من مآس باسم هذا الشعار حدثت ؟ ؟ وكم من جرائم باسمه ارتكبت ؟ وكم من أسرة نتيجة له فقدت عائلها . . سحلاً وقتلاً واختطافاً ؟ ؟ . وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ذلك أن شعار ( تحرير المرأة ) التى رفعته العصابة كمبدأ واجب التطبيق قد حطم البيوت ، ومزق العلاقات الأسرية ، وانحدر بالأخلاق ، والفضائل إلى الحضيض . . وقضى قضاء نهائياً على مكانة الرجل فى بيته ، وفى أسرته . . وفى مجتمعه وأنهى إلى الأبد – بالفرض والإجبار والإكراه – تلك القيود التى فرضتها نواميس الأديان وتقاليد المجتمعات ، وجعل من المرأة – أداة للمتعة الحرام – تقدمها لمن تشاء ، وفى أى وقت تشاء ، ويجعلها حرة طليقة شأنها شأن الرجل تمارس كل حرياتها ، بما فى ذلك الاتصال الجنسى ؟ . . ورفع كل القيود التى فرضتها الشرائع السماوية وضوابط التقاليد الاجتماعية العربية الفاضلة . . بما فى ذلك حضور الحفلات الماجنة . . واختيارها من تشاء من الرجال . . بل وتحريضها وتشجيعها على عدم الإحتفاظ ( ببكارتها ) وعذريتها .
المأساة . . يا سادة ليست هينة ، والمحنة ليست بسيطة إنها مأساة تتحدى نواميس السماء والأرض . . ومحنة للإنسان والقيم ، تتحدى فيها العصابة كل من يشعر فى نفسه بالغيرة على الفضيلة والأخلاق والدين ,
وتحت شعار تحرير المرأة ، مارست العصابة كبائر المنكرات ، متحدية بذلك قيم المجتمع وتعاليم الإسلام .
فقد أجبرت السلطات النسوة على الانضمام إلى اللجان النسائية فى مختلف المراكز بالمحافظات ، واخرجن بالإجبار ، تحت شعار ما يسمى بالمبادرة الجماهيرية ، دون حجاب مع أفراد الميليشيا إلى الشوارع فيما يشبه النزهة أو التقاط بعض الحجارة ، من الطرقات وفق ما سموه ( بتجسيد دور المرأة ) فى المجتمع الجديد وتكسير القيود الرجعية .
وفى المناطق التى احتج فيها الرجال ، ورجال الدين بالذات على هذه البدع ، وهذا الانحلال ، كان السحل والاختطاف هو الرد الثورى للعصابة على هذا الاحتجاج .





صفحات سوداء من جرائمهم




ومن جرائمهم السوداء نقدم فيما يلى مأساتين إنسانيتين تتحدى أراجيفهم ، وتتحدث عن صفحات سوداء من جرائمهم الآثمة . . وتعبر كل منهما عن طبيعة النظام الإرهابية وهويته الفاشية ، والنازية والعدمية .
المأساة الأولى :
تعالج قضية مواطن خدع بالشعارات فسلبته العصابة ماله وحياته
المأساة الثانية :
يرويها مواطن بنفسه عاش على أمل تحرير بلاده ، من الاحتلال لينعم بمكاسب الاستقلال , فشردته العصابة وحرمته من أهله وأسرته .
* وكلا المأساتين تعبران بوضوح عن مآسى الآلاف ، من أبناء هذا الوطن الذى بلى بالعصابة ، وابتلى بالمأساة .
ولنستمع معا إلى هذه الصفحات ، من التاريخ الأسود ، بقلوبنا وعقولنا معا , ويهما نسدل الستار عن مشهد تراجيدي آخر ، من مشاهد الإرهاب وحكم الظلام , وقانون الغاب ، فى نظام ينتمى زيفا إلى المنظومة العربية ، وهو فى حقيقته أداة عاملة فى المنظومة المشايعة للشيوعية العالمية ومخلب من مخالب الاستعمار السوفيتى الجديد فى المنطقة العربية .

المأساة الأولى :
قالوا لها هذا المجنون هرب إلى الشمال !
* وهى واحدة من المآسى التى يعيشها كل يوم أبناء شعبنا فى الجنوب اليمنى المنكوب بحكم عمليات الجبهة القومية ، ومشهد تراجيدى حقا من مشاهد المأساة الرهيبة .
* إنها مأساة شاب من مواليد ( المحافظة الخامسة ) . . جمع كل ما أدخره والده من مال ، وكان حصيلة العمر كله ، وأقنع هذا الشاب والده المسن ، والذى يعول عائلة كبيرة عدد أفرادها خمسون شخصاً . . اقنعه بأن ما جمعه من مال يجب أن يستثمر داخل الوطن بدلاً من إخفائه وتهريبه .
وبعد أن أقتنع الوالد العجوز ، شدد على ولده بأن عليه أن يحافظ على هذا المال فلا يبذره أو يلعب به ، فضياعه سيعرض كل أفراد العائلة الكبيرة إلى الجوع والمهانة .
وسافر الشاب إلى عدن متأثراً بدعايات حكومة الجبهة القومية التى ما برحت تردد حول تشجيع وحماية استثمار رأس المال الوطنى لبناء الوطن .
وذهب الشاب المتحمس لبناء بلاده إلى العاصمة ( عدن ) للاتصال بالمسئولين هناك ، فأشاروا عليه باستئجار الكازينو – المعروف
( بكازينو شاليمار ) – فى منطقة ( خورمكسر ) ، واشترطوا عليه أن يدفع إيجاراً باهظاً ، لفترة تنفيذ العقد , ومدتها خمس سنوات مقدماً ، ثم طلبوا منه أن يشترى الأثاث القديم ، بثمن باهظ ، وإعادة ترميمه ، فضلاً عن إلزامه بإضافة أثاثات جديدة ، واستيراد بعض المعدات الحديثه من الخارج ، وترميم الكازينو وتجديده قبل الإفتتاح . ثم طلبوا منه أن يستأجر ( كازينو المنارة ) الصغير الكائن بجوار الإستاد الرياضى فى مدينة ( كريتر ) .
واتصل الشاب المذكور ، الذى نحجم عن ذكر إسمه لأسباب كثيرة ، اتصل هذا الشاب بوزير الإسكان لغرض استئجار منزل فى عدن ، حتى يأتي بزوجته وأولاده ، من المحافظة الخامسة ، للإقامة معه فى المحافظة الأولى ، فسلموه أحد البيوت التى كانوا قد أستولوا عليها .
وكان بناء البيت المذكور لم يكتمل بعد . . فقال له وزير الإسكان :
( أكمل بنائه وسنعتبر تكاليفه مقدم إيجار ) ؟ ؟ وعلى مضض لم يكن أمام هذا الشاب المسكين إلا أن يقبل هذا الإكراه بعد أن تورط فى كل ما دفعه من مبالغ طائلة لمشروع (كازينو شاليمار وكازينو المنارة ) .
إلى هنا والمشهد . . – مشهد التراجيديا – لا يزال عادياً جداً ، غير أن المشهد بعد ذلك بقليل بدأ يتصاعد نحو التعقيد .
فبينما كان الرجل يعقد آماله على استثمار أمواله التى تكبدها ، بالاستفادة من المشروعين بعائد وبدخل يمكنه من الصرف على أسرته ، واستعادة نفقاته . . وإذا بفصل جديد من فصول الاستنزاف والابتزاز تبدأ مشاهده حابطة كل آماله ومخيبة كل رجائه .
أحد كبار رجال الحكومة والتنظيم يدلف إلى مكتبه ويطالبه بأهمية تزويد رجال الحزب الكبار بصناديق مجانية من الخمور . . على الحساب ؟ ؟ والحساب هنا نوع من الحماية والتغاضى عن المخالفات ؟
وعند افتتاح الكازينو بدأ موظفو ( جهاز أمن الثورة ) وبعض أعضاء التنظيم ، يسهرون كل ليلة ، ويشربون ، ويأكلون ولا يدفعون شيئاً . . وتدون كلمة على الحساب من جديد ؟ ؟ ؟
وبعد فترة .. بدأ الشاب المذكور ، يدرك أن كل دخله لا يفى بكل هذه الطلبات ، فقدم طلبات بدفع الحساب ، لكنها ذهبت مع إدراج الرياح . . ثم بدأ يشكوا إلى من كان يعتقد أنهم سينصفونه ، فلم يجد رداً على شكاواه فحسب ، ولا توقفاً للطلبات على الحساب ؟ وضاق الرجل ، وتذمر ، وبدأ يسخط على الجميع فى حين سيطرت وظهرت على ملامحه سحنة الكآبة ، ومؤشرات المرض العصبى .
ونصحه بعض الناس ، أن أتصل بفلان ، وزعطان ، فإنهم لن يقبلوا بهذا الوضع ، واتصل المسكين ، وكان الجواب خطفه واختفائه عن الأنظار . . ؟ .
وعاش فى المعتقل ستة أشهر تعرض خلالها لكل أنواع التعذيب . . ثم أفرجوا عنه على شرطين :
أولا : التنازل عن كازينو شاليمار ؟
ثانياً : أن يقول أنه كان فى فترة اعتقاله بالمحافظة الخامسة فى زيارة للأهل ؟
وخرج المسكين من المعتقل ليجد أن البيت الذى أكمل بنائه من ماله الخاص قد سكنت فيه أسرة أحد أعضاء التنظيم ، وعندما اشتكى من جديد قالوا . . إن أحداً لم يكون مفوضاً بإعطائك هذا المنزل ، وعندما قال ولكن وزير الإسكان نفسه ؟ ! أجابوه حتى الوزير . . ؟ ؟ قال . . إذا من . . ؟ قالوا . . لا أحد ؟ ؟ .
فى كازينو( المنارة ) الذى تبقى له كان يدمن الشراب عله يخفف مأساته ، ثم بدأ تحت تأثير الشراب يشتم ويشرح مأساته . . فأخذوه وضربوه . . وجاءت زوجته من المحافظة الخامسة تبحث عنه . . قالوا لها . . إنه مجنون .
وفى مستشفى المجانين ( مصحة السلام ) بالشيخ عثمان ، ذهبت الزوجة ، وكان منظراً مأسوياً بشعاً . . كان ضمن المئات من شبه العراة من المجانين والغير مجانين ؟ ؟ .
قالت له الزوجة . . ماذا فعلت بنفسك ؟ . . فرد عليها وهو يبكى ويرتعش بل ماذا فعلوا بى . .؟ أنا جوعان ؟ .
وفى الزيارة الثانية ذهبت زوجته ببعض الأكل ، فإذا بكل نزلاء هذه المصحة يشاركونه الطعام . . قائلين . . نحن نموت جوعاً هنا ؟ ؟ .
ولم تتحمل الزوجة الوفية هذا الحال البشع الذى آل إليه حال زوجها فغامرت وهربته بعيداً عن أعين الممرضين وأخذته . . وما إن بدأ يستعيد قواه حتى لاحقوه وهو يسير فى أحد شوارع العاصمة واختطفوه ، بعد أن أطمأنت العائلة أن أحداً لن يطرق بابها سائلاً عنه . ؟
وعندما عادت الزوجة تسأل عنه . . قالو لها : ربما يكون هذا المجنون قد هرب إلى الشمال ؟ ؟ .
وعندما لم يجدوا أى أثر له فى الشمال . . ذهبت زوجته إلى عميد الأسرة العجوز – والد الضحية - فى المحافظة الخامسة . . فما كاد هذا الشيخ العجوز يسمع قصة مأساة ولده حتى سقط مغشياً عليه مودعاً الدنيا كمدا وحسرة على ماله وولده .
وناحت العائلة . . من لنا يارب ؟ ؟ وكان مناحها هذا هو مناح كل بيت فى الجنوب .
( أيا رب العالمين رحمتك . . ويارب لطفك . . لأنه لم يعد لنا سواك يارب العالمين ) .
وهكذا أسدل الستار عن هذه التراجيديا – الملهاة والمأساة .

* * *



[
المأساة الثانية




مأساة إنسان يرويها بنفسه (91)
حائط برلين فى أرض العرب
أقامت ألمانيا الشرقية بناء حائط برلين . . لمنع الهجرة والتسلل إلى ألمانيا الغربية . والقصة معروفة لكل إنسان حول بناء حائط برلين . . وما جرى من أحداث دامية حوله . . ولكن للقصة وجه آخر ؟ ؟ .
لقد انطلقت الشرارة الأولى من جبال ردفان على بعد 30 ميلا من العاصمة عدن لتحرير الوطن من الاستعمار البريطانى . . فى اليوم الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1964 فمن الريف بجباله العالية ، وبادية العرب الواسعة من أقصى جنوب الجزيرة العربية ، دخلت الثورة المسلحة إلى مدن المكلا ، وسيئون وتريم ، فى الجنوب العربى فإلى كريتر ولحج ، وجعار . .ثم إلى الشاطئ الذهبى بمدينة (استيمربوينت ) حيث كانت أضخم قاعدة بريطانية لقيادة قواتها فى الشرق الأوسط وكانت قصة هذا الإنسان ؟ ؟ .
كان طالباً فى المرحلة النهائية فى المعهد التجارى العدنى . . وتخرج فى نفس السنة التى انخرط فى صفوف الثوار . . . ووجد نفسه موظفاً فى إحدى الشركات الأجنبية . . فخاض معركة التحرير مثل أى شاب شعر بذل الاستعمار لكيانه الوطنى والقومى . . ولكنه لم ينس إنسانيته وما جرى عليه العرف . . فى تكملة دينه بالزواج ، وهكذا أنجب طفلتيه بين أزيز الطائرات وطلقات المدافع . . ولعلعة الرصاص . . وهو يخوض المعارك بجانب رفاقه حتى جاء الاستقلال . . ثم حلت المأساة . . فرفيق السلاح بالأمس . . أصبح عدواً يجب تصفيته جسدياً اليوم . .
وسفكت الدماء فى الحروب الأهلية . وجاء الاستقلال ! ! .
الأنوار تتلالأ ، والزينات تقام . . وإذاعة وتلفزيون عدن يبثان الأغانى والخطب الحماسية عشية الاستقلال . . وصاحبنا مع قافلة طويلة من قوافل العرب المشهورة فى رحلتى الشتاء والصيف . . تشق طريقها خارج الحدود . . إلى عاصمة ملكة سبأ بلقيس . وعلى مشارف سدها العظيم مأرب . . كان والجميع يعبرون جسر الحياة ، يفكر فى حياته ، مردداً الجملة المشهورة ، عن الصراع على الحكم فى عالمنا العربى ، حيث القوى المختلفة لا تفكر إلا فى تصفية بعضها (92) .
وظهرت أنوار صنعاء . . وصاحبنا مستغرق فى تفكيره فهو رب أسرة ومسئول عن إعالة عائلة ، وقد تمكن بعد البحث الطويل من الحصول على عمل فى إحدى إمارات الخليج ، ولما طلب من عائلته ، أن تنضم إليه جاء رد السلطة بالمنع . وهكذا سنت القوانين ، لحرمان الآلاف من البشر من العائلات والأمهات والزوجات بالانضمام إلى آباءهم وأزواجهم وأهاليهم ، الذين فرض عليهم التشرد . .
وتشدقت 124 أمة بحقوق الإنسان ، فكان حائط برلين أو الوجه الفضى من قصتنا ( ؟ ؟ ) . (93)
عزيزى القارىء /
ابتداء من الحلقة القادمة وما بعدها , سنقدم جديد المعلومات وقديمها من خلال شخصيات بارزة وقيادية عليا فى تنظيم الجبهة القومية , ويندرج هذا العرض القادم تحت عنوان : الرفاق وطنيون أم خونة ؟؟؟
نرجوك عزيزى القارىء , نظرا لأهمية ما سيرد فيها , أن توافينا برأيك السديد - إذا أحببت – لندرجه تحت الأضواء , فى الحلقات اللاحقة .
وتقبل تحيات المؤلف, وبلا حدود .
فإلى الملتقى إن شاء الله تعالى وقدر



______________________


(91) هذه المأساة رواها المواطن اليمنى القبطان محمد على المدى الموظف اليمنى المغترب فى دولة الإمارات العربية المتحدة لمجلة الحوادث فى عددها 940 الصادر فى 15/11/1974 وهو كفاءة علمية مهاجرة ترك البلاد فى عهد الرفاق الدموى, وفى ذروة السطو والخطف والخنق والغدر والاعتقال والسلب , والنهب , والمساس بالأخلاق العامة , فضلاً عن التعذيب والاغتيال والفساد والإفساد , الذى قرأتموه فى الحلقات السابقة , والذى ستتصفحون جديده فى الحلقات التالية. .

(92)سنتعرض لكل ذلك إن شاء الله فى كتابنا القادم : ( مؤامرة التاج ) أو قصة المؤامرة البريطانية بالتواطؤ مع الجبهة القومية على جنوب اليمن.

(93)إقرأ قريباً القصة الكاملة لحوادث ومآسى الإنسان اليمنى إبان تسلم الجبهة القومية للسلطة عشية الاستقلال وما بعدها . . إقرأ جنة الفردوس الموعودة التى ينادى بها الشيوعيون . . قصة العطاء والتضحية ، والحب ، والبذل والنضال من أجل الوطن فى روايتنا الانسانية ( أحزان نوفمبر) التى نشرت فى وقت سابق.

*****************


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 9:54 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:51 pm


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (21)
الحلقة الحادية و العشرون
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
______




الفصل الرابع

الجستابو . . ومآسى كل بيت !



تمهيد:
ما سيرد فى هذا الفصل من مآس إنسانية وجرائم إرهابية إنما تعطى فقط نماذج ومشاهد سريعة لحقائق ووقائع ومآس ( حقيقية ) وقعت بالفعل ، فالخيال ليس له دخل فى الحقائق .
وقد لا يسعفنا المجال هنا لحصر كافة المآسى الدامية والجرائم البشعة الرهيبة التى تعرض لها كل بيت فى الجنوب . . ولكننا مع ذلك سنحاول أن نقدم خلاصة منتقاه لآلاف الحالات والمآسى التى لامست الواقع .. ولا زالت آثاراها ماثلة للعيان . . كجرح نازف كما هو حال شعبنا ومآسيه.
معنا . . يا من تحرصون على قيم الإنسان ، ومثل الحياة فى رحلة شاقة . . ومثيرة ومفجعة . . ومؤلمة.
وإلينا . . يا أنصار الحقيقة بعقولكم وقلوبكم . . فنحن هنا مجرد مقررين لا منشئين . . وشاهدين لا مختلقين .
ومع ذلك فإننا نحاول مجرد محاولة أن ننقل إليكم الصورة بأمانة وموضوعية وتجرد .


* * *



التحريض على الجريمة ..




لقد نشرت العصابة الحاكمة فى عدن الفساد ، وعممت الجريمة وحرضت على هتك الاعراض ، وانحلال الأخلاق ، ونظمت الدعارة وفرضت المجون والإباحية ، وحرفت الشرائع السماوية ، وشوهت قيمها وتعاليمها بقوانين وافدة للأحوال الشخصية ، لا تمت إلى القوانين الوضعية الانضباطية بشئ ، بل وتتعارض جملة وتفصيلاً حتى مع العادات والقيم العربية الأصيلة المتعارف عليها والسائدة فى منتطقتنا العربية .
وأباحت الزواج والطلاق على مزاج العصابة وأهواء زبانيتها واقامت الحفلات الماجنة ، والليالى الحمراء ، بالتغرير بالقاصرات ، من الفتيات وتهديد أسرهن إذا لم يسمحو لهن بممارسة حرية اللهو الماجنة والمتعة الحرام والترفيه المرذول لرجال التنظيم الجبهاوى وزبانية العصابة .
وأشاعت الانحلال والتفكك الأسرى ، وأودت بمسلكها هذا بمئات الأسر ، إلى حضيض الانهيار ، والسقوط ، وإلى مزالق الإنحراف و الجنون و الموت .
وجعلت من الاتحاد النسائى وكرا لتنظيم المجون ، والإباحية والدعارة المنسقة ، ودفعت بمئات الأسر المحافظة ، إلى الابتذال والرذيلة تحت شعارات ( تحرير المرأة ) وأودت بمسلكها هذا بمئات الحالات إلى الانتحار أو الطلاق ، وأحياناً ودعتهم العصابة بهدوء إلى الدار الآخرة . !
وهذا هو المدخل الطبيعى إلى رحلتنا التى تبدأ الآن مع جرائم هتك الأعراض ، والتحريض على الإنحلال والإجبار على ممارسة الرذيلة ، وتحريف الشرائع السماوية ، وتنظيم الحفلات الماجنة ومآسى كل بيت ، فى جنوبنا اليمنى ، فى مشاهد ، ومواقف ومآسى إنسانية بشعة ومروعة .
وحرصاً على سمعة العائلات فإننا نمتنع هنا عن ذكر أسماء الضحايا ونكتفى فقط بذكر مكان الجريمة




أولاً : مآسى الأعراض

المأساة الأولى
راودوها عن ابنها وابنتها . .



وكانت هذه المأساة !
** حدثت المأساة فى شهر ديسمبر سنة 1972 ، فى مدينة كبيرة من مدن المحافظة الثالثة بالمديرية الشرقية .
أبطال هذه المأساة رجال ( الجستابو ) أو ما يسمى ( بجهاز أمن الثورة ) وضحاياها سيدة عجوز وابنها وابنتها العذراء القاصر .
* وتبدأ المأساة بفجيعة الأم التى فجعت باختطاف زوجها واعتقاله . . وكلت السيدة العجوز من البحث ، عن مكان اعتقال زوجها ، أو مصيره الذى انتهى إليه . . ولكنها لم تفلح . . وذات مساء داهم منزلها فجأة شخصان من جهاز الجستابو فى تلك المديرية . . وعلى الفور دار الحديث حول زوجها المفقود .. فقيل لها أنهما يستطيعان مساعدتها فى إطلاق سراحه ، بشرط واحد فتهلل وجهها فرحاً ، وقالت لهما أنها تضع كل شىء تحت تصرفهما . . ولكن شرطهما كان غريباً ، ونابياً عن الأخلاق ، وعن طبيعة العلاقات الإنسانية ، والأسرية السائدة فى مجتمع محافظ كمجتمع الأرياف ، ومدن الجنوب المحافظة .
قالوا لها قدمى لنا ابنك الصغير وابنتك العذراء ، فى مقابل الوعد بإطلاق سراح الزوج المعتقل ، والذى كان حقيقة قد قتل ، على يد العصابة فى المجازر والمذابح الجماعية التى نظمتها العصابة ، لمعظم المعتقلين فى سجونها .
وقاومت السيدة العجوز ، منطق الزبانية الغريب ، وأوقفت الدهشة والذهول حركتها ، ولسانها عن النطق .
وفى هذا الوقت كان وحوش العصابة ، وزبانية الإنحلال والفساد ، يمارسون الاعتداء ، والاغتصاب للفتاة القاصر والفتى القاصر ، بالقوة والإكراه ، أمام أمهما ، فقد أغمى عليها من هول الجريمة . . وبشاعة المنظر .. وفظاعة المصاب ! ! .
وأما نتائج المأساة التى حلت بهذه الأسرة ، فهى أبلغ أثراً وأعمق فجيعة ، من قدرتنا على تصويرها وتجسيمها ، آثاراها هناك لا زالت باقية . . مع بقاء وتكرار هذه المآسى ، مع كل زوجات ، وإخوات وبنات كل ضحايا العصابة من القتلى والمعتقلين والمخطوفين ! !.




المأساة الثانية

اغتصبوها . . وصرعوا خطيبها !



وقعت احداث هذه المأساة فى يناير سنة 1973 فى إحدى مدن المناطق فى إحدى المحافظات الشرقية أيضاً :
كانت فتاة جميلة ، عفيفة ، من أسرة قبلية كريمة ، رأس مالها شرفها . . وأى مساس بهذا الشرف تسيل من أجله الدماء أنهاراً لتطهر به دنس الاعتداء .
وسيراً وراء الأساليب الإرهابية ، والتصفيات الجسدية ، التى مارستها العصابة ، وبالجملة ضد المواطنين فى هذه المنطقة اعتقلت العصابة أخاها وقتلته ضمن مجموعة من مجموعات القتل الجماعى ، دون أن تعرف الفتاة وأسرتها مصير عائلها الوحيد .
وبعد تنفيذ قتله ، طرق دارها مسئول كبير ، من المخابرات العسكرية ، وأحد المجرمين المنفذين لعمليات الاختطاف والقتل الجماعى ، وبينما أمها تفتح الباب . . إذا بهذا الإرهابى المتوحش يطلب منها وبدون – حياء – أن تسلم له ابنتها المخطوبة لأبن عمها ليفترسها . . مقابل زعمه الخادع بإطلاق سراح أخيها ! .
وصرخت السيدة أم الفتاة فى وجهه بغضب وثورة . . ولكنه هددها بالسلاح بأن تبقى بلا حراك . . واقتاد الفتاة بالتهديد وأغتصبها فى منزلها .
وعندما حضر خطيبها – وهو ضابط بالقوات المسلحة – اعترفت له بما حدث ضاربة يدا فوق أخرى ، فثار الرجل وفسخ خطبته من الفتاة . . وصمم على الانتقام لعرضه .
وعلمت العصابة بما ببيته الرجل فصرعوه قبل أن يتمكن من الفتك بهم .
وهكذا نكبت أسرة بكاملها . . قتلا . . واعتداء . . وضياعا . . وهكذا هى أيضاً أخلاق الرفاق . . وهذا هو نهجهم الثورى ! ! ومسلكهم اليومى وانجازاتهم ومكتسباتهم العقائدية ! ! .




المأساة الثالثة

انهارت الزوجة . . وضاع الأطفال !



هذه المأساة المفجعة حدثت وقائعها الأليمة فى عدن بالمحافظة الأولى فى مارس سنة 1973.
· بطلها ضابط من الجستابو .
· وضحاياها زوج وزوجة وثلاثة أطفال . . وضياع وتشرد إلى الأبد .
· وتبدأ المأساة عند اعتقال العصابة لعائل هذه الأسرة الوحيد ، والتخلص منه بالقتل . . ضمن سلسلة الجرائم الإرهابية التى نفذتها العصابة لآلاف الحالات المماثلة التى أشرنا إلى بعضها فى الصفحات السابقة .
وكانت الأسرة المكونة من زوج وزوجة وثلاثة أطفال يعيشون عيشة طبيعية ومستقرة . . ككثير من الأسر والعائلات القاطنة فى مدينة عدن . . إلى أن جاء زبانية الإرهاب . . ومروجى الفساد . . وصانعى الظلام . . فحولوا حياة المئات من هذه الأسر إلى الضياع والتفكك والتشرد . . ورزايا الحرمان والخوف والهوان .
وفقدت الزوجة باختفاء زوجها ، مورد رزقها وإعالة أطفالها ، وطرقت كل الأبواب فلم تجد من يسمعها ، ولكن الجميع من أفراد العصابة ، كان يراودونها عن نفسها .
وذات يوم دخل عليها ضابط من جهاز أمن الجستابو وراودها عن نفسها . . ووعدها بأن يحمى زوجها من القتل ، وإطلاق سراحه إذا هى سلمت نفسها إليه, وقاومت الزوجة هذا المنطق . . ولكن الرجل هددها بأن مصير زوجها بيده ، ومرهون بقبولها الخضوع لرغباته الشاذة بالرغم من تأكده بأن زوجها قد قتل .
وفى لحظة ضعف الإنسان . . أى إنسان ، كان الوحش قد أخذ مأربه ، وفى هذه اللحظة قال لها بصلافة – الأن – يجب أن تعرفى الحقيقة . . ( إن زوجك قد فقد من معسكرات الاعتقال ، وما عليك إلا أن ترتبى أوضاعك الجديدة بشكل آخر ! ؟ ) .
وهنا أصيبت الزوجة بإنهيار ( عصبى حاد ) ونقلها الجيران بعد ذلك إلى ( مصحة السلام ) للأمراض العقلية حيث عاشت هناك ( حالة من الجنون المطبق ) ولا يعلم مصيرها حتى الآن .
وهكذا تشردت أسرة . . وضاع أطفال . . ونكبت الإنسانية وقتلت الفضيلة . . وكانت المأساة ، ليست فقط مأساة امرأة واحدة . . ولكنها مأساة تتكرر لمئات الحالات المماثلة فى ظل النظام الذى يهدم فى حين كان ينبغى أن يبنى وينشر الرذيلة فى حين كان يمكن أن تتأكد الفضيلة . وضاعت القيم وتاهت الحقيقة . . وسط أراجيف الباطل وحبائل الظلام .
ألا لطفاً بالإنسان . . لقد امتهنت كرامته ، وانحدرت قيمته إلى مستوى التروس والأرقام . .
رحمتك يارب . . فأنت القوى . . وأنت القادر . . ولك فى النهاية الأمر . . وأنت المستعان .


* * *



المأساة الرابعة

أختطفوها واعتدوا عليها لرفضها
الزواج من أحد أفراد الرفاق




حدث وقائع هذه المأساة فى زنجبار بالمحافظة الثالثة فى صيف 1973 أبطالها زبانية العصابة لما يسمى بالقيادة المحلية للتنظيم السياسى فى أبين .
وضحيتها فتاة قاصر ذنبها الوحيد أنها من إحدى الأسر الكبيرة والمحافظة والتى أطلق عليها الرفاق ( عناصر الإقطاع ) .
كانت الفتاة بنت السابعة عشر ربيعاً من أجمل بنات المدينة تعيش فى منزل والدها ككثيرات من الفتيات عيشة عادية طبيعية . . وذات يوم تقدم لخطبتها أحد أفراد العصابة فرفضت الزواج منه .
ولم ينس هذا الرفيق هذه الإهانة ، فأقام الدنيا وأقعدها ، وألب تنظيمه على هذه الأسرة ، التى سبق للعصابة أن صادرت ممتلكات والدها واعتقلته مراراً .
وذات مساء من صيف 1972 قررت العصابة فى زنجبار اختطاف الإقطاعية من منزلها بالقوة من بين أسرتها . . وتعاقب الوحوش على هذه الفتاة ( بسادية ) فقدت إثرها أعز ما تملك أية فتاة ! ! .
ولكن العصابة لم تكتف بهذا ، بل أودعتها دار السجينات فى( باجدار ) ومارست معها داعرات الدار كل أنواع العذاب . . والوسائل المنافية للأخلاق والآداب العامة . وأرغموها على تسجيل اعترافات ملفقة لتبرير اعتقالها وسجنها وممارسة كل رغباتهم الشاذة عليها فى معتقلها والتى لا نعلم عن مصيرها شيئًا حتى هذه اللحظة .

* *



ثانياً : مآسى التحريض على الفساد

المأساة الأولى
قتل الزوج زوجته وانتحر . . وكانت المأساة !



هذه المأساة حقيقية وقعت بالفعل وليست قصة مختلقة من صنع الخيال ، فالخيال ليس له دخل فى الحقائق .
وقعت أحداث هذه المأساة فى حى المعلا بعدن والزوج صائغ ذهب . . من يافع نحتفظ بأسمه لنفس الاعتبارات السابقة
* * *
* بدأت أحداث هذه المأساة عندما قامت مجموعة من عضوات ما يسمى بالإتحاد النسائى للعصابة بعدن باستدعاء هذه الزوجة وتهديدها باختطاف زوجها إذا هى لم تحضر الاجتماعات والمحاضرات والرحلات والحفلات الماجنة التى ينظمها هذا الاتحاد فى كافة الأحياء باعتبار أن الزوج هو الذى يمنعها . . والمرأة أم لعدد من الأطفال اكبرهم فتاة تدرس فى المرحلة الاعدادية ، وقد كانت المرأة تعتذر عن تلبية دوات الاتحاد النسائى ، ولكن عندما زاد الالحاح عليها من قبل العضوات بعدما وصل إلى يقينها انهم سيختطفوا زوجها بالفعل ، أخبرت المرأة أمها بالخبر واضطرت أن تذهب إلى ( مقر الاتحاد النسائى ) لتستمع إلى محاضرة . . وهكذا بدأت تتغيب يوما فى الأسبوع خفية من زوجها .
* وذات يوم وهى فى مقر الاتحاد النسائى قررت العضوات القيام برحلة إلى مسبح ( حقات ) ورافقتهن ، وهناك خلعن ملابسهن واستبدلنها بمايوهات ذات القطعتين وكثر الالحاح عليها لتقتدى بهن وفعلا خلعت ملابسها ، وعملت كما عملن ولسوء حظ المرأة ، فقد كان الرجل المسئول عن ( المسبح ) أحد أقرباء زوجها ، وسارع إلى كاميرا ( بولارويد ) والتقط لها صورة بالمايوه ، وأرسلها مع حارس المسبح إلى زوجها ، فى الدكان الذى يعمل به .
رأى الزوج الصورة وجن جنونه وتوجه إلى بيته ولم يجدها ، فسأل عنها أمها فحاولت أن تختلق الاعذار ، ولكنه عرض عليها الصورة فبكت الأم وأخبرت الزوج أن أبنتها عملت ذلك ( للحفاظ عليه والخوف من اختطافه أو قتله ) .
وتوجه الزوج إلى مقر ( تنظيم الجبهة القومية ) فى الحى ، وأخبرهم أنه شاهد بعذ الأفراد يقتفون أثره بينما بعض أعضاء الاتحاد النسائى يقنعن الزوجة لتكون بهذه الصورة ، ووضع الصورة أمام المسئول التنظيمى ، وهو يبكى على زوجته ، وحاول المسئول – الذى هو فى منطقة الزوج – أن يهدئ الزوج وسلمه مسدساً ليحمى نفسه .
عادت الزوجة إلى بيتها من المسبح ، بعد أن غادرت أمها البيت بحثاً عن قريب أو صديق يصلح بين الزوجين اللذين كانا يعيشان مع أطفالهما فى حب وهناء ونظر الرجل إلى زوجته ونظرت إليه وعلمت أنه عرف القصة ، أخرج لها الصورة وهو يبكى فحاولت أن تفتح فمها لتشرح له ، ولكنه عاجلها بطلقة من مسدسه بين عينيها الدامعتين وسقطت ، ووجه المسدس بعد ذلك إلى رأسه وقتل نفسه . . وعادت الأبنة من المدرسة فى المساء لترى أباها وامها جثتين هامدتين والدماء تملا الغرفة وبكت ما استطاعت أن تبكى وتوجهت إلى المطبخ وشربت كمية من الـ ( د . د . تى ) ولحقت بوالديها بعد خمسة أيام ، بعد أن فشل الأطباء فى إنقاذها .
وهذه هى المأساة . . تتكرر كل يوم لعشرات الحالات المماثلة ، إنها ليست نهاية كل شئ . . ولكنها بداية لأى شئ . . وما خفى كان أعظم .

* * *



المأساة الثانية

إجبار الزوج على طلاق زوجته
وطرده من منزله ! !




هذه المأساة حدثت فى مدينة التواهى بالمحافظة الأولى وتحدث كل يوم لآلاف الحالات المماثلة .
تبدأ وقائع هذه المأساة – بخلاف عائلى – حدث ويحدث كل يوم بين العائلات والأسر ، ومع ذلك فمأساتنا هذه تعكس وتجسد حقيقة المعالجات اليومية للعصابة ، وتدخلها فى شئون العائلات ، وفرض انحلالها ، وتصوراتها الماجنة ، على كل مواطن يقع ضحية من ضحايا التطوير الثورى إياه ! ! .
كانت الأسرة تعيش حالة من الوئام ، وذات يوم حدث خلاف طارئ بين الزوج وزوجته . . وعلمت العصابة بالأمر فتدخلت وفرضت على الزوج تطليق زوجته بدلا من أن تعمل على إصلاح ذات البين بينهما ، وإنهاء الخلاف ، وجمع شملها من جديد بل على عكس ذلك سارت الأمور ، وتحت تهديد تنظيم العصابة طلق الزوج زوجته ، وعلى الفور أمرت العصابة بطرد الزوج من منزله ، الذى يملكه والده العجوز ، وقد تأثر الوالد من هذه الجريمة ( المركبة ) فمات كمداً بعد أسبوع من ذلك الحادث الأليم . وكان العجوز ضحية هذه المأساة .
وكم من مآسى وقعت وتقع كل يوم . . شبيهة ومناظرة لهذه المأساة الأليمة .


* * *



المأساة الثالثة

إجبار السكرتيرات على
تقديم المتعة للرؤساء ! ! (89 )





تربت فى أسرة متدينة وأكملت تعليمها الثانوى ، وشاء قدرها التعس أن تفقد عائلها الوحيد ، فى نهاية المرحلة الثانوية ، وكافحت الفتاة إلى أن تخرجت وطرقت الأبواب باحثة عن عمل . . وفى كل مكان كانت تلجأ إليه كان ذئاب العصابة يراودونها عن نفسها .
وشاء حظها التعس والبائس أن قبلت فى إحدى الوزارات ، وهناك قيل لها أن من أهم واجباتها إرضاء الرؤساء وتقديم المتعة الحرام لهم ، وقاومت الفتاة ذات الثمانية عشر عاما مقاومة الأبطال . . ولكنها هددت ( بالرفت ) من العمل إذا استمرت فى مكابرتها . . وسقطت الفتاة فى ( شباك الذئاب ) وانتهى بها الحال كما انتهى بالمئات من قبلها إلى حبائل الرذيلة ومزالق الإنحراف والفساد ! ! .
وهذه المأساة التى نحرص على عدم ذكر ضحيتها تجسد حالة لمئات الفتيات العدنيات فى المدينة . . حيث انتهجت العصابة أسلوب الإجبار الصريح على كل السكرتيرات بممارسة ( الرذيلة ) والتحريض عليها بشكل لم يعد اليوم من الأسرار فى عدن .
ففى كل وزارة ترى عشرات ومئات الفتيات اليافعات اللواتى لم يتجاوزن الثامنة عشر معظمهن لا يملكن أية كفاءة علمية . . غير تقديم أجسادهن رخيصة لوحوش وزبانية الغاب بعضهن يعملن سكرتيرات بالشهادة الابتدائية .
وفتشوا يا قوم عن هذه الحقيقة فى كل مكان فى عدن لتعرفوا الجواب ! .


* * *



ثالثاً : إجبار المدرسات على ممارسة الرذيلة




ما علمنا يوماً أن تتحول دور العلم ، ومشاعل النور إلى بؤر وأوكار الرذيلة والفساد أو أن يتحول الرواد والدعاة إلى مصدر لنشر الفساد .
ولكن هذا ما حدث . . وحدث فعلا فى عهد العصابة المتسلطة فى عدن حيث يستطيع أى مسئول تنظيمى فى أى منطقة أن يخترق أسوار معاهد العلم ويرغم من يشاء من المدرسات أن تمارس الرذيلة معه بالأمر وبالتهديد . . وإذا امتنعت هذه المدرسة أو تلك فإن مصيرها فى أحسن الحالات شارع الظلمات ! ! .
وقد تعرضت مئات المدرسات لمثل هذه الحالات الشاذة سواء فى عدن المدينة أو فى الأرياف .
بل وفى الغالب تستخدم العصابة المدارس كوكر الدعارة المنظمة لقيادات التنظيم فى المحافظات المختلفة .
والمآسى التالية تعتبر نماذج لمئات الحالات المشابهة والمتكررة :




المأساة الأولى

قاومت المدرسة الإعتداء على
عرضها فأتهمت بسوء السيرة والسلوك !





* حدثت هذه الواقعة فى ( نصاب ) فى المحافظة الرابعة فى يناير سنة 1974 حيث قام أحد زبانية العصابة المدعو ( مهدى بريك ) المسئول التنظيمى لفرع الجبهة القومية بالإعتداء على إحدى المدرسات الفاضلات بالقوة تحت تهديد السلاح ، وعندما قاومته هذه المدرسة هذا التعدى على حرمات المدارس . . كان ذئب العصابة قد شهر سلاحه على رأسها . . وكانت الجريمة أعظم مما يمكن أن يتصورها بشر .
وعندما شكت المدرسات ما حدث لزبانية العصابة . . كان هؤلاء قد نشروا أنها سيئة السمعة وتكررت هذه الواقعة مراراً على مدرسات أخريات فى نفس المدينة وأصبحت من الأمور المعتادة .


* * *



المأساة الثانية

خدعهن بالخروج وذهب بهن
إلى رئيسه فى قصره !




حدثت هذه المأساة فى عدن فى إحدى كليات البنات فى عام 1975 ، حيث أجبر أحد كبار العصابة مدرستين على الخروج معه إلى خارج المدرسة لأمر هام ( ! ؟ ! ) ، وفى الطريق كان كبير العصابة وزبانيته قد رتبوا أمرهم على استجلاب هاتين المدرستين لأحد رؤسائهم فى قصره الخاص فى ( معاشق ) ! ! .
وقاومت المدرستان هذا السلوك غير الأخلاقى من قادة العصابة . . وهددن بالقتل والإخفاء إذا هن أشعن وفضحن هذا الأمر . وقد كان ! ! .
ولكن الجريمة الشنعاء كانت قد انتشرت ، وتسربت أخبارها من حراس ومرافقى زمنظمى الليالى الحمراء لصاحب الوجاهة ( الدون جوان ) صاحب القصر الفخم فى ( معاشق ) المطل على ساحل البحر العربى ! !
والمعروف أن كبار رجال العصابة يملك كل واحد منهم أكثر من قصر وفيلا خاصة لملذاته ونزواته الخاصة والليالى الحمراء . . ؟
ترى أى مأساة هذه ؟ وأى فجيعة فجع بها شعبنا ، إذا كانت رموز العصابة هى المحرضة على الفساد والرذيلة والإنحلال أنها قدوة مثالية صالحة ! ! فنعم القدوة ونعم المسئولية الثورية ؟ ؟ .


* * *



المأساة الثالثة

تحويل المدرسة إلى وكر للدعارة ؟ ؟



حدثت وقائع هذه المأساة فى مدينة ( لودر ) بالمحافظة الثالثة حيث استغل المدعو ( أحمد الوديدى ) مدير مدرسة لودر الإعدادية مركزه التنظيمى فى تنظيم العصابة ووظيفته كمدير مدرسة أسوأ استغلال حيث حول هذا الجبهاوى حرم المدرسة ليلاً إلى وكر للدعارة والسكر والعربدة ، وتقديم الفتيات داخل فصول المدرسة لمن هم أعلى منه مرتبة فى التنظيم ، بل ومن مهماته الأساسية تسهيل وترتيب عملية ( القوادة ) والضيافة لكبار قادة العصابة الذين يأتون إليه بصفة منتظمة من عدن أو من المناطق والمديريات الريفية القريبة فى المحافظة الثالثة .
وقد أصبح هذا الموصوم ناراً على علم فى تنظيم وتسهيل الرذيلة والإباحية فى تلك المنظمة .
وقد اتهم مراراً باختلاس أموال المدرسة ، وتبديدها وتبريره الشائع المعتاد بأنها ( فقدت منه ) وتتسامح وتتستر العصابة مراراً على جرائمه .
وهذه الظاهرة التى سادت ليست هى الظاهرة الوحيدة . . بل هناك مئات الحالات المشابهة . . يهمنا هنا أن نورد على سبيل المثال واقعة أخرى مماثلة حدثت فى قرية ( المسيمير ) فى المحافظة الثالثة أيضاً .
ففى هذه القرية الصغيرة التى لا تبعد عن عدن أكثر من 30 كيلو متراً يستخدم كبار رجال العصابة شخص نرمز إلى حروف أسمه الأولى نظراً لصغر القرية ( ن . ط ) مدير مدرسة إبتدائية ؟ ؟ حيث حول هذا الشخص منزله كوكر لممارسة الدعارة لأكبر رجال العصابة فى البلاد ، ولشخص آخر أقل مرتبة قليلاً ويشغل منصباً كبيراً جداً فى الجيش . . ويأتى هؤلاء إلى هذا المربى الفاضل جداً بصفة منتظمة حيث يستجلب لهم فتيات عائلات وأسر ما يسموهم ( بالإقطاع ) من قرية مجاورة تدعى ( الخاملة ) بل ومن القرية نفسها ، ويتم إرغام الفتيات على ممارسة الرذيلة تحت تهديد وجبروت السلطة ؟ .
فقد أقامت العصابة معتقلات خاصة للنساء والفتيات اللواتى لم يشاركن فى الانتفاضات ومسيرات (تحرير المرأة ) وتقوم بإدارة هذه المعتقلات وخاصة فى المحافظة الثالثة والثانية فتيات داعرات مشهورات بسمعتهن السيئة . . وتقوم هؤلاء الداعرات بإجبار المعتقلات من الفتيات على ممارسة الرذيلة لكبار العصابة بالإضافة إلى مهمة الإختطاف والضغط على بعضهن وإكراههن على الإعتراف بالقوة ضد نساء المبعدين فى الخارج بهدف تلفيق تهم التخريب إليهن تمهيداً لأعتقالهن وإكراههن على تنفيذ رغبات ومجون وسادية إنصاف الرجال من زبانية العصابة ؟ ؟ .
وتوجد هذه المعتقلات الخاصة المسماه ( بدور السجينات ) فى كل من ( باجدار ) ، ( والمسيمير ) ، ( وجعار ) ، ( والحصن ) ، ( والدرجاج ) ، ( والخاملة ) وهى مدن وقرى صغيرة من المحافظة الثالثة ويشرف على هذه السجون فتيات من التنظيم النسائى وضابطات فى الأمن السياسى ممن تلقين تدريباً خاصاً فى مدينة الشعب تحت إشراف الخبير الألمانى النازى ( مستر زوبتش ) ( ZOBETCH )
* * *
للمسلسل بقية متصلة فى الحلقة القادمة.
* * *


______________________


( 89 ) مع الأسف الشديد , ابتكر الرفاق أسلوباً جديد من أساليب الفساد والفجور , ففضلاً عن الاعتداء الذى مارسه رجال الجستابو ضد الحرائر والماجدات اليمنيات الفاضلات , ابتكر النظام ما عرف باجبار فتيات الحزب , والسكرتيرات , على تقديم المتعة لرؤسائهم , ولكبار رجال وقادة الحزب الحاكم , ومع الأسف أيضاً أن تلك التعليمات لم تكن مكتوبة وإنما شفوية وسرية , فى اجتماعات عامة بين الرفيقات ورؤسائهن فى كل مصلحة من المصالح .
ترى نحن فى أى مجتمع من المجتمعات؟؟؟ ..
هل هذا الفعل صحيح ومشروع ؟؟؟ ...... سؤال مطروح .
ومع ذلك فإنه حتى من الناحية الأخلاقية أو الذوق العام , لا يصح التفوه بالقول أو بالتلميح.
لأن الغرب حتى وهو فى قمة التحرر , يعتبر إجبار السكرتيرة على تقديم المتعة جريمة يعاقب عليها القانون , وأن التقرب الفردى منها ,يعتبر نوع من التحرش الجنسى , كما نعتبره نحن فى بلادنا العربية والإسلامية خدش للحياء والأخلاق العامة.


*****************


عدل سابقا من قبل سرحان في الجمعة ديسمبر 11, 2009 10:18 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:53 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (20)
الحلقة العشرون
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
______




الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_curالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cul
الظاهرة الثالثة

مداهمة المنازل وخنق الضحايا فى داخلها

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdrالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdl


من الحقائق الثابتة الاعتداء على حرمات المنازل ومداهمتها فى أى وقت وخنق الضحايا فى أغلب الأحوال داخل المنازل ، وترحيلهم إلى الصحراء أو رميهم فى الآبار بعيداً عن مناطقهم بهدف موارات آثار الجريمة وتقوم زبانية العصابة فى الغالب بالاعتداء على النساء والفتيات وإرغامهن تحت التهديد بعدم ذكر الأفراد الذين داهمو المنزل أو اعتدوا عليهن . . ومن فعلت منهن ذلك . . فإن مصيرها اللحاق بأبيها أو زوجها أو أخيها . . وهذا العمل الإجرامى يحدث لمئات الحالات المشابهة وقد نفذت العصابة هذه الظاهرة فى معظم مناطق الجنوب ، وخاصة فى الأرياف .
ومن هذه الحالات نسجل الوقائع التالية :
الواقعة الأولى : حدثت للمواطن / ناصر سيال مسئول كبير فى تنظيم العصابة بالمحافظة الثالثة.
داهموا منزله فى نوفمبر سنة 1971 لخلافات شخصية بينه وبين أفراد العصابة المسئولة فى المنطقة وحدثت بينه وبينهم مشادة ( خنقوه ) على أثرها فى منزله وعبثوا بممتلكاته ... و .... ؟ ثم تخلصوا من جثته إلى الأبد .
الواقعة الثانية : حدثت للمواطن / أحمد عبد ربه الخراز سكرتير مأمور نصاب من بيحان فى المحافظة الرابعة ، اختلف مع المأمور فى بعض القضايا فحسم الخلاف ( بخنقه بالحبال ) فى أكتوبر سنة 1971 ... و ... !! ؟ .
الواقعة الثالثة : حدثت للمواطن / السيد مصطفى حداد عضو التنظيم المحلى للعصابة فى نصاب بالمحافظة الرابعة . . اختلف مع أفراد القيادة المحلية للعصابة ، فتخلصوا منه بالخنق بواسطة الحبال مع الحالة الثانية ، وقد وجد رعاة الجمال من قبائل همام الصحراوية جثتيهما مدفونة بالرمال فى الصحراء .
وقس على ذلك مئات الحالات التى لا حصر لها ولا تنتهى إلا بانتهاء سقوط العصابة واستئصال جذورها وإلى الأبد ! .






الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_curالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cul
الظاهرة الرابعة

القتل بواسطة الكمائن

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdrالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdl

أما القتل المستهدف بواسطة الكمائن فيقصد به التخلص من أصلب العناصر فى تنظيم العصابة نفسه ثم اختلاف الذرائع والتبريرات ونشرها على نطاق واسع . . بهدف خلق حالة من الاستهجان التنظيمى طبعاً ! ! ؟ ضد الشخص المستهدف التخلص منه .
ومن هذه الحالات الصارخة نورد الحادثة الخطيرة التالية :
وهذه الحادثة . . حدثت فى خور مكسر بعدن للرفيق العقيد / على عبد الله ميسرى قائد الجيش السابق وعضو القيادة العامة للجبهة القومية فى نوفمبر سنة 1971 ومرافقه ( عبد الرحمن النسى ) فقد حدث أن اختلف القائد السابق للجيش مع أعضاء القيادة العامة خلال الاجتماعات الدورية للقيادة العامة للجبهة القومية . . وفى الاجتماع التالى صدر أمر إلى حرس باب القيادة العامة فى مقر التنظيم الجبهاوى بمنع دخول الميسرى إلى قاعة الاجتماعات . . وإزاء هذا المنع جرد الميسرى قائد الجيش الحارس من سلاحه ودخل على المجتمعين مهدداً ومستفسراً عن طبيعة هذا المنع ، وعمن أصدر الأمر بذلك وتدخل بعضهم لتهدئة الموقف ، ولكن الصراع الخفى قد تصاعد فى نفوس افراد العصابة الذين أخذتهم العزة بالاثم من تطاول الميسرى على هيبة القيادة والتنظيم فأصدروا أمراً سرياً ،إلى جهاز الجستابو بضرورة التخلص من هذا ( الشخص الخطير ) ! ؟ وفعلاً نفذ مدير الجهاز أمر قيادته وأعد (كميناً) محكماً أمام منزل الميسرى ، وبينما كان الرجل داخلا إلى ساحة داره فى خور مكسر ، وبرفقته بعض مرافقيه . . أنهالت عليهم مدافع الرشاشات من كل جانب من سيارة تابعة لجهاز الجستابو فخر صريعاً ومرافقيه بعد أن أصاب منهم قتيلاً وجريحاً وأعلن راديو عدن بعد ذلك مباشرة بأن قائد الجيش هذا ,’كان يدبر انقلاباً عسكرياً لصالح قوى الثورة المضادة . . ويتآمر مع المخربين وأعداء الوطن على إسقاط النظام ! ! ؟
وهكذا ينسدل الستار عن مسرحية درامية مأساوية مفجعة ! .
ترى هل هو تبرير صحيح؟؟...
فى الواقع هذا تلفيق واضح لذريعة مفقودة.
وهذه المأساة من الداخل – من داخل تنظيمات العصابة ذاتها – توضح إلى أى مدى تكمن الأحقاد والصراعات الشخصية فى أوساط العصابة الحاكمة إلى الحد الذى لا يمكن أن تحكمه مقاييس رفاقية ، ولا قيم إنسانية .
ولسنا بحاجة هنا أيضا لتعداد مئات الحالات المشابهة التى نفذتها الجبهة القومية برفاق الأمس ، وضحايا اليوم ويكفى فقط أن ندلل أن هذه الواقعة كفيلة وحدها – ما سيرد حالا من حقائق رهيبة ووقائع مذهلة عن رفاق الأمس – بأن تعطى تلخيصا كاملا ودقيقاً عن المحنة والأزمة التى تعيشها العصابة ذاتها ، وتجسد حالات الصراع والتربص فيما بين أجنحتها المختلفة ، وتطرح أمام الكتاب المعاصرين والباحثين خلفية تاريخية لخطورة المأساة التى عاشها ويعيشها المواطن اليمنى بين أسوار السجن الكبير ، وعبر أبواب الجحيم وشبح الرعب المنتشر هناك وصولاً إلى طريق الهاوية التى أوشكت بلادنا إلى السقوط فيه .






الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_curالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cul
الظاهرة الخامسة

مطاردة البدو الرحل وانتقام منهم !

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdrالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdl


* تفننت العصابة فى مطاردة المواطنين والبدو الرحل والحطابين ومن بينهم الأطفال ، واستهدفت المطاردة تصفية ثأرات قديمة وحقد شخصى ضد بعض هؤلاء البدو الرحل الذين لم يتعاونوا مع أفراد العصابة الحاكمة مطاردين من قبل نظام ما قبل خطوة 22 يونيو . . ولذلك فقد نظمت العصابة فرقا للقتل لمتابعة وملاحقة البدو الرحل فى أماكن تنقلاتهم ومضاربهم والانتقام منهم ؟!
ومن كان حظه حسنا منهم أخذت العصابة منه أطفاله كرهائن والحقتهم بما كان يسمى ب : (مدارس سالمين للبدو الرحل ) ( 87 )لتخريجهم جنود يدافعون عن النظام ، بهدف تمكين النظام من السيطرة على آبائهم ، وربطهم بالأرض .
وكنموذج لهذه الظاهرة نورد فيما يلى الواقعة التالية :
فى 14 مايو سنة 1968 عندما قامت حركة التمرد التى قادها سالمين ضد نظام الرئيس قحطان الشعبى فى أبين . . حدث فى أثناء المطاردة لفلول هذا التمرد من قبل الجيش ونظام ما قبل 22 يونيو أن آووا فى أحد الليالى الحالكة إلى مضارب وخيام جماعية من ( البدو الرحل ) فى الطريق من أبين إلى جبال يافع ، وطلب أقطاب التمرد من البدو الرحل إيوائهم وضيافتهم . . وعندما علم البدو بحكايتهم وتمردهم على نظام قحطان فى ذلك الوقت . . خاف البدو الرحل لئلا تفسر الحكومة موقفهم بالتعاطف مع حركة المتمردين فرفضوا إيوائهم .
وعندما وصلت عصابة 14 مايو بقيادتها إلى السلطة بعد إنقلاب 22 يونيو سنة 1969 طلب قادة العصابة من زبانيتهم التوجه للبحث عن مضارب هؤلاء البدو الرحل ، وقامت زبانية العصابة بقتل كبير الجماعة المواطن / امرخى و 4 آخرين من الحطابين ، وطفلين تحت سن 15 سنة فى أواخر سنة 1970 – وقاموا بنهب ما استطاعو من أغنامهم . . وأعتدوا على أعراضهم بكل الوسائل القذرة التى تتنافى مع قيم الإنسان . . وتقاليد المجتمع ! ! .
وهذا مجرد مثال لحالة من آلاف الحالات التى لم تكشف بعد بسبب الحصار الذى فرضته العصابة على جرائمها وإرهابها فى المنطقة ! ! . سيئة مقابل حسنة.وإنا لله وإنا إليه راجعون.





الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_curالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cul
الظاهرة السادسة

ممارسة القتل فى مراكز الشرطة !

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdrالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdl


* نشر الرعب بين المواطنين وتنفيذ القتل بمجرد الاستدعاء إلى مراكز البوليس أو القيادات المحلية فى الأرياف بدون سؤال المواطن ، وعادة ما يتم القتل بشكل فردى وكأن الإنسان الذى تهدر روحه حيوانا من الحيوانات , وكنموذج لهذه الظاهرة نورد الوقائع التالية :
الواقعة الأولى :
استدعوه إلى مراكز الأمن فأردوه قتيلاً :

حدثت هذه الواقعة لملازم الأمن فى المحافظة الرابعة المواطن / سالم أحمد شنذف ، وقد حدثت هذه الواقعة فى مركز الأمن بالمحافظة الرابعة .
فقد استدعى الملازم من منزله إلى مركز الأمن وبمجرد دخوله وجهت إليه الرشاشات فأردوه قتيلاً . .لا لشئ إلا لعدم إخلاصه فى زعمهم للنظام ولعهد العصابة بعد خطوة 22 يونيو ، وقد تم ذلك فى أكتوبر سنة 1970 .
* * *
الواقعة الثانية :
قتلوه فى مقر التنظيم ورموا جثته فى البئر

حدثت هذه الواقعة لمسئول تنظيمى من قادة التنظيم المحلى فى المحافظة الثالثة هو المواطن / عبد ربه عمر حبيبات الديدانى فى أبريل سنة 1971 ، حيث قامت العصابة بقتله فى مقر التنظيم الجبهاوى للعصابة فى مدينة ( لودر ) ورموا جثته فى أحد الآبار .
* * *
الواقعة الثالثة :
استدعوه إلى مركز الشرطة وأطلقوا عليه الرصاص

حدثت هذه الواقعة للمواطن / مبارك الخراز عولقى فى نصاب بالمحافظة الرابعةفى أكتوبر سنة 1970 ، حيث أستدعته العصابة إلى مركز الشرطة هناك وبمجرد دخوله المركز أطلقوا عليه الرصاص فخر قتيلا .
وهكذا تتم مذبحة الإنسان وتزهق روحه . . وكأننا نشاهد مشهداً من مشاهد عصابات شيكاغو أو نيويورك أو رواية من إخراج هيتشكوك المرعبة فى السينما العالمية .
فهل هناك أعظم من هذه المأساة ؟ ؟ .




الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_curالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cul
الظاهرة السابعة

تلفيق التهم للشخصيات الوطنية
بهدف التخلص منها


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdrالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdl


وفى هذه الظاهرة تقوم العصابة بتنظيم المحاكمات الصورية ، وتلفيق التهم للشخصيات الوطنية بهدف التخلص من العناصر الوطنية أو تلك العناصر التى تشكل بتواجدها فى البلاد خطورة سياسية أو أدبية أو شعبية من وجهة تصوراتها الذاتية . . وهذه الظاهرة تعكس ترسب المخاوف والضعف فى أعماق العصابة ، ومن هذه الحالات نورد الوقائع التالية :
الواقعة الأولى : أتهموه بالتعاون مع جبهة التحرير وتخلصوا من حياته !
حدثت هذه الواقعة للكيماوى الوحيد فى المنطقة أرسلان خليفة من المحافظة الأولى ( عدن ) فى أكتوبر سنة 1971 حيث قامت العصابة بتلفيق الإتهام عليه بتهمة العمل لحساب جبهة التحرير ، وشكلت محكمة صورية لمحاكمته ، حكمت على المواطن الشاب بالإعدام رمياً بالرصاص فى سجن المنصورة ، برغم تدخل جهات كثيرة لإعتقادها ببراءته ، ومن ضمن هذه الجهات تنظيم ( الشبيبة الشيوعى ) وتنظيم ( البعث ) المشتركين صوريا فى التحالف الوطنى المزعوم . غير أن العصابة نفذت الحكم ، وبذلك خسرت البلاد كفاءة نادرة ، وطاقة علمية ، وشعلة من مشاعل شبابها الخيرين .
ترى هل هذه دولة تحمى شبابها وخبرائها وعلمائها ؟؟؟ ... أم تتخلص منهم ؟؟؟
سؤال مهم للضمير الإنسانى. وعلماء الأمة.

الواقعة الثانية : أعدموهم بتهمة الناصرية !

دبرت العصابة فى أكتوبر سنة 1973 إبان المعركة المصيرية مع العدو الإسرائيلى تلفيقات باطلة ضد 41 شابا من جامعات القاهرة وبغداد . . وعملوا فى البلاد بعد تخرجهم صحفيين ومدرسين ، وقامت العصابة بتشكيل محكمة صورية حكمت بالإعدام على ثمانية منهم وحكمت على بعضهم بالسجن مدد متفاوته وهذه المجموعة تعتبر من طلائع الشباب الوحدوى الناصرى ، وقد نفذت حكم الإعدام فيهم وعلى رأسهم الصحفى الشاب أحمد العبد ، والنقيب على عبد الله الكسادى ، والسجين الصحفى عمر باوزير .
وربما كانت العصابة بذلك تعبر بحق عن مشاركة العدو الإسرائيلى هزيمته فى ملحمة العبور العربى العظيم ، من الجيش العربى ، وحقدها على القوى الوحدوية ، والثورة العربية .
ومن سخريات القدر أن العصابة عندما عجزت عن تحديد التهمة استجلبت أحد زبانيتها من لحج ودفعته لإدلاء بشهادة ملفقة باعتباره أحد العناصر المشتركة فى هذا التنظيم ، وقد وجهت لهم تهمة الإتصال بدول عربية واستلام أموال بغرض العمل على قلب نظام الحكم والتخابر مع بعض الدول العربية الوحدوية وهذه الدول المعنية هى ليبيا ! .
ومن عجائب الزمن ومفارقاته أن ليبيا تقوم الآن بدعم هذا النظام أدبياً ومالياً فى الوقت الذى تتآمر فيه العصابة على القوى الوحدوية . ! !
أليس ذلك أمر يثير التساؤل ويحير الأذهان ؟
إلى متى ستظل المجاملات الدولية ، والمنافع المتبادلة ، والدبلوماسية الناعمة متجاوزة هذه المأساة ؟
ومتجاهلة الحقائق الصارخة والإرهاب البشع ؟ والمجازر الإنسانية ، وشبح الرعب الذى تنشره العصابة ضد الأبرياء ، والوطنيين والشرفاء ؟
إننا نتساءل بمرارة . . ومن موقف الحرص على المصلحة القومية نطلب من هذه الدولة وكل الدول العربية أن تتخذ موقفاً حازماً وجسوراً مع عصابات الغاب وخفافيش الظلام ! وإلا فإن التاريخ سيكون شاهداً على هذا الجرم . . ومحملاً الجميع مسئولية المشاركة فيه ! ! .
كان هذا تاريخ العصابة مع النظام الليبى ومرت الأيام ولم يتخذ النظام الليبى أى مبادرات تاريخية لإدانة الشيوعيين فى عدن , لأن المصالح هنا تغلبت على المبادىء.
التاريخ يا سادة لن يرحم . . ومأساتنا الانسانية أعظم وأكبر من تجاهلها على حساب المجاملات ، والآمال الخائبة والمحتملة فعلا .
ألا . . عاراً وخزياً لكل من تسول له نفسه التعامل مع هذه العصابة الإرهابية ؟ ! !.




الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_curالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cul
الظاهرة الثامنة

التخلص من عناصر شاركت وأطلعت
على جرائم جهاز الجستابو !

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdrالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 9_cdl


وكنوع من فرض حصار السرية على جرائم الجهاز الرهيب الذى شاركت فيه عناصر استنفذت أدوارها ، وهى العناصر التى أطلعت بحكم عملها أو شاركت فى معظم جرائم الاختطاف والقتل ، والخنق ، والتسميم التى يقوم بها جهاز الأمن فقد قامت العصابة بالتخلص منهم بهدف إخفاء الجرائم وتشويه جثثهم ، ورميها فى الشوارع أو فى الصحراء أو على شاطئ البحر أو تعذيبهم حتى الموت .
كما حدث فى حالة السيد / أحمد عبد الله البازوكا فدائى سابق فى الجبهة القومية وعريف أمن بالسجن المركزى بعد أن سجن ، وعذب فى معسكر فتح فى عدن , حتى أشرف على الموت وخلعت رقبته ونقل إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة ، ولدى نقل جثته كانت تدور كأنها مدفع م . ط .( يعنى مدفع مضاد للطائرات )
وكما حدث أيضاً لملازم الأمن / أحمد سالم عيدروس السليمانى والسيد عبد الله احمد اميدى السائق فى معسكر 20 يونيو الذى أشرنا إليهما فى موقع آخر ، وقد قام هؤلاء بدور كبير فى المشاركة فى نشاط العصابة سواء فى أثناء الكفاح المسلح أو بعد خطوة 22 يونيو الإنقلابية ، فتخلصت العصابة منهما وانهت بحياتهما كل الأسرار التى انتهت بانتهاء حياتهما (88) .
وقس على ذلك مئات الحالات والنماذج المماثلة كتسجيد لهذه الظاهرة ، وهى درس وعبرة لكل من يتعاون مع هذا النظام . . وهى ناقوس منبه لأولئك الأشخاص الذين يسوقهم حظهم التعس لهذا الدرك والمنزلق الخطير مع هذه العصابة الفاشية .
تابع معنا مسلسل العصابة فى الفصول الهامة التالية.


* * *

______________________
( 87 ) والبدو الرحل , هم الجماعات المعزولة من القبائل , التى تعيش فى الصحراء على العشب والكلأ وبالقرب من المياه فى وسط الجبال , بيوتهم من خيام جلدية , وأعواد من الخشب ترمى عليها ما رث من الثياب وسقط المتاع , ويعيشون حياة قاسية بلا حماية ولا رعاية من الدولة سواء كان الرفاق أو ما كان قبلهم أو من بعدهم , ومع ذلك يسجل التاريخ لأول مرة حسنة فى صفحاته للمغفور له الرئيس سالم ربيع على ( سالمين ) الذى اهتم بهؤلاء البدو ، وفتح لبنائهم مدارس داخلية تأويهم وتعلمهم , فى المدن والقرى الكبيرة. و هذه حسنة من حسناته التى لا تنسى.

(88) انظر مزيداً من التفاصيل والأسرار الجديدة فى فصولنا التالية عن الحالات المعتدى عليها من تنظيم الجبهة القومية ذاته: وهنا تتأكد مقولتنا التاريخية عبر صفحات هذا الكتاب, أن الكادحين كانوا هم سلاح الثورة وفى المقابل كانوا هم وقودها وضحاياها , وهكذا أكلت الثورة أبنائها من الداخل.
مأساة وأى مأساة؟؟؟



*****************

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) File.php?avatar=1275_1234199790
awadarshani
قاص وكاتب وسياسي
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Rank5_sb

مشاركات: 650
اشترك في: الأربعاء فبراير 13, 2008 9:23 pm أعلى

Re: الإرهاب الشيوعى فى اليمن الجنوبية ( 20 )



الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_post_target_unreadبواسطة ابراهيم منجود » الأحد أكتوبر 18, 2009 11:39 am

البدو الرحل والحطابين... لماذا ندربهم؟؟؟
الأستاذ الكبير عوض العرشانى:
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تابعت تحليلك فى الكتاب عن البدو الرحل والحطابين , وصدمت فى الحقيقة من المتناقضات . كيف وقف الرئيس السابق سالمين بجانب أبناء البدو الرحل وفتح مدارس لهم , وكيف انقلب على بعضهم وقام بتصفية البعض الأخر؟؟؟؟
إن الأمر العجيب أن الرجل جمع بين الخير والشر فى آن واحد , وهذا عمل فى حد ذاته يتناقض مع النفس السوية ومع المبادىء الكريمة .
ترى... هل نحن مخطئون فى فهم هذا الرجل؟؟؟
أم أن الرجل له عثرات نفسية وعقد خاصة جعلته يعمل الشىء ونقيضه فى آن واحد؟؟؟
نرجو التعليق
وشكراً عزيزى الكاتب الكبير وبارك الله لنا فى عمرك
تقبل تحياتى وجميع أعضاء المنتدى
إبراهيم منجود




ابراهيم منجود
عضو
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Rank1_b

مشاركات: 11
اشترك في: الخميس أكتوبر 01, 2009 2:25 pm أعلى



Re: الإرهاب الشيوعى فى اليمن الجنوبية ( 20 )



الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_post_target_unreadبواسطة awadarshani » الأربعاء أكتوبر 21, 2009 12:22 am سالمين .. حبيب الكادحين .. !! ؟؟

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Scan0003

حبيب الكادحين والمتعبين ؛ الكلمة المحببة الى نفسه ؛ والموسيقى التى يرقص عليها طربا ؛
وهى المفتاح الى ابواب قلبه ؛ وعندما ينفعل الرجل ؛ اويغضب ؛ يستطيع محدثه ؛ ان يأ سر قلبه ؛ بتلك العبارة ؛ حتى ولو كان من الد اعدائه . رجل شجاع ؛ ومناضل مقدام ومجازف ؛ جمع من الخير ؛ ماجمعه من الشر ؛ ومع ذلك ظل رجلا مهابا من خصومه ؛ فى الجبهة القومية ؛ ويوم قتل كان قاتله مناضل طيب مثله ؛ شحنه الرفاق على صاحبه ؛ فلم يلتزم بخطة الرفاق ؛ بأن يترك سبيله لمغادرة البلاد ؛ بانقلاب سلمى ؛ غير ان الرجل الرفيق ؛ اذهل زملاءه الاثنان الاخران المكلفان ؛ بابلاغ الرجل موافقة المكتب السياسى بنقله واسرته الى الخارج بقوله عندما واجه سالمين فى قصره بحضور مرافقين من زملائه الشجعان الكبار : ( اخذتها بارد ياسلمين فخذها الان حامى ) وفرغ رشاشه فى سالمين وصحبه .. وسط ذهول رفاقه ؛
وحمل مرافقيه جثث الرجال الثلاثة بسرية مطلقة ؛ خارجين من القصر الى حيث تنتظرهم سيارات المتامرين الى جهة مجهولة ؛ بحيث اخفيت عن انظار ابليس ؛ ثم امروا بدك قصر الرئاسة ؛ كنوع من التغطية للجريمة النكراء ؛ واستنكر العالم قتل سالمين ؛ ودك قصر الرئاسة ؛ وفتح التاريخ صفحة سوداء من صفحات الرفاق .

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

لايهمنا من قتله ؛ ولكن يهمنا هل اجمع الرفاق على ذلك
..؟؟ هذا هو السؤال الكبير المطروح .!!
ولد سالمين فىعام 1935 من اسرة فلاحية كادحة فى قرية صغيرة بالقرب من مدينة زنجبار تدعى المحل ؛ وتبعد عن حاضرة الفضلى ب : 3كليلومترات ؛
يسكنها اناس بسطاء طيبون ؛ وعاش طفولة بائسة بعد موت والده وكفلته امه التى لاتملك من حطام الدنيا شيئا ؛ وارسلته الى مدرسة زنجبارالابتدائية والتحق بأول مدرسة متوسطة افتتحت فى زنجبار فى عام 1952
وتخرج فيها بعد ثلاثة اعوام ؛ ليلتحق بدورة لمدة عام درس فيها القضاء بحضرموت؛ ليتخرج قاضيا ؛ ويلتحق بالعمل فى جعار بسلطنة يافع الساحل ؛ ومن ثم تعرف فى وقت لاحق على كبار المسئولين ؛ حيث حصل على سكرتير عام لنائب سلطنة يافع الساحل الشيخ حيدرة منصور ؛ بعد ثورة محمد بن عيدروس العفيفى ؛ ويقتل الاخير غدر ا فى عهده ؛ كما يقتل الرجل الذى احسن اليه كذلك فى عهده ؟! ما علينا !!

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

ومع بدايات الستينيات ؛ التحق بالجبهة القومية ؛ وبرز كمقاتل مقدام اثناء النضال المسلح ؛ وعارض عملية الدمج فىينايرعام1966 ( اى دمج الجبهة القومية مع جبهة التحرير ؛ وبمعارضة القيادة العربية التى تدعم ذلك النضال المسلح تطور الامرالى تجميده عن مواصلة النضال مع بعض رفاقه ؛ وعلى رأسهم على سالم البيض فى ذلك الوقت حيث تضور الرجلان جوعا فى مدينة تعز ؛ وانتهز هذا الفصيل الخلافات بين قحطان الشعبى ؛ والمرحوم محمد على هيثم ؛ فأ نضما الى الاخير ؛ وادى ذلك الى قيام ماسمى بالخطوة التصيحيحية؛ وهى الحركة التىاطاحت بالمرحوم الشعبىالذى اودع فى جبل حديد كسجين وحيد ؛ وفتحت هذه الحركة للريح ابوابا ؛ وشبابيك ؛ وصولا الى حافة الهاوية ؟؟؟ وأى هاوية ؟؟!!
للموضوع بقية فى وقت لاحق ان شاء الله وقدر .
اقرأ ان اردت : ظاهرة سالمين فى اليمن .. هل كررت كتاريخ ظاهرة ستالين ؟؟؟ بعد قليل .



الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) File.php?avatar=1275_1234199790
awadarshani
قاص وكاتب وسياسي
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Rank5_sb

مشاركات: 650
اشترك في: الأربعاء فبراير 13, 2008 9:23 pm أعلى



Re: الإرهاب الشيوعى فى اليمن الجنوبية ( 20 )



الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_post_target_unreadبواسطة awadarshani » الخميس أكتوبر 22, 2009 10:11 am ظاهرة سالمين فى اليمن .. هل كررت كتاريخ ظاهرة ستالين ؟؟

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Downloadالإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

بين الرجلين تاريخ ؛ وتجمعهما ظاهرة النضال والمجازفة .. ويتباعدان فى مواقف اخرى .
مات جوزيف ستالين مسموما ؛ بسم دسه وزير داخليته ( الدموى بيريا ) فى اخر حفل عشاء اقيم لشرفه والقيادة السوفيتية ؛ ونقل الى غرفته ؛ وسط معانات اليمة ؛ ومنع عنه الاطباء ؛ حتى فارق الحياة بعد 8 ساعات ؛ توفى على اثرها؛ واعلن انه مات بجلطة دموية .
وبين موته وحياته ؛ تاريخ حافل بالمعاناة والنضال ؛ والقسوة والقمع والتصفيات ؛ تماما كحياة وممات صاحبنا ؛ مع الفارق الرهيب فى النتائج والمحصلات .
وفى النهاية نجمع الرجلين ظاهرة الاقدام والمجازفة ؛ كمضاعف مشترك علىالقسوة التى
لاتعرف الرحمة؛ ولا تؤمن بالحلول الوسطية .
بين ميلاده فى عام الف وثمنمائة وثمانية وسبعين ؛ وبين مماته فى خمسة مارس سنة الف وتسعمائةوثلاثة وخمسين ؛ وقعت احداث ؛ وسجلت نتائج ؛ نجتزأ منها ماهو ات :
لأب سكير يعمل اسكافيا؛ سرعان ما انسحب من حياته ؛ واختفى ؛ وام فلاحة ؛ ولد(جوغاشغلى) وهذه كنيته؛ فى جورجيا ح وسط طفولة قاسية من ابيه ؛ وظروف بائسة فى الحياة. وفى الحادية عشر من عمره الحقته امه بمدرسة مسيحية ارثوذكسيةليتخرج كاهنا ؛

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

ولكن الرجل وبعد 9 سنوات من الدراسة فشل فى الاختبارات النهائية ؛ فطرد من المدرسة
وعاش حياة التشرد ؛ جاع وعانى من شظف الحياة فى صباه ؛ وعمل كل الاعمال التى تخطر والتى لاتخطر على البال ؛ الى ان التحق بالعمل السرى للحزب البلشفى الشيوعى ؛ وكلف باعمال نضالية من قبل الحزب ؛ وفى عام 1913 دخل قصر القيصر كنقاش طلاء ؛ فرمى قنبلة بين قدمى القيصر وبدا متماسكا ؛ فاطلق عليه لنين اسم ستالين الرجل الفولاذى

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Download

وفى عام1922دتقلد ستالين منصب الامين العام للحزب الشيوعى ( يتبع ) بعدقليل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:55 pm


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (19)
الحلقة التاسعة عشر
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
______



الظاهرة الثانية
الموت سحلاً وتعذيباً
مذابح العلماء ورجال الدين لمعارضتهم
سفور المراة ومسيرات الغوغاء . . !



** من الأمور المعتادة فى كافة المحافظات الريفية أن تنظيم القيادات المحلية مظاهرات وانتقاضات صيادية أو فلاحية تقوم بإجبار الشيوخ ورجال الدين ووجهاء البلاد على خروج زوجاتهم وبناتهم سافرات (82) فى هذه المسيرات والمظاهرات الغوغائية .
وعندما يمتنع الناس عن تلبية رغبات العصابة . . تقوم عصابات الجبهة القومية بإخراج النساء والفتيات بالقوة والاعتداء عليهن فى الغالب .
وحينئذ تنطلق الهتافات ( لا كهنوت بعد اليوم ، سحقا . . سحقا للكهنوت ) ( الموت للكهنوت ) .
ويتدافع الغوغائيون بحماية قوات العصابة وميليشياتها إلى دور العلماء ورجال الدين ، ويخرجونهم إلى ( الساحات ) – بعد نهب كل ما يقع تحت أيديهم – ويقومون بتوثيقهم بالحبال إلى مؤخرة السيارات ، وتبدأ مأساة الإنسان حين يكون القتل بالفؤوس ، ورميا بالحجارة والنعال وسحلا فى مؤخرة السيارات والهتافات تعلو متحدية مشاعر المؤمنين ( يا رجال الكهنوت دعوا ربكم وقرآنكم يأتى لحمايتكم ) ! ! ؟ .
ويسحل العلماء حتى الموت . . وترمى ما تبقى من أشلائهم بعد تشويهها فى العراء لتأكلها الغربان والوحوش . . ولا يستطيع أى إنسان أن يقوم بمواراتهم التراب .
وقد حدث هذا فى معظم المحافظات فى الأرياف وخاصة حضر موت فى المحافظة الخامسة وفى (حبان ونصاب ) فى المحافظة الرابعة ، فبالإضافة إلى الأسماء التى أوردناها – فيما سبق – لرجال الدين الذين سُحلوا فى المحافظات المختلفة أورد هنا نماذج أخرى لوقائع ولحالات جديدة أخرى من مناطق مختلفة .
الواقعة الأولى
أوثقوه وسحلوه
• فتح رجل الدين باب منزله فأوثقوه وسحلوه !
حدثت هذه الواقعة فى ( نصاب ) بالمحافظة الرابعة للشيخ الجليل السيد أحمد بن صالح الحداد – 70 سنة فى سبتمبر سنة 1972 ، حيث طلبت منه ( مسيرة الغوغاء ) النزول من داره للإشتراك فى المسيرة التى تطالب ( بتحرير المرأة ) ولبى الدعوة ( رهبة من البطش ) وما إن فتح باب منزله حتى (أوثقوه بالحبال ) وسحلوه فى طرقات ( نصاب ) وهم يهتفون الهتافات إياها ! ! ( لا كهنوت بعد اليوم ، سحقا . . سحقا للكهنوت ) .
واشترك الغوغاء فى تعذيبه فمنهم من ضربه على رأسه بالفأس ، أو الحجارة ، ومنهم من داسه بنعله ،حتى فارق الحياه وترك فى العراء ليوم كامل ، ومنعت أسرته من أخذ جثته ودفنها .
ونفس المصير حدث للعالم الجليل السيد أحمد عبد الله الكعيتى – 70 سنة فى مدينة ( حبان ) بالمحافظة الرابعة بعد ساعتين من حدوث الواقعة الأولى . . حيث توجهت مظاهرات الغوغاء إلى منزله ، وقاموا بسحله وتشويه جثته ورميها بالعراء .
إنها مأساة للإنسان العربى المسلم . . وتحد سافر لله وقيمه على الأرض .
الواقعة الثانية
سحل وسجن وتعذيب
• سحل المئات من العلماء ورجال الدين فى منطقة حضر موت بالمحافظة الخامسة ونذكر من هذه الحالات . . النماذج التالية :
أولاً : فى منطقة وادى بن على فى وادى حضر موت :
قامت العصابة بسحل وتشويه بعض التالية أسماءهم واعتقال وتعذيب البعض الآخر :
- الشيخ محمد بن طالب الجابرى – شيخ قبيله سجن وعذب وأهين .
- فضل بن عبد الكريم الجابرى – من رجال القبائل ، سجن وعذب وقيل أنه أطلق سراحه مؤخراً .
- السيد ( المنصب ) على بن محمد الحامدى – رجل دين منصب – سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- السيد قدرى بن محمد – رجل دين – سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- السيد شيخ بن أحمد العطاس – رجل دين - سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- عبيد الزبيدى الكثيرى – من رجال القبائل - سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس وهشمت جمجمته .
- سعيد بن محمد بن سند الكثيرى – من رجال القبائل سجن وعذب.
- بدر أحمد الكسادى – من رجال حضر موت البارزين سحل وشوه فى ديسمبر 1973 (83) .
ثانياًً : فى منطقة حفل فى حضر موت :
قامت العصابة ورجال الميليشيا الشعبية بسحل وقتل وتشويه التالية أسماؤهم :
- الشيخ عون بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- الشيخ يسلم بن عامر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ عوض بن جعفر بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ صالح رباعى بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالفؤوس .
- الشيخ عبيد بن سالم بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ طالب عبود بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ عامر عبود بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
- الشيخ كرامه بن مرعى بن طالب الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والفؤوس .
ويلاحظ أن هؤلاء الضحايا من أسرة واحدة . . ذات مكانة خاصة فى حضر موت .
فماذا تعنى هذه الظاهرة ؟ هل تعنى تصفية ( أسرية ) ؟ أم تعنى القضاء النهائى على ما تبقى فى هذه الأسرة من مقومات وأركان للدين أم للقضاء على نفوذها الروحى والشعبى فى هذه المنطقة ؟ ؟
إن كل ذلك مجتمعا يشكل الإجابة على هذه التساؤلات ومع ذلك تبقى الحقيقة المجهولة مفقودة للهدف الأساسى من وراء كل ذلك ؟ ؟ .
ثالثاًً : فى منطقة الغرفة فى حضر موت :
قامت العصابة والميليشيا الشعبية بسحل وقتل وتشويه الرجال الآتية أسماؤهم :
- الشيخ سالم عوض بالفأس الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
- الشيخ فضل الهندى بالفأس الكثيرى . . سحل وقتل وشوه بالحجارة والنعال والفؤوس .
ولاحظوا معنا : أن المذابح التى استهدفت العلماء ورجال الدين كانت تستهدف بالدرجة الأولى التخلص كلية من (بيوتات ) ذات مكانة دينية وأدبية خاصة فى هذه المنطقة . وتتم التصفيات بالجملة احياناً لمجموعة من الأشقاء والأبناء والأباء وأبناء الأعمام . . أى أن الاستهداف لم يكن مقصوداً به شخص بعينه استهدفته العصابة لخطورته عليها ، وإنما تكون التصفيات ( جماعية ) بهدف إنهاء مكانة أسرية معينة أو خوف من بقاء أى فرد من أسرة بعينها يشكل مستقبلاً خطر الإنتقام من العصابة لوالده أو ابنه أو قريبه ، وهكذا لجأت العصابة إلى أساليب التتر والبربر وفرعون مصر عندما أراد التخلص من كل جنين وليد من ( الذكور ) حتى لا تحدث معجزة ظهور موسى الذى تبنأ السحرة بمصير فرعون على يديه .
ولكن موسى بمعجزة السماء ظهر . . وبظهوره حدث الصراع الوئيد بين الحق . . والباطل . . وكان مصير فرعون على يد موسى يؤكد الوعد الحق . . وهو انتصار الخير على الشر والحق على الباطل .
* * *
ألا يارفاق فرعون ، وجنكيزخان وستالين ، وهولاكو ، وموسيلينى ، وهتلر ، استمعوا جيداً إلى تأكيد الحق تعالى وهو يقول :
( إن فرعون علا فى الأرض ، وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم ، يذبح أبناءهم ، ويستحى نساءهم ، إنه كان من المفسدين )
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم فى الأرض ، ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون . وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين – ( فالتقطه ) آل فرعون ليكون لهم ( عدوا ) وحزنا ، إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين .
آيات ومعجزات من البيان المحكم . . إنه قول الحق القوى القادر , له الحكم وله الأمر ، إنه على كل شئ قدير .
فهل يعتبر آل فرعون وهامان فى الجنوب . . رفاق موسيلينى وستالين وهتلر ، ويتمعنون جيداً بما تعنيه هذه الآيات البينات إنها لا تحتاج إلى تفسير أكثر من تكرار التفكير فى هذه الآيه : ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا ، إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) .
ألا . . مهلاً يارفاق السفر ! !
ويا قادة المراحل. .
مهلاً فلن تفلتوا من انتقام السماء . . وحساب الأرض . .
إن قتل نفس بغير حق . . هى قتل أمة بأسرها . . وأما قتل العلماء . . وهم ورثة الأنبياء فهذا جرم لا تعجز السماء عن توجيه عقابها السريع : ( خزى فى الدنيا وعذاب عظيم ) . .
وهذا ما وعد الحق به . ونحن مؤمنون أن الجزاء لن يتأخر طويلاً.
فلنسجل هذه الحقيقة لأجيالنا لعل الدرس الذى ستشهده الدنيا قريباً لأنتقام السماء والأرض منكم يكون عظة لمن يأتى بعدكم ، وموعدنا وإياكم غداّ . . ونحن وأنتم على موعد لن نخلفه .
وإن غداً لناظره قريب ! (84) .
رابعاًً : فى منطقة قارة آل عبد العزيز فى حضر موت :
وقد قامت العصابة باعتقال وتعذيب وإهانة ومصادرة ممتلكات كل من رجال القبائل التالية أسماؤهم :
- الشيخ عبد العزيز الكثيرى
- الشيخ عامر بن سالم الكثيرى
- الشيخ عيسى بن على الكثيرى (85)
* * *
خامساًً : فى مدينة شبام فى حضر موت :
- تخلصت العصابة بالقتل ( الجماعى ) من وجهاء هذه المدينة الوادعة وقتلت بعضهم داخل جوامع شبام بهدف نشر الرعب وشبح الإرهاب كنوع من الإنذار والنذير لهؤلاء الذين تسول لهم أنفسهم مجرد الاعتياد على ارتياد المساجد . وهذا الأسلوب مع ما سبق من الأساليب التى تناولناها يمثل قمة الهجمة الشرسه ، والحقد الدفين الكامن فى أعماق عصابات الشرك والإلحاد .
ومع ذلك يبقى الأسلوب الفاشى والنازى فى مرحلة متخلفة جداً لما توصلت إليه العصابة من تقدم فى عالم الإجرام والإرهاب .
ونسجل هنا نماذج من أساليب العصابة التترية للتخلص من وجهاء هذه المنطقة المنكوبة . . والقائمة التالية تقدم نماذج على سبيل المثال لا الحصر وهم جميعاً من وجهاء شبام المعروفين وأصاحب الحل والعقد فيها :
سالم عبد الله معاشر
يسلم سديس
أحمد على عباد
عوض على باذيب
فرج عمر باخرصه
سالم أحمد باعبيد
محمد بالناصر الدهرى
عمر حسان
ترى أى مأساة ! ؟
وأى محنة للإنسان العربى ، وللعروبة وللإسلام فى هذا البلد الذى قدر له أن يعيش هذه السنوات العصيبة فى ظل حكم الإرهاب ، الذى تحول إلى عبء ليس لشعب المنطقة فحسب بل لكل الشعوب العربية والإسلامية على وجه العموم ( ؟ ! ) .
إنها فجيعة مؤلمة أن يسمع العرب والمسلمون عن هذه ( المذابح والمجازر ) والتحديات السافرة للإسلام . . ولم تتحرك قلوبهم ولم تهتز مشاعرهم وعواطفهم تجاه هذه المأساة التى حولت الإنسان إلى آلة أو مجرد ترس من التروس لا قيمة له .
إن عملاً إيجابياً مطلوب وبسرعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يستفحل الشر وينتشر الهوان فى الإنسان وهو القيمة المعنوية لهذا الوجود .
إن القرارات السياسية والمعنوية التى أصدرتها المؤتمرات الإسلامية فى الشهور والسنوات الماضية غير كافية مالم تترجم إلى تجسيد فعلى لا قولى . . تتأكد بها القرارات إلى تطبيق ملزم لكل الدول المشتركة فى هذه المؤتمرات .
إنها دعوة مخلصة نتوجه بها إلى الحريصين من رجالات الإسلام ومنظماتهم المتعددة فى كل أنحاء العالم العربى والإسلامى أن انهضوا بواجبكم . . فهنا . . وهنا فقط يكمن الحرص ، ويطلب الجهاد فى سبيل الله ، والغيرة على حرماته . !
أما الآن وقد سقط النظام, فى مزبلة التأريخ بلا عودة إن شاء الله . فهل ينجح مروجو عودته من تحقيق آمالهم
وأمانيهم , وأحلامهم, وسذاجاتهم.. ؟؟؟ سؤال مطروح.
سادساًً : فى مدينة تريم فى حضر موت :
وأما فى هذه المدينة فقد انتقمت العصابة من مدينة العلم والعلماء ، بالتخلص سحلا وقتلا من العلماء الأجلاء ، وهم صفوة هذه المدينة الكبيرة وقادتها المفكريين والروحانيين ، وهى المدينة التى اشتهرت بالعلم وبنشر الإشعاع الفكرى ، والدينى فى منطقة حضر موت كلها ، والتى كان يفد إليها طلاب العلم من كل مناطق الجنوب اليمنى للإستفادة من علمائها ورجالها المشهورين بالتقى ، والفضل ، والعلم و الإحسان ، والزهد ومن بين هؤلاء العلماء الأجلاء وقادة الفكر فيها نسجل هنا نماذج لمئات الحالات المشابهة التى اعتدت عليها العصابة ، ظلماً وعدواناً ، سحلا وقتلا ، وتشويهاً ، من بين هؤلاء نذكر النماذج التالية :
• العلامة الجليل الشيخ بن شهاب – أحد علماء الدين وقادة تريم المشهورين .
• السيد الجليل المنصب حسين بن أحمد العيدروس أحد السادة المشهود لهم بالتقى ، والفضل ، والكرامات الروحية ، فى المنطقة .
السيد الجليل المنصب عمر بن عبد الرحمن البحر (86)
أحد رواد الفكر الإسلامى والتقى والفضل ، والزهد فى مدينة تريم . فى حضر موت كلها .
وهذه النماذج التى قدمناها للتدليل على ما وصلت إليه العصابة من سلوك عدمى لا نستهدف بها الحصر . . بقدر ما أردنا فقط أن ندلل على كل الظواهر السائدة والأساليب المتبعة فى التخلص من الإنسان فى اليمن الجنوبى . . وهى دليل على شبح الرعب المنتشر عبر بلادنا العربية المسلمة عرضاً وطولاً .
ومع ذلك هناك مئات من النماذج لحالات مماثلة حدثت فى سيئون ، والمكلا وكافة مدن حضر موت الكبرى ، لم نتمكن من إدراجها لأسباب تتعلق بالدقة وعدم تكامل المعلومات الدقيقة عن الأسماء ، وقد نتمكن من ذلك فى وقت لاحق إن شاء الله .
وتبقى لنا فى النهاية ملاحظتان :
الملاحظة الأولى : أن الأسماء التى ذكرت لعلماء الدين من المحافظتين الرابعة والخامسة بالذات لا تقلل من قيمة هذا البحث , إذ أن حضر موت بالذات تمثل تجمع الكثرة من الغالبية من رجال الدين والعلماء قياساً إلى بقية المحافظات الأخرى .
كما أن حضر موت بحكم بعدها وعزلتها عن العاصمة ( عدن ) ضربت العصابة على تسرب أعمال الإرهاب والجرائم فيها حصارا كبيراً لم يتسن لمن سبقنا فى الكتابة عن هذه المأساة أن تعرض لها , وخاصة الكاتب اليمنى الشهيد / محمد على الشعيبى الذى قتلته العصابة فى بيروت فى صيف 1973 عقب صدور كتابه ( اليمن الجنوبية خلف الستار الحديدى ) وقد اعتذر الكاتب بمرارة ( بأنه إذ يورد قوائم بأسماء شهداء غدرت بهم عصابة الجبهة القومية من كل محافظات اليمن الجنوبية باستثناء المحافظة الخامسة التى تضم ثلث سكان الجنوب تقريباً إنما يعود ذلك إلى مجموعة من الأسباب :
• إنعدام خطوط المواصلات بين اليمن الشمالية التى كان يقيم فيها كلاجئ وبين المحافظة الخامسة ، نظراً للفاصل الصحراوى الشاسع بينهما ، إذ أن أقرب طريق يسلكه الهاربون من جحيم حضر موت هو الاتجاه إلى المملكة العربية السعودية مباشرة .
• وإنه لذلك شعر بأن عليه واجباً وطنياً للحصول على قوائم من شهداء المحافظة الخامسة لنشرها فى كتابه وأن عدم قيامه بهذا الواجب يعد تقصيراً وإساءة . . ولذا كتب رسائل إلى أحدى الشخصيات الحضرمية الكبيرة فى السعودية ولكنه لم يستطع الحصول على هذه القوائم لأسباب عدم تمكنه من دخول السعودية بحجة أنه يحمل ( جوازاً يمنياً جنوبياً ) ! ! وهذه مأساة لكل من حكمت عليه الظروف أن ينتمى بالجنسية إلى تلك العصابة فى اليمن الجنوبى فى ذلك الوقت.
ولذلك فنحن من موقع المسئولية نكمل اليوم و بإذن الله هذا الواجب الذى لم يتمكن رفيق دربنا إستكماله ، مسقطين من حسابنا عشرات القتلى من المحافظات الأخرى التى استوفاها فى كتابه ، ونعاهد روحه الزكيه ، أننا سنكمل المشوار ، وإذا سقطنا على الطريق بعدها فى معركة الشهادة والشرف ، فسيواصل الطريق أجيال من بعدنا لتعرية هذه العصابة وكشفها حتى يحكم الله بيننا وبينهم وهو أصدق الحاكمين.
الملاحظة الثانية : إن المحافظة السادسة ( منطقة المهرة ) وهى المنطقة التى تحاذى حدود سلطنة عمان فإنه بالرغم من فرض العصابة حصاراً على تسرب جرائم القتل الجماعى الذى تمارسه عصابات الجبهة القومية فيها بالتنسيق مع ما تسمى بالجبهة الشعبية ( لتخريب ) عمان ، فقد استطاع الكاتب محمد على الشعيبى أن يسجل فى كتابه أكثر من ( 76 ) حالة من الشهداء غدرت بهم كل من الجبهتين فى الفترة من سنة 1970 – 1972 وهى مجرد نماذج لمئات الحالات التى لم تتسرب أسماؤها إلى الخارج ، فنحيل القارئ والباحث إلى هذا السجل الوثائقى الهام .
ويلاحظ بالنسبة لضحايا المحافظة السادسة أن معظم الشهداء المغدور بهم من الرعاة وهى الطبقة المسحوقة فى هذه المنطقة فجاءت العصابة لتسحقهم بالجملة وتودعهم إلى الدار الآخرة ! ؟ ؟ .
كما يلاحظ أيضاً أن بعض الضحايا من التجار الصغار وهم من الذين استدان منهم زبانية العصابة من الجبهتين ، وبدلا من تسديد الديون سددوا المدافع الرشاشة نحو صدورهم فخروا صرعى وضحايا لثورة الأثوار فى الجبهتين ، وهمجية الأخلاق الثورية بدون ثورية عندهما ! ! وبعض هؤلاء عارضوا التطبيقات الفوضوية بواسطة زبانية الجبهتين ، واستنكروا قتل المواطنين عدوانا
أو مجاهرتهم بان ما يحدث من أعمال الجبهتين, تعتبر منكرات ترتكب ضد الدين وضد القيم والتقاليد السائدة هناك . وخاصة أن من بين تلك الضحايا رجال دين أمثال العلامة الجليل الشيخ محمد الخطيب إمام مسجد حوف ، والشيخ سعيد يحطب عيسى الذى حل محل الشيخ الخطيب بعد ان رحلته العصابة إلى معسكرات الاعتقال فى عدن وتخلصت منه العصابة بعد الصلاة مباشرة بالقتل أمام المصلين بمدفع رشاش سقط على أثرها أخرسا لا يتكلم بين دهشة وتعجب وخوف وذعر كل من حضر الصلاة فى ظهر يوم الجمعة فى ذلك الوقت المشئوم من 1972 .
ألا ما أظلم الإنسان ! !
وما أهون النفس البشرية عند أولئك الذين لا تردعهم قيم ولا تصدهم ضمائر عن ارتكاب الباطل والظلم فى حق الله والإنسان .
وقتل الإنسان فما أظلمه ! ! .
وللمسلسل بقية إن شاء الله تعالى وقدر.
* * *

______________________
(82) والمعروف أن التقاليد العربية والإسلامية فى معظم مدن الجنوب تلزم المرأة بالحجاب وعدم السفور أو الظهور أمام الغرباء فتأتى العصابة لتتحدى مشاعر الناس بإجبارهم على ضرورة تحرير المرأة من القيود وتحدى هذه التقاليد العربية الإسلامية السائدة هكذا بطفرة واحدة دون مراعاة التدرج البطئ فى مجتمع مسلم محافظ كمجتمع اليمن شمالة وجنوبه .
(83) يلاحظ القارئ أننا أجرينا بعض التصحيحات الهامة فى هذه الطبعة والوقائع لبعض الأسماء نتيجة لحصولنا على معلومات دقيقة ، ولهذا لزم هذا التعديل . . فمعذرة إذا لم نتمكن من تصحيح بعض الوقائع الأخرى .
(84) كتبت هذه السطور قبل أحداث 26 يونيو1978 الدامية , وبحدوثها تكون السماء قد حققت جزءاً من عقابها على القتلة فسلطت بعضهم على بعض . . قتل منهم من قتل . . ولا زال أمام من تبقى منهم خزى فى الدنيا . . وعذاب أليم, لأن الحق سبحانه حكم عدل , ونحن مؤمنين أن وعده الحق وهو على كل شئ قدير .
(85) يلزم التصحيح بأن بعض من هؤلاء ظل فى السجن فترة طويلة وبعضهم هرب إلى الخارج خشية أن يعادوا إلى السجن مرة أخرى .
(86) يلزم التنويه هنا إن السيد البحر عذب ، واهين ، ونتفت شعيرات لحيته بالمقاهى إمعاناً فى إهانته وإذلاله ، ثم أبعد إلى الحدود ويقول بعض الثقاة أن السحل كان بالنسبة له أهون من الإذلاذل الذى تعرض له وهو من ذوىالكرامات والقرب من الله سبحانه وتعالى .



عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 9:56 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:56 pm


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (18)
الحلقة الثامنة عشر
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
______




الفَصِل الثَالث

أشباح الرعب . . والإرهاب الفاشى ! !
وقائع حية . . وممارسات يومية



حيث يسود الظلام ، يعم الظلم ويتعاظم الظالمون ، وحيث يسود الجهل يطغى الطغيان وينتشر الفساد ، وتعم الرذيلة ، وحيث يداس القانون يكثر اللصوص وخفافيش الظلام . . وتنتهك حرية الإنسان وتداس كرامته ، وتهان إنسانيته ، فالقتلة واللصوص وقطاع الطرق لا يعيشون إلا فى ظلمات الليل ، يعشعشون هناك كالخفافيش التى تتوارى فى وضح النهار ولا تخرج من مكانها إلا فى سواد الليل الحالك ، تماماً كالحشرات الضارة ، والحيوانات المفترسة ، التى تتربص بضحاياها بغدر وخسة .
وعصابات الظلام ، والطغيان ، والجهل والارهاب ، فى بلادنا أستمرأت حياة الظلام ، وأستمرأت القتل . . واستلذت بشهوانية سادية الدماء وفرض عجزها ، ومركبات نقصها ، على الابرياء ، والاحرار ، وكأن دماء الإنسان التى تهدر وتسفك ، فى غابات الوحوش ، لا تعنى عند الذئاب شيئاً ، وما علم الذئاب أن قتل نفس واحدة بريئة ، تعادل قتل امة بأسرها ، وما سالت قطرة دم إلا وتبعتها بحور من الدماء .
أن الدم لا يولد إلا دماً . . والارهاب لا يخلق إلا إرهاباً . . والظلم لا يحول دون أن يجد الظالم ، من يكون أظلم منه . . وهذه من عظات التاريخ ودروسه المعاصرة ، وتلك هى أحوال الدنيا .

وما حدث بالأمس فى بلادنا من رعب وإرهاب ، ومن مآسى إنسانية فظيعة ، ومذابح ومجازر رهيبة ، قتلا وسحلا ، وخنقاً وسطواً ، وابتزازاً ، وهتكا للأعراض ، وانتهاكا للحرمات والمقدسات ، وسجن كبير ، تحولت فيه بلادنا إلى أبواب الجحيم ، وحافة الهاوية ، ومزالق الانحطاط ، والتدهور ، والانحلال الاخلاقى ، والانهيار الحضارى ، والسياسى والاقتصادى ، وصولا إلى مرحلة الفوضى ، وحافة التدمير ، والعدمية .
إن تلك الظواهر لتتضاءل – حقا – أمامها هجمات الغزاة التتريون ، والبرابرة الهمجيون ووحشية جنكيزخان ، وإرهاب النازية الهتلرية ، وخناجر موسلينى المسمومة ، ومسدسات الفاشية السريعة الطلقات ، وإرهاب الصهاينة ووحشيتهم فى فلسطين المحتلة .

ففى كل بيت فى الجنوب اليمنى مقتل ، وفى كل إنسان لم يودع الحياة بعد مأساة ، وفى كل أسرة جراح نازفة ، وطعنات جسدية ومعنوية غائرة . . ومع ذلك فإن المأساة الرهيبة ، التى عاشها شعبنا ، داخل البلاد ، وخارجها تفوق تصور البشر ، وتتجاوز المأساة حدودها حقيقة لا مبالغة فيها ولا تهويل ...ومع ذلك ظل الجرح نازفاً ودامياً ولازالت آثاره ممتدة حتى اليوم .
فقد لا يتصور الانسان العربى الذى يقرأ هذا الملحمة الانسانية الدامية . . جسامة المأساة المروعة ، لأنه لم يعانيها ، ولم يعشها لأن الشعوب لا تقدر فداحة الظلم حين يلحق بغيرها ، أو حين يكون الظلم بعيداً عنها أو بغيرها ، وأن كان ذلك لا يمنع تعاطفها ومشاركتها الوجدانية.
ولكن الظلم يكون قريباً من احساسها ، عندما تعانى منه ، وتكتوى بناره وبأخطاره وآثاره المدمرة الملموسة . ( لأن الإحساس بالظلم – لا الظلم ذاته – هو الذى يولد الثورات).كما قال فولتير .
وقد لا يصدق الانسان العربى . . وقائع الارهاب المجسمة التى هى ابعد عن التصديق ، وأغرب منها إلى الخيال . . لأن تلك الوقائع والحوادث بعيدة عن إحساسه ومداركه . . تماماً كمذابح ( دير ياسين ) فى فلسطين المحتلة التى تدل وقائعها المأساوية الرهيبة على أنها أكبر من أن يعبر عنها شاهد عيان ، أو يتصورها مستمع بيان ، ومع ذلك فإن ما حدث فى ( دير ياسين ) رغم محاولات الكتاب تصويره وتجسيمه ، إلا أن التجسيم لم يعط على وجه الدقة ما عبر عنه الواقع والأحداث الرهيبة فى فلسطين المحتلة قبل وبعد عام 1948 من مآسى إنسانية مروعة . . وهكذا الحال بالنسبة للمذابح البشرية التى تمارسها العصابة فى ( اليمن الجنوبية المحتلة ) إن صح التعبير المجازى .
ففى فلسطين المحتلة عصابات صهيونية جئ بها إلى السلطة وفى اليمن الجنوبية عصابات تدعى القومية ، جئ بها هى الأخرى إلى السلطة والمحرض والموجه والمتآمر فى كلا الحالتين أمبراطورية فقدت مكانتها تحت الشمس ، ألا وهى الامبراطورية البريطانية .
فلا فرق اليوم بين عصابات الصهاينة (الهاجاناه) بالأمس فى فلسطين المحتلة ، وعصابات الرفاق اللاقومية فى اليمن المحتلة . . الفرق الوحيد أن العرب كل العرب مع الشعب الفلسطينى . . لأن قضية الانسان الفلسطينى فوق كونها قضية إنسانية ، وقومية وحضارية ، فإن الشعب الفلسطينى نفسه فرض وجوده على العالم بالتضحيات وبالفداء والجرأة ، فأصبحت قضيته هى قضية الإنسان العربى ، بل وقضية المزايدات العربية أيضاً ! .
أما قضيتنا ، فعلاوة على كونها قضية إنسانية . . فإن عامل الضعف فيها أن العصابة عصابة تحمل هوية عربية وليست هوية صهيونبة وفضلاً عن ذلك فإننا كأصحاب قضية عادلة لم نستطع بعد أن نفرض على العالم مكانا لوجودنا لتصبح قضيتنا ليست فقط قضية العرب . . بل قضية العرب والمسلمين وبدون مزايدة والجرأة هي المطلوبة الآن .. جرأة على النظام ، وجرأة على من يتعاون معه .

وفى ملحمة ( المأساة والارهاب ) التى سنعالج وقائعها وأحداثها فى الصفحات التالية سنحاول مجرد محاولة للتعبير عن جوانب ضئيلة جداً من المأساة . . فالمأساة أكبر من قدرتنا وطاقتنا المحدودة والقاصرة فى التعبير عنها ، بنفس التصوير والحماسة ، التى هى عليها في أرض الواقع . . ومع ذلك فإن المحاولة تستهدف توصيل الحقيقة بصدق وحرص ، ومسئولية ، وأمانة ، وموضوعية إلى الإنسان العربى رغم المرارة وفوق كل محاولات التغلب على الانفعال ، وضبط النفس ، وعذرنا عن كل تقصير ، أننا لا نكتب لمجرد الكتابة . . ولكننا نسطر ملحمة للتاريخ وللاجيال عن عصابة قامت على التواطؤ ، وخطت طريقها على الدماء . . ونبتت أمجادها على جماجم الأحرار والشرفاء . . فقتلت الإنسان بدون حق . . حيث كان ينبغى أن يحيا الانسان على أرضه ويتعايش بسلام ووئام مع بنى قومه ، وسحلت العلماء بلا جريرة حيث كان يجب أن يضئ هؤلاء مشاعل النور والهداية فى بلادنا العربية المسلمة ذات الامجاد والاشعاع الحضارى العربى منه والاسلامى . . وخنقت الأحرار بلا ذنب ، حيث كان ينبغى أن يشارك هؤلاء فى صنع المستقبل ، الذى أوجدوه بكفاحهم ، ونضالهم ، وتضحياتهم ، وأعتقلت الشرفاء وشردت الكفاءات والقدرات العلمية والسياسية والفكرية ، حيث كان ينبغى أن يسهم الجميع ، فى إيجاد مجتمع عادل ، وكريم يقوم على قابلية الاستمرار والاستقرار والرخاء ، والازدهار ، والسلام الاجتماعى بين أبنائه ، ولفقت التهم وأقامت المجازر وزيفت الحقائق ، والتاريخ ، وانتهكت الأعراض ونهبت الأموال وصادرت الممتلكات . . حيث كان ينبغى أن تبنى مجتمعاً صالحاً بدون تلفيق ولا مجازر ولا تزييف ولا فساد ولا نهب ولا ابتزاز . . فكشفت بذلك عن هويتها الإجرامية ومسلكها الفوضوى والعدمى المدمر .
ولا يستطيع الانسان أن يتصور ، نظاماً من الأنظمة مهما كانت قوته ، أن يتحول إلى عصابة تنشر الدمار والرعب ، وتزرع الإرهاب وتنظم البطش والخراب ، وتشجع على التنكيل، والتعذيب والموت ليلاً ونهاراً هنا وهناك فى المدينة والأرياف . . وتحول البلاد إلى سجن كبير .
حقيقة . . قد وجدت أنظمة تمارس هذا الأسلوب من الإرهاب ، ولكن تحت مسوغات شكلية من القانون . . تتظاهر بها ، وتتذرع بنصوصها أحياناً . . أما عدن فليس مطلوباً من أجهزة العصابة ، أن تتظاهر أو تتذرع بهذا أو ذاك ، فالمطلوب من كل الأجهزة لكى تثبت هيبة الدولة ، وتحافظ على بقاء النظام ، أن تنشر الرعب وتثير الخوف فى نفوس المواطنين تماماً كالأسلوب الذى تمارسه العصابات الدولية المعروفة ( كالمافيا وآل كابونى ) فى المجتمعات الغربية والأمريكية ، ( والقبضايات ) المنتشرة فى أسواق الفسوق والرقيق الأبيض ، والدعارة، وعلب الليل ، ومجتمعات اللصوص ، والقوادة فى الشرق والغرب معا . . . وهكذا تحولت زبانية العصابة ، وهذه حقيقة ، إلى قبضايات ولصوص وقطاع طرق ، وسافكى دماء ، ورجال عصابات وتجار أعراض ووسطاء خمور وقوادون للداعرات .. ونشطاء فساد وموبقات.

وفى الصفحات التالية سندلل بالوقائع الحية والحقائق والوثائق والشهادات على كل هذه المعانى التى أوردناها حالا .
فتعالوا بنا . . يا من يهمكم مأساة الإنسان فى رحلة مثيرة فى عالم الجريمة وعالم الإرهاب نقلب صفحات من تاريخ العصابة الحاكمة فى عدن ، وممارساتها الفاشية الإرهابية التى تذكرنا حقا بما كان سائداً فى أوربا إبان محاكم التفتيش الشهيرة فى القرون الوسطى ، وجرائم الفرنجة في الأندلس وغيرها من بلاد المسلمين .
ونقدم فى الصفحات التالية مجموعة ظواهر من ممارساتها ، وقهرها المستمر ضد شعب عاش ثلثاه فى سجن كبير خلف الستار الحديدى وعش ثلثه الباقى مشرداً غريباً عن وطنه ، ومنفياً عن دياره فى كل أنحاء العالم .
* * *



الظاهرة الأولى
إشاعة الرعب


* * من الأمور السائدة فى نظام العصابة توزيع الأدوار ، والاختصاصات للزبانية ، كل فى حدود منطقته سواء كان ذلك فى الأرياف أو فى المدينة ليمارس أعمال القمع وإشاعة الرعب ، دون اللجوء إلى الاعتقال أو التحقيق ، ولعلكم تذكرون ( الشهادة ) التى أدلى بها منذ قليل مدير عام الأمن السابق فى جمهورية اليمن الجنوبية حينما ذكر أن رئيس مجلس الرئاسة استدعاه لتولى هذا المنصب ، وطلب منه ألا يحاكم أو يعتقل ،أو يحقق ، مع العناصر المناوئه للنظام . . وإنما عليه أن يأخذ كل المعارضين للنظام أو حتى المنتقدين من عناصر النظام ذاته ، والتخلص منهم ، بالقتل الجماعى والاختطاف والإرهاب دون الرجوع إلى المحاكمة أو التحقيقات ، أو أية طريقة قانونية أخرى ! ! .
وهذا الأسلوب الذى لجأت إليه العصابة بشهادة من داخلها لا تقبل الإنكار أو إثبات العكس .. فهى تعطى دليلاً صارخاً على خطورة المسلك العدمى والتدميرى لهذا النظام ، وكمثال هلى هذه الظاهرة يمكننا أن نثبت هنا بعض الحالات والوقائع النموذجية للاستدلال على صحة هذا التصور .

الواقعـــــــــــــة الأولــــــــــى
الانتقـــــــــــــــــــــــــــام

قتلوا زعيم القبيلة بدافع الحقد والانتقام الشخصى ؟ ! !
حدثت هذه الواقعة فى أبين بالمحافظة الثالثة فى أكتوبر سنة 1969 بعد الخطوة التخريبية مباشرة . . وتتلخص فيما يلى :
فقد هاجمت العصابة المسئولة فى القيادة المحلية للتنظيم السياسى للحزب الحاكم فى زنجبار المواطن الشيخ ( على بن سالم الشدادى ) أحد رؤوس القبائل الشجاعة فى منطقة أبين ، وأعتدت عليه فى بستانه بالقتل ، انتقاماً شخصياً لعدم تعاونه مع الفوضويين قبل خطوة 22 يونيو . بمعنى أن الانتقام لم يكن له تبرير سوى الحقد والانتقام الشخصى .
فقد حدث بعد الاستقلال مباشرة أن هاجمت عصابات الجبهة القومية ديار ( قبائل آل شداد) بجوار مدينة زنجبار محاولة خطف أحد أبنائها الشبان ( المثقفين ) وأسمه ( رشيد الحاج ) فدافع الرجل وزوجته عن نفسه بشجاعة وتبادل مع أفراد العصابة ( النيران ) فأصاب جريحاً منهم عملا بحق الدفاع الشرعى . . ولم تتمكن العصابة من الانتقام منه قانوناً في حينه ، لأن رئيس النظام فى ذلك الوقت قحطان الشعبى كان قد استنكر هذا الاعتداء من عناصر الجبهة القومية بدون مبرر على هذا المواطن وعندما قامت حركة التمرد فى 14 مايو سنة 1968 التى قامت بها مجموعة أبين برياسة سالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة المقتول طلب من قبائل آل شداد تأييد هذه الحركة فرفضت التعاون معهم ، وحدثت ( ملحمة دامية ) بين المتمردين (وقبائل آل شداد وآل زياده ) فى المخزن راح ضحيتها عشرات الأبرياء . . وطارد الجيش عناصر التمرد ، إلى ( الضالع ) . . ونفس المصير واجهته حركة التمرد هذه هناك . . ولم يبق أمام عناصر التمرد إلا الذهاب إلى ( قعطبة ) فى شمال الوطن .
وعندما حصل ( التزاوج غير المشروع ) بين عناصر التمرد ، وعناصر الحكم فى مارس 1969 ، عاد المتمردون من عناصر الجبهة القومية اليساريين إلى الجمهورية ومن هناك تشكلت حركة 22 يونيو من المتمردين وعناصر قبلية بقيادة محمد علي هيثم وقامت بما سمي بالحركة التصحيحية ضد نظام قحطان الذي سقط وتولت العصابة حكم البلاد ، وعندئذ كان الحقد الشخصى ، قد أعمى بصيرة رؤوس التمرد فصدرت أوامر العصابة إلى زبانيتها فى أبين ، فى تنفيذ عملية الانتقام الشخصى ، من قبائل آل شداد ، متمثلاً بشخص رئيسها الشجاع المغفور له الشيخ ( على بن سالم الشدادى ) الذي أغتيل في بستانه غدراً ، دون اللجوء إلى اعتقاله أو محاكمته ، أو التحقيق معه .
والمعروف أن الرجل كان قد ساهم مساهمة جليلة فى العمل الوطنى فى أثناء الكفاح المسلح ، من خلال إرتباطه ومساهمته المعروفة فى الحركة الوطنية .
رحمه الله رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته . (80)


الواقعــــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــة
قتلوا متعهد الأغذية بتهمة التخريب لكى يحلوا محله محسوباً من المحاسيب
* حدثت هذه الواقعة فى ( حبان ) بالمحافظة الرابعة فى نوفمبر 1971 لأحدى متعهدى تزويد المدارس الريفية بالأغذية والملابس ، ويدعى السيد / أحمد فدعق وابن عمه وتتلخص الواقعة فيما يلى :
حاول مأمور المديرية الوسطى بالمحافظة الرابعة إزاحة المواطن المتعهد ، بالطريقة القانونية ، ليحل محله قريباً له ،فلم يستطع ، لأن المتعهد كان أميناً ووفياً بواجباته ، . . وعندما فشلت محاولات إزاحته بالأسلوب المعتاد ، حاول المأمور إزاحته بالقتل ، وألحق به ابن عمه ورمى جثتيهما بأحد الأودية . . وعندما اكتشفت الجريمة كان رد العصابة جاهزاً (لسنا مسئولين عن المخربين ) وهكذا لفقوا له تهمة التخريب ، وهى تهمة فى عرف العصابة كفيلة للقضاء على حياة إنسان . . أى إنسان بهذه البساطة .
وهذا دليل آخر على أسلوب الرعب والانتقام الشخصى للتخلص من الأبرياء بأسلوب وطريقة عصابات السطو والابتزاز ، وقس على ذلك مئات من الحالات المماثلة .
* * *
الواقعــــــــــــــة الثالثــــــة
تمسكوا بتقاليد الشهامة . . فتخلصت العصابة منهم !
** حدثت هذه الواقعة فى ( يافع العليا ) بالمحافظة الثالثة لرئيس وأعضاء اللجنة التنظيمية للجبهة القومية ! ! فى فبراير سنة 1972 . . وتتلخص هذه الواقعة فيما يلى :
دبرت العصابة مجزرة جماعية للتخلص من رئيس وأعضاء لجنتها التنظيمية الذى اتضح للعصابة عدم تعاونها ، فى تنفيذ أساليبها الإرهابية وتمسك قيادات هذه المنطقة بتقاليد الشهامة والشرف وعدم الاعتداء أو الانتقام من أى شخص دون ما ذنب جناه ، وعدم مسايرتها وموافقتها ، على أساليب التخلص الجماعى من المواطنين الذى تنتهجه العصابة الحاكمة كمنهج ، وسلوك يومى .

لذلك دبرت العصابة ( كميناً ) غادرا واستدعت إليه / عبد القادر أحمد عبد الله يافعى رئيس اللجنة التنظيمية ، وخمسة آخرين من أعضاء هذه اللجنة هم : عوض أحمد عبد الله يافعى ، محمد أحمد معوج يافعى ، صالح أحمد البعسى يافعى ، محمد حسين على الحصنى يافعى ، ومحمد صالح يافعى ، وبمجرد حضورهم فتحت العصابة عليهم نيران الرشاشات فأردتهم صرعى .
ولم يتمالك أحد جنود الأمن المرافقين لهذه الفرقة – وهو شقيق رئيس اللجنة – أعصابه وهو يرى مصرع أخيه فلبى نداء الأخوة والوطن وعلى الفور وجه فوهة بندقيته إلى العصابة وأردى منهم ثلاثة ، قتل على اثرها على أيديهم ولكن بشرف . . وتم نقل الجثث السبعة فى سيارات العصابة إلى أحد (الشعاب) ورميت هناك للوحوش والغربان دون موارتها بالتراب وطبعاً لا يستطيع المواطنين أن يقوموا بفرض كفاية الدفن . . لأن ذلك سيعرض من يقوم بهذا الواجب للحاق بهم فى الدار الأخرة .
وهذا دليل آخر على ( الخسة والجبن والنذالة ) لعصابة ليس لها من مقومات ولا من قيم ، غير مقومات الإرهاب وقيم الرعب وأساليب الغاب . . حتى مع أولئك الذين يتعاملون ويتعاونون معها . . ويرافقون مسيرتها ! ! فهل هناك دليل يمكن أن يكون أقوى وأحسم على منحنى الهبوط ، والذى انحدرت إليه العصابة من هذا الدليل ؟
إنها مجرد حالة . . . وواقعة لمئات الحالات المشابهة والمماثلة . !
وللمسلسل بقية إن شاء الله تعالى وقدّر .
* * *




عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 9:58 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:57 pm


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (17)
الحلقة السابعة عشر
تأليف : عوض العرشاني
تقديم: عبد القوي مكاوي
**************




شهادة للتاريخ
مدير الأمن العام السابق . . يدلي بتصريحات خطيرة




أدلى السيد علي شيخ عمر مدير الأمن العام السابق في نظام الرفاق الغابر بتصريحات خطيرة للمؤلف ، نستطيع إجمالها بالمقولة التالية :
( يقول السيد علي شيخ عمر " بعد خطوة 22 يونيو سنة 1969 ، عينت مديرا عاماً لأمن الجمهورية وكنت حينها فى القاهرة للعلاج ، من اثر التعذيب الذى تعرضت له فى المرحلة السابقة ، وقد فوجئت بهذا التعيين ، غير أنني كنت مسلماً لأن التعيين هذا ، هو من أجل توريطي في قضايا لا أستطيع الخروج منها فيما بعد ، لأنهم كانوا يطمعون بالتخلص مني ، إلا أنهم كانوا عاجزين ، وغير قادرين على إزاحتي ، لأنني كنت فارضاً نفسي عليهم بالقوة ." )
" وعند عودتى من القاهرة ، أجتمعت برئيس مجلس الرئاسة سالم ربيع على وكان يقول لى:
لقد عيناك مديرا عاما للأمن العام فى الجمهورية ، واخترنا نوابا لك ، صالح مصلح للشئون الريفية ، ومحمد أحمد يافعى للشئون الادارية ، ونحن نريد منك أن تكون الحاكم المباشر فى اتخاذ كافة الاجراءات من باب المندب إلى المهرة ، فى المحافظة السادسة . . وكل الإمكانيات تحت تصرفك من الأموال والأسلحة والبشر ، لأننا لا نستطيع أن نحاكم ، أو نعتقل ، أو نحقق مع العناصر المناوئه لنا ، ولهذا نريدك ومعاونيك أن تأخذوا كل المعارضين وكل المنتقدين للنظام وتتخلصوا منهم بالقتل الجماعى ، والاختطاف ، وترهبوا الآخرين ، دون الرجوع إلى المحاكم ، والتحقيقات ،أو أية طريقة قانونية ! ! ."
وقال مدير الأمن العام السابق : " فوجئت بهذه التعليمات – يكمل مدير الأمن السابق شهادته – بل وسيطرت على أحاسيس الشكوك فى شخصية هذا الرجل ( يعنى رئيس مجلس الرئاسة وهويته ) ".
وقبل أن أرد عليه كنت أتساءل مع نفسى وأقول : أى إنسان هذا ؟ وأى نوع من البشر ؟ ماذا يريد هذا الرجل ؟ إن كل شئ ساورنى حوله من الشكوك ، كان صحيحاً ثم أجبت عليه : " إذا كنا نحن نظام . . ودولة تحكم هذا الشعب من أجل خيره وتقدمه . . ولدينا القوانين فلماذا نتجه لهذا الأسلوب (الإرهابى ) الذى لا تتجه إليه حتى المعارضة لأى نظام كان ؟ وبعد هذا كان ردى الصريح ، هو اننى شخص لا أطمع فى هذا المنصب ، أو أى منصب آخر ."
وغضب الرجل ، ولكنه حاول أن يرضينى ، ويراجعنى للعدول عن موقفى . . وتركت دار الرئاسة ، واتجهت إلى مقر عملى ، فى قيادة الأمن العام وأنا أتساءل مع نفسى لماذا هذا كله؟ وهل من الممكن اتخاذ خطوات حاسمه لإيقاف هذا الأتجاه ؟ .
وحاول الرجل أن يترجم – الإجابات على تساؤلاته تلك – ( كما قرر ) بعمل مضاد ، وبتحرك سرى بين صفوف المعارضين لخطوة 22 يونيو من المدنيين والعسكريين الملتزمين، وغير الملتزمين ، للجبهة القومية والذى حدث بعد ذلك ، أن تسربت بعض المعلومات إلى السلطة ، حيث بدأت السلطة تتخذ بعض الإجراءات فى اعتقال بعض ضباط الأمن ، وعناصر القطاع الفدائى دون معرفتى ، ودون الرجوع إلى كمدير عام لأمن الجمهورية إلا أننى كنت أواجه هذه الإجراءات ، باطلاق سراح تلك العناصر (!).
واستمرت هذه العملية فى الاعتقال من قبل السلطة وإطلاق سراح المعتقلين من قبلى ، من أكتوبر سنة 1969 إلى ديسمبر سنة 1969 .
" وهنا كنت شخصاً مغضوباً على من قبل الجانبيين السلطة والمعارضين ، وذلك من خلال رفضى لأساليب السلطة من جهة ، ومن جهة المعارضين فى داخل الجبهة القومية ، لإصرارى على إنهاء تسمية الجبهة القومية وقيام الجبهة الوطنية العريضة ."
وهنا انتهت الشهادة . وهذه الشهادة التاريخية الخطيرة نستخلص منها مدلولات ثلاثة :

فما هي مدلولات هذه الشهادة ؟؟؟؟؟؟؟؟
نستخلص من هذه الشهادة مدلولات ثلاثة :
المدلول الأول :
• إن نظام العصابة فى تركيبه وتشكيله قام على أساس الإرهاب والأعمال البوليسية غير المشروعة.
المدلول الثانى :
• إن العلاقة بين رؤوس العصابة ، وبين المتعاونين معها ، قائم على أساس التربص المحفوف بالخوف والحذر .
المدلول الثالث :
• إن الولاء للنظام أو التنظيم مفقود من الأساس ولا تعدو العلاقة بين القيادة والقاعدة علاقة مصالح ومنافع متبادلة تخضع للمزاج والولاءات الشخصية .
وهذه هى المعادلة الصعبة للعلاقات التنظيمية فى أوساط الجبهة القومية :
إرهاب + تربص + منافع = الغدر والفوضى
* * *
الأسلوب الثانى : الأعتقال وممارسة التعذيب :
وهذا الأسلوب ، هو الأسلوب البوليسى العادى ، كأسلوب رسمى – فالعصابة تقوم به ليلاً أو نهاراً ، بواسطة حملة أو قوة من رجال الأمن المدنيين ، وغالباً ما يتم بأسلوب صاخب ، يستهدف إرهاب المتهم والمواطن المستهدف مهاجمته ، وإرهاب الجيران ، وخلق حالة نفسية تتسم بالرعب والتخويف ، لتعزيز هيبة السلطة ومكانتها نفسيا عند المواطنين .
وعادة لا يختلف هذا الأسلوب فى طبيعته عن الأساليب التى مارسها البريطانيون فى فترة الاحتلال . . والفرق الوحيد هو أن البريطانيين ، كانوا لا يلجأون إلى مداهمة المنازل ليلاً ، إلا إذا توفرت كافة الدلائل والحجج القانونية ، والمعلومات الأكيدة ، بعد التحرى ، والبحث ، والتى تبرر إلقاء القبض ، أو التفتيش ضد شخص ما من المواطنين ، أما العصابة فتلجأ إلى هذا الأسلوب ، لمجرد الاشتباه ، فى شخص ما ، وتوافر بعض المعلومات غير الدقيقة لديها ، لمجرد أن شخصاً ما ، وبدافع من الحقد الشخصى ، ابلغ عن هذا المواطن ، أو بمجرد الإبلاغ عن مواطن - بأنه ( مخرب ) أو ثورة مضادة ، أو ( خطر على النظام ) لتقوم قوة ، من رجال الأمن ، والشرطة بمداهمة منزل المتهم البرئ ليلاً ، ومحاصرة الشارع بأكمله وتطويق المنزل، وتسلق أسطح المنازل المجاورة ، ثم الهجوم على المنزل من أعلى ، ومن أسفل ، وتحدث المداهمة ويستيقظ صاحب المنزل وأولاده على عمليات تكسير الأبواب ، والمسدسات والرشاشات مصوبة إلى صدورهم ، والأوامر تصدر إليهم برفع أيديهم إلى أعلى ، وتبدأ عمليات التفتيش ، والنهب والتحطيم ثم تتم عمليات الضرب والركل والاهانة للمتهم ولاسرته ، وفى الغالب عمليات إعتداء على الأعراض ، ويساق المتهم ، ومن يوجد معه فى الغالب إلى معسكر فتح ، وهناك تبدأ عمليات التعذيب والتحقيق والإستجواب !!!.
ومن وسائل التعذيب المعروفة فى معسكر فتح حوالى أربعين أسلوبا مارسها الانجليز من قبل ، ولازالت تمارس حتى اليوم وأضافوا إليها من قريحة النازية الجديدة ما شاؤا ، ولأن المختصين بالتعذيب ، كانوا هم أيضاً يعملون مع الإدارة البريطانية ، وقد تفننوا فى تطبيق هذه الوسائل ، وأدخلوا عليها بعض التعديلات ، بفضل الخبراء النازيين ، الذين استجلبتهم العصابة بعد خطوة 22 يونيو ، وتذكرنا هذه الأساليب الوحشية بما كان سائداً إبان ( محاكم التفتيش ) فى القرون الوسطى .

أساليب التعذيب :
ومن أساليب التعذيب فى معسكرات الاعتقال نسجل الأساليب التالية :
1. إيقاف المتهم رافعاً سبابتيه إلى حائط بشكل منحنى بهدف إرهاقه عصبيا وتهيئته وإذلاله نفسياً ، وفى الغالب يؤمر بالجرى على أصابع ( السبابه ) بشكل دائرى مرتكزاً حتى الإغماء .
2. السحل بالسيارات داخل المعتقل ، تحت شعارات ( العنف الثوري المنظم ) .
3. الخنق لدرجة الإغماء . . والهدف من هذه الحالة إحداث إرباك فى المخ .
4. التعذيب فى الزنزانات الضيقة عن طريق الوخز بالسونكى وبآلة حادة تشبه شوكة المطبخ الكبير ، وذلك لإبقاء المتهم فى حالة عصبية متوترة ، والمنع من النوم لمدة ثلاثة أو أربعة أيام ، تحت حراسة الشرطة ، وهى من ( الوسائل الممنوعة دولياً ) . . وكلما تشعر هيئات التحقيق أن المتهم قد تحسنت أعصابه ، أعادته إلى حالته الأولى ، أى حالة التوتر العصبى الشديد ، وقد خلقت هذه الحالة بالذات كثيراً من التشنجات العصبية ، واضطراب فى جهاز الأعصاب لدى كثير من المعتقلين . . وفى الغالب أصبح هؤلاء الناس الذين يتعرضون لمثل – هذه الوسيلة – مرضى فإذا ما أفرج عنهم لا يصلحون للحياة .
5. النفخ فى بالونات شبيهة بنفخ الاطارات داخل الدبر ، وإدخال العصى ، والأقلام فى دبر المعتقل .
6. التجويع لمدة يومين أو ثلاثة .
7. الجلد والحرق بأعقاب السجائر ، وضرب القضيب بالعصا وإحراقه بالولاعات .
8. منع شرب الماء لفترات طويلة وفى الغالب يومين .
9. التعذيب بالكهرباء ، وشد شعر الرأس بقوة وعنف ونتف شعر الحدثين ، والجفون ، والحواجب ، والصدر وغيرها .
10. ضرب الأجزاء الحساسة فى الجسم بقوة .. العنق ، والأذنين ، الرقبة ، الأنف ، والجمجمة .
11. ثنى العنق لساعات طويلة ، وثنى الأيدى والأرجل مع استعمال العصى بينهما .
12. التهديد بالقتل ، ووضع المسدسات بعد تعبئتها على مؤخرة الرأس .
13. تهديد المتهم بإحضار زوجته ، أو اخته ، أو أمه إلى المعتقل واغتصابها والإعتداء عليها أمامه ، - إذا لم يعترف 0 وقد ترجمت العصابة فى أغلب الأحيان تهديدها ، على العديد من الضحايا .
وحرصاً على سمعة العائلات ، ومستقبل الأبناء فإننا نمتنع عن ذكر الحالات التى تعرضت لهذه الأساليب الفاشية القذرة .
14- حشر المعتقلين فى حفر ضيقة ( وضعت خصيصاً للتعذيب ) .
15- تسليط الغازات الخانقة على زنزانات المعتقلين .
16- إطلاق النار داخل المعتقل ، بهدف إرهاب المعتقلين والإيحاء بأن هناك حالات قد نفذ فيها الإعدام . . انتظار لدوره القادم .
17- الركل والضرب والتحقير ، والشتائم ، وهذه أبسط أنواع التعذيب .
18- قطع الأظافر ، ودحرجة المتهم ، من رأس السلم إلى أسفله .
19- إجبار المعتقل على التبول والتبرز ، فى زنزانته .
20- نقل بعض المعتقلين ، بين مكان وآخر ، داخل شوال ( جونيه ) .
وهناك أكثر من عشرين آلة للتعذيب ، بعضها قديم استعمارى ، وبعضها مبتكر ، على طريقة النازى ، تستهدف جميعها ، التحطيم النفسى ، والمعنوى ، والتحقير ، والاضطراب العصبى وإرباك المخ عند المعتقل . . وتمارس هذه الأساليب فى الغالب عند مباشرة التحقيق . . وهذا النوع من التعذيب مورس فى العراق ايام نظام الرئيس السابق صدام حسين تقليداً لأساليب نظام الاستعمار البريطاني السابق ايضاً .
نماذج التحقيق فى المعتقلات الإرهابية :
بعد تهيئة المعتقل ، وممارسة كافة الأساليب السابقة كنوع من التحضير الضرورى للتحقيق ، يستدعى المتهم داخل المعتقل نفسه ، ويواجه المحقق ، وهو غالباً من رجال الجهاز وخمسة من خبراء التعذيب ، يقفون عن يمين ، وعن شمال ، ومن أمام ، ومن خلف المعتقل ، على شكل ( كماشه ) محيطة بالمواطن ، الذى دفع به حظه البائس والتعس إلى هذا الدرك المهين ، ويبدأ خبراء التحقيق استجوابهم للمعتقل على النحو التالى :
المحقق : أنت ماتعرفش ( ليش ) أنت هنا ؟
المتهم : لا أعرف ؟
خبراء التعذيب : يصفعون المتهم من كل الاتجاهات الأربع مع الركل بهدف الإرباك .
المحقق : هل تعتقد أن جهاز أمن الثورة يخطئ (78) ؟
المتهم : أعتقد ذلك . . وسيكتشف هذا الخطأ إن عاجلا وإن آجلا .
خبراء التعذيب : يؤدون واجبهم من العنف الثورى للمتهم الجسور ، والمتطاول
ويبدأون عملية تعذيب حقيرة له حتى الإغماء.
وعندما يفيق المتهم يواصل المحقق استجوابه على النحو التالى :
المحقق : جهاز أمن الثورة لا يخطئ . . فكيف تعتقد ذلك ؟
المتهم : قد يصح ذلك . . لكن فى حالتى أعتقد أنه جئ بى دون ذنب ومع ذلك
فنحن بشر . . والبشر يخطئون . . إذن أرجو أن تحاسبوا أنفسكم وضمائركم بالنسبة لى .
المحقق : أنت متهم بالتعاون مع الثورة المضادة . . وبالتخريب ضد امن الثورة
فهل تريحنا وتريح نفسك بالإعتراف أم انك لا زلت مصراً على الإنكار.
المتهم : يا أخى أنا لم أقم بأى عمل يتعارض مع نظام بلدى ولم اتعاون مع أحد.
خبراء التعذيب : يصفعون المتهم . . ويكررون،ألم تسمع كلام الأخ رئيس التحقيق جيدا؟
والمطلوب منك الآن أن تريحنا وتريح نفسك بالإعتراف . وبعد ذلك
سوف نعمل على مساعدتك . . هل تفهم ؟ أننا نعدك .!
المتهم : ينهار . . ويغمى عليه ، ثم يفيق ، ونفس الوجوه البشعة أمامه ،
فينهار ثانية ، ويفيق ، ثم يصرخ مذعوراً فى وجوههم بصيحة هستيرية
أنتم وحوش على هيئة بشر . . دعونى أخرج أو أقتلونى حالاً .
وهنا يكتشف خبراء التحقيق والتعذيب نقطة الضعف عند المتهم ويبدأون معه لعبة نفسية تستهدف تصعيد الحالة العصبية ، وتجسيم حالة التعذيب النفسى .
المحقق : على فكرة ! ( إسمك أيه ) ؟ .
المتهم : يرد بضيق . . طيب وتحقق معى وتعذبنى ليه ؟ إذا لم تكتشف بعد
أسمى ؟
خبراء التعذيب : بيقولك إسمك إيه ؟ وبلاش صفاط ( هزار ) باللهجة المحلية وطبعاً
يؤدون فى هذه الحالة ( واجب العنف الثورى ) إياه !
المتهم : ما اعرفش إسمى إيه ، أنا رقم مجرد رقم فى ضيافتكم ! !
المحقق : أنت تضيع وقت رجال الأمن عبثاً . . فلان قم بالواجب .
خبراء التعذيب : تعالى يا فلان . . وهنا ينتهى التحقيق وتبدأ وسائل التعذيب الجسدية
والسيكولوجية .
التعذيب الجسدى متمثلاُ بالسحل والخنق حتى الإغماء . . وأما الوسائل السيكولوجية فتتمثل بالصورة التالية :
1- وضع المتهم فى زنزانة ضيقة قذرة ومظلمة مليئة بالقاذورات ( البول والبراز ) وهذا يذكرنا بـ ( الزنزانات الخشنة ) فى عهد محاكم التفتيش .
2- يؤمر بالجلوس القرفصاء دون حركة ، وأى حركة تصدر منه يتعرض لضرب الشرطى حارس الزنزانة .
3- يمنع عنه الماء والطعام والسجائر . وتبدأ لعبة الإغراء بهذه الضروريات فيأتون بالماء أمامه حتى إذا هم بتناوله يرمون الإناء فى الأرض فيضطر إلى ( لعقه ) فيضرب حتى يغمى عليه .
4- جعله فى حالة جدل مع ( الحوائط ) ومع نفسه إلى آخر قائمة التعذيب السيكولوجى الذى تفننت فيه أجهزة النازية والفاشية فى العالم . 79
_______________
وهذه الأساليب غالباً ما تحقق أهداف العصابة فى دفع المتهم إما إلى الإعتراف خوفاً من استمرار التعذيب ، وإما إلى ( الجنون ) . . كما حدث لمئات وآلاف الحالات فى معتقلات الفتح ، رأس مربط . . والنصر ( شمبيون لين سابقاً ) ومعسكر ردفان ، ومعتقل المنصورة ، فى المحافظة الأولى وبقية المعتقلات الأخرى فى كافة المحافظات . وهى أساليب نازية ، مارستها قبل ذلك محاكم التفتيش في القرون الوسطى تحت مفهوم يقول : (بأن البلاء يفتح الأفواه المغلقة للإعتراف ) .
وفى حالة الإجبار على الإعتراف ، يعد الجهاز اعترافات جاهزة ، تكون عادة مكتوبة ويطلب من المتهم إعادة كتابتها ، إذا كان يعرف القراءة والكتابة . وأما إذا كان أمياً ، فيطلب منه البصم على هذه الاعترافات ، ثم تعد أجهزة التسجيل ، ويطلب منه ترديد ما يملى عليه ، فى ورقة مكتوبة امام المسجل وإما بالتلقين المكرر ، فضلاً عن تصوير المتهم فى أوضاع مخلة بالآداب العامة ، داخل المعتقل أو بعد نقله إلى مكان خاص ، بهدف الإساءة إلى سمعته الأدبية ، والأخلاقية ، كما حدث لمئات الحالات . وبعد ذلك يعد الجهاز أوراق الاتهام ، والتلفيق، ويقدم المتهم إلى محاكمة صورية ، بهدف استصدار أمر بإدانته ، من محكمة الشعب العليا . . أو أى محكمة فرعية فى الأرياف ، وما على رئيس المحكمة إلا أن يؤدى دوره المسرحى ، وينفذ بعد ذلك ما يملى عليه من جهاز أمن الثورة والسلطة السياسية فى قمة هذا النظام .
ولعل حالتى أحمد عبد القادر صالح مدير عام الهجرة والجوازات والجنسية وأنور رمزو كبير موظفى مؤسسة النقد تعطى صورة حقيقية لهذا التلفيق والافتراء فى المحافظة الأولى - عدن .
فالأول : أتهم فى سنة 1971 باستلام رشوة من بعض أفراد الجالية الهندية فى عدن ، وقدم للمحاكمة الصورية . وجئ بشهود إثبات ضده . . ومع ذلك أنكر هؤلاء الشهود أمام المحكمة أنهم قد شهدوا شيئاً مما يتهم به المتهمون ( واختفت آثارهم بعد ذلك ) . .
وأمام المحكمة الفاشية إياها فضح المتهم الأول بشجاعة ، قادة العصابة بأنهم يحصلون على سيارات فخمة كهدايا من بعض التجار ، والوكالات التجارية ، ويأخذون عمولات نقدية على بعض المعاملات التجارية الأجنبية من بعد الشركات البريطانية وأنهم يطلقون سراح المعتقلين الموسرين نظير خمسة آلاف دينار وأنه يثبت ذلك للتاريخ عندما كان نائباً لوكيل وزارة الداخلية فى حكم العصابة !!! .
وأمام كشفه للعصابة ، بهذه الجرائم الخطيرة ، حكمت عليه العصابة بالإعدام وارسل الحكم من أعلى الجهات إلى رئيس المحكمة الذى اضطر إلى إعلانه ، فى حين كان من الممكن تطبيق أحكام المادة الخاصة بعقوبة الرشوة ، فى حدها الأقصى على أسوأ الافتراضات .
* * *
واما الثانى : فقد اتهم باختلاس أموال مؤسسة النقد . . ودليلهم على ذلك إنهم فتشوا منزله ، ووجدوا عنده نقوداً وممتلكات أخرى ، وحكم عليه بالإعدام ، مع إيمان كل الشعب ببراءته .
فأحمد رمزو – كما هو معروف – كان قد خدم مع الإدارة البريطانية مدة طويلة وكان يشغل منصباً كبيراً ويحصل على مرتب ضخم علاوة على ثروة أسرته وثروة زوجته . . وكلاهما من أسرة ثرية .
وعندما حكمت عليه المحكمة بالإعدام فى نوفمبر سنة 1971 كان الشعب يدرك تلفيق هذا الاتهام . . فتدخل الشعب بجميع طوائفه ، مطالباً بتخفيف الحكم بما فى ذلك ممثلى ما يسمى بالتحالف الوطنى الديمقراطى الصورى ، وهما الوزيران ( البعثى ، والشيوعى ) فى التحالف ، وخرجت مدارس البنات فى عدن فى مظاهرة إحتجاج على تنفيذ الحكم ، ولكن ذلك قوبل بالرفض ، وأخرج الجيش والأمن ، من ثكناته بملابس مدنية ، للتظاهر المضاد ، وتأييد العصابة . ! كما عقدت المهرجانات الخطابية ، وسمع الشعب من خلال المذياع ، احد زعماء العصابة يقول : ( لا بعث ولا شبيبه بعد اليوم ) (80) .
فأى نظام هذا ؟ وأى مأساة يعانيها شعبنا فى ظل هذه العصابة الإرهابية ؟ هل هى النهاية ؟ أم هو السقوط ؟ إن هذه العصابة حكامها لصوص ، ورجالها مرتشون . . واجهزتها القمعية تلطخت أياديها بالدماء وضمائرها بالإختلاس . . ومع ذلك يترك اللصوص ويحكم على الأبرياء ! ! .
فأى عدل هذا ؟
وأى مصير تنحدر إليه بلادنا ؟
تساؤولات طرحناها حينها على الساحة العربية في ذلك الوقت وأصبحت سؤال الآن أين هم رفاق الأمس ، وأين موقعهم في التاريخ ؟؟ .
للمسلسل بقية إن شاء الله تعالى وقدر ...
______________________
(77)هذه الشهادة أدلى بها السيد علي شيخ عمر للمؤلف اثناء تواجده في مصر في عام 1975 وقد كان ، لاجئاً سياسياً في السعودية بعد هروبه من عدن ، وقد جاء إلى مصر في للعلاج في توقيت لاحق من مرض رافق حياته ، وقد توفى رحمه الله في مصر حيث كان النظام يخشاه فعلاً لأن الرجل رحمه الله كان من المناضلين الذي اعتقلوا وعذبوا أثناء فترة الاحتلال وقد بلي بلاء حسنا في النضال ضد الاحتلال ، ومن أجل تحرير الوطن ، ويحظى بين رفاقه من أبناء منطقة دثينه بالتقدير والاحترام .
(78) يستهدف المحقق من هذا السؤال وضع المتهم أمام خيارين كلاهما صعب ، ليضع المتهم فى موضع نفسى معين ، ينفذ من خلاله ، ويكتشف مدى القوى أو الضعف فى نفسية المتهم .
البعض من المتهمين ينهار ، ويمتنع عن الإجابة ، فيواجه بالضرب والتحقير والبعض الأخر تتملكه الشجاعة فيجيب بالإيجاب ، وهنا يتعرض لأسوأ أنواع التعذيب التى سنسجلها حالا . والهدف من كل ذلك وضع المتهم فى حالة عصبية ونفسية معينة . . هم أعلم بها .
79 هذه المعلومات حقائق من مصادر رسمية من كبار رجال الدولة الغابرة لا مبالغة فيها ولا تزيد من عندنا وكذلك معلومات من بعض خبراء التعذيب الذين التقينا بهم وطلبوا منا عدم ذكر أسمائهم ، يضاف إلى أولئك وأولئك أصدقاء الرفاق المقربون وقد سجلنا معظم شهاداتهم مع بعض كبار الرفاق الذين طلبوا منا أنهم يعبرون بذلك عن إبراء ذممهم أمام ضمائرهم وأمام الله ونحن نلتزم بوهدنا لهم بعدم ذكر أسمائهم .
(80) انظر شهيد الكلمة الكاتب اليمنى / محمد على الشعيبى فى كتابه ( اليمن الجنوبية . . خلف الستار الحديدى ) صفحة قوائم الشهداء فى اليمن الجنوبية .



عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:01 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:58 pm


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (16)
الحلقة السادسة عشر
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي
**************





أسلوبان لزوار الفجر




وحين ساد منطق الإرهاب والقمع ، اصبح المواطن يعيش فى قلق ورعب مستمر ( فكل مواطن أضحى يتوقع المباغته فى كل حين من زوار الفجر ) الذين لا يتورعون فى أى لحظة من لحظات الليل والنهار أن يداهموا المنازل ، ويعتدوا على الحرمات . . وفى الغالب تختار العصابة لضحاياها ساعة متأخرة من الليل حين يكون كل مواطن قد أسلم نفسه للنوم بعد معاناة يوم طويل . . وإذا بالباب يقرع على ( مهل ) وهذا يتم فى الحالات الفردية التى تستهدف بها العصابة خطف الضحية بدون ضجيج ! إما للتخلص منه وإما لتجنيده فى التجسس إذا كان يشكل بالنسبة للحالة الأولى خطراً مباشراً أو له سند من قوة في النظام أو حماية قبلية . فحتى لا تعرف الجهات التى اختطفته ، فإنهم يلجأون إلى أفراد عاديين جداً وبملابس مدنية ، وبعدد قليل جداً ، غالباً لا يتجاوزون ثلاثة أفراد مسلحين بالطبع . . فيقومون بالزيارة فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى إذا ما اكتشف أمرهم يبدون وكأنهم أصدقاء سهرة ! ! .
وبالنسبة للحالة الثانية – وهى الحالة التى يشكل فيها الشخص للعصابة مصدراًهاماً للمعلومات ويمتنع عن التعاون معهم – بعد استنفاذ كافة الوسائل الفردية المغرية لاقناعه ، عندئذ يلجأون إلى قمع كبريائه . . وإذلال نفسيته بالوسائل القمعية التى تفننوا – حقيقة – فى اتقانها .

الأسلوب الأول :
وقد خصصت العصابة لهذين النمطين بالذات 85 منزلا وشقة سرية فى المحافظة الأولى وحدها تمارس فيها كل من الوسائل القمعية والإرهابية غير المشروعة بعيداً عن الأجهزة الرسمية .
ومن الوسائل المتبعة وفق هذا الأسلوب فى هذه الأماكن السرية للتعذيب :
• التصوير بأوضاع جنسية معينة ، والاعتراف التسجيلى التى تشين بسمعة المواطن الوطنية والأخلاقية .
• التجويع ليومين أو ثلاثة . . بهدف الإذلال والامتهان .
• الإجبار على كتابة الاعترافات القسرية للمواطن . والتى تمس أخلاقه وسمعته الأدبية ، بهدف إرغامه على التعاون مع العصابة ، واستخدام هذه الاعترافات والأدلة ضده ، إذا ما تمرد او رفض التعاون ، وبعد أن يذعن المواطن لرغبات العصابة يخلى سبيله ، ويطلب منه أ ن يعلن لكل من يقابله أنه كان مسافراً خارج المدينة ، وعليه أن يقنع ذويه بذلك ، وإلا تعرضت حياته للخطر ! !
هذا بالنسبة للأفراد المراد تجنيدهم لصالح جهاز الاستخبارات .
أما الأفراد المراد التخلص منهم فإنه إلى جانب تلك الوسائل التى أشرنا إليها – فمن باب حرص العصابة على أن يكون بيدها سند للإدانة وتلويث سمعة المواطن أو الضحية – فإنها غالباً ما تلجأ إلى التخلص من هذه الضحية بأسلوب من الأساليب الأتية :
1- إما الخنق : ! ! وهذا الأسلوب يتم عادة داخل هذه الشقق والأماكن الخاصة ، ثم تتخلص العصابة من الجثة برميها فى أحد الشوارع بعيداً عن مكان إرتكاب الجريمة ، أو رميها فى البحر ، أو دفنها فى الرمال أو تهريبها إلى الأرياف ورميها فى الصحراء أو الآبار وغالباً ما يجد المواطنون هذه الجثث فى ( أشولة ) جمع شوال ( جوانى ) مرميه فى شوارع مدينة المعلا ، أو كريتر ، او على شاطئ البحر أو فى الصحراء والآبار . ونورد هنا واقعتين للتدليل فقط من بين مئات الحالات المشابهة لها :
الواقعة الأولى :
• هى حالة المواطن / حسين أحمد جروان النسى ، ضابط فى الجيش اليمنى الشمالى من نصاب بالمحافظة الرابعة . . وقد قدم من شمال الوطن فى زيارة لأهله فى فبراير سنة 1972 . . وعندما عجزوا عن تجنيده فى جهاز الاستخبارات وبعد تعذيبه بهدف استخلاص معلومات منه . . وأمام إصراره ورفضه للتعاون معهم خنقوه بعد تعذيبه ، ورموا جثته فى الرمال ، وقد اكتشف جثته بعض المواطنين من المسافرين فى الصحراء بعد ايام قليلة من خنقه .
الواقعة الثانية :
• هى حالة المواطن / السيد عبد الرب العطاش ، مزارع من بيحان بالمحافظة الرابعة ومسئول فى حزب البعث العربى الاشتراكى ! ! وكان عاملا نشطاً فى الحزب . فاعتقلته العصابة وعذبته ، وأرغمته على التعاون معها فى ديسمبر سنة 1971 ، وعندما فشلت كل الوسائل لإقناعه ، خنقوه ورموه فى الصحراء . . وخرج الناس يومها على تجمعات ( الغربان ) ليكتشفوا جثة هذا المواطن مشوهه تزكم الأنواف رائحتها ، فهب الناس لإحضارها . . وعندئذ قامت العصابة باعتقال المواطنين كجزاء على تجرئهم على أخذ الجثة ودفنها.
ولا زال ذويه مصيرهم فى علم الغيب حتى الأن .

2- وإما الدفع على الإنتحار أو الإيهام به :
وهذه الوسيلة تلجأ إليها العصابة بالنسبة للعناصر التى يستشعر النظام خطورتها عليه ، خاصة تلك العناصر ذات المكانة البارزة فى الجيش والأمن كما حدث لضباط سلاح التموين فى الجيش ومنهم الرائد / ابن حاجب اليافعى ابن عم أحمد صالح حاجب يافعى مستشار رئيس الوزراء العسكرى ؟ ؟ وكما حدث فى حالة محمد على الفقير جندى فى الحرس الشعبى الذى كان مشتركا معهم فى جرائم القتل والخنق ، وعندما أصيب بلوثة عصبية أدت إلى كشفه لهذه الجرائم ، عن طريق الثرثرة والهذيان ، الذى كان يتملكه ، فأطلقوا الرصاص عليه ، ووضعوا البندقية بجانبه وادعوا انه أنتحر ! ! .
3- وإما افتعال الاستفزاز والتحرش ؟ ؟
كأن تحرض العصابة أشخاصاً عاديين جداً من الأشخاص الذين تريد التخلص منهم ، والتضحية بهم ، فتطلب منهم استفزاز من تريد التخلص منه ، وتعطيهم ضمانات وهمية ليشتبكوا فى معركة كلامية مع الشخص المراد التخلص منه ، ثم تتطور معارك الكلام الاستفزازية ، إلى تبادل النيران ، فيخر المحرض والمحرض عليه ، ضحايا هذه العملية القذرة .
كما حدث لضابط الأمن الكبير أحمد سالم عيدروس ، الذى سلطوا عليه جندياً لاستفزازه ، وإطلاق النار عليه فقتل الجندى واعتقل الضابط الذى اطلقوا عليه النار بعد ذلك فى معسكر 20 يونيو ، وأردوه قتيلاً ، معلنين فراره من المعسكر فى صيف سنة 1970 ، وبهذا الأسلوب قررت العصابة التخلص منهم .
4- وإما إطلاق النار عليه أو دهسه بالسيارات : ؟ !
وهذه الطريقة استعملت فى حالات كثيرة بهدف التخلص من الضحايا بهذا الأسلوب . . ثم الإعلان عن حالة جنائية ( لجانى غير معروف أو مجهول ) بمعنى تقييد هذه الحالة كواقعة جنائية فى محاضر البوليس ( ضد مجهول ) .
كما حدث لعريف الجيش المسرح / طالب أحمد إمعيفه الذى تربصوا به ، فى أحد شوارع المنصورة حيث أطلقوا عليه النار فخر صريعاً . . ثم قيدت الواقعة ( جناية ضد مجهول ) .
وكما حدث للمواطن / عبد الله حسن علوان مراقب بلدية فى المحافظة الرابعة فصدموه بعربية فى صيف 1971 ، وللتغطية فقد اعتقلت العصابة ( القاتل ) من رجال الجهاز ثم أطلقوا سراحه بعد أربعة أيام ليواصل تأدية واجب ( العنف الثورى ) .

5- وإما الاستدراج إلى مكان ما ثم التخلص منه ؟ !
وهذا الأسلوب حدث لمئات من الأشخاص والحالات التى لا نستطيع حصرها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد هنا بعض هذه الحالات :
• مواطن يدعى / امعزب عبد الله واحدى – صف ضابط بالجيش – سرح من الجيش واستدرج إلى أحد الشعاب ، مع ثلاثة أشخاص آخرين وأطلقت عليهم النيران فى المحافظة الثالثة (دثينه) فى فبراير سنة 1970 من قبل الجهاز الارهابى .
• وكحالة الضابط / صالح حسين عتيق مساعد قائد مدفعية الجيش ، كان من أتباع الأمين العام . . ومتهم بالتعصب لوزير الدفاع السابق ( ووزير الخارجية المرحوم ( ؟ ! ) محمد صالح العولقى ) الذى مات فى حادثة الطائرة الشهيرة الذى دبرته العصابة ؟ ! .
ولخلافه مع قائد الجيش عزل من قيادة المدفعية ، وعين مدرساً ومدرباً فى الكلية الحربية ، ثم حصل على إجازته السنوية وسافرإلى قريته ( بيحان )وهناك طلب منه الحضور إلى ( دار الضيافة ) وتم نزع سلاحه ، ونقل فى سيارة زبانية الجهاز إلى وادى ( بلحارث ) وهناك تم التخلص منه بالخنق فى فبراير سنة 1972 وعندما سأل والده عليه اعتقل ، واعتقل معه ابنه أى شقيق ( القتيل ) .
• وهناك حالة أخرى لأحد ضباط أمن الجهاز ويدعى / عبد الرحمن سليمان الحارثى من بيحان بالمحافظة الرابعة تفوه فى إحدى المناسبات بجرائم الجهاز العامل فيه ، ولكى يكتموا بقية الأسرار كتموا انفاسه بنفس الأسلوب الذى طبقته العصابة وجهازها الإرهابى ، على مئات الحالات المتشابهة لأشخاص من داخل التنظيم الحاكم أو من خارجه ؟ ! .

6- وإما التلفيق ؟ !
كما حدث لمئات الحالات ، خاصة لعناصر بارزة ومؤثرة فى الجبهة القومية بهدف التخلص منها . . نذكر من هذه الحالات على سبيل المثال ، حالة التلفيق التى لفقتها العصابة لوزير العدل السابق فى حكومة العصابة عادل خليفة ، حيث لفقت ضده تهمة التجسس والتخابر لحساب دولة أجنبية . ومن عجب أن تكون هذه الدولة هى (ألمانيا الشرقية ) التى تتعامل معها العصابة ، وتتلقى منها مساعدات خاصة فى وسائل وأساليب الاستخبارات ، وقد حكم على عادل خليفة بخمسة عشر سنة مع الأشغال . . بهذه التهمة الملفقة ، مدارين لها ظاهرياً باتهامه بالتخابر مع البريطانيين .
والواقع أن الرجل قد اكتشف حقيقة اللعبة التى تدور فيها الجبهة القومية وحقيقة العلاقات المشبوهة التى نسجتها مجموعة اليسار بعد حركة 14 مايو سنة 1968 مع السفارات الأجنبية ، بعد هروبها من البلاد إلى يافع والضالع ، ثم طردهم وهروبهم إلى ( قعطبة ) ، حيث نسجوا علاقات مخزيه مع سفارات إيطاليا وألمانيا الغربية فى تعز وصنعاء وسفارات أخرى ! ! وعندما بدأ عادل خليفة يتحدث ، عما كان يضيق به صدره ، كان الأنتقام منه شديداً ، رحم الله عادل خليفة وأحسن مثواه (75) .

7- وإما الغدر ؟ !
وهذا الأسلوب نفذ مع مئات الحالات ، التى يشعر النظام بخطورتها عليه ، ولذلك تقوم العصابة غالباً بإخراج ضحيتها من المعتقل ، بهدف عودته إلى قريته أو نقله من سجن إلى سجن آخر ، وفى الطريق تقوم العصابة بالتخلص من الشخص المراد التخلص منه ، بإطلاق الرصاص عليه غدراً كما حدث للثائرالشهيد السلطان محمد بن عيدروس العفيفى و16 شخصاً معه ، وهو أول حاكم يثور ضد السلطات البريطانية فى عام 1958 وقد قامت العصابة باستدراجه من منفاه بشمال اليمن ودعوته للعودة إلى الوطن ، وبعد قيام خطوة 22 يونيو تم اعتقاله ونقله مع 16 شخصاً من كبار الشخصيات القبلية من المعتقل . . أطلقت عليهم نيران المدافع الرشاشة فى ( السيلة البيضاء) فخروا جميعاً صرعى . . ثم أعلنت العصابة عن محاولة فرارهم . وكان ذلك فى أبريل سنة 1972 ،وعاد القتلة إلى مدينة الحصن ، وطلبوا من الناس أن يخرجوا فى مظاهرات تأييداً لمصرعه ، وكل هذا العبث تم باستخدام أوامر السلطة المركزية للنظام .(76)
ونفس الأسلوب استخدمته العصابة مع العقيد / الصديق أحمد حسنى و 48 شخصاً نقلتهم من سجنهم فى معتقل ( زنجبار ) وتوجهت بهم إلى سجن معسكر الفتح بحجة نقلهم إلى هناك ، وفى الطريق بين ابين وعدن ، وعلى ساحل البحر ، حصدهم زبانية الجهاز بالرشاشات وادعوا انهم حاولوا الفرار ، واغتيال عناصر من الحرس . . والحقيقة أن زبانية العصابة افتعلت هذه المسرحية بهدف التخلص غدراً من هذه العناصر . . ومن بعض عناصر الحرس المرافقين لهم وقد تم ذلك فى أكتوبر سنة 1972 ولأول مرة تعترف العصابة بحدث كهذا . . وتعلنه فى صحفها على النحو الذى نتعرض له بالتفصيل فى مكانه المناسب .
وقد كان من ضحايا هذا الغدر كل من الملازم حيدرة صالح مدير جهاز أمن الثورة فى المحافظة الثالثة المرافق للمعتقلين ، والذى ذهب ضحية غدر زبانية العصابة هو وكل من : حسين جبران ، وصالح محمد الصلاحى، من رجال الأمن المرافقين لهؤلاء الضحايا، وبذلك اصطادت العصابة عصفورين بحجر واحد ، بهدف التخلص من الصديق أحمد ومجموعته البالغة 48 شخصاً ومن عناصر بوليسية تابعة لجها ز العصابة تخلصت منهم وأراحت بالها من مشاكلهم ! ! .
وهذه طبيعة من طبائع الفاشيين والنازيين . . تترجمها العصابة فى بلادنا بأمانة وشرف كاملين ! ! .
فعندما تستهلك النازية أو الفاشية ، شخصاً أو أشخاصاً أو تخشى أن يذاع أسرار جرائمها ، التى شارك فيها أولئك أو أطلع عليها هؤلاء ، تقوم هذه المؤسسات البوليسية الإرهابية بالتخلص من هذا الشخص ، أو أولئك الأشخاص ، بحيث تضمن عدم إفشاء أسرارها ؟

8- وإما السحل :
وهذا الأسلوب استخدمته العصابة ضد أكثر من مائه وخمسين ( 150 ) عالماً من رجال الدين فى المحافظات المختلفة . . فعندما عجزت عصاباتها ، وأجهزتها الفرعية ، فى الأرياف ، والمحافظات ، عن إقناعهم أو تجنيدهم لتأييد مسيراتهم الغوغائية . . قامت العصابةبتنظيم مظاهرة مثلا ( لتحرير المرأة ) وطالبت رجال الدين بالخروج مع نسائهم . . وعندما يستنكر رجال الدين ، هذا الأسلوب الخارج عن القيم ، وعن تعاليم الإسلام ، تقوم العصابة بإخراج العلماء من منازلهم ، وربطهم فى مؤخرة السيارات ، وتجرهم ، مع ضربهم بالفؤوس ، ورميهم بالحجارة هاتفين وراءهم قائلين : ( سحقا .. سحقا للكهنوت ) (ولاكهنوت بعد اليوم ) ، ( دعوا ربكم ينزل لتخليصكم ) ؟ ! .
وهكذا تخلصت العصابة من خيرة فضلاء وعلماء البلاد ، ومن بين هؤلاء العلماء إثنى عشر من المحافظة الرابعة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر – العالمين الجليلين : السيد / أحمد بن صالح الحداد 70 سنة والسيد / أحمد عبد الله الكعيتى وذلك فى سبتمبر سنة 1972 واكثر من ثمانين عالماً من المحافظة الخامسة ( حضر موت ) نذكر منهم الشيخ الجليل / حسين الحبشى 67 عاماً ، والشيخ على سالمين بن طالب 65 عاما ، والشيخ عبيد بن سند 70 عاما ، الشيخ عامر عون 70 عاما ، والشيخ عمر كعتوة 69 عاما والشيخ مسونق 65 عاما . وفى وادى دوعن بالمحافظة الخامسة أيضا سحلت العصابة 12 من رجال الدين والعلماء وعلى رأسهم الشيخ الجليل العطاس 85 عاما ، وكذلك أكثر من 11 عالما من علماء تريم وعلى رأسهم الشيخ الجليل السيد / محمد بن حفيظ ، وهذا بالإضافة إلى حالات أخرى مشابهة لرجال الدين بالمحافظات الأولى ، والثانية ، والثالثة ، ونذكر من ينهم الشيخين الجليلين / محمد عبد الرحيم بخش ، وعبد الكريم عبد الرحيم بخش وقد اختطفا من مدينة لحج بالمحافظة الثانية بعد ان غادرا منزلهما فى عدن بالمحافظة الأولى لدعوة المسلمين هناك لأداء فريضة الحج ، وقد تم ذلك فى ديسمبر سنة 1972 .

9- تدبير اغتيالات تحت ستار انفجار لغم مضاد للأفراد . .
كما حدث لمحمد باصهيب مدير الاستخبارات العسكرية التابع لرئيس مجلس الرئاسة حيث اغتيل على الحدود الشرقية للمحافظة الخامسة ، وقيل فى موته أن لغما قد انفجر فيه والمعروف أن هذا الرجل قد أطاح برقاب كثيرين من رجال الجيش والموظفين لحساب أحد مراكز القوى والأجنحة الرئيسية فى معركة الصراع على السلطة فى تنظيم العصابة ، وضحايا معظمهم من عناصر الجناح الآخر فى السلطة ومن الأبرياء . . فلقى مصرعه على يد تنظيمه السياسى بنفس الأسلوب الذى أطاح به بالآخرين من رجالات العصابة أو من الأبرياء . وهذا الدليل يؤكد ما سبق أن طرحناه من أن نقطة الدم المراقة تسيل وراءها بحورا من الدماء ، والجزاء فى الغالب من جنس العمل ، وهذا ناموس من نواميس الحياة وطبيعة الدنيا ! ( القاتل يقتل ولو بعد حين ) ! ! .
وهناك حالة من مئات الحالات التى قامت العصابة بتنفيذها على أبرياء من المواطنين تحت ستار هذا الأسلوب كما حدث للمواطن / على أحمد معيفه شقيق طالب أحمد معيفه الذى قتلوه فى شارع المنصورة خشية أن يقوم بعمل مضاد كإنتقام لأخيه ، فقتلوه بوضع لغم مضاد للأفراد على طريقه إلى المحافظة الثالثة فى أواخر عام 1971 ، فودع الدنيا بسلام – غير مأسوف عليه – إلى الدار الآخرة ! ! .
وهكذا تبقى أساليب العصابة جاهزة ، مع احتمال كافة المفاجآت الطارئة ؟ .

10- الاغتيال داخل الزنزانات ؟ !
كما حدث لفيصل عبد اللطيف الشعبى رئيس وزراء العصابة السابق فى فبراير سنة 1970 – والذى سنتحدث عنه بعد قليل بمزيد من التفصيل وكذلك لمئات الحالات المتشابهة نذكر منها حادثة السيد / عبد الله أحمد أمريدى من المحافظة الثالثة الذى أعتقل وعذب حتى الموت ، فى زنزانته فى سجن المنصورة وذلك فى صيف 1970 .
وهذه الأساليب وغيرها من البدائل للديمقراطية وللقانون ، يمارسها جهاز الجستابو كعمل يومى ، وكمهمة من مهماته الرئيسية غير المشروعة ، لأن تقديم المواطن إلى المحاكم لا يخدم النظام ، لأن المتهم غالباً ما يكون اتهامه ملفقا ، وغير مقنع ، ومفهوم ، على مستوى الشارع حتى وإن استعملت العصابة كافة الاحتياطات ، والتلفيقات وانتزاع الاعترافات والتسجيلات لإدانته .
ومن هنا أصبح ( جهاز أمن الارهاب ) المسمى بجهاز أمن الثورة ، وكذلك جهاز الاستخبارات العسكرية ن والأمن العام التابع لرئيس الجمهورية ، وهى المؤسسات الفعلية لتنفيذ كافة عمليات التسميم ، والقتل ، والسحل ، والخنق بدون حاجة إلى تقديم المتهمين إلى المحاكمات .
وللموضوع بقية إن شاء الله تعالى وقدّر ،،

______________________
(75) ولعادل خليفة قصة جديرة بالتسجيل سنتناولها فى فصل لاحق والمعروف أن العصابة الحاكمة قد أشاعت فى صيف عام 1975 أنها قد قررت (العفو العام) عن عادل خليفة ، ومجموعة اخرى من المعتقلين السياسيين . . ولا نعلم على وجه التأكيد – حتى كتابة هذه السطور – مدى صحة هذه الشائعة ومكانها من الحقيقة .ولكن الرجل ظهر في الامارات في مرحلة لاحقة ، وعمل وتوفي بها
(76) انظر كتابنا تحت الطبع (الثائر الشهيد السلطان محمد بن العيدروس . . ثورة في مواجهة التاج البريطاني ) والسلطان محمد بن العيدروس من طليعة قادة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال البريطاني وقد قتله الرفاق غدراً وهم في طريقهم إلى يافع وبرفقته أخويه محمود وفيصل بن عيدروس ، وكبار الشخصيات القبلية والعقال والمشايخ من يافع الساحل وغيرهم ومن خصومه السياسيين .


*****************


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:03 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:58 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (15)
الحلقة الخامسة عشر
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي
**************





الفصل الثانى
زوار الفجر ومعتقلات التعذيب




فى الأنظمة الديمقراطية السليمة – لا الديمقراطية الزائفة – وهى تلك الأنظمة التى يسود فيها القانون وتحكمها المؤسسات الدستورية يمتنع على البوليس ويحظر عليه مداهمة المنازل ، وانتهاك حريات المواطن العامة دون سند من القانون ، أو تصريح مبرر من النيابة العامة .
ولذلك يتراجع ( النظام البوليسى ) فى هذه الأنظمة الديمقراطية ولا يتعدى دوره – دور الأداة – المنفذة للقانون والحماية للأمن فى حدود هذا القانون .

ويؤكد القانون فى الأنظمة الديمقراطية على الضمانات الكفيلة بحماية الحريات العامة للمواطن وحقوقه ، من اعتداء الغير أو السلطة ، على تلك الحريات وهذه الحقوق العامة .
ذرائع الأنظمة البوليسية :
أما فى الأنظمة ( البوليسية المستبدة ) فان القانون يتراجع ويداس عملياً ويصبح القانون مجرد شكل معلن ، ونصوصاً جامدة تفتقد إلى الممارسة والتطبيق – وجسدا بلا روح – وتسقط أمام ( السلطة البوليسية ) كافة الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها شكلا بالدستور – إن وجد – وتتراجع أمام هذه السلطة المطلقة كافة الضمانات المؤكدة على احترام حقوق الإنسان وحرياته العامة ، وتبقى السلطة فوق القانون والقانون لا وجود له على الإطلاق وتسقط كافة الضمانات أمام ذرائع السلطة البوليسية ، تلك الذرائع التى يلجأ إليها غالباً كل نظام استبدادى وغير شرعى وهى ذرائع عادة ما تتخذ طابع التعويم والمغالطة كقولهم : ( المحافظة على الأمن ) أو (الاشتباه فى المتهم ) أو ( الخطر على النظام ) أو ( إزعاج السلطة ) أو ( تعكير الأمن العام ) أو ( ثورة مضادة وأعداء النظام ) أو (مخربون) إلى آخر قاموس الذرائع المعروفة إياه . ,

وهذه الذرائع إذن كانت تعتبر من خصوصيات النظام البوليسى فى اليمن الجنوبية في ذلك الحين وهو نظام فريد فى زمانه ، ومكانه ، وعصره ، لا يضاهيه فيها فى عصرنا إلا الأنظمة النازية ، والفاشية ، والستالينية ، أو ما يسمى بمحاكم التفتيش فى القرون الوسطى .
تحرير الذات والتفاهم :
إن الإنسان فى تطوره المستمر من أجل تحرير ذاته من عبودية الآخرين وسعيه للتفاهم مع أخيه الإنسان بدون إرهاب أو ضغوط إنما كان يستهدف الوصول إلى هذه الغايات وهى تحرير الذات والتفاهم مع الآخرين بدون خوف أو رعب تحقيقاً للأمن والطمأنينه وكرامة الإنسان .
وهذه هى المرحلة التى ناضلت البشرية منذ البدء من أجل تحقيقها بحثاً نحو الوصول إلى تلك الغايات . وقد كان ثمن الوصول إلى هذه المرحلة عند بعض الشعوب ثمناً باهظاً تساقط فى سبيله آلاف من البشر ولا زال الطريق نحوه مليئاً بالتضحيات .

التعذيب لذات التعذيب . . لماذا ؟ ؟
وبقى بعد ذلك أن نتساءل . . لماذا تمارس عصابات الجبهة القومية التعذيب لذات التعذيب . . حقيقة لماذا ؟ ؟ .
فى الواقع أن الإجابة على هذا التساؤل ليست بالبساطة المطروح بها هذا السؤال . . ومع ذلك سنحاول أن نقترب من الإجابة عليه .

أولاً : لأن قيادات الجبهة القومية -والتمييز هنا بين القادة والقاعدة امر مهم – فمنذ المجئ بها إلى السلطة من قبل السلطات البريطانية ، وهى تعيش حالات من الخوف والقلق والاضطراب داخلها . . نتيجة للعملية النفسية الناشئة عن الخيانة والتورط مع السلطة الاستعمارية .. وتجسد ذلك الخوف بأشكال مختلفة من الصراعات الدائمة التجنح والتشرذم ، والتصفيات الدموية المستمرة بين صفوفها وشرائحها العليا حتى اليوم – كما سنوضح ذلك بعد قليل بالوقائع والشهادات . .
ثانياً : تخوف قياداتها المستمر من تأثير الحركة الوطنية اليمنية التى أرادت منذ تفجير حركة الكفاح المسلح سنة 1963 أن تبنى يمناً ديمقراطياً حقيقياً بعيداً عن الشعارات ، وخارجاً عن مناطق النفوذ ، أو التبعية ، للشرق أو الغرب .
ثالثاً : إحساس القيادات المستمر بحالة من الشعور بالذنب والإحساس بوصمة الخيانة الوطنية أفقدها توازنها وثقتها بذاتها وهو أمر أدى إلى ضعفها النفسى من الداخل وشكها بكل مواطن حتى شركائها ، لعبة الخيانة، وعبث المصير ، بحياة الناس ، وبأمانهم ، وبأرزاقهم ، وبكرامتهم . .مما دفع بالقيادات الانتهازية إلى الاستمرار فى نهج مسلك الإرهاب والرعب ، وهو مسلك غالباً ما ينم عن خوف وضعف .
الإنفصام وقانون الإرهاب :
وهذه المعادلة الصعبة ، التى تعيشها قيادات الجبهة القومية ، أو هذا ( الانفصام ) الذى يواكب تاريخها السياسى ولّد لدى قياداتها السياسية العليا ( عقدة الخوف ، من النفس كما كما ولّد لديها بنفس الوقت عقدة الإحساس بالخوف من تأنيب الضمير ) . . فتحول هذا الخوف متجاوزاً (العقدة الذاتية ) إلى ( قمع ) فى أوساطها أى فى داخل إطارها وهو قمع حكمه قانون واحد ليس هو بالتأكيد ( قانون الثورة المضادة ) أو ( قانون الصراع الطبقى ) – على حد زعمهم – وإنما هو ( قانون الإرهاب لذات الإرهاب ) .

وهذا منطق طبيعى للتركيبة الاجتماعية ، التى تتشكل منها قيادات الجبهة القومية ، ونقصد بها الجناح الفاشى اليمينى القاصر واليسارى المتطرف القافز للبرجوازية الصغيرة فيها . لأن هذه التركيبة لا تولد باليقين سوى ما يسمى بأفكار ( النخبة أو العصبة الممتازة ) وهى ( أس ) الفكر الفاشى والنازى الذى حملته الأجنحة اليمينية واليسارية المتطرفة فى العالم الثالث على السواء .
ما هى أهداف التعذيب والإرهاب :
ببساطة يمكن القول أنه حين يسود منطق الإرهاب والتعذيب وأساليب الفاشية فى نظام قائم كنظام العصابة الحاكمة فى اليمن الجنوبية فإنما يعبر ذلك بوضوح عن هذه الحقيقة و تلك الخلفية الإجتماعية (الشوفينية ) .
ومن هنا تحول الإرهاب إلى أسلوب يومى والتعذيب إلى وسيلة للإكراه ، والإرغام ، والإجبار على إتيان عمل ، أو الامتناع عنه ، لا لكونه يتواءم أو يتعارض مع القانون السائد ، وإنما لكونه يتواءم أو يتعارض مع أهداف ورغبات أولئك الحكام . . تماماً كما هو سائد فى الأنظمة البوليسية التى تمارس الإرهاب والتعذيب كعمل غير مشروع .
إما لهدف الحصول على معلومات من الفرد ، وإما لغرض انتقامى ذاتى وهو ما يعبر عنه (بالسادية).

معنى الدولة البوليسية :
ومن هنا يمكن القول أن أسلوب زوار الفجر ومعتقلات التعذيب ، إنما يدل دلالة فورية على معنى الدولة البوليسية ! . .
حيث يتراجع القانون امام النظام البوليسى ، ولا سيادة لقانون حيث التعبير عن القانون لا يعنى إلا تفويت رغبات الحكام ، واهتزاز الأرض من تحت أقدامهم .
ولذلك كثيراً ما نرى تعبيراً ( كالعنف الثورى ) مثلا يطرح كتبرير لضرب القانون ، واغتيال الديمقراطية ، وكبت الحريات ، وقهر الإنسان ، وانتهاك آدميته ، وإذلال كرامته .
عمليات منظمة للخطف
والسحل والتعذيب ؟
ومن هنا لجأ النظام الفاشى فى عدن إلى تشكيل العصابات المنظمة ، والفرق الإرهابية الموكول إليها عمليات الخطف والاغتيال ، والإخفاء ، والإعتقال والسحل ، والتحقيق بواسطة التعذيب غير المشروع وما إلى ذلك من وسائل الإرهاب .
ومن عجب إن المقاييس والضوابط انعدمت تماماً فى تحديد صلاحيات وواجبات ومهام هذه العصابات ، وتجاوزت أساليبها – حقيقة – كل الأساليب الفاشية والأنظمة البوليسية ، وحتى محاكم التفتيش الإرهابية الشهيرة .

جهاز ينفذ وجهاز ينتقم
والضحية هو المواطن ؟
والنظام البوليسى فى عدن لا يقوم على جهاز واحد له اختصاصات محددة وإنما هو عدة أجهزة تتصارع على تأكيد ذاتها وتحقيق رغباتها على حساب ضحية بريئة هو الشعب باكمله . . فهناك أجهزة ما يسمى بأمن الثورة وأجهزة رئاسة الجمهورية ، وفرق الجيش ، وعصابات التنظيم السياسى التابعة لرئيس الحزب الحاكم ، ولجان الحى ، وغيرها من الأجهزة السرية الأخرى فكل جهاز من هذه الأجهزة يمارس نشاطاً إرهابياً معيناً سواء فى الداخل أو فى الخارج كما هو معروف . . . والأنكى من ذلك أن الأجهزة هذه تتصارع فيما بينها صراعاً دموياً رهيباً ، مما ينتج عن صراعها فى الغالب ضحايا جدد لكل عملية جديدة ولعل أحداث 26 يونيو 1978 الدامية بين الأجنحة المتصارعة فى الجبهة القومية لخير دليل حى على ذلك .
فعلى سبيل المثال فى الأنظمة البوليسية غالباً ما تقوم جهة بوليسية محددة ذات اختصاص محدد للإعتقال ، أو القبض ، أو التفتيش ، ولا تتدخل فى عملها جهات تنفيذية أخرى من ذات النظام وتبقى مسئولة امام رئيسها المباشر وهكذا تخضع كل جهة سفلى للجهة التى تعلوها مباشرة إلى قمة السلطة .

وعلى العكس من ذلك تماماً – رغم عدم الشرعية للنظام البوليسى – يقوم نظام الجبهة القومية على أساس مختلف من الفوضى والتعارض ، فكل جهة أو جهاز من الأجهزة التنفيذية فى النظام أو التنظيم السياسى يقوم بتنفيذ الاعتقال أو الاغتيال أو القبض ، أو التفتيش أو السحل أو الخطف بدون علم جهة الاختصاص – إن كان لذلك جهة اختصاص محددة – ويترتب على هذا التعارض أن تقوم الجهة الأخرى برد فعل مضاد ضد الجهة المنفذة .
فعلى سبيل المثال : حين يقوم جهاز ( الجستابو ) المعروف بجهاز امن الثورة بخطف أو اعتقال أو اغتيال شخص ما ، لا ترضى عنه جهة معينة فى الجبهة القومية أو لا يعجب هذا ( الشخص الضحية ) شخصية معينة فى قيادة السلطة الحاكمة .
يقوم جهاز آخر ، وليكن – فى مثالنا هذا تابعاً لرئيس التنظيم السياسى مثلاً – بعمل انتقامى مضاد ضد المجموعة التى نفذت عملاً إجرامياً لصالح الجناح الأخر وليكن فى مثالنا هنا جناح رئيس الدولة .
وهكذا يحدث التعارض ، وتتعاظم التجنحات وتتعدد العصابات والفرق وتتصاعد صراعاتها . . ولكن الضحية فى كل هذا الصراع بين الأجهزة والجهات المختلفة فى الحكومة ، والحزب ، عناصر وضحايا بريئة إما من خارج النظام باكمله ، وإما منفذة من داخل النظام ذاته ولا حول لها ولا قوة .
ولنضرب لذلك مثالاُ عملياً حياً من واقع الأحداث المعاشة التى عاشتها البلاد فى بداية السبعينات :
• ففى سبتمبر سنة 1970 أوعز أحد كبار رجال العصابة إلى جهاز ( الجستابو ) أو ما يسمى بجهاز أمن الثورة باختطاف المناضل محمد على العبسى الشهير بـ ( أبو جلال العبسى) ، وعلى الطريق بين (خورمكسر) والشيخ عثمان اعترضت سيارته سيارة أخرى للجهاز فى وضح النهار ، وكان بجانبه نجله وأحد أصدقائه ، وطلب منه ثلاثة أشخاص ملثمين – عرفوا فيما بعد – النزول من سيارته والذهاب معهم إلى الجهاز التابع – اسما – لوزارة الداخلية وعندما طلب منهم الإفصاح عن هويتهم وأشخاصهم أرغموه تحت تهديد السلاح بتنفيذ الأمر دون نقاش ، وذهبوا به إلى حيث لقى مصيره المجهول والمحتوم .


شهادة تاريخية تدين العصابة :
وقد شهد على هذه الواقعة شاهد من أهل الجبهة القومية وهو شاهد عيان نقدم شهادته التاريخية تسجيلاً للواقع ، وتقريراً للحقيقة .

يقول يحيى عبد الرحمن السقاف القنصل العام المنسحب من قنصلية اليمن الجنوبية فى أندونيسيا وأحد الأعضاء السابقين والبارزين فى تنظيم الجبهة القومية أمام ألف طالب يمنى برابطة الطلبة اليمنيين بالقاهرة فى أكتوبر سنة 1974 :
• كنت ذات صباح من سبتمبر سنة 1970 فى مكتب عبد الفتاح إسماعيل الأمين العام ( للجبهة القومية) فى مقر الحزب بخورمكسر وبينما كنت جالساً معه إذ دخل علينا ( محسن الشرجبى ) مدير جهاز أمن الثورة ، وأخبره على الفور دون أن يلاحظ وجودى بأنه قد تم فوراً اعتقال ( أبو جلال العبسى وأحمد سكران ) – الأخير من عناصر البعث البارزين – فماذا نعمل بهما ؟ .
فرد عليه عبد الفتاح إسماعيل ( تخلص منهما بسرعة قبل أن يسمع بذلك الأخ محمد على هيثم وبقية الرفاق ( ؟ ! ) .
ثم ألتفت عبد الفتاح إسماعيل إلى بعد أن تنبه لوجودى وقال لى مؤكداً : ( مش كدا يا اخى ؟ فسألته ماذا عمل هؤلاء الأشقياء – من باب المجاملة والإستدراج – حتى يصفوا جسدياً ؟
- فرد الأمين العام : ( بأنهم مناوئين للنظام ، ويعدوا طباعة منشورات معادية للنظام فى الباخرة العراقية (74) .
- وعندئذ خرج محسن الشرجى مدير الجهاز على الفور مستعجلاً دون أن يبدى ( أى نقاش ) . . انتهت الشهادة .
* * *
وقد أكد لى مصدر مطلع من أوساط الجبهة القومية أن الأشخاص المنفذين الثلاثة لهذه العملية وهم تابعين لما يسمى بجهاز أمن الثورة قد دفعوا حياتهم ثمناً لهذه الجريمة من قبل جهة اخرى فى النظام ذاته . وقد وجدت جثثهم امام شاطئ البحر مدفونه بالرمال ، أو فى شوارع المدينة ، أو فى صحراء الريف ، بنفس الأسلوب الذى اتبعوه فى اغتيال العبسى وسكران .
وهكذا يصبح الأبرياء من المواطنين ، والمنفذون من أجهزة النظام المختلفة ذاته ضحايا وطعم من ضحايا النظام فى معركة الصراع الدموى بين الأجنحة المتصارعة المختلفة فى تنظيم الجبهة القومية الحاكم .
وهذا المثال يؤكد حقيقة النظام الحاكم فى اليمن الجنوبية القائم على أساس الإنتقام والتربص والفوضى .
* * *

فما هى الأساليب العملية المبتكرة التى يمارسها زوار الفجر وما هى وقائعها ؟
للموضوع بقية في الفصول التالية .

______________________
(74) الباخرة العراقية ( حفارة ) تعمل فى ميناء عدن لأغراض التوسيع وانتشال الأتربة المترسبه فيه وتدخل ضمن المعونات التى قدمتها الحكومة العراقية لمساعدة اليمن الجنوبية .


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:06 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:59 pm


--------------------------------------------------------------------------------

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (14)
الحلقة الرابعة عشر
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي
**************





قانون صيانة الوطن . . ما هو ؟ وما تفسيره ؟ ؟



* * على اثر المرسوم الجمهورى الخاص بإنشاء وزارة أمن الدولة ، أضافت العصابة إلى المرسوم قانون جديد أسمته : ( قانون صيانة الوطن ) وعلى أثر هذا المرسوم سمحت الجبهة القومية لعصابتها باعتقال أى مواطن ، أو أى شخص يخفى على الدولة أية معلومات خاصة بخصوص النظام أو معارضيه وهذا القانون يذكرنا تماما بقوانين ( جوبلز ) فى عهد هتلر النازى.
وبموجب هذا القانون قامت وزارة أمن الدولة بإجبار المواطنين على تقديم تقارير خطية كل شهر ، يقدم فيه المواطن معلومات كاملة مفصلة تشير إلى تحركات أقاربهم فى الخارج ، وكل مواطن يمتنع أو يتهاون فى تقديم هذه المعلومات سيكون عرضة لإجراءات قمعية وأمنية عنيفة .
ولكي نكون دقيقين فى المنطق دعونا معا نستمع إلى التفسير الذى تبرع به وزير أمن القمع (محسن الشرجبى ) فى محاضرة نظمتها له ما تسمى بالمنظمة القاعدية للتنظيم السياسى فى وزارة الاقتصاد والصناعة فى شهر أبريل سنة 1975 (73) .
يلخص ( الفيلسوف الكبير * محسن الشرجبى ) قانون وزارته المسمى ب : قانون صيانة الوطن قائلا :
( لقد طال الانتظار لسماع بعض التفسيرات فى قانون صيانة الوطن ) البعض فسر القانون حسب المزاج ، وبعضهم وصفوه ( بقانون تكميم الأفواه ) وبعضهم ذهبوا إلى أبعد من هذا التفسير ، ولكننى أقول أن الكثير من الإخوان قد أخطأوا التفسير وتجنوا على القانون وهو لا يحتمل هذه التفسيرات .. )
( الإنسان الذى تربطه وشائج بالوطن ويمتلك وعيا وطنيا ) هو ذلك الإنسان الذى عرف فكرة القانون ، والفكرة العامة لهذا القانون هى قطع دابر التآمرات الرجعية ، والأمبريالية وخلق سياج قوى من الوعى الوطنى لدى الشعب ليساهم بعمليات أكثر فعالية للنضال ضد الرجعية والامبريالية ويمنع الأعداء من الوصول إلى أهدافهم بواسطة أبناء الوطن ) .
نفهم من هذا التلخيص لتفسيرات المنظر القاصر النظر ، وزير جهاز ( الجستابو ) أن القانون فى حد ذاته قد لقى كثيرا من الاعتراضات ، بدليل قوله أن بعضهم فسره حسب المزاج وبعضهم فسره بانه قانون ( تكميم الأفواه ) .
إذن فالقانون المشار إليه لا يعدو أن يكون قانونا إرهابيا ، استهدفت به العصابه فعلا تلجيم الأفواه وتكميمها وإجبار المواطنين فى الداخل ، والخارج على التجسس لصالح العصابة ، بدليل أن السيد وزير الجستابو يقول فى موضع آخر : إن تشجيع العمال الماهرين الذين يعملون فقط ولا يثرثرون مسألة حيوية . . نفهم من هذا أن وزير أمن الدولة يريد من المواطنين أن يعملوا فقط ، ويسيئه أن يتكلم الآخرون .
إن ( الثرثرة ) كما يصفها وزير أمن الجستابو عمل يثير هذا الجهاز ويخيفه ولذا فإن مسألة قمع هذه الثرثرة وكبتها لا يتأتى إلا عن طريق تكميم الأفواه وتلجيمها ، وهو تفسير أراد به النفى ولكنه دلل من حيث لا يقصد على تأكيد معنى الأشياء وتقريره .
والمسألة فى تقديرنا لا تعدو أن يكون النظام قد فقد الثقة بوجوده ، كمافقد الثقة فى القدرة على حماية هذا الوجود . انطلاقاً من إيمانه بعدم كسب ثقة الشعب أو تجاوبه معه .

ولذلك جاء هذا القانون تعبيراً عن أزمة هذا النظام وتاكيدا على عجزه . وهذا فى تقديرنا ماحدا بالنظام إلى تلافى هذه الأزمة بإصدار هذا القانون ومحاولة التكثيف المستميت على تفسيره ومحاولة إقناع المواطنين بأهميته وبضرورته .
وهذا يتضح لنا من خلال الطرح التالى لتفسير وزير الجستابو لقانون صيانة الوطن يقول الوزير الهمام : ( إذن فقانون صيانة الوطن ) :
1- ( يعنى أن اليمنيين لا بد لهم من معرفة نشاط الأعداء فلا يعتقد أحدا أن الجيوش العظيمة قادرة على ان تحسم كل شئ بدون استخدام المخابرات . )
وهذا المعنى الذى يطرحه وزير امن الجستابو يؤكد الحقيقة القاتلة بأن النظام البوليسى لا يعيش تحت الشمس ولكنه يتوارى فى الغابات وفى الظلام حيث لا شمس ولا إشراق . . وهنا تؤكد العصابة على الدور البوليسى والاستخبارى لتكبيل حرية الوطن ، وحرية المواطن ، بمعنى أنه مطلوب من كل مواطن أن يعمل لكى يدلل عن وطنيته ( جاسوساً ) لصالح النظام وعلى حساب حرية أخيه المواطن ، وهذا هو التفسير الحقيقى الذى يعنيه وزير الجستابو بالمفهوم الصريح .
2- ويعنى أيضا – الكلام هنا لوزيرالجستابو – ( الوقاية من المحاولات المعادية المتكررة ضد شعبنا وثورتنا ) والثورة لا يمكن أن تستمر إذا استطاعت قوى الإمبريالية تجنيد أبناء الشعب ضد ثورتهم .
ونفهم من هذا التفسير أن النظام غير واثق من فعالية الوسائل ، كل الوسائل الإرهابية التى مارسها ضد الشعب فى محاولة لإقناعه بالقهر على الولاء لهذا النظام . . ولهذا يؤكد النظام على الأخطار والمحاولات التى يشعر بخطورتها على وضعه المنهار ، ومن هنا جاء التفسير القائل :
(بأن هناك محاولات ضد شعبنا وثورتنا وأن ثورتهم لا يمكن أن تستمر إذا استطاعت قوى الامبريالية تجنيد أبناء الشعب ضد ثورتهم ) ,
أى أمبريالية يقصدها معالى الوزير ؟ فإذا كانت الامبريالية البريطانية هى صانعة هذا النظام ، وهى العاملة على تدعيمه وحمايته من جهة – لأنه لم يستنفذ بعد كل أو معظم الأهداف الموكولة إليه ، والمطلوبة منه - ؟ وإذا كانت الامبريالية الروسية الجديدة هى المسيطرة عليه ، والمتصرفه بأمره ومصيره ، وبالتالى بالسيادة الوطنية ، لشعب المنطقة إذا كان ذلك أمر واقع ، معروف ، ومسلم به ظاهرا وباطنا . . فأى أمبريالية يعنيها ويقصدها . . معالى الوزيرالهمام ؟ .

3- ( ويقرر وزير أمن الجستابو ) بأن القانون يعنى إحباط الدعايات والاشاعات المعادية التى يصوغها رجال متخصصون فى الحرب الدعائية ! والحرب الدعائية أضحت جزءا مهماً من النضال ، والنضال المضاد .
وهنا ندرك على الفور أن النظام فى أزمة ، وأزمة هذا النظام هى ضعف وسائله العاجزة ، والقاصرة فى تبرير مسلكه المعادى لطموحات الشعب واغتيال حرياته ، وقمع إرادته ، والحد من تطلعاته ، وعندما يعجز أى نظام فى مواجهة الحقائق المقنعة للغير فى الخارج ، وللشعب فى الداخل فإنه يلجأ لتبرير عجزه بإصدار ( القوانين المكممه للأفواه ) وخلق تبريرات وهمية وخادعة بهدف الحفاظ على وجوده المنهاربهذا السبيل . . وهذا أمر غير مستغرب من النظم البوليسية والفاشية ، والنازية إطلاقا . . .

4- ( ويقرر وزير أمن الجستابو ) بأن القانون يركز على أن – المواطنين اليمنيين – بحكم هذا الانتماء – ملزمون بالحفاظ على أسرار الدولة .
شئ جميل أن يحافظ المواطن على أسرار دولته ، لكن القانون يطرح هذه الذريعة بهدف آخر هى إحساسه مرة أخرى إن أسرار العصابة هى أسرار الدولة أو أسرار الوطن . ولذلك فقد النظام عنصر (الأمان ) بالنسبة للمواطن على هذه الأسرار ، لاعتقاد النظام أن الولاء للوطن عند المواطن شئ ، والولاء للنظام شئ آخر ، والانفصام بينهما قائم .
ولعله من هذه الحقيقة الواضحة يؤكد أن هذه الأسرار يتحصل عليها جواسيس مختلفوا الأشكال ويؤكد أيضا بأن الحفاظ على هذه الأسرار لا يمكن أن يتأتى إلا من خلال الإجراءات الأمنية بمعنى أن اجراءات الأمن القمعية والتجسس على المواطن هى من وسائل حماية هذه الأسرار لأن هذه الأسرار كما يؤكد وزير الجستابو هى ملك لهذه الدولة ولا يحق لأى فرد الافشاء بها تحت أى ظرف وهذه المسألة – هكذا يتساءل - : ( هل تعتقدون أنها تكميم أفواه ؟ ) وهو ذلك يجيب على نفسه بالتساؤل ذاته .

وحين يؤكد هذا المعنى بتساؤله عن معنى التكميم فإن الحقيقة التى يثبتها الواقع ولا يحتمل عكسها . . إن هذا القانون حقيقة لا يعدو أن يكون إلا قانونا لتكميم الأفواه ، وهكذا تساؤله إجابة عن حقيقة أراد نفيها . . فأكد تقريرها وإثباتها .
5- ( ويفسر الوزير عالى المقام قانون صيانة الوطن ) أنه قانون شامل حتى يمنع على الأعداء القيام باعمال تخريبية داخل المجتمع أو أى محاولات عسكرية أو سياسية او اقتصادية ) . .
إذن فشمولية القانون كما نفهم من هذا التفسير لا تعنى إلا شئ واحد هو أن النظام يهدف من هذا القانون أن يقدم المواطن تقارير منتظمة على أقربائه فى الداخل والخارج لتمنع بذلك ما نسميه (بالأعمال التخريبية ) ويفهم من ذلك أيضا أن المواطن عدو للنظام ومتهم حتى يثبت العكس ، وهو على عكس القاعدة القانونية القائلة : ( ان المتهم برئ حتى تثبت إدانته ) .
ويؤكد هذا القانون مدى التسلط البوليسى الفردى على جماهير الشعب وفى نظام العصابة انعكست الآية ، وأصبح المواطن عدوا ومتهما ومدانا حتى يثبت العكس ، وإذا أثبت العكس فعليه أن يقدم الدليل العملى لولائه للنظام من خلال التجسس والمراقبة على اهله وذويه ، وهذا لم يحدث فى أى نظام من النظمه السائده اللهم إلا ما نقرأه فى تاريخ النازية فى ألمانيا والفاشية فى إيطاليا .
ولهذا ، عمل على تخريب نفسية المواطن اليمنى البريئة والبسيطة فى نفس الوقت .

ويقرر الوزير ( بأن شعار المؤتمر السادس قد ارتبط ارتباطا وثيقا بقانون ( صيانة الوطن ) لأن تجاهله يعنى أساساً أن الإنسان لا يمتلك الاستعداد للدفاع عن الثورة اليمنية ولا يمكنه المساهمة فى بناء اليمن الجديد من خلال تنفيذ الخطط الاقتصادية والاجتماعية ) .
ونحن نقرر أن الاستعداد للدفاع عن الثورة اليمنية هى مسئولية كل المواطنين اليمنيين ، وهذه حقيقة لا تقبل الجدل ولكننا على عكس ما ينحو إليه الوزير القاصر النظر نقرر بأن الدفاع عن الوطن شئ ( والدفاع ) عن ( النظام ) شئ آخر .

لهم أن يتصوروا ما يشاءون ، ولكننا على يقين وإدراك بان العصابة لا تؤمن إلا بالمحافظة على بقائها فى قمة السلطة بأى ثمن . وهذا أمر لا يملك النظام إرغام المواطنين على الدفاع عنه . . لأن الارهاب يفقد مبرر حمايته ، بل على العكس فإن مقاومة هذا النظام من أهم الضرورات وواجبات المواطن ، لأن الدفاع عنه من مواطن يتعرض كل يوم لوسائل القمع والارهاب والبطش والتنكيل معناه أن المواطن يقدم كل يوم دليلا على حفر قبره بيده ، والقول بغير ذلك نوع من العبث ، فهل يتواءم هذا المنطق مع السجن الكبير الذى فرضته العصابة على الوطن والمواطن ؟ ؟ . . إننا نتساءل . . مجرد تساؤل ليس إلا . . ؟ .
6- يؤكد معالى الوزير ( بأن قانون صيانة الوطن ) هو بلورة وترجمة لشعار المؤتمر السادس وليس شيئاً آخر كما يعتقد البعض ، فالإنسان الذى يناضل للدفاع عن الثورة اليمنية هو بمعنى آخر يصون الوطن من الأعداء ، وتنفيذ الخطة الخمسية هو أيضا تطبيق لصيانة الوطن . .
أمر غريب منطق هؤلاء القوم الذين يصدرون شعارات ، ويطالبون الآخرين بالاقتناع بها أو محاباتها . . فلكى ترفع شعارا فهذا شئ ولكى تترجم حقيقة فذلك شئ اخر . ولذلك فإن اعتقاد المواطن شئ . . وشعارات النظام الخادعة شئ آخر .
ولأن ما يراه النظام من وجهة نظره أمرا مقدساً ، لا يراه المواطن إلا تعبيراً عن مصالح الحكام ، وبالتالى فمصالح المواطن متعارضة مع حكامه – جملة وتفصيلاً – وهذا هو الفرق بين الشعارات وبين الممارسات . . تماما كما هو الفرق بين النور والظلام ، وبين الحق والباطل ، والفعل ورد الفعل ، والسلب والإيجاب ، والجذب والطرد .
إن الأعداء الذين يعنيهم معالى الوزير هم معظم المواطنين الساكنين فوق رقعة الأرض اليمنية وليس هناك غيرهم ولذلك يحاول ( قانون صيانة الوطن ) أن يحمى النظام بالأساليب البوليسية من هؤلاء المواطنين الأعداء . . وما علم النظام يوما ان العدو الحقيقى للشعب اليمنى هو هذه العصابة الإرهابية الفاشية ، والطغمة الانفصالية المتسلطة ، على مقدراته ، وأن من مهمات المواطن اليمنى اليوم أن يدافع عن ثورته من أعدائها الحقيقيين وهم مجموعة العصابات الحاكمة والمسيطرة على أقدارها وعلى مكتسباتها . . وبعد ذلك سوف يكون المنطق سليماً ومتوائماً فى الصواب ، عندئذ سيهب الشعب اليمنى عن بكرة أبيه للدفاع عن الثورة ، وعن خطها التقدمى الصحيح ، ولن يبقى بعد ذلك أى ضرورة أو حاجة لإصدار مثل هذه القوانين البوليسية والإرهابية المكممة للأفواه أو المكبلة للحريات ، والمتعارضة جملة وتفصيلاً مع أبسط المبادئ المقررة لحقوق الإنسان .
وهذا بلاغ للقوم . . ألا فهل يدركون ؟ ؟ .
وللموضوع تكملة إن شاء الله تعالى وقدر ...

______________________
(73) وقد نشرتها له صحيفة " الثورة " لسان حال اللجنة المركزية للتنظيم السياسى الجبهة القومية فى 17 أبريل سنة 1975 تحت عنوان الرفيق محسن عبد الله ( الشرجبى ) يتحدث حول المعنى العام لوثائق وقرارات المؤتمر العام السادس .




عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:08 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:00 pm


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (13)
الحلقة الثالثة عشر
تأليف عوض العرشاني
(سجل وثائقي )
تقديم عبد القوي مكاوي
**************
القسم الثانى
العصابة
( ملف الإرهــــاب )
وقائع حية . . وممارسات تطبيقية
______




( قال الإمام : جعفر الصادق )
رضى الله عنه وأرضاه

( من كشف حجاب غيره )
( إنكشفت عورات بيته )
( ومن سل سيف البغى قتل به . .)



المقدمة
=========
قد لا يكون هذا القسم نوع من الدراسة النظرية . . فذلك أمر تكفلت به الرؤية التحليلية فى القسم الأول من هذا المجلد ، حيث رأينا كيف عملت العصابة على تنظيم الإرهاب وتصعيده واستغلاله كنوع من الإقطاع العسكرى والسياسى المنظم وحيث ان الموضوع الذى نحن بصدده – الآن – يقدم نماذج حية ووقائع حقيقية لممارسات يومية للإرهاب وأساليب القمع الذى انتهجته العصابة فان الدراسة هنا لا تعدو أن تكون دراسة تطبيقية قد لا تفى بكل الأعمال الارهابية التى مارستها العصابة . . ولكنها تقدم إلى حد كبير جزءاً من الحقيقة والمأساة المعاشة هناك على أرض الواقع . . . كما حدثت مجردة عن الأشخاص الجاني والضحية ، لأسباب قدرناها ... تتعلق بسمعة العائلات .. وخصوصاً الضحايا مع احتفاطنا بالأسماء .
* * *
وقد يتبادر إلى الأذهان مباشرة بعض التساؤلات عن طبيعة الارهاب ودلالاته ومغزاه فى نظام ما وراء الشمس . . . كنظام اليمن الجنوبية فى حين تأتى الاجابات الموضوعية لتقرير أن طبيعة الارهاب ذات ماهية فاشية ونازية وستالينية وديكتاتورية كبدائل حقيقية للدلاله على ضعف النظام وعجز حكامه. وهذه البدائل الارهابية الديكتاتورية لا تسود فى مجتمعات ديمقراطية أو فى مناخ حر . . ولكنها عادة ما تنشأ عندما يفقد النظام أو الحكام – أي نظام ، وأى حاكم – مبرر وجوده الشرعى ، وقبول الارادة الشعبية لوجوده .
وحين يفقد النظام أو الحكام على هذا الأساس هذا المبرر الشرعى ، وتلك الارادة الشعبية عندئذ تقوم عنده هذه الأساليب الارهابية مقام الضرورة كبدائل تسود ، وأساليب تطغى ، لتعبر بوضوح عن العجز والافلاس والانهيار والخوف والضعف العام .
وقد علمتنا التجارب من خلال دراسة التاريخ واستقراء أحداثه أن النظام المطلق والحاكم الارهابى ما هو إلا ( شبح ) يخفى وراءه خوفه ، وعجزه ، وانهياره وضعفه وكم من حكام طغاة أرهبوا شعوبهم ، وملأوا الذعر فى النفوس ، وهم فى الواقع جبناء أكثر خوفاً من المحكومين ، وأعظم ذعرا من المقهورين . . وعلى النقيض من ذلك نرى الحكام الأقوياء والأنظمة الديمقراطية العادلة . . أكثر تسامحاً مع شعوبها فى حين هذا التسامح لا يعبر إلا عن قوة الحاكم واطمئنانه إلى شعبه . . وتبادل الحب والاحترام بين ذلك الشعب وذلك الحاكم .
والحاكم العادل ينام مرتاح الضمير فى حين لا ينام الطغاة إلا مهمومى الضمير ومتوجسى الشر حتى من أقرب الناس إليهم .
وفى التاريخ قديمه وحديثه أمثلة على ذلك كثيرة . فهذا عمر بن الخطاب الحاكم العادل ينام تحت شجرة مطمئن البال ، فى حين نرى فى التاريخ أن حاكما مطلقاً ونازيا كهتلر كان لا ينام إلا وسط حراسة تمتد عشرات الكيلو مترات من خلف مضجعه .
لمـــــاذا ؟
والإجابة لا تعد وأن تكون هى الفرق بين الحاكم العادل . . . والحاكم الديكتاتور الطاغى المستبد .
( أن السلطة عند المستبد تخدم نزوة ، وعند الحاكم تخدم هدفاً ، والسلطة عنده امتياز بلا حدود ، بينما هى عند نظيره مسئولية بلا حدود . أن المستبد يحكم الناس بنزوات فردية ، والحاكم العادل يحكمهم بقواعد عامة ، وبينما المستبد يخاف من الناس انقلابهم عليه . . فإن الحاكم العادل يخاف من الناس محاسبتهم إياه (65) :
لهذا نجد رؤوس الناس عند المستبد هى مجرد جماجم يسير فوقها ، وعند الحاكم هى عقول يستنير بها ، ونجد بعض الناس يتنازل عن أكثر أيام حياتهم لقاء أيام يقضونها سادة حاكمين . . . وهذا النفر من المغامرين هم عادة ما يكونون صورة طبق الأصل للحكام المستبدين . . فى حين نرى رجلاً بكل معنى الرجولة كعمر بن الخطاب حين أقتربت منه الخلافة يرفضها أثر وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذ بسط إليه أبو بكر يمينه فى إجتماع السقيفة قائلاً : (هات يدك يا عمر نبايع لك ولكن عمر خلص منها ناجيا ، إذ قال : بل أياك نبايع فأنت أفضل منى) .
قال أبو بكر : ( أنت أقوى منى يا عمر ) .
قال عمر : ( أن قوتى لك مع فضلك ) . وسارع فمد يمينه وبايع أبا بكر وبايعه الناس على أثره .
ألا ما أعظم الرجال . . الرجال . . ذوى القلوب الكبيرة . . وما أعظم النفوس العظيمة حين تعف عن السلطان على فرط عدلها ، وورعها ، وأمانتها . . فى حين يتكالب صغار الرجال ، وذوى القلوب الوضيعة ، والنفوس المريضة ، على السلطة والسلطان ليوم أو لأيام حتى وأن دفعوا ثمناً لذلك بقية أيام حياتهم .
ولعل هذا ما حدث فعلاً على أرض الواقع للمغامرين من حكام الجبهة القومية .
أن أعمال الارهاب ووسائل القمع من نفى وتشريد ، وقتل وسحل ودماء ، وتعذيب وخراب ، وفقر واضطهاد ، وعزل واعتقال ، وظلام وطغيان ومتابعة واعدام . . هى البدائل الموضوعية لكل نظام بوليسى مستبد ، وطبيعة لحكم الإستبداد والارهاب ، فالاستبداد كما يرى الكواكبى يضعف الأخلاق ويفسدها أو يمحوها .

ففى الحكم الاستبدادى (66) يستبد كل شخص بمن تحته ويخضع لاستبداد من فوقه .
ان كل مستبد صغير هو موظف عند المستبد الكبير . . . وليس موظفاً عند الامة كما يجب أن يكون فى الحكم العادل والنظام الديمقراطى الصحيح .
وفى ظل الحكومة المستبدة يصبح التظاهر بالفقر ميزة كبرى لأن أحداً لا يأمن على ماله ولا على حياته . . ولا على عرضه . . وهذه طبيعة الحياة التى يعيشها الشعب العربى فى مأساته الإنسانية فى اليمن الجنوبية .
لذلك تأتى دراستنا لهذا القسم دراسة حية وواقعية تستهدف إبراز المأساة وكشف الوجه الآخر للحقيقة المفقودة فى خضم الزيف والمغالطة والافتراء الذى تحاول به العصابة تحميل النفى محل الاثبات ، وإحلال الباطل محل الحقيقة ، وإحلال البدائل القهرية محل الرضا والاختيار الشعبى ، والسلام الاجتماعى .
والبدائل التى تعنيها هنا هى تلك الوسائل والأساليب القمعية ، التى يستخدمها النظام البوليسى المطلق تعبيراً عن نهجه وممارساته اليومية فى سبيل تدعيم نظامه وتثبيت سلطته البوليسية .

وهى البدائل الشبيهة ببدائل الفاشية والنازية والستالينينية التى مارسها أولئك إبان عهدهم المظلم فى إيطاليا وألمانيا والشرق الشيوعى ابان حكم ستالين ، فحلت الديكتاتورية بديلاً للديمقراطية . . والارهاب بديلاً للأمن . . .والقمع بديلاً للاصلاح . . . والفوضى بديلا للقانون . . والسجون بديلا للحرية . . والقسوة بديلا للرحمة . . وحكم الفرد المطلق بديلا لحكم الجماعة . . وحكم الاقلية بديلا لإرادة الأغلبية .
وأضحى كل شئ إلى نقيضه . . الباطل حل محل الحق . . والظلم حل محل العدل . . والقهر حل محل الرحمة . . والفساد محل الاصلاح . . ولا ضوابط لمثل هذا النظام غير إرادة الحاكم المطلق . . وأصبح مع ذلك كل عمل يقوم به يتنافى مع الحق والعدل . . حقا وعدلا . . الظلم عدل . . والباطل حق ، والقهر رحمة . . والهدم ثورة . . والفساد إصلاح . .
وهكذا إذا اختلس الحاكم أو زبانيته قالوا أن الحاكم والزبانية قاموا بتوزيع الثروة لصالح الشعب . . وإذا أمسى الحاكم المطلق يعربد قالوا كان يتعبد ويتهجد وإذا بات يتآمر على شعبه قالوا كان يتدارس قضايا الجماهير . . وإذا أصدر مرسوماً بتقييد حرية المواطن قالوا أصدر ميثاقا بمزيد من الحرية للمواطن .
وإذا نظم العصابات والشبكات للإغتيال والتجسس والتخريب قالوا ينظم وسيلة لحماية أمن الثورة . !
وهكذا انعسكت المسميات إلى عكسها . . كل شئ أضحى إلى نقيضه ، وضاعت وفق هذه المقاييس ( الحقيقة ) وتاهت وسط أراجيف الباطل قدسيتها وسموها .
ولذلك سنقف عند هذه الحقائق وقفة طويلة قد لا يستوعبها هذا المجلد ، والمجلدات اللاحقة ومع ذلك سنحاول – مجرد محاولة – أن نقدم للقارئ نماذج حية ووقائع حقيقية فى الفصول التالية . . وفى المجلدات اللاحقة .
فإلينا يا من يهمكم انتصار الحقيقة على أراجيف الباطل ، إلينا بعقولكم ، وقلوبكم ، فى رحلة نفتح فيها هذه الصفحات ، من ملف الارهاب الأسود الذى نسجله هنا بقلوب تنزف دما وجراح أليمة لا تضمدها المسكنات المهدئة .
الينا . . فالرحلة طويلة وشاقة . . ومعا . . تعالوا نتصفح هذه الصفحات .
***********


الفصل الأول
الجستابو . . جهاز أمن ؟
أم جهاز إرهاب ؟

***********
نعنى ( بالجستابو ) هنا ما يسمى ( بجهاز امن الثورة ) الذى أنشأته العصابة بعد الاستقلال كبديل لجهاز ( المباحث ) السائد فى كل الأنظمة .
وقد اهتمت العصابة المسيطرة على مقدرات البلاد بهذا الجهاز أكثر من أى شئ سواه ، ورصدت له المبالغ الطائلة ليؤدى دوره فى الملاحقه والتخريب ، والمطاردة والمتابعة ، والتجسس على المواطن ، وتكبيل حريته وقهر إرادته وإذلال نفسيته وكرامته جسدياً ومعنوياً . ومع ذلك ظل الجهاز فى بداية تكوينه صورة طبق الأصل للجهاز السياسى الذى كانت تديره الإدارة البريطانية ، ولم يطرأ على أساليب هذا الجهاز أى تغيير يذكر نظراً لعدم خبرة أفراد العصابة وضآلة كفاءاتهم للقيام بمهامه ، حيث أوكلت العصابة هذا الجهاز فى بداية الأمر إلى العامل المناضل محمد احمد البيشى – الذى قتل فى حادثة الطائرة الشهير – وكان الجهاز فى بداية امره يتبع مباشرة رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت فى حين أن تبعيته الإدارية كانت لوزير الداخلية .
وتستهدف به العصابة تأمين سلامة نظامها ، وحماية مواقعها من الاهتزاز على قمة السلطة ، وقد لعب هذا الجهاز دوراً ارهابياً وإجرامياً لم تشهد مثيلا له ( الأنظمة الفاشية والنازية ) وحتى ( الاستعمار ) التى حل محلها ، ومع ذلك كان رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت قحطان الشعبى الذى أعتقلته العصابة بعد خطوة 22 يونيو سنة 1969 – وقد مات رحمه الله فى سجنه الرهيب – يعتمد عليه اعتماداً كبيراً ، ولعل هذا هو سر اختيار المرحوم محمد أحمد البيشى مديراً له فى بداية الاستقلال كأداة من أدوات القمع والبطش والإرهاب .
لكن هذه الفترة التى قام فى ظلها ليست ذات أهمية لأن الجهاز كان قاصراً على ممارسة (الأساليب البدائية الاستعمارية القديمة ) ، فى الداخل ولم يتفتق بعد ذهن العصابة على وسائل تطويره بالشكل الذى نشهده بعد الخطوة المسماه خطوة 22 يونيو سنة 1969 وهى الفترة التى شهدت تطوير ، وإبتكار أساليب جديدة ومستحدثة للإرهاب والقمع داخلياً وخارجياً .
ومع ذلك كان دوره محصوراً فقط فى ملاحقة ومتابعة المواطنين فى الداخل بتقديم كل من يشتبه به إلى معسكرات التحقيق بوسائل بدائية قاصرة . وكان يعتمد فى تكوينه على المحاسيب وأولئك الذين يرضى عنهم ويثق بهم رئيس الجمهورية ! ! . سامحه الله وغفر له .
ومن هنا كانت الحكايات الساخرة التى أنتشرت داخل أراضى الجمهورية من عبث أولئك الصبية الذين ينتمون إلى هذا الجهاز وبدائيتهم .

وكان المواطنون يتهامسون : ( ابن عبد اللامع ) وصل ، كناية عن وصول أحد أعضاء هذا الجهاز( أحد المخبرين ) ، الذى تعلن الجماهير عن قدومه بهذا الأسلوب الساخر .
وكعادة اجهزة الأمن . . فإن رجالها فى الغالب غير معروفين للشارع بصفة خاصة . أما فى اليمن الجنوبية فإن أى عضو فى هذا الجهاز كان يعلن عن هويته بطريقة بدائية اتسمت بالمباهاة بهدف (الكسب الشخصى ) لا العمل الحقيقى لمصلحة البلاد .
وكان الواحد منهم يجوب الأسواق معلناً عن نفسه مهدداً هذا المواطن أو ذاك بشر العواقب إذا لم بدفع مبلغ معين كرشوة للتغاضى عنه ، وعدم إبلاغ السلطات عن خطورته على الأمن كذباً . . وكانوا يهددون التجار ويبتزون أموالهم فضلا عن أن معظم عناصر هذا الجهاز كانت من العناصر التى عملت إبان العهد الاستعمارى . . ولذلك فإن وسائله لم تزد بشئ عن وسائل الماضى إلا بحسنة واحدة تلك هى : أن رؤوس هذا الجهاز كانت من الجهلاء الذين لا مؤهل لهم إلا مؤهل الإنتماء إلى التنظيم أو إلى هذا الشخص أو ذاك من مراكز القوى فى حكم ما وراء الشمس .



محكمة الشعب العليا ! ! ( فلاش باك )
وعندما أعلنت القيادة العامة للجبهة القومية يوم 9/1/1968 بأن محكمة أمن الدولة العليا (67) ستباشر أعمالها خلال الأيام القليلة القادمة أن مرسوماً جمهورياً سيصدر قريباً بتشكيلها بعد اقرار القيادة العامة بتكوينها من ثلاثة أعضاء من تنظيم الجبهة القومية ، والقوات المسلحة والأمن ، وان حكمها سيصدر بالغالبية .
عندئذ لعب هذا الجهاز دوراً عجيباً . . فبدلا من أن تتولى وزارة العدل القائمة شكلاً فى هذا النظام البوليسى تقديم المتهمين للمحاكمة . . تولت وزارة الداخلية وجهاز الجستابو تقديم المتهمين نيابة عنها أو قل مصادرة لاختصاصاتها الشكلية .


_________________
ومن عجب أن المحكمة شكلت من أشخاص لم يتوافر عندهم أبسط المبادئ الأولية للقانون .
وأنفى بيقين أن يكون أغلبهم قد أطلع مجرد اطلاع على المبادئ الاولية للقانون الجنائى أو قانون الاجراءات الجنائية . ما علينا !

المهم أن محكمة الشعب العليا تشكلت ( برئاسة المهداوى الجديد ) فى ذلك الوقت عبد الله الخامرى الموظف السابق فى السفارة الأمريكية والثورى جداً ! ! بعد الاستقلال ، لتقوم بمحاكمة المتهمين – وفق اعلان بيان قيامها – من حكام العهد البائد من سلاطين ومستوزرين وممن أسموهم بعناصر ( التخريب ) أو عناصر الثورة المضادة ، وأن للمحكمة الحق فى محاكمة المتهمين الموجودين خارج الجمهورية ، وأصدار الاحكام والعقوبات المختلفة ضد من ثبت أدانتهم ، بما فيها عقوبة الأعدام .
_________________
وفى أثناء انعقاد هذه المحكمة حصلت حوادث طريفه وعجيبه ظل الشعب يتندر بها ويتناقل حكاياتهاحتى اليوم . . وتحضرنى هنا واقعة أو قل ( مهزلة ) من تلك المهازل العجيبة ومشهد ضاحك باكى من تلك المشاهد الهزلية التى كشفت عنها وقائع المحاكمات المهداوية فى بداية عام 1968 .
والمشهد هنا يمثل أحد المتهمين يقف فى قفص الاتهام امام المهداوى الجديد رافعا الرأس بشجاعة ، ويبتسم بسخرية ، غير عابئ بهذه المهزلة التى تمثل من حوله . . وفجأة ينطلق صوت المهداوى الجديد مجلجلا بالقاعة :
المهداوى : المتهم هود بن حيدرة الفضلى (68)
المتهم : حاضر
المهداوى : أنت متهم بالتعاون مع الانجليز . . حيث حضرت مع السلاطين إلى لندن عام 1958 ، وتآمرتم على مقدرات الشعب ومتهم أيضاً بالاختلاس والرشوة !
المتهم : أهذه هى التهم الموجهه إلى ؟ ! !
المهداوى : نعم . . ما هى أقوالك ؟
المتهم : إذن احضروا إلى القاعة السيد / قحطان بن محمد الشعبى رئيس الجمهورية الحالى !!
المهداوى : ماذا تقول ؟ وماذا تعنى ؟
المتهم : أقول احضروا رئيس الجمهورية فقد حضر معنا اجتماعات لندن كسكرتير لسلطان لحج وممثل إدارة الإنعاش الزراعى بسلطنة لحج ! !
المهداوى : ألا ترى أنك تخل بنظام المحكمة وتطعن فى شرف رئيس الدولة ؟ !
المتهم : إذا كنتم حريصين على تطبيق القانون كما تقولون ، وعلى إيجاد محاكمة عادلة .
فإن محاكمة رئيس الدولة معى على الاتهام الأول أعتقد أنه تأكيد على سلامة هذا القانون ، وعلى عدالة المحاكمة وبغير ذلك أراكم تحرثون فى البحر ! !
المهداوى : أنت وقح وعميل عفن ! !
المتهم : ما دمت فى قفص كهذا القفص فلا أملك الرد على أمثالك ! !
المهداوى : أنتهت الجلسة ! ؟ ؟

_______________
المهداوى : محمد عبد اللاه المهداوى الجفرى (69)
المتهم : حاضر .
المهداوى : أنت متهم بالتعاون مع العهد البائد ، وباستغلال نفوذ مركزك وبالإثراء على حساب هذا المركز ، وبالتعاون مع الثورة المضادة ! ! وموجه إليك أيضاً تهمة الرشوة ، فماذا تقول ؟
المتهم : بالنسبة للاتهام الأول لا أنكر أننى كنت أعمل ، والعمل شرف وواجب ، ومع ذلك هل يسمح لى رئيس المحكمة أن أذكره أنه وعناصر كثيرة من عناصر الحكومة الحالية كانوا يعملون مع الإدارة البريطانية ! ! ؟ ؟ وعلى سبيل المثال رئيس الدولة قحطان الشعبى ، والوزير فيصل الشعبى ، فالأول مديرا لإدارة الإنعاش فى سلطنة لحج والثانى سكرتير لوزير التجارة فى حكومة الاتحاد ، فهل يعنى عمل ذلك جريمة أعاقب عليها ؟ إذا كنتم تقررون ذلك فما عليكم إلا أن تستدعوا هؤلاء وغيرهم إلى هذه القاعة ، ليقفوا معى أمام المحكمة .
وهنا ضج الحاضرون بالضحك وبدأ رئيس المحكمة وكأنه هو المتهم ! !
المهداوى : أنت تسئ إلى رجال الثورة . . ألم تعلم أن هؤلاء كانوا على رأس هذه الثورة ؟ ؟
المتهم : إننى أعلم ذلك . . ولكننى أقرر أنكم جئتم إلى هذا الموقع بفضل الإدارة البريطانية وبتسهيل منها لكم ! ! هل تعتبرون ذلك بطولة . . يا سيادة الرئيس ؟ ؟
المهداوى : أخرس يا عميل . . انتهت الجلسة .


* * *
وهكذا كشفت المحاكمات الهزلية عن جسامة ( المأساة ) وعن طبيعة التآمر . . وبدلا من أن تكون المحاكمة بيان إعلانى للنظام ، ووسيلة للاستهلاك والدعاية عن عدالة المحاكمة ، وقانونية الوسائل المتبعة . . كانت المحاكمة إدانة صريحة للنظام كله ، وتعريض به من أشخاص أبسط ما يقال فيهم أنهم من الرجال الذين شح أن تجد مثل شجاعتهم وجرأتهم . . وهكذا إنتهت المحاكمات الشكلية العلنية لتبدأ الممارسات البوليسية ( ، ؟ ، ) وأصدرت المحكمة على الأول حكما بالإعدام خففه رئيس الجمهورية – كصديق قديم له – إلى حكم المؤبد ، وعلى الثانى بالحبس مع الأشغال لمدة15 سنة . . وحكمت المحكمة هذه والمحاكم اللاحقة برياسة المرحوم على عبد العليم – على الكثيرين من المتهمين بالسجن وبالإعدام بدون إعلان . والآن ..أين هم هؤلاء الحكام ؟؟ ..أين هم ؟ من فضلك أسأل عنهم ..وتأمل مصيرهم ؟

* * *
ولعب جهاز أمن الثورة دوراً رئيسياً فى هذه المحاكمات وفى إصدار الأحكام التى كانت تأتى مباشرة من رئيس الجمهورية ، علماً بأن من حاكمتهم الجبهة القومية ليسوا من الخطورة بمكان، لأنهم فى الغالبية العظمى ممن كانوا يعتقدون أن النظام لن يتعرض لهم . . هذا إذا علمنا أن الجبهة القومية بتنسيق خاص مع الإدارة البريطانية قد سهلتا لمعظم الحكام السابقين من السلاطين والوزراء الخروج من البلاد قبل الاستقلال بقليل بكل الحفاوة والتكريم . . ولم يبق فى البلاد إلا أولئك الذين لا علاقة لهم بالإدارة البريطانية على الأطلاق ، لماذا ؟ سؤال يبحث عن جواب تاريخى . .
ومن المناسب التقرير هنا أن كل السلاطين الذين تخلفوا فى المنطقة هم أولئك الأشخاص الذين ينتمون إلى الأسر الحاكمة السابقة ولكنهم فى وضعهم الاجتماعى يعيشون كمواطنين بسطاء شأنهم فى ذلك شأن الأشخاص العاديين . . بل إن معظمهم يعمل فى أعمال صغيرة كمزارعين وكفراشين وسائقى سيارات . . أما كبار السلاطين والوزراء الاتحاديين فقد انتقلوا مع أسرهم إلى خارج البلاد وحملوا ما خف وزنه ، وعظم ثمنه ، ولم يخلفوا وراءهم غير القصور الخاوية والإقطاعيات التى استولت عليها العصابة ، وحلت محلهم فى اقتنائها ، أضف إلى ذلك أن بعض القصور نهبت قبل الإستقلال كما حدث فى أبين والحصن والواحدى وحضرموت حيث أستولت العصابة على حلى النساء وبعض التحف الثمينة باعتها رؤوس العصابة بعد تهريبها إلى الخارج وأصبح بعض هؤلاء الثوريون جداً أغنى الأغنياء من مخلفات ومقتنيات هذه القصور . . هم وحريمهم ولكن أين هم الآن ؟؟
هذا للتقرير وللحقيقة فقط . . أما التفاصيل فهى أعظم ( ! ! ) .

_______________
الجستابو بعد خطوة 22 يونيو :
وبعد خطوة 22 يونيو المباركة جداً فى سنة 1969 كان لا بد أن يتغير كل شئ فى البلاد وفقاً لسياسة المزايدة والمناقصة التى قام بها حكام العصابة وأبطال هذه الخطوة . . ولا نقول أن التغيير شمل التصحيح بمعنى الحد من خطورة هذا المسلك البوليسى . . بل إن التصحيح استهدف أول ما استهدف تصعيد الأساليب البوليسية لهذا الجهاز البوليسى المسمى بجهاز أمن الثورة أو (الجستابو ) .
وتمشياً مع سياسة ( التثوير والتخدير ) اسندت القيادة العامة للجبهة القومية إدارة هذا الجهاز إلى المدعو محمد سعيد عبد الله المعروف بـ : ( محسن الشرجبى ) اعترافا بخدماته الجليلة التى قدمها للتنظيم أثر عمله المعروف قبل الاستقلال ؟ ؟ ؟ (70)

والمعروف عن ( الشرجبى ) هذا أنه كان يعمل إبان الاحتلال ( سفرجيا ) لدى أحد الضباط البريطانيين ، وقد عينت له القيادة مساعدين من نفس الطراز يحملون مؤهلات عالية جداً لا تقل عن المؤهلات العالية جداً لمدير هذا الجهاز ؟ ! .
_______________
المهم إنه بتثوير وتجذير جهاز أمن الارهاب وسعت العصابة الحاكمة من اختصاصاته وصلاحياته كجهاز قمع فى الداخل ، وكجهاز تخريب فى الخارج ، ورصدت له إمكانيات ضخمة فى الوقت الذى تشح فيه موارد البلاد وتعانى فيه ميزانيتها العامة من العجز المكشوف . وتواجه البلاد الآن انهياراً اقتصاديا مروعاً ! .
وأصبح جهاز أمن الارهاب أو الجستابو الجديد ذا صلاحيات واسعة يعبث بأمن المواطنين ، وينتهك حرماتهم ، ويعتدى على أعراضهم ، ويمارس انتهاكات يومية لحقوق الإنسان والمواطن فى طول البلاد وعرضها (71) .
ممثل بوليسى فى كل الوزارات . . لماذا ؟

وبلغ الأمر بالعصابة إلى حد انها شكلت مكاتب خاصة فى كل الوزارات الهامة أطلقت عليها : (مكتب ممثل جهاز أمن الثورة ) وأطلقت لهذا الممثل حرية السؤال والتحقيق مع الموظفين سواء من الجبهة القومية أو من خارجها على كل شخص يتصل بالموظف أو يتعامل معه ، وهو الأمر الذى حداً ببعض الموظفين أن يعلن عن سخطه واستيائه لهذه الممارسات الجاسوسية المكشوفة!.
واستعان الجهاز للتجسس بعمال التليفونات بكل الوزارات المختلفة ، وأصبح عامل التليفون موظفا بالأساس تحت تبعية جهاز الجستابو مباشرة . .
ومارس الجهاز عمليات الاعتقال والخطف والخنق والقتل والسحل والتسميم والمداهمة ليلاً ونهاراً على منازل المواطنين وانتهاك حرمات التجمعات الدينية فى الجوامع . . وغيرها من عمليات الاجرام التى سنفصلها بعد قليل .
واستعانت العصابة بخبراء ألمانيا الشرقية للعمل فى خدمة وزارة الداخلية وجهاز أمن الثورة ، ومهمة هؤلاء الخبراء النازيين برئاسة العقيد متقاعد ( ويت ) 67 سنة مهمة خاصة هى تدريب رجال العصابة على الوسائل الحديثة فى الاستجواب والتعذيب ، والتجسس والملاحقة ، والخطف ، والقتل ، والتسميم ، والخنق وما إلى ذلك من الوسائل الحديثة والقديمة لأساليب التجسس والإرهاب . . وهى أساليب تطبيقية لما تعلموه هؤلاء الخبراء إبان العهد النازى الهتلرى فى النصف الأول من القرن العشرين . ( ! ؟ ) .
واستمرأت العصابة إراقة الدماء والإرهاب والعبث بمقدرات البلاد وتحقيق المزايا المالية التى لا تقدم بها كشوفاً تحت بند ( مصروفات سرية ) فوسعت من نشاط هذا الجهاز ليشمل التآمر والتخريب على أمن الدول الأخرى خارج نطاق الجمهورية . . فأرسلت فرقاً للقتل والتخريب والتجسس إلى كل من شمال الوطن ( الجمهورية العربية اليمنية ) والقاهرة وبيروت . . وبعض بلدان الخليج العربى ، وأنفقت على الأعمال التخريبية مئات الآلاف ، ودربت مئات الأشخاص داخل البلاد وخارجها فى كل من كوبا وألمانيا الشرقية والاتحاد السوفيتى ( ؟ ؟ ) .
ورغم أن معظم أعمال التخريب والاغتيالات التى مارستها فى الشمال قد كشفت واعترفت شبكاتها كتابياً بأن هذا العمل من تحريض وتمويل عصابات الجبهة القومية التى كان يديرها ( صالح مصلح ) وزير الداخلية آنذاك من حدود الضالع فى المحافظة الثانية ويصرف عليها ببذخ ، ويجند لها أفراد عاديين جداً وليس لهم أى أرتباط بتنظيم الجبهة القومية إلا أن التحقيقات فى بيروت التى أعتبرتها العصابة كوكر وبؤرة تنفذ فيها عمليات الإغتيال ضد أحرار اليمن لم تسفر عن إدانة صريحة لهذا النظام . رغم أن العمليات التخريبية تلك تنظمها وتمولها العصابة تحت إشراف جهاز أمن الثورة وسمه إن شئت ( جهاز أمن الإرهاب والتدمير والهدم ) وأما فى مصر العربية فقد كشفت أجهزتها الساهرة واليقظة معظم محاولات العصابة وشبكاتها وفرقها المرسلة للقتل تحت ستار العلاج أو الدراسة .
وفى الخليج العربى كشفت أجهزة الأمن فى بعض بلدانها مؤخراً عدة شبكات أرسلتها الجبهة القومية مع مطلع 1975 وما بعدها .
وزارة أمن الدولة ؟ ؟ ؟ ماذا تعنى ؟
وكحرص من الجبهة القومية على أمن البلاد وحمايتها ، تفتق ذهنها مؤخراً عن تطوير جديد ، وتصعيد راق لتنظيم الإرهاب واستغلاله ، فأعلنت فى نوفمبر سنة 1974 عن تطوير جهاز أمن الثورة إلى ما عرف وقتها ( بوزارة أمن الدولة ) , ؟ ؟ وهكذا يتحول الجهاز كجهاز تابع لوزارة الداخلية إلى جهاز مستقل بوزارة مستقلة هى وزارة أمن الدولة (72) ؟ ؟ .
وكان الهدف من قيامها ربطها مباشرة برئيس الدولة كى تكون لها صلاحيات مطلقة دون إشراف الوزير المختص للداخلية ، ومع ذلك ظل رئيس الجهاز هو وزير أمن الدولة .
ولأول مرة فى التاريخ نسمع وزارة مستقلة لجهاز الأمن فماذا يعنى هذا التطوير على وجه التحديد ؟ ألا يعنى هذا تصعيداً جديداً لعمليات الإرهاب . ؟ .
ثم . . ألم يكن ذلك وحده دليلا على بوليسية النظام ودمويته ؟ .
إننا نتساءل . . مجرد تساؤل . . ؟ ونطرح مجددا أن هذا الاتجاه ربما يعطى للعالم العربى إلى أى مدى هذا النظام هو إرهابى وفاشى ، يقوم على الأساليب البوليسية وتتحكم به عصابة لا دولة . . عصابة متعطشة للدماء ، استهوتها اللعبة فالتهت بها ، وأستمرأتها واستمرت فى ممارستها ، وغاب عن ذهنها .. وهى تحضر لهذه اللعبة الجديدة مزالق أن يستمرئ المرء اعمال الإجرام والإرهاب والقرصنة ووسائل وأساليب عصابات السطو والابتزاز طالما خطى الخطوة الاولى فى هذا الطريق .
ولم يدر بخلدها يوما – ولعلها بذلك على حق – لأنه لم يوجد بعد من يقول لها ويعلمها ،إن الدماء تأتى بمزيد من الدماء ، والإرهاب والرعب لا يولد إلا إرهابا ورعباً مماثلا . وأنه ماسقطت نقطة دم إلا وكان ثمنها بحورا من الدماء . ( لأن القاتل يقتل ولو بعد حين ) على يد أهل الأرض ، أو أنتقام ملك الأرض والسماء . وهم أيضا لم يدركوا بعد قانون الطبيعة ونواميس الكون . . ( كل فعل له رد فعل ) وهذا هو قانون الحركة ، ذلك أن الكون كله تحكمه قوانين الازدواج أى أن لكل عملة وجهين : قوة الجذب تقابلها قوة الطرد ، والطاقة السلبية تقابلها طاقة موجبة . . وهكذا لكل شئ ضد ولا شئ يقف بمفرده ، وهذه حكمة السماء .

للموضوع تكملة ..إن شاء الله تعالى وقدر ........
______________________
(65) محمود عوض ، أفكار ضد الرصاص ص 74 .
(66) الحكم أو النظام الاستبدادى تعبير غير دقيق من الناحية القانونية والادق هو وصفه بالحكم المطلق . . وهذا هو التعبير الصحيح ، ولكن الناس تعارفوا على أطلاق الحكم الاستبدادى على كل نظام طاغ وغير عادل .
(67) من المعروف أن أول مرسوم صدر بتشكيل محاكم أمن الدولة صدر بتشكيل محكمة أمن الدولة العليا برئاسة المهداوى الجديد عبد الله الخامرى نقول يرحمه الله وهذا واجب شرعي ، ثم عدل أسم المحكمة إلى ما عرف بمحكمة الشعب العليا وقد تولى رئاستها مهداوى آخر هو المرحوم على عبد العليم ، ومن عجائب الأقدار أن تحكم هذه المحكمة نفسها برئاسة أحمد سالم عبيد على رئيسها السابق على عبد العليم بالاعدام ! ! وهذا ما يعزز القول بأن الدم يولد الدم ، والقاتل يقتل ولو بعد حين وتأكيداً للمأثورة الخالدة ( من سل سيف البغى قتل به ) .
وتشكلت بعد ذلك محكمة عليا برئاسة خالد باجنيد وهى التى حكمت فى أكتوبر 1972 على مجموعة من الوحدويين الواحد والأربعين ، فحكمت المحكمة بالإعدام على ثمانية منهم ، على رأسهم الصحفى الشاب / أحمد العبد بتهمة التآمر على النظام لحساب دولة أجنبية ! وحكمت على الباقيين بالسجن والأشغال لمدد متفاوته أقلها خمس سنوات مع الأشغال كما حدث للصحفى الوحدوى عمر بارزير ، والمعروف أن الأحكام لهذه المحكمة كانت تأتى لرئيسها جاهزة من جهاز أمن الثورة وبتوقيع رئيس مجلس الرئاسة ويبقى دور رئيس هذه المحكمة لا أكثر ولا أقل من أداة تنفيذية مشلولة . . تنفذ مايملى عليها ، ناهيك عن أن أكثر جرائم القتل والاعدام تمت لغالبية المواطنين بدون محاكمة ؟ وقد تشكلت عدة محاكم فرعية لمحكمة الشعب العليا التى مقرها المحافظة الأولى فى كافة المحافظات ونفذت أحكام ظالمة وغير قانونية – وبطبيعة الحال فالنظام باكمله نظام غير قانونى – وقد حكمت فى بعض القضايا التى ليس لها أى سند من الصحة أو القانون بأحكام ابسطها السجن أعظمها الاشغال الشاقة المؤيدة . . والاعدام .
(68) هو السلطان هود بن حيدرة الفضلى كان حاكماً عرفياً ثم مديراً لمساحات الأراضى الزراعية بسلطنة الفضلى سابقاً وهو آخر منصب كان يشغله حتى قيام الاستقلال .
والمدير فى نظام السلطنات البائد يعنى وزيرا ، وقد كان الرجل واثقا أنه لم يعمل أى عمل يجعله عرضه للمحاكمة لأن أكبر عمل قام به يكون بمقياس عمل احد كبار قادة الجبهة القومية وهو قحطان الشعبى الذى كان يعمل قبل ذلك مديرا للزراعة بسلطنة لحج ، يعتبر أقل خطرا وشأناً بالمقارنة بين رجلين , وقد تواترت الأخبار مؤخراً عن موت الرجل فى سجنه من آثار التعذيب .. يرحمه الله رحمة واسعة .. فقد كان كبيراً وشجاعاً أثناء محاكمته .
(69) والسيد / محمد عبد اللاه الجفرى 50 سنة كان يعمل مديرا لبلدية السلطنة الفضلية حتى حصول البلاد على الاستقلال . . وقد حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة وأعلن أثرها فى عام 1973 أنه قد مات متأثرا بمرضه فى سجنه . يرحمه الله رحمة واسعة ، فقد كان جريئاً وجسوراً .
(70) ذكر أحد الكتاب البريطانيين بعد الاستقلال مباشرة أن خدم المنازل والطباخين BOYSأو WAITERS الذين كانوا يعملون فى بيوت كبار الضباط والخبراء البريطانيين كانوا يؤدون خدمات جليلة للجبهة القومية ويكشفون لقياداتها أولا بأول عن كل تحركات أسيادهم أو مخدوميهم وربما . . كان هذا الكاتب محقا ، وربما كان يستهدف بذلك هدفاً أخر . . . لا نعلمه . . . .
(71) ومن المعروف أنه عند تشكيل هذا الجهاز بعد حركة 22 يونيو ( التصحيحية ) طلبت اللجنة التنفيذية للجبهة القومية إسناد إدارة هذا الجهاز للمناضل القيادى حسين الجابرى المعتقل حينذاك فى سجن المنصورة – بلا تهمة – والذي توفاه الله قريبا رحمه الله فاشترط تصفية الاستخبارات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية من الجهاز القديم فرفضت اللجنة التنفيذية هذا الطلب ثم عرضت رياسته على محمد عيدروس فقبل مع اشتراطه لنفس الشرط إلى جانب شرط آخر وهو وضع ميزانية لهذا الجهاز ، وكانت الميزانية المقررة لمحمد عيدروس ضئيلة جداً . وكان الهدف من ذلك تعجيزه عن القيام ببناء جهاز أمن وطنى تكون مهمته خدمة الشعب حقيقة ، لا إرهابه ، فاستقال من رئاسة هذا الجهاز بعد ثلاثة أشهر من توليه منصبه ثم اختفى بعد ذلك ، فتولى محسن الشرجبى رئاسته مع بقاء الأجهزة القمعية القديمة وعمل على تحويله إلى جهاز إرهاب وقمع وكان المرحوم حسين الجابري من اشرف العناصر القيادية في الجبهة القومية وقد رفض كافة المناصب التي عرضت عليه ، حتى لا يتورط مع المتورطين في الإرهاب

(72) هناك تفسيرات متعددة قيلت فى تحويل الجهاز من جهاز تابع لوزارة الداخلية إلى جهاز مستقل فى وزارة رسمية .
البعض يرى أن رئيس مجلس الرئاسة بعد إبعاده للستة أشخاص المعاونين لمحسن الشرجبى رئيس الجهاز إلى ألمانيا الشرقية بحجة التدريب وتعيين لجنة خماسية للجهاز برياسة رئيسه . . كان الرئيس المقتول سالم ربيع على رئيس مجلس الرئاسة حينها يستهدف بذلك هدفين :
1- السيطرة على الجهاز وتقوية مركزه التسلطى فى الداخل ، أى داخل الدولة وداخل التنظيم . . وفرض تصوراته ونزعته الستالينية الفردية .
2- زحزحة محسن الشرجبى الموالى لجناح عبد الفتاح اسماعيل رئيس التنظيم فى حالة أى تغيير وزارى يحدث . . ويمكنه بذلك تغيير وزير أمن هذا الجهاز عند أى بادرة للإستغناء عن خدماته .
ويرى البعض الآخر أنه حدث بعد مجزرة الصحفى اليمنى الشاب أحمد العبد ومجموعته البالغ عددهم 41 شاباً من الناصريين وإعدام 8 منهم بواسطة الجهاز الذى افتعل لهم جرائم وهمية .
شكلت لجنة خماسية للجهاز بهدف الإشراف عليه مكونة من رئيس الجهاز محسن الشرجبى ، وعوض الحامد محافظ المحافظة الثانية سابقاً والذى فقد عقله وحياته بعد ذلك ، والنقيب عبد الرحيم عتيق قائد اللواء 22 ، وصالح مصلح وزير الداخلية ، وسالم باجميل عضو اللجنة المركزية سابقاً .
وقيل أن الهدف من ذلك تعزيز سيطرة رئيس مجلس الرئاسة على هذا الجهاز .
ويرى فريق ثالث أن اللجنة برغم أغلبية ولاء أعضائها لرئيس مجلس الرئاسة إلى أن ذلك لم يعزز بالصورة المطلوبة مركز هذا الرئيس ، ولذا عمل على تحويله إلى وزارة لتحقيق ما نحى إليه الرأى الأول .


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:16 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:01 pm

\
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (13)
الحلقة الثالثة عشر
تأليف عوض العرشاني
(سجل وثائقي )
تقديم عبد القوي مكاوي
**************
القسم الثانى
العصابة
( ملف الإرهــــاب )
وقائع حية . . وممارسات تطبيقية
______



( قال الإمام : جعفر الصادق )
رضى الله عنه وأرضاه
( من كشف حجاب غيره )
( إنكشفت عورات بيته )
( ومن سل سيف البغى قتل به . .)



المقدمة
=========
قد لا يكون هذا القسم نوع من الدراسة النظرية . . فذلك أمر تكفلت به الرؤية التحليلية فى القسم الأول من هذا المجلد ، حيث رأينا كيف عملت العصابة على تنظيم الإرهاب وتصعيده واستغلاله كنوع من الإقطاع العسكرى والسياسى المنظم وحيث ان الموضوع الذى نحن بصدده – الآن – يقدم نماذج حية ووقائع حقيقية لممارسات يومية للإرهاب وأساليب القمع الذى انتهجته العصابة فان الدراسة هنا لا تعدو أن تكون دراسة تطبيقية قد لا تفى بكل الأعمال الارهابية التى مارستها العصابة . . ولكنها تقدم إلى حد كبير جزءاً من الحقيقة والمأساة المعاشة هناك على أرض الواقع . . . كما حدثت مجردة عن الأشخاص الجاني والضحية ، لأسباب قدرناها ... تتعلق بسمعة العائلات .. وخصوصاً الضحايا مع احتفاطنا بالأسماء .
* * *
وقد يتبادر إلى الأذهان مباشرة بعض التساؤلات عن طبيعة الارهاب ودلالاته ومغزاه فى نظام ما وراء الشمس . . . كنظام اليمن الجنوبية فى حين تأتى الاجابات الموضوعية لتقرير أن طبيعة الارهاب ذات ماهية فاشية ونازية وستالينية وديكتاتورية كبدائل حقيقية للدلاله على ضعف النظام وعجز حكامه. وهذه البدائل الارهابية الديكتاتورية لا تسود فى مجتمعات ديمقراطية أو فى مناخ حر . . ولكنها عادة ما تنشأ عندما يفقد النظام أو الحكام – أي نظام ، وأى حاكم – مبرر وجوده الشرعى ، وقبول الارادة الشعبية لوجوده .
وحين يفقد النظام أو الحكام على هذا الأساس هذا المبرر الشرعى ، وتلك الارادة الشعبية عندئذ تقوم عنده هذه الأساليب الارهابية مقام الضرورة كبدائل تسود ، وأساليب تطغى ، لتعبر بوضوح عن العجز والافلاس والانهيار والخوف والضعف العام .
وقد علمتنا التجارب من خلال دراسة التاريخ واستقراء أحداثه أن النظام المطلق والحاكم الارهابى ما هو إلا ( شبح ) يخفى وراءه خوفه ، وعجزه ، وانهياره وضعفه وكم من حكام طغاة أرهبوا شعوبهم ، وملأوا الذعر فى النفوس ، وهم فى الواقع جبناء أكثر خوفاً من المحكومين ، وأعظم ذعرا من المقهورين . . وعلى النقيض من ذلك نرى الحكام الأقوياء والأنظمة الديمقراطية العادلة . . أكثر تسامحاً مع شعوبها فى حين هذا التسامح لا يعبر إلا عن قوة الحاكم واطمئنانه إلى شعبه . . وتبادل الحب والاحترام بين ذلك الشعب وذلك الحاكم .
والحاكم العادل ينام مرتاح الضمير فى حين لا ينام الطغاة إلا مهمومى الضمير ومتوجسى الشر حتى من أقرب الناس إليهم .
وفى التاريخ قديمه وحديثه أمثلة على ذلك كثيرة . فهذا عمر بن الخطاب الحاكم العادل ينام تحت شجرة مطمئن البال ، فى حين نرى فى التاريخ أن حاكما مطلقاً ونازيا كهتلر كان لا ينام إلا وسط حراسة تمتد عشرات الكيلو مترات من خلف مضجعه .
لمـــــاذا ؟
والإجابة لا تعد وأن تكون هى الفرق بين الحاكم العادل . . . والحاكم الديكتاتور الطاغى المستبد .
( أن السلطة عند المستبد تخدم نزوة ، وعند الحاكم تخدم هدفاً ، والسلطة عنده امتياز بلا حدود ، بينما هى عند نظيره مسئولية بلا حدود . أن المستبد يحكم الناس بنزوات فردية ، والحاكم العادل يحكمهم بقواعد عامة ، وبينما المستبد يخاف من الناس انقلابهم عليه . . فإن الحاكم العادل يخاف من الناس محاسبتهم إياه (65) :
لهذا نجد رؤوس الناس عند المستبد هى مجرد جماجم يسير فوقها ، وعند الحاكم هى عقول يستنير بها ، ونجد بعض الناس يتنازل عن أكثر أيام حياتهم لقاء أيام يقضونها سادة حاكمين . . . وهذا النفر من المغامرين هم عادة ما يكونون صورة طبق الأصل للحكام المستبدين . . فى حين نرى رجلاً بكل معنى الرجولة كعمر بن الخطاب حين أقتربت منه الخلافة يرفضها أثر وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذ بسط إليه أبو بكر يمينه فى إجتماع السقيفة قائلاً : (هات يدك يا عمر نبايع لك ولكن عمر خلص منها ناجيا ، إذ قال : بل أياك نبايع فأنت أفضل منى) .
قال أبو بكر : ( أنت أقوى منى يا عمر ) .
قال عمر : ( أن قوتى لك مع فضلك ) . وسارع فمد يمينه وبايع أبا بكر وبايعه الناس على أثره .
ألا ما أعظم الرجال . . الرجال . . ذوى القلوب الكبيرة . . وما أعظم النفوس العظيمة حين تعف عن السلطان على فرط عدلها ، وورعها ، وأمانتها . . فى حين يتكالب صغار الرجال ، وذوى القلوب الوضيعة ، والنفوس المريضة ، على السلطة والسلطان ليوم أو لأيام حتى وأن دفعوا ثمناً لذلك بقية أيام حياتهم .
ولعل هذا ما حدث فعلاً على أرض الواقع للمغامرين من حكام الجبهة القومية .
أن أعمال الارهاب ووسائل القمع من نفى وتشريد ، وقتل وسحل ودماء ، وتعذيب وخراب ، وفقر واضطهاد ، وعزل واعتقال ، وظلام وطغيان ومتابعة واعدام . . هى البدائل الموضوعية لكل نظام بوليسى مستبد ، وطبيعة لحكم الإستبداد والارهاب ، فالاستبداد كما يرى الكواكبى يضعف الأخلاق ويفسدها أو يمحوها .
ففى الحكم الاستبدادى (66) يستبد كل شخص بمن تحته ويخضع لاستبداد من فوقه .
ان كل مستبد صغير هو موظف عند المستبد الكبير . . . وليس موظفاً عند الامة كما يجب أن يكون فى الحكم العادل والنظام الديمقراطى الصحيح .
وفى ظل الحكومة المستبدة يصبح التظاهر بالفقر ميزة كبرى لأن أحداً لا يأمن على ماله ولا على حياته . . ولا على عرضه . . وهذه طبيعة الحياة التى يعيشها الشعب العربى فى مأساته الإنسانية فى اليمن الجنوبية .
لذلك تأتى دراستنا لهذا القسم دراسة حية وواقعية تستهدف إبراز المأساة وكشف الوجه الآخر للحقيقة المفقودة فى خضم الزيف والمغالطة والافتراء الذى تحاول به العصابة تحميل النفى محل الاثبات ، وإحلال الباطل محل الحقيقة ، وإحلال البدائل القهرية محل الرضا والاختيار الشعبى ، والسلام الاجتماعى .
والبدائل التى تعنيها هنا هى تلك الوسائل والأساليب القمعية ، التى يستخدمها النظام البوليسى المطلق تعبيراً عن نهجه وممارساته اليومية فى سبيل تدعيم نظامه وتثبيت سلطته البوليسية .
وهى البدائل الشبيهة ببدائل الفاشية والنازية والستالينينية التى مارسها أولئك إبان عهدهم المظلم فى إيطاليا وألمانيا والشرق الشيوعى ابان حكم ستالين ، فحلت الديكتاتورية بديلاً للديمقراطية . . والارهاب بديلاً للأمن . . .والقمع بديلاً للاصلاح . . . والفوضى بديلا للقانون . . والسجون بديلا للحرية . . والقسوة بديلا للرحمة . . وحكم الفرد المطلق بديلا لحكم الجماعة . . وحكم الاقلية بديلا لإرادة الأغلبية .
وأضحى كل شئ إلى نقيضه . . الباطل حل محل الحق . . والظلم حل محل العدل . . والقهر حل محل الرحمة . . والفساد محل الاصلاح . . ولا ضوابط لمثل هذا النظام غير إرادة الحاكم المطلق . . وأصبح مع ذلك كل عمل يقوم به يتنافى مع الحق والعدل . . حقا وعدلا . . الظلم عدل . . والباطل حق ، والقهر رحمة . . والهدم ثورة . . والفساد إصلاح . .
وهكذا إذا اختلس الحاكم أو زبانيته قالوا أن الحاكم والزبانية قاموا بتوزيع الثروة لصالح الشعب . . وإذا أمسى الحاكم المطلق يعربد قالوا كان يتعبد ويتهجد وإذا بات يتآمر على شعبه قالوا كان يتدارس قضايا الجماهير . . وإذا أصدر مرسوماً بتقييد حرية المواطن قالوا أصدر ميثاقا بمزيد من الحرية للمواطن .
وإذا نظم العصابات والشبكات للإغتيال والتجسس والتخريب قالوا ينظم وسيلة لحماية أمن الثورة . !
وهكذا انعسكت المسميات إلى عكسها . . كل شئ أضحى إلى نقيضه ، وضاعت وفق هذه المقاييس ( الحقيقة ) وتاهت وسط أراجيف الباطل قدسيتها وسموها .
ولذلك سنقف عند هذه الحقائق وقفة طويلة قد لا يستوعبها هذا المجلد ، والمجلدات اللاحقة ومع ذلك سنحاول – مجرد محاولة – أن نقدم للقارئ نماذج حية ووقائع حقيقية فى الفصول التالية . . وفى المجلدات اللاحقة .
فإلينا يا من يهمكم انتصار الحقيقة على أراجيف الباطل ، إلينا بعقولكم ، وقلوبكم ، فى رحلة نفتح فيها هذه الصفحات ، من ملف الارهاب الأسود الذى نسجله هنا بقلوب تنزف دما وجراح أليمة لا تضمدها المسكنات المهدئة .
الينا . . فالرحلة طويلة وشاقة . . ومعا . . تعالوا نتصفح هذه الصفحات .
***********

الفصل الأول
الجستابو . . جهاز أمن ؟
أم جهاز إرهاب ؟
***********
نعنى ( بالجستابو ) هنا ما يسمى ( بجهاز امن الثورة ) الذى أنشأته العصابة بعد الاستقلال كبديل لجهاز ( المباحث ) السائد فى كل الأنظمة .
وقد اهتمت العصابة المسيطرة على مقدرات البلاد بهذا الجهاز أكثر من أى شئ سواه ، ورصدت له المبالغ الطائلة ليؤدى دوره فى الملاحقه والتخريب ، والمطاردة والمتابعة ، والتجسس على المواطن ، وتكبيل حريته وقهر إرادته وإذلال نفسيته وكرامته جسدياً ومعنوياً . ومع ذلك ظل الجهاز فى بداية تكوينه صورة طبق الأصل للجهاز السياسى الذى كانت تديره الإدارة البريطانية ، ولم يطرأ على أساليب هذا الجهاز أى تغيير يذكر نظراً لعدم خبرة أفراد العصابة وضآلة كفاءاتهم للقيام بمهامه ، حيث أوكلت العصابة هذا الجهاز فى بداية الأمر إلى العامل المناضل محمد احمد البيشى – الذى قتل فى حادثة الطائرة الشهير – وكان الجهاز فى بداية امره يتبع مباشرة رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت فى حين أن تبعيته الإدارية كانت لوزير الداخلية .
وتستهدف به العصابة تأمين سلامة نظامها ، وحماية مواقعها من الاهتزاز على قمة السلطة ، وقد لعب هذا الجهاز دوراً ارهابياً وإجرامياً لم تشهد مثيلا له ( الأنظمة الفاشية والنازية ) وحتى ( الاستعمار ) التى حل محلها ، ومع ذلك كان رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت قحطان الشعبى الذى أعتقلته العصابة بعد خطوة 22 يونيو سنة 1969 – وقد مات رحمه الله فى سجنه الرهيب – يعتمد عليه اعتماداً كبيراً ، ولعل هذا هو سر اختيار المرحوم محمد أحمد البيشى مديراً له فى بداية الاستقلال كأداة من أدوات القمع والبطش والإرهاب .
لكن هذه الفترة التى قام فى ظلها ليست ذات أهمية لأن الجهاز كان قاصراً على ممارسة (الأساليب البدائية الاستعمارية القديمة ) ، فى الداخل ولم يتفتق بعد ذهن العصابة على وسائل تطويره بالشكل الذى نشهده بعد الخطوة المسماه خطوة 22 يونيو سنة 1969 وهى الفترة التى شهدت تطوير ، وإبتكار أساليب جديدة ومستحدثة للإرهاب والقمع داخلياً وخارجياً .
ومع ذلك كان دوره محصوراً فقط فى ملاحقة ومتابعة المواطنين فى الداخل بتقديم كل من يشتبه به إلى معسكرات التحقيق بوسائل بدائية قاصرة . وكان يعتمد فى تكوينه على المحاسيب وأولئك الذين يرضى عنهم ويثق بهم رئيس الجمهورية ! ! . سامحه الله وغفر له .
ومن هنا كانت الحكايات الساخرة التى أنتشرت داخل أراضى الجمهورية من عبث أولئك الصبية الذين ينتمون إلى هذا الجهاز وبدائيتهم .
وكان المواطنون يتهامسون : ( ابن عبد اللامع ) وصل ، كناية عن وصول أحد أعضاء هذا الجهاز( أحد المخبرين ) ، الذى تعلن الجماهير عن قدومه بهذا الأسلوب الساخر .
وكعادة اجهزة الأمن . . فإن رجالها فى الغالب غير معروفين للشارع بصفة خاصة . أما فى اليمن الجنوبية فإن أى عضو فى هذا الجهاز كان يعلن عن هويته بطريقة بدائية اتسمت بالمباهاة بهدف (الكسب الشخصى ) لا العمل الحقيقى لمصلحة البلاد .
وكان الواحد منهم يجوب الأسواق معلناً عن نفسه مهدداً هذا المواطن أو ذاك بشر العواقب إذا لم بدفع مبلغ معين كرشوة للتغاضى عنه ، وعدم إبلاغ السلطات عن خطورته على الأمن كذباً . . وكانوا يهددون التجار ويبتزون أموالهم فضلا عن أن معظم عناصر هذا الجهاز كانت من العناصر التى عملت إبان العهد الاستعمارى . . ولذلك فإن وسائله لم تزد بشئ عن وسائل الماضى إلا بحسنة واحدة تلك هى : أن رؤوس هذا الجهاز كانت من الجهلاء الذين لا مؤهل لهم إلا مؤهل الإنتماء إلى التنظيم أو إلى هذا الشخص أو ذاك من مراكز القوى فى حكم ما وراء الشمس .


محكمة الشعب العليا ! ! ( فلاش باك )
وعندما أعلنت القيادة العامة للجبهة القومية يوم 9/1/1968 بأن محكمة أمن الدولة العليا (67) ستباشر أعمالها خلال الأيام القليلة القادمة أن مرسوماً جمهورياً سيصدر قريباً بتشكيلها بعد اقرار القيادة العامة بتكوينها من ثلاثة أعضاء من تنظيم الجبهة القومية ، والقوات المسلحة والأمن ، وان حكمها سيصدر بالغالبية .
عندئذ لعب هذا الجهاز دوراً عجيباً . . فبدلا من أن تتولى وزارة العدل القائمة شكلاً فى هذا النظام البوليسى تقديم المتهمين للمحاكمة . . تولت وزارة الداخلية وجهاز الجستابو تقديم المتهمين نيابة عنها أو قل مصادرة لاختصاصاتها الشكلية .

_________________
ومن عجب أن المحكمة شكلت من أشخاص لم يتوافر عندهم أبسط المبادئ الأولية للقانون .
وأنفى بيقين أن يكون أغلبهم قد أطلع مجرد اطلاع على المبادئ الاولية للقانون الجنائى أو قانون الاجراءات الجنائية . ما علينا !
المهم أن محكمة الشعب العليا تشكلت ( برئاسة المهداوى الجديد ) فى ذلك الوقت عبد الله الخامرى الموظف السابق فى السفارة الأمريكية والثورى جداً ! ! بعد الاستقلال ، لتقوم بمحاكمة المتهمين – وفق اعلان بيان قيامها – من حكام العهد البائد من سلاطين ومستوزرين وممن أسموهم بعناصر ( التخريب ) أو عناصر الثورة المضادة ، وأن للمحكمة الحق فى محاكمة المتهمين الموجودين خارج الجمهورية ، وأصدار الاحكام والعقوبات المختلفة ضد من ثبت أدانتهم ، بما فيها عقوبة الأعدام .
_________________
وفى أثناء انعقاد هذه المحكمة حصلت حوادث طريفه وعجيبه ظل الشعب يتندر بها ويتناقل حكاياتهاحتى اليوم . . وتحضرنى هنا واقعة أو قل ( مهزلة ) من تلك المهازل العجيبة ومشهد ضاحك باكى من تلك المشاهد الهزلية التى كشفت عنها وقائع المحاكمات المهداوية فى بداية عام 1968 .
والمشهد هنا يمثل أحد المتهمين يقف فى قفص الاتهام امام المهداوى الجديد رافعا الرأس بشجاعة ، ويبتسم بسخرية ، غير عابئ بهذه المهزلة التى تمثل من حوله . . وفجأة ينطلق صوت المهداوى الجديد مجلجلا بالقاعة :
المهداوى : المتهم هود بن حيدرة الفضلى (68)
المتهم : حاضر
المهداوى : أنت متهم بالتعاون مع الانجليز . . حيث حضرت مع السلاطين إلى لندن عام 1958 ، وتآمرتم على مقدرات الشعب ومتهم أيضاً بالاختلاس والرشوة !
المتهم : أهذه هى التهم الموجهه إلى ؟ ! !
المهداوى : نعم . . ما هى أقوالك ؟
المتهم : إذن احضروا إلى القاعة السيد / قحطان بن محمد الشعبى رئيس الجمهورية الحالى !!
المهداوى : ماذا تقول ؟ وماذا تعنى ؟
المتهم : أقول احضروا رئيس الجمهورية فقد حضر معنا اجتماعات لندن كسكرتير لسلطان لحج وممثل إدارة الإنعاش الزراعى بسلطنة لحج ! !
المهداوى : ألا ترى أنك تخل بنظام المحكمة وتطعن فى شرف رئيس الدولة ؟ !
المتهم : إذا كنتم حريصين على تطبيق القانون كما تقولون ، وعلى إيجاد محاكمة عادلة .
فإن محاكمة رئيس الدولة معى على الاتهام الأول أعتقد أنه تأكيد على سلامة هذا القانون ، وعلى عدالة المحاكمة وبغير ذلك أراكم تحرثون فى البحر ! !
المهداوى : أنت وقح وعميل عفن ! !
المتهم : ما دمت فى قفص كهذا القفص فلا أملك الرد على أمثالك ! !
المهداوى : أنتهت الجلسة ! ؟ ؟
_______________
المهداوى : محمد عبد اللاه المهداوى الجفرى (69)
المتهم : حاضر .
المهداوى : أنت متهم بالتعاون مع العهد البائد ، وباستغلال نفوذ مركزك وبالإثراء على حساب هذا المركز ، وبالتعاون مع الثورة المضادة ! ! وموجه إليك أيضاً تهمة الرشوة ، فماذا تقول ؟
المتهم : بالنسبة للاتهام الأول لا أنكر أننى كنت أعمل ، والعمل شرف وواجب ، ومع ذلك هل يسمح لى رئيس المحكمة أن أذكره أنه وعناصر كثيرة من عناصر الحكومة الحالية كانوا يعملون مع الإدارة البريطانية ! ! ؟ ؟ وعلى سبيل المثال رئيس الدولة قحطان الشعبى ، والوزير فيصل الشعبى ، فالأول مديرا لإدارة الإنعاش فى سلطنة لحج والثانى سكرتير لوزير التجارة فى حكومة الاتحاد ، فهل يعنى عمل ذلك جريمة أعاقب عليها ؟ إذا كنتم تقررون ذلك فما عليكم إلا أن تستدعوا هؤلاء وغيرهم إلى هذه القاعة ، ليقفوا معى أمام المحكمة .
وهنا ضج الحاضرون بالضحك وبدأ رئيس المحكمة وكأنه هو المتهم ! !
المهداوى : أنت تسئ إلى رجال الثورة . . ألم تعلم أن هؤلاء كانوا على رأس هذه الثورة ؟ ؟
المتهم : إننى أعلم ذلك . . ولكننى أقرر أنكم جئتم إلى هذا الموقع بفضل الإدارة البريطانية وبتسهيل منها لكم ! ! هل تعتبرون ذلك بطولة . . يا سيادة الرئيس ؟ ؟
المهداوى : أخرس يا عميل . . انتهت الجلسة .

* * *
وهكذا كشفت المحاكمات الهزلية عن جسامة ( المأساة ) وعن طبيعة التآمر . . وبدلا من أن تكون المحاكمة بيان إعلانى للنظام ، ووسيلة للاستهلاك والدعاية عن عدالة المحاكمة ، وقانونية الوسائل المتبعة . . كانت المحاكمة إدانة صريحة للنظام كله ، وتعريض به من أشخاص أبسط ما يقال فيهم أنهم من الرجال الذين شح أن تجد مثل شجاعتهم وجرأتهم . . وهكذا إنتهت المحاكمات الشكلية العلنية لتبدأ الممارسات البوليسية ( ، ؟ ، ) وأصدرت المحكمة على الأول حكما بالإعدام خففه رئيس الجمهورية – كصديق قديم له – إلى حكم المؤبد ، وعلى الثانى بالحبس مع الأشغال لمدة15 سنة . . وحكمت المحكمة هذه والمحاكم اللاحقة برياسة المرحوم على عبد العليم – على الكثيرين من المتهمين بالسجن وبالإعدام بدون إعلان . والآن ..أين هم هؤلاء الحكام ؟؟ ..أين هم ؟ من فضلك أسأل عنهم ..وتأمل مصيرهم ؟
* * *
ولعب جهاز أمن الثورة دوراً رئيسياً فى هذه المحاكمات وفى إصدار الأحكام التى كانت تأتى مباشرة من رئيس الجمهورية ، علماً بأن من حاكمتهم الجبهة القومية ليسوا من الخطورة بمكان، لأنهم فى الغالبية العظمى ممن كانوا يعتقدون أن النظام لن يتعرض لهم . . هذا إذا علمنا أن الجبهة القومية بتنسيق خاص مع الإدارة البريطانية قد سهلتا لمعظم الحكام السابقين من السلاطين والوزراء الخروج من البلاد قبل الاستقلال بقليل بكل الحفاوة والتكريم . . ولم يبق فى البلاد إلا أولئك الذين لا علاقة لهم بالإدارة البريطانية على الأطلاق ، لماذا ؟ سؤال يبحث عن جواب تاريخى . .
ومن المناسب التقرير هنا أن كل السلاطين الذين تخلفوا فى المنطقة هم أولئك الأشخاص الذين ينتمون إلى الأسر الحاكمة السابقة ولكنهم فى وضعهم الاجتماعى يعيشون كمواطنين بسطاء شأنهم فى ذلك شأن الأشخاص العاديين . . بل إن معظمهم يعمل فى أعمال صغيرة كمزارعين وكفراشين وسائقى سيارات . . أما كبار السلاطين والوزراء الاتحاديين فقد انتقلوا مع أسرهم إلى خارج البلاد وحملوا ما خف وزنه ، وعظم ثمنه ، ولم يخلفوا وراءهم غير القصور الخاوية والإقطاعيات التى استولت عليها العصابة ، وحلت محلهم فى اقتنائها ، أضف إلى ذلك أن بعض القصور نهبت قبل الإستقلال كما حدث فى أبين والحصن والواحدى وحضرموت حيث أستولت العصابة على حلى النساء وبعض التحف الثمينة باعتها رؤوس العصابة بعد تهريبها إلى الخارج وأصبح بعض هؤلاء الثوريون جداً أغنى الأغنياء من مخلفات ومقتنيات هذه القصور . . هم وحريمهم ولكن أين هم الآن ؟؟
هذا للتقرير وللحقيقة فقط . . أما التفاصيل فهى أعظم ( ! ! ) .
_______________
الجستابو بعد خطوة 22 يونيو :
وبعد خطوة 22 يونيو المباركة جداً فى سنة 1969 كان لا بد أن يتغير كل شئ فى البلاد وفقاً لسياسة المزايدة والمناقصة التى قام بها حكام العصابة وأبطال هذه الخطوة . . ولا نقول أن التغيير شمل التصحيح بمعنى الحد من خطورة هذا المسلك البوليسى . . بل إن التصحيح استهدف أول ما استهدف تصعيد الأساليب البوليسية لهذا الجهاز البوليسى المسمى بجهاز أمن الثورة أو (الجستابو ) .
وتمشياً مع سياسة ( التثوير والتخدير ) اسندت القيادة العامة للجبهة القومية إدارة هذا الجهاز إلى المدعو محمد سعيد عبد الله المعروف بـ : ( محسن الشرجبى ) اعترافا بخدماته الجليلة التى قدمها للتنظيم أثر عمله المعروف قبل الاستقلال ؟ ؟ ؟ (70)
والمعروف عن ( الشرجبى ) هذا أنه كان يعمل إبان الاحتلال ( سفرجيا ) لدى أحد الضباط البريطانيين ، وقد عينت له القيادة مساعدين من نفس الطراز يحملون مؤهلات عالية جداً لا تقل عن المؤهلات العالية جداً لمدير هذا الجهاز ؟ ! .
_______________
المهم إنه بتثوير وتجذير جهاز أمن الارهاب وسعت العصابة الحاكمة من اختصاصاته وصلاحياته كجهاز قمع فى الداخل ، وكجهاز تخريب فى الخارج ، ورصدت له إمكانيات ضخمة فى الوقت الذى تشح فيه موارد البلاد وتعانى فيه ميزانيتها العامة من العجز المكشوف . وتواجه البلاد الآن انهياراً اقتصاديا مروعاً ! .
وأصبح جهاز أمن الارهاب أو الجستابو الجديد ذا صلاحيات واسعة يعبث بأمن المواطنين ، وينتهك حرماتهم ، ويعتدى على أعراضهم ، ويمارس انتهاكات يومية لحقوق الإنسان والمواطن فى طول البلاد وعرضها (71) .
ممثل بوليسى فى كل الوزارات . . لماذا ؟
وبلغ الأمر بالعصابة إلى حد انها شكلت مكاتب خاصة فى كل الوزارات الهامة أطلقت عليها : (مكتب ممثل جهاز أمن الثورة ) وأطلقت لهذا الممثل حرية السؤال والتحقيق مع الموظفين سواء من الجبهة القومية أو من خارجها على كل شخص يتصل بالموظف أو يتعامل معه ، وهو الأمر الذى حداً ببعض الموظفين أن يعلن عن سخطه واستيائه لهذه الممارسات الجاسوسية المكشوفة!.
واستعان الجهاز للتجسس بعمال التليفونات بكل الوزارات المختلفة ، وأصبح عامل التليفون موظفا بالأساس تحت تبعية جهاز الجستابو مباشرة . .
ومارس الجهاز عمليات الاعتقال والخطف والخنق والقتل والسحل والتسميم والمداهمة ليلاً ونهاراً على منازل المواطنين وانتهاك حرمات التجمعات الدينية فى الجوامع . . وغيرها من عمليات الاجرام التى سنفصلها بعد قليل .
واستعانت العصابة بخبراء ألمانيا الشرقية للعمل فى خدمة وزارة الداخلية وجهاز أمن الثورة ، ومهمة هؤلاء الخبراء النازيين برئاسة العقيد متقاعد ( ويت ) 67 سنة مهمة خاصة هى تدريب رجال العصابة على الوسائل الحديثة فى الاستجواب والتعذيب ، والتجسس والملاحقة ، والخطف ، والقتل ، والتسميم ، والخنق وما إلى ذلك من الوسائل الحديثة والقديمة لأساليب التجسس والإرهاب . . وهى أساليب تطبيقية لما تعلموه هؤلاء الخبراء إبان العهد النازى الهتلرى فى النصف الأول من القرن العشرين . ( ! ؟ ) .
واستمرأت العصابة إراقة الدماء والإرهاب والعبث بمقدرات البلاد وتحقيق المزايا المالية التى لا تقدم بها كشوفاً تحت بند ( مصروفات سرية ) فوسعت من نشاط هذا الجهاز ليشمل التآمر والتخريب على أمن الدول الأخرى خارج نطاق الجمهورية . . فأرسلت فرقاً للقتل والتخريب والتجسس إلى كل من شمال الوطن ( الجمهورية العربية اليمنية ) والقاهرة وبيروت . . وبعض بلدان الخليج العربى ، وأنفقت على الأعمال التخريبية مئات الآلاف ، ودربت مئات الأشخاص داخل البلاد وخارجها فى كل من كوبا وألمانيا الشرقية والاتحاد السوفيتى ( ؟ ؟ ) .
ورغم أن معظم أعمال التخريب والاغتيالات التى مارستها فى الشمال قد كشفت واعترفت شبكاتها كتابياً بأن هذا العمل من تحريض وتمويل عصابات الجبهة القومية التى كان يديرها ( صالح مصلح ) وزير الداخلية آنذاك من حدود الضالع فى المحافظة الثانية ويصرف عليها ببذخ ، ويجند لها أفراد عاديين جداً وليس لهم أى أرتباط بتنظيم الجبهة القومية إلا أن التحقيقات فى بيروت التى أعتبرتها العصابة كوكر وبؤرة تنفذ فيها عمليات الإغتيال ضد أحرار اليمن لم تسفر عن إدانة صريحة لهذا النظام . رغم أن العمليات التخريبية تلك تنظمها وتمولها العصابة تحت إشراف جهاز أمن الثورة وسمه إن شئت ( جهاز أمن الإرهاب والتدمير والهدم ) وأما فى مصر العربية فقد كشفت أجهزتها الساهرة واليقظة معظم محاولات العصابة وشبكاتها وفرقها المرسلة للقتل تحت ستار العلاج أو الدراسة .
وفى الخليج العربى كشفت أجهزة الأمن فى بعض بلدانها مؤخراً عدة شبكات أرسلتها الجبهة القومية مع مطلع 1975 وما بعدها .
وزارة أمن الدولة ؟ ؟ ؟ ماذا تعنى ؟
وكحرص من الجبهة القومية على أمن البلاد وحمايتها ، تفتق ذهنها مؤخراً عن تطوير جديد ، وتصعيد راق لتنظيم الإرهاب واستغلاله ، فأعلنت فى نوفمبر سنة 1974 عن تطوير جهاز أمن الثورة إلى ما عرف وقتها ( بوزارة أمن الدولة ) , ؟ ؟ وهكذا يتحول الجهاز كجهاز تابع لوزارة الداخلية إلى جهاز مستقل بوزارة مستقلة هى وزارة أمن الدولة (72) ؟ ؟ .
وكان الهدف من قيامها ربطها مباشرة برئيس الدولة كى تكون لها صلاحيات مطلقة دون إشراف الوزير المختص للداخلية ، ومع ذلك ظل رئيس الجهاز هو وزير أمن الدولة .
ولأول مرة فى التاريخ نسمع وزارة مستقلة لجهاز الأمن فماذا يعنى هذا التطوير على وجه التحديد ؟ ألا يعنى هذا تصعيداً جديداً لعمليات الإرهاب . ؟ .
ثم . . ألم يكن ذلك وحده دليلا على بوليسية النظام ودمويته ؟ .
إننا نتساءل . . مجرد تساؤل . . ؟ ونطرح مجددا أن هذا الاتجاه ربما يعطى للعالم العربى إلى أى مدى هذا النظام هو إرهابى وفاشى ، يقوم على الأساليب البوليسية وتتحكم به عصابة لا دولة . . عصابة متعطشة للدماء ، استهوتها اللعبة فالتهت بها ، وأستمرأتها واستمرت فى ممارستها ، وغاب عن ذهنها .. وهى تحضر لهذه اللعبة الجديدة مزالق أن يستمرئ المرء اعمال الإجرام والإرهاب والقرصنة ووسائل وأساليب عصابات السطو والابتزاز طالما خطى الخطوة الاولى فى هذا الطريق .
ولم يدر بخلدها يوما – ولعلها بذلك على حق – لأنه لم يوجد بعد من يقول لها ويعلمها ،إن الدماء تأتى بمزيد من الدماء ، والإرهاب والرعب لا يولد إلا إرهابا ورعباً مماثلا . وأنه ماسقطت نقطة دم إلا وكان ثمنها بحورا من الدماء . ( لأن القاتل يقتل ولو بعد حين ) على يد أهل الأرض ، أو أنتقام ملك الأرض والسماء . وهم أيضا لم يدركوا بعد قانون الطبيعة ونواميس الكون . . ( كل فعل له رد فعل ) وهذا هو قانون الحركة ، ذلك أن الكون كله تحكمه قوانين الازدواج أى أن لكل عملة وجهين : قوة الجذب تقابلها قوة الطرد ، والطاقة السلبية تقابلها طاقة موجبة . . وهكذا لكل شئ ضد ولا شئ يقف بمفرده ، وهذه حكمة السماء .
للموضوع تكملة ..إن شاء الله تعالى وقدر ........
______________________
(65) محمود عوض ، أفكار ضد الرصاص ص 74 .
(66) الحكم أو النظام الاستبدادى تعبير غير دقيق من الناحية القانونية والادق هو وصفه بالحكم المطلق . . وهذا هو التعبير الصحيح ، ولكن الناس تعارفوا على أطلاق الحكم الاستبدادى على كل نظام طاغ وغير عادل .
(67) من المعروف أن أول مرسوم صدر بتشكيل محاكم أمن الدولة صدر بتشكيل محكمة أمن الدولة العليا برئاسة المهداوى الجديد عبد الله الخامرى نقول يرحمه الله وهذا واجب شرعي ، ثم عدل أسم المحكمة إلى ما عرف بمحكمة الشعب العليا وقد تولى رئاستها مهداوى آخر هو المرحوم على عبد العليم ، ومن عجائب الأقدار أن تحكم هذه المحكمة نفسها برئاسة أحمد سالم عبيد على رئيسها السابق على عبد العليم بالاعدام ! ! وهذا ما يعزز القول بأن الدم يولد الدم ، والقاتل يقتل ولو بعد حين وتأكيداً للمأثورة الخالدة ( من سل سيف البغى قتل به ) .
وتشكلت بعد ذلك محكمة عليا برئاسة خالد باجنيد وهى التى حكمت فى أكتوبر 1972 على مجموعة من الوحدويين الواحد والأربعين ، فحكمت المحكمة بالإعدام على ثمانية منهم ، على رأسهم الصحفى الشاب / أحمد العبد بتهمة التآمر على النظام لحساب دولة أجنبية ! وحكمت على الباقيين بالسجن والأشغال لمدد متفاوته أقلها خمس سنوات مع الأشغال كما حدث للصحفى الوحدوى عمر بارزير ، والمعروف أن الأحكام لهذه المحكمة كانت تأتى لرئيسها جاهزة من جهاز أمن الثورة وبتوقيع رئيس مجلس الرئاسة ويبقى دور رئيس هذه المحكمة لا أكثر ولا أقل من أداة تنفيذية مشلولة . . تنفذ مايملى عليها ، ناهيك عن أن أكثر جرائم القتل والاعدام تمت لغالبية المواطنين بدون محاكمة ؟ وقد تشكلت عدة محاكم فرعية لمحكمة الشعب العليا التى مقرها المحافظة الأولى فى كافة المحافظات ونفذت أحكام ظالمة وغير قانونية – وبطبيعة الحال فالنظام باكمله نظام غير قانونى – وقد حكمت فى بعض القضايا التى ليس لها أى سند من الصحة أو القانون بأحكام ابسطها السجن أعظمها الاشغال الشاقة المؤيدة . . والاعدام .
(68) هو السلطان هود بن حيدرة الفضلى كان حاكماً عرفياً ثم مديراً لمساحات الأراضى الزراعية بسلطنة الفضلى سابقاً وهو آخر منصب كان يشغله حتى قيام الاستقلال .
والمدير فى نظام السلطنات البائد يعنى وزيرا ، وقد كان الرجل واثقا أنه لم يعمل أى عمل يجعله عرضه للمحاكمة لأن أكبر عمل قام به يكون بمقياس عمل احد كبار قادة الجبهة القومية وهو قحطان الشعبى الذى كان يعمل قبل ذلك مديرا للزراعة بسلطنة لحج ، يعتبر أقل خطرا وشأناً بالمقارنة بين رجلين , وقد تواترت الأخبار مؤخراً عن موت الرجل فى سجنه من آثار التعذيب .. يرحمه الله رحمة واسعة .. فقد كان كبيراً وشجاعاً أثناء محاكمته .
(69) والسيد / محمد عبد اللاه الجفرى 50 سنة كان يعمل مديرا لبلدية السلطنة الفضلية حتى حصول البلاد على الاستقلال . . وقد حكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة وأعلن أثرها فى عام 1973 أنه قد مات متأثرا بمرضه فى سجنه . يرحمه الله رحمة واسعة ، فقد كان جريئاً وجسوراً .
(70) ذكر أحد الكتاب البريطانيين بعد الاستقلال مباشرة أن خدم المنازل والطباخين BOYSأو WAITERS الذين كانوا يعملون فى بيوت كبار الضباط والخبراء البريطانيين كانوا يؤدون خدمات جليلة للجبهة القومية ويكشفون لقياداتها أولا بأول عن كل تحركات أسيادهم أو مخدوميهم وربما . . كان هذا الكاتب محقا ، وربما كان يستهدف بذلك هدفاً أخر . . . لا نعلمه . . . .
(71) ومن المعروف أنه عند تشكيل هذا الجهاز بعد حركة 22 يونيو ( التصحيحية ) طلبت اللجنة التنفيذية للجبهة القومية إسناد إدارة هذا الجهاز للمناضل القيادى حسين الجابرى المعتقل حينذاك فى سجن المنصورة – بلا تهمة – والذي توفاه الله قريبا رحمه الله فاشترط تصفية الاستخبارات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية من الجهاز القديم فرفضت اللجنة التنفيذية هذا الطلب ثم عرضت رياسته على محمد عيدروس فقبل مع اشتراطه لنفس الشرط إلى جانب شرط آخر وهو وضع ميزانية لهذا الجهاز ، وكانت الميزانية المقررة لمحمد عيدروس ضئيلة جداً . وكان الهدف من ذلك تعجيزه عن القيام ببناء جهاز أمن وطنى تكون مهمته خدمة الشعب حقيقة ، لا إرهابه ، فاستقال من رئاسة هذا الجهاز بعد ثلاثة أشهر من توليه منصبه ثم اختفى بعد ذلك ، فتولى محسن الشرجبى رئاسته مع بقاء الأجهزة القمعية القديمة وعمل على تحويله إلى جهاز إرهاب وقمع وكان المرحوم حسين الجابري من اشرف العناصر القيادية في الجبهة القومية وقد رفض كافة المناصب التي عرضت عليه ، حتى لا يتورط مع المتورطين في الإرهاب
(72) هناك تفسيرات متعددة قيلت فى تحويل الجهاز من جهاز تابع لوزارة الداخلية إلى جهاز مستقل فى وزارة رسمية .
البعض يرى أن رئيس مجلس الرئاسة بعد إبعاده للستة أشخاص المعاونين لمحسن الشرجبى رئيس الجهاز إلى ألمانيا الشرقية بحجة التدريب وتعيين لجنة خماسية للجهاز برياسة رئيسه . . كان الرئيس المقتول سالم ربيع على رئيس مجلس الرئاسة حينها يستهدف بذلك هدفين :
1- السيطرة على الجهاز وتقوية مركزه التسلطى فى الداخل ، أى داخل الدولة وداخل التنظيم . . وفرض تصوراته ونزعته الستالينية الفردية .
2- زحزحة محسن الشرجبى الموالى لجناح عبد الفتاح اسماعيل رئيس التنظيم فى حالة أى تغيير وزارى يحدث . . ويمكنه بذلك تغيير وزير أمن هذا الجهاز عند أى بادرة للإستغناء عن خدماته .
ويرى البعض الآخر أنه حدث بعد مجزرة الصحفى اليمنى الشاب أحمد العبد ومجموعته البالغ عددهم 41 شاباً من الناصريين وإعدام 8 منهم بواسطة الجهاز الذى افتعل لهم جرائم وهمية .
شكلت لجنة خماسية للجهاز بهدف الإشراف عليه مكونة من رئيس الجهاز محسن الشرجبى ، وعوض الحامد محافظ المحافظة الثانية سابقاً والذى فقد عقله وحياته بعد ذلك ، والنقيب عبد الرحيم عتيق قائد اللواء 22 ، وصالح مصلح وزير الداخلية ، وسالم باجميل عضو اللجنة المركزية سابقاً .
وقيل أن الهدف من ذلك تعزيز سيطرة رئيس مجلس الرئاسة على هذا الجهاز .
ويرى فريق ثالث أن اللجنة برغم أغلبية ولاء أعضائها لرئيس مجلس الرئاسة إلى أن ذلك لم يعزز بالصورة المطلوبة مركز هذا الرئيس ، ولذا عمل على تحويله إلى وزارة لتحقيق ما نحى إليه الرأى الأول .


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:18 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:01 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (11)
الحلقة الحادية عشر
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي

**************


ثانياً : الأبعاد الاستراتيجية



إستراتيجياً : يمكن تحديد دور اليمن الجنوبية ( كدولة ) وكتنظيم حاكم ، كجسر للشيوعية الدولية وخدمة مخططاتها الاستراتيجية ، بتنفيذ مهمتين استراتيجيتين تشكلان بعدين أساسيين :
* * اعتبار اليمن الجنوبية أولاً قاعدة دفاعية ونقطة ارتكاز هجومية فى مواجهة الاستراتيجية الغربية .
* * واعتبارها ثانياً محطة ( تموين ) للأساطيل البحرية الضاربة فى قواعد ثابته ومتحركة فى المحيطات .
البعد الأول : اعتبارها قاعدة دفاعية ونقطة ارتكاز هجومية فى مواجهة الاستراتيجية الغربية :
إذا ما عرفنا أولاً الأهمية الاستراتيجية التى تحتلها اليمن الجنوبية كمدخل مائى فى الجنوب على مدخل البحر الأحمر ، وكنقطة مرور بحرية مطلة على بحر العرب والمحيط الهندى ، سيتضح لنا بعد ذلك إلى أى مدى يمكن تفسير التسابق والتنافس الدولى على هذه ( النقطة ) الصغيرة فى محيط هادر متعدد النقط ومتنوع المراكز .
فاليمن الجنوبية ( جنوب شبه الجزيرة العربية ) – كما كانت تسمى – كانت مطمع كل الغزاة الاستعماريين فى الماضى نظراً لأهميتها الاستراتيجية البرية كنقطة مرور بحرى ، وكمركز تموين للسفن الذاهبة إلى المحيط الهندى والأتيه منه ، وكذلك للسفن والبواخر ، المتجهة إلى شرق أفريقيا والأتية منها ، وبنفس المركز تكون أهميتها التجارية كحلقة أتصال ( واصلة ) بين غرب آسيا وشرق أفريقيا ، ومن أجل هذه الأهمية الاستراتيجية والتجارية والبحرية كانت اليمن الجنوبية (عدن) مطمع تطلعات الغزاة والمستعمرين عبر تاريخها القديم ، والوسيط والحديث .
ولذلك ينبغى القول بأن التسابق والتنافس بين العملاقين على احتلال مواقع استراتيجية قد بدأ مبكراً .
فالولايات المتحدة الأمريكية : كما تشير مؤشرات الأحداث قد بدأت تنسق مع بريطانيا فى المحيط الهندى وفى الخليج العربى وفق اتفاقية التنسيق المبرمة بينهما فى سنة 1957 الخاصة بالعمل فى الخلج العربى ، وقبل انسحاب البريطانيين من عدن كانت الدولتان قد رتبتا تنسيق سياستهما الدفاعية عن مصالحهما الاقتصادية بشكل يضمن لهما عدم تفوق الروس عليهما . ومن هنا فإن الولايات المتحدة – كما يرى بعض المحللين – تبدو متخوفة من امتداد نشاط الاسطول السوفيتى من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر ، واتصاله بالأسطول السوفيتى فى المحيط الهندى ، خاصة ان موسكو أستطاعت الحصول على تسهيلات بحرية فى الهند فى الفترة التى سبقت الحرب الهندية الباكستانية وقيام بنجلاديش فى أواخر عام 1971 .
( كما أن الاستراتيجية الأمريكية تعتبر أن حماية طريق ، الامدادات النفطية من الخليج العربى إلى أوربا أو أمريكا هوأحد واجباتها الرئيسية . لهذا فإن العسكريين الأميريكيين يعتبرون منطقة البحر المتوسط – البحر الأحمر- الخليج العربى – المحيط الهندى منطقة استراتيجية واحدة (55) .
خطر الأساطيل السوفيتية على المنطقة :
وفى المقابل نرى النشاط السوفيتى البحرى العسكرى يتخذ طابع التحرك السريع فى مواجهة التحركات الأمريكية . . ولا عجب فى ذلك . . فالسوفيت استراتيجيا يدركون أهمية تلك الممرات البحرية كطريق للتجارة الدولية ، وكممرات لتجارة النفط القادم من الخليج العربى ومن الشرق الأقصى ، وكنقاط استراتيجية هامة للدفاع أو الهجوم . ولذلك ارتبطت مساعدات السوفيت والصين لعدن بضرورات الاستراتيجية الدولية وحماية المصالح الشيوعية وتثبيت المعتقدات الأيديولوجية . ومنذاستقلال البلاد فى سنة 1967 وحتى الأن أكتظت مداخل البحر الأحمر والبحر العربى فى المحيط الهندى بالأساطيل السوفيتية التى تجوب الآفاق . . واتسمت بازدياد النفوذ والتسهيلات للسوفييت فى المياه الأقليمية لليمن الجنوبية . وتحولت اليمن الجنوبية كقاعدة دفاعية وكنقطة ارتكاز هجومية للمعسكر الشيوعى فى مواجهة أية تحركات وطنية محلية أو قومية . . بالاضافة إلى التنافس مع المعسكر الغربى وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية .
ويرى بعض الكتاب أن الاتحاد السوفييتى يتحرك على الساحة البحرية الممتدة من البحر الأسود إلى البحر المتوسط والبحر الأحمر ثم المحيط الهندى دون قواعد أساسية تابعة له ويعتمد على التسهيلات دون القواعد من الدول التى تربطه بعها علاقات جيدة ، أو علاقات تبعية كما يحدث فى اليمن الجنوبية . غير أنه ثبت مؤخراً أن التسهيلات المعطاه للاتحاد السوفييتى فى البحر العربى ومدخل البحر الأحمر من اليمن الجنوبية قد أعطت للسوفييت حرية التحرك من قواعد ثابته ، ووفرت لأساطيله المتحركة القدرة على التحرك من تلك المواقع الثابته دون الحاجة إلى الأسلوب القديم فى التحرك .
* * *
مراكز تصنت سوفييتية فى عدن :
وقد أقام الاتحاد السوفييتى عدة مراكز ( للتصنت ) فى اليمن الجنوبية ( عدن ) تسمح للقوات السوفيتية المرابطة فى المحيط الهندى بالتقاط أية رسالة تبث فى المنطقة .
كشفت النقاب عن هذا النبأ صحيفة ( الديلى تلغراف ) اللندنية . . وقالت : ( إن أحد مراكز التصنت التى أنشأها فريق الفنيين السوفييت ، أقيم فى منطقة جزيرة سقطرة بالقرب من سواحل اليمن الجنوبية ) .
ولذلك فإن القوة البحرية السوفيتية فى المحيط الهندى تزداد وتضطرد ، وينتتظر كما يرى بعض الكتاب أن تتضاعف هناك وفى البحر الأبيض المتوسط بعد إعادة فتح قناة السويس أمام الملاحة ، ومن ثم القيام بربط وجودها فى المنطقتين معا .
خلاصة ما نريد تأكيده . . هو أن الاتحاد السوفييتى يملك اليوم أكبر قوة بحرية متحركة فى المياه الأقليمية لليمن الجنوبية ، وهى قوة تملك أسلحة تدميرية رهيبة ومن بينها الصواريخ ذات الرؤوس الذرية بالإضافة إلى الطائرات المتحركة من قواعدها الثابته ، والمتنقلة عبر البحار والأجواء اليمنية الجنوبية وهو الأمر الذى يشكل خطراً – وننبه إليه – لا على حرية بلادنا واستقلالنا فحسب ، ولكنه على الاستراتيجية العربية ، فضلاً عن قضية المصير العربى ، فى المواجهة مع العدو الصهيونى .
ومن هنا يمكن القول بموضوعية وبعيداً عن التعصب الوطنى والقومي أن المياه الأقليمية لليمن الجنوبية تقع كاملة تحت حماية وسيطرة الاتحاد السوفييتى ، والدول الشرقية التى إذا ما ترك الأمر لها هكذا ، فإنها سوف تشكل مع غيرها من العوامل الأخرى تهديداً مباشرا فى تحويل المنطقة كلها إلى قاعدة دفاعية ونقطة ارتكاز هجومية للاستراتيجية الشيوعية تشكل بالإضافة إلى تحركات الدول الغربية ( شرارة ) لتوتر الصراع الدولى وتحويل المنطقة إلى ( جيب مستقطب ) محكوم بالمخططات والاستراتيجيات الدولية للعملاقين . . وثغرة خطيرة للاستراتيجية العربية بما يشكله ذلك من تهديد للمصالح الوطنية والقومية فى المنطقة كلها ، وحصار على تحركات الدول العربية الأخرى المواجهة للتحدى الصهيونى ، واجهاض حركتها ، واخضاعها للتوجيه تحت مقاييس وموازين المتغيرات الدولية ، وتحكمها المباشر فى حركة العرب الاستراتيجية فى مواجهة العدو الصهيونى من مركز الخطر المباشر لها فى مدخل البحر الأحمر .
ولا يجدى القول بعد ذلك أن كانت المتغيرات الدولية والوفاق بين العملاقين قد يضع حدا للتوازن أو تقسيم مناطق النفوذ بينهما . . هذا شئ ، والإضرار بالمصالح القومية المحلية شئ آخر ، وهو الأمر المؤكد الذى يعطى بعده ، على الاستراتيجية العربية عودة إلى الخلف ، ومزيداً من الخسارة والسلبية لأن المستفيد الوحيد من ذلك هى الدول الكبرى على حساب الدول الصغرى ! ولكن ذلك لا يمنع من القول بأنه حتى فى ظل الوفاق الدولى والمتغيرات الدولية فإن كل دولة من الدول الكبرى تحتفظ لها باحتياطى استراتيجى خاص ، واستقلال منفرد مترابط وفى تحديد مناطق النفوذ (القوية ) التى تضمن تحقيق أهدافها ومصالحها المترابطة اقتصادياً واستراتيجياً وسياسياً .
البعد الثانى : اعتبار اليمن الجنوبية محطات تموين للأساطيل البحرية الشرقية :
* * وأما البعد الثانى للاستراتيجية الشيوعية فى اليمن الجنوبية فهو اعتبارها محطة تموين وترويح للأساطيل البحرية للاتحاد السوفييتى والمعسكر الشرقى الذى يملك اليوم أكبر أسطول بحرى ضارب فى قواعد ثابته ومتحركة فى المحيط الهندى والبحر العربى ، ومدخل البحر الأحمر .
ويشاهد المواطنون فى عدن كل يوم رجال البحرية السوفييت بالمئات يجوبون شوارع المدينة ، ويرتادون ملاهيها وحاناتها . . بشكل ضاع فيه السكان الأصليون ، وسط أمواج الغزو الأحمر . . المتعاظم على شواطئ بحر العرب والبحر الأحمر .
ثالثاً – الأبعاد السياسية
يمكننا هنا بايجاز وبدون الدخول فى تفاصيل أن نحدد تلك الأبعاد والمهام الموكولة (سياسياً) إلى الجبهة القومية تنفيذها على النحو التالى :
البعد الأول : الاستقطاب والتسلل :
بمعنى محاولة الالتفاف حول التنظيمات غير الماركسية والتى هى أقرب فى تفكيرها إلى الراديكالية ومحاولة استقطاب قياداتها ( بالإغراء ) المبرمج ومحاولة التسلل إلى تنظيماتها ومن ثم استقطاب قواعدها فى محاولة للإستيلاء على هذه التنظيمات أو القضاء على فاعليتها . وهو تكتيك شيوعى يستهدف التحرك تنظيمياً نحو الاتجاه المضاد للوصول إلى أقصى الطرفين ! ( بخلق جيوب ماركسية ) بمعنى تجنيد هذه التنظيمات لخدمة الأهداف الاستراتيجية للشيوعية الدولية أو الحد من تأثيرها وعزل قياداتها ، ومن ثم الاستيلاء على قواعدها وتنظيماتها . .واكبر مثال على ذلك التحول المخزى لمنظمات حزب البعث العربى الاشتراكى فى اليمن إلى الماركسية اللينينية ، وتحويلها إلى أداة ، تؤدى دوراً ثانوياً لأداة أخرى هى الجبهة القومية . وقد كان هذا التحول – كما سنرى فى مكان أخر – بداية النهاية لتنظيمات البعث فى إذابة كيانها القومى ، واستقطابها ( بالإغراء والتسلل ) إلى حظيرة التبعية الشيوعية الدولية ، مع الأسف الشديد .
والمعروف أن بعض قيادات البعث العربى فى اليمن قد أعلنت تحولها من الخط القومى العربى إلى اعتناق المذهب الماركسى فى مطلع عام 1973 تحت ما يسمى ( بحزب الطليعة الشعبية اليمنية ) وبشكل يدعو للرثاء والإشفاق ، وهكذا نحجت الجبهة القومية بالتسلل والاستقطاب ، إلى مواقع التنظيما ت الحزبية الأخرى ، وتحولت هذه التنظيمات إلى ( ذيل الذيل ) فى خدمة المخططات الدولية للسياسة الشيوعية ، لا عن عقيدة ، بل عن وظيفة ، وانتهازية مكشوفة .
البعد الثانى : الاحتواء :
بمعنى محاولة تطويق حركة معارضة وإجهاضها واحتواء فعاليتها بفعل ( الخلق والايجاد ) لقوة وهمية تمتص فعالية قوة حاضرة أو تياراً فعالا ومؤثراً .
وهذا يتضح تماماً من خلال الأساليب التى لجأت إليها الجبهة القومية فى محاولة لإجهاض وضرب وتطويق حركة المعارضة الوطنية ذات المنطلق الوحدوى . فعندما عجزت كل محاولات الجبهة القومية مع فصيلة متقدمة فى جبهة التحرير والتنظيم الشعبى للقوى الثورية ، وهى القوة التى تحملت عبء النضال ، فى محاولاتها المتعددة والشهيرة بدأ بأسلوب الإغراء وذلك بالتلميح بإشراك عناصر منها فى السلطة ، مروراً بالإرهاب الذى مارسته ضد بعض عناصرها كما حدث ( لأبي جلال العبسى ) أحد العناصر البارزة فى التنظيم الشعبى ، والذى استدرجته الجبهة القومية بعد ( الحركة التخريبية ) (56) ثم غدرت به واختطفته عناصرها إلى مصير مجهول وانهت حياته ، وكذا قتل واعتقال معظم العناصر الثورية المتواجدة فى الداخل ، وانتهاء باستدراج عناصر أخرى إلى الداخل تحت هذه النوايا المبيته والخبيثة وعند رفض كافة القوى فى الخارج ( الاستدراج ) إلى هذا ( الشرك ) المنصوب لها ، وإدراك هذه القوى وعلى رأسهم عبد القوى مكاوى زعيم جبهة التحرير فى ذلك الوقت ، وكاتب هذه السطور للخديعة ، التى تجرهم إليها الجبهة القومية . . عند ذلك وأمام هذا الرفض تحولت الجبهة القومية إلى ممارسات وأسلوب الأحتواء لحركة المعارضة الوطنية وذلك بخلق تنظيمات وهمية اصطنعتها الجبهة القومية ( كحزب العمل اليمنى ) مثلا و ( حزب اتحاد الشعب الديمقراطى ) . وغيرهما . . وغيرهما بالإضافة إلى ( حزب الطليعة الشعبية ) .
وذلك لتحقيق مجموعة من الأهداف المترابطة والمزدوجة :
أولاً : سد خط الرجعة على القوى الوطنية المعارضة لحكم الجبهة القومية المتمثلة بالقوى الوطنية ذات الرصيد الشعبى والوطنى التى حققت بنضالها وبدمائها وبتضحياتها حرية البلاد ، وانتزعت استقلالها (جبهة التحرير الشعبية ) ، ومحاصرة تحركاتها الهادفة إلى تقويض النظام وإسقاطه .
ثانياً : محاولة الجبهة القومية إجهاض هذه المعارضة واحتوائها بالرهان والتلويح بورقة ( التنظيمات الذيلية المخلوقة ) كورقة تلعب بها وتراهن عليها لكسب مواقع سياسية قوية متقدمة فى حالة إيجاد تسوية سياسية وفرض حل وطنى على الجبهة القومية ومن ثم محاولة الخروج من مأزق الضغوط العربية والعالمية والمحلية المحاصرة لها فى كل المحافل الدولية والعربية والوطنية بمكاسب سياسية تفوق فى أهميتها ما تقابله وتتحمله الجبهة القومية من عبء إشراك هذه العناصر بالسلطة أو ما تسببه لها من مشاكل .
ثالثاً : تسخير تلك التنظيمات الوهمية ( المخلوقة ) لخدمة الأغراض التنظيمية وتنفيذ الممارسات والأساليب التخريبية والتجسس لحساب الجبهة القومية ولحساب الروس مباشرة .
والأمثلة على ذلك كثيرة . . إذ أن الملاحظ أن معظم ( التنظيمات المتمركسة ) أو التى تحولت إلى الماركسية ترتبط بالجبهة القومية ارتباطاً لا يتعدى التنسيق والملاءمه بالنسبة لبعضها . واما معظم قيادات تلك التنظيمات فترتبط بعد ( تعميد ) الجبهة القومية لها بالسفارات الروسية أو الصينية مباشرة . . وتتلقى معونات مالية ضخمة لصرفها على الوسائل الجاسوسية أو ( لملمة ) وشراء الأنصار والمريدين . . والترفيه والحياة الصاخبة لقيادات تلك التنظيمات خارج البلاد وداخلها ! ؟ .
البعد الثالث : التخريب :
والتخريب كما هو معروف ( تقويض أو إضعاف حكومة أو عدة حكومات من الداخل بواسطة الدعاية أو التسلل أو الاغتيالات أو التجسس أو تصدير الأفكار أو تشجيع المتمردين أو تمويل وتنظيم العصابات ضد أمن وسلامة الدول الأخرى .
وبهذا المعنى تعتبر الجبهة القومية ( أداة تخريب ) حقيقية فى المنطقة العربية كلها وقد أشرنا فيما سبق إلى محاولات التخريب التى قامت بها الجبهة القومية فى شمال الوطن ( الجمهورية العربية اليمنية ) وما نتج عن ذلك من محاولات لتقويض وإضعاف حكومة الشمال وتعكير الأمن والاستقرار فى داخلها عن طريق العصابات التى تمولها وتنظمها وتبعثها الجبهة القومية لهذا الغرض ، وما نتج عن ذلك من آثار مدمرة ونتائج وتطورات سيئة فى العلاقات بين البلدين الشقيقين وكذلك تنظيم الدعايات السامة والهدامة فى جميع وسائل الإعلام ضد الشمال اليمنى ومحاولة التسلل إلى الجهاز الإدارى وتنظيم شبكات التجسس وتصدير الأفكار الهدامة ، بواسطة العناصر التى أشرنا إليها ، ومارست الجبهة القومية عملياً هذا الأسلوب التخريبى بوسائله المختلفة التى أوضحناها حالا ضد مجموعة الجيران العرب خصوصاً ( السعودية – دول إمارات الخليج مجتمعة ) بالإضافة إلى ممارسة هذا الأسلوب ضد معظم الأنظمة العربية بشكل عام .
ولعل الوسائل التى أشرنا إليها فيما سبق كانت إحدى العلامات البارزة لدور الجبهة القومية التخريبى فى المنطقة العربية عموماً .
وقد مارست هذا الدور على جمهورية مصر العربية ، وهى الدولة العربية الوحيدة التى وقفت مع اليمن الجنوبية فى ( محنة العزلة ) واعترفت باستقلالها ، وما الحرب الدعائية المشككه التى شنتها الجبهة القومية إعلامياً وتنظيمياً ضد الرئيس عبد الناصر شخصياً واتهامه ، بقبول مشروع ( روجرز ) والتواطؤ مع أمريكا سنة 1970 ، إلا واحدة من هذه الأمثلة ، ومحاولة إرسال شبكات وعصابات التجسس والقتل إلى جمهورية مصر العربية فى صيف 1973 وما تلاه ، من مؤامرات وإلى اليوم إلا مثال آخرنقدمه هنا . . وكل هذه المحاولات ليست خافية على أحد ، وتستهدف بها اليمن الجنوبية تعكير الأمن والاستقرار ، وخلق ظروف ملائمة لتنفيذ دورها المشبوه فى خدمة المخططات الدولية الهادفة إلى كسب مواقع استراتيجية ( عسكرية واقتصادية وسياسية وعقائدية (57) ) فى المنطقة العربية .
الخلاصة : إن الجبهة القومية فى مغالاتها بالشعارات ، وتطرفها بالمواقف لا تعبر بذلك عن اختيار عقائدى إنتهاجها الماركسية ، وإنما هى تؤدى وفق الأسباب التى أشرنا إليها والمهمات التى ذكرناها أدواراً ذات أبعاد عقائدية ، واستراتيجية ، وسياسية كأداةفى خدمة المخططات الأجنبية الدولية ، على النحو الذى سيتضح لنا من خلاله هويتها وحجمها الحقيقيين .
وللموضوع تكملة ...إن شاء الله تعالى وقدر
______________________
(55) الصياد ، العدد 1590 فى 6/3/1975
(56) المقصود هنا بالحركة التخريبية : حركة الإنقلاب التى حدثت فى عدن فى 22 يونيه 1969 تحت أسم الحركة التصحيحية بقيادة الجناح اليسارى للجبهة القومية ضد الجناح اليمينى المعتدل !
(57) عقائدية : إصطلاح متداول فى القاموس السياسى العربى وصحتها عقيدية . . فليعذرنا اللغويون عن التجاوز .


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:20 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:02 pm


الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (10)
الحلقة العاشرة
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي
**************

( 2 )
المهام والأبعاد
" كوسيلة وأسلوب "
• بعد أن أنتهينا حالاً من توضيح الأسباب والظواهر المتداخلة فيها ، كدوافع مترابطة الأهداف والغايات نحو الدفع بالجبهة القومية إلى انتهاج نظرية ماركسية بالوظيفة ، دخيلة على قيم المجتمع ، وحضارة شعب المنطقة ومعتقداته ، كشعب عربى الانتماء ، وحضارى الثقافة ، وإسلامى المعتقد .
• ننتقل الآن إلى تفنيد المهام والأبعاد العقائدية والاستراتيجية والسياسية ، الموكول بها إلى الجبهة القومية ، كأداة لتنفيذ مخططات الشيوعية الدولية فى المنطقة .
فما هى تلك المهام والأبعاد ، وما هى وسائلها وأسلوبها ؟
هذا هو موضوعنا وهذا ما سنعالجه الآن ، هنا على وجه التحديد :
مهام ثلاث موكولة إلى الجبهة القومية الإضطلاع بتنفيذها ، وهى مهام ذات أبعاد عقائدية ، وأبعاد استراتيجية ، وأبعاد سياسية .

أولاً : الأبعاد العقائدية
* * *
عقائدياً : يمكن تلخيص دور الجبهة القومية بتنفيذ مهمتين أساسيتين :
كركيزة لترسيخ دعائم الشرك ، ونشر الإلحاد
وكبؤرة لترويج العقيدة الماركسية ( كنظرية ) وتدعيم الشيوعية ( كحركة ) .
البعد الأول : اعتبارها كركيزة لترسيخ دعائم الشرك ، ونشر الإلحاد :
إن المهمة الخطيرة التى تمارسها عصابة الشيطان الضالة فى بلادنا هى ترسيخ دعائم الشرك ونشر الإلحاد فى كل مكان من أرضنا كركيزة للشيوعية الدولية ، تعمل لحسابها وتلهث وراءها ، وتتعلق بركابها تعلق المتسلقين بمركبات النقل ، أو تعلق المتسولين بأذيال السادة .
لقد كانت بلادنا . . قلعة من قلاع الإسلام والإيمان ، فحولها الضالون إلى حصن من حصون الشرك والفساد والألحاد ، كان الإيمان بالله والاعتزاز بالانتماء إلى الشريعة الإسلامية راسخاً بالنفوس – ولا زال متمكنا فى القلوب – رغم محاولات الإجبار على الالحاد ، وترسيخ دعائم الشرك المنتشرة فى تربية جيلنا وشبابنا على أساس التبشير بالدين الماركسى الجديد ، البديل المستورد والمفروض .
وكانت القيم العربية والإسلامية تحكم تقاليدنا وأعرافنا ، - ولا زالت لها بقية مزروعة بالأعماق – رغم محاولات كنسها ، ونزعها بالفجور والفساد ، الذى ينشره دعاة الشيوعية وذيولها لتحطيم تلك القيم وإنهائها .
وكانت الأخلاق العربية سجية من سجايا شعبنا العربى المسلم – ويقيناً لازالت لها بقية فى النفوس – برغم محاولات التعاليم الجديدة لزبانية العصابة بمسخها ، من خلال ما تبثه لأطفالنا وأجيالنا من قيم فاسدة وأخلاقيات مصطنعة ونظريات مستوردة .
ومن الأمور الخطيرة والهامة التى ينبغى أن يدركها العرب والمسلمون على السواء ، وينبهوا لخطورتها ، والتى لا تكمن فى المظاهر الخادعة والزائفة ، التى يروجها النظام فى عدن والادعاء بكونه نظاماً تقدمياً وثورياً يعمل على تطوير البلاد وتقدمها ، تلك هى تبنى النظام الشيوعى فى عدن لسياسة تبعية متهورة ، وتطرف مشبوه ومصطنع لخدمة المخططات التوسعية للاستعمار ، الشيوعى الجديد .
وهذه السياسة التبعية المتطرفة تتجلى بالمهام الخطيرة التى يتطوع النظام بتنفيذها لا عن علم ، ولا عن عقيدة . . وإنما دائماً عن وظيفة وعمالة ، وتعصب ضال وحاقد .
إن القضية التى نعالجها ونتصدى لها : ليست جملاً إنشائية ، وإنما القضية لها مرتكزات ومدلولات ، ولها بالتالى أساليب ، ومظاهر ينبغى أن نقف عندها طويلاً :
ويؤسفنى أن أقرر هنا أن مظاهر التقدم الزائف الذى تسمع به بعض البلدان العربية والاسلامية ، وتنخدع به من خلال الدعايات المسمومة التى يروجها النظام ، وتخصصت بها أصلاً أجهزة الشيوعية العالمية ، واستفاد منها المراهقون الانتهازيون فى عدن استفادة كبيرة ، ما هى إلا أمتداد مترابط لأهداف ، وأنشطة القوى العالمية الكبرى اكثر مما هى (تطلع المتأخرين للتقدم ) على حد تعبير المفكر الاسلامى الشيخ محمد الغزالى رحمه الله وغفر له.
( فالغرب الصليبى يصطنع شعوباً شتى لخدمة مآربه ) – كما حدث من تواطؤ – بريطانياً مع الجبهة القومية والقفز بها إلى السلطة – ومدها بقليل من عونه المادى وقليل جداً من تقدمه الحضارى ، ( والشرق الشيوعى ينافسه فى هذا الميدان ) ويحاول الاستفادة من أخطاء الغرب أو يحاول ميراثه ، إذا انتهى من مكان ما تماماً كما حدث ويحدث فى عدن اليوم ـ في ذلك الوقت ـ
نعود الأن إلى القول بأن الشيوعية الدولية قد جعلت من نظام العصابة الحاكمة فى عدن ركيزة لترسيخ داعائم الشرك وقاعدة ومنطلقاً لنشر الإلحاد ...
فما هى مظاهر واساليب هذا البعد وما هى ادلتنا على ذلك ؟
من المظاهر الصارخة فى اليمن الجنوبية اليوم محاربة العقيدة الإسلامية وتعميم العقيدة الماركسية فى كل وسائل الموصلات الإعلامية ، والأساليب التربوية والثقافية والإجتماعية ! .
على المستوى الإعلامى : تمارس أجهزة الإعلام الترويج للفلسفة الماركسية والدعوة لتبنى نظرية الإشتراكية العلمية ، والتسلح بما أسموه ( بنظرية ديكتاتورية الطبقة العاملة ) التى تنادى بها اجهزتها المرئية والمسموعة والمقروءة ، للترويج لدعائم الشرك والضلال بين الناس ، ونشر الإلحاد والطعن فى المعتقدات والمثل والقيم الإسلامية ، والعربية والتقاليد الإنسانية ، والتشكيك بها .
وهذه الحقيقة لن تحتاج منا إلى أكثر من دعوة الحريصين من رجالات الأمة الإسلامية والعربية (لتقصيها على أرض الواقع ) ، ونقترح أن تشكل لجنة عربية ، من الجامعة العربية، ولجنة إسلامية من المؤتمر الإسلامى للذهاب إلى عدن لتلمس بنفسها الحقيقة أو الضد لهذه الظاهرة . . فى حالة قبول النظام لمبدأ التعايش مع الأنظمة العربية ، وفى حالة أية تسوية متوقعة أو محتملة , لتكشف تلك اللجان بنفسها إلى أى مدى يضلل النظام الحاكم فى عدن ، العرب بخداعه وتظاهراته بهدف الإستفادة من الظروف العربية والإسلامية الهادفة إلى توحيد الصف العربى (53) .
ولذلك فإننا على يقين مطلق بأن النظام الشيوعى العميل فى عدن سيرفض مطلقاً مبدأ هذه اللجان . . لأنه فى الواقع لن يتراجع باليقين عن طريقه الضال وتبعيته وذيليته للسياسة الدولية للشيوعية العالمية . . ولكن التراجع إذا حدث فعلا فلا يعنى سوى نوع من التكتيك والاستفادة من المساعدات العربية لتثبيت نظامه المنهار اقتصادياً ، وتثبيت شرعيته ، ووجوده ، والخروج من عزلته ، وممارسة مزيد من القهر ، الارهاب ، والإذلال ، لشعب المنطقة وبالتالى التمادى فى طريق تشويه معالم الحياة العربية ، والحضارية والمعتقدات الإسلامية السمحة .
إن العالمين الإسلامى والعربى مسئولان أمام التاريخ وأمام الله – بالدرجة الأولى – إزاء هذا الضلال ، والبهتان والزندقة والغواية ، وأى مساعدة لتثبيت هذا النظام هو جزء من المشاركة معه فى الجريمة ، ودفع المجرم إلى ارتكاب مزيد من جرائمه ( وقد يستطيع الأعرج مواصلة السير ، ولكنه لا يمنح جائزة بتاتاً فى العدو لمجرد القدرة على المشى ) كما يقول المفكرون .
واما على المستوى التربوى والثقافى : فالصورة تبدو قاتمة وخطيرة حقاً . . ذلك أن الجيل الجديد من ابنائنا ، يتلقى ثقافة إجبارية ، عن طريق التكرار للحقائق الرسمية والتلقين الإجبارى للنظرية الماركسية اللينينية باعتبارها فلسفة الحياة الجديدة كبديل ودليل نظرى ، ومحاولة تشويه العقيدة الإسلامية ، وإنكار وجود ذات الله تعالى ، وتخليص هذا الجيل الصغير من معتقداته الفطرية ، وحمله على اعتناق أيديولوجيات شيوعية بديلة ، وهو ما يعرف ( ب غسيل المخ ) وهذه الثقافة الإجبارية الهادفة إلى حمل صغار السن إلى الشرك والإلحاد هى الطابع العام للتعليم والثقافة فى اليمن الجنوبية ، وخاصة فى المدارس الخاصة جداً ، والعقائدية كمدرسة العلوم الاشتراكية وغيرها –مما سيرد ذكره بعد قليل – ففى الوقت الذى كان من المنتظر أن يعمل النظام على تطوير التعليم وتخليصه من الثقافة الاستعمارية القديمة . . حدث العكس تماماً . . فعملت العصابة على إضعافه وتحريفه وتفريغه عن اغراضه التربوية والثقافية ، المستمدة من البيئة ومن الثقافة والحضارة العربية والإسلامية ، إلى ربطه بالثقافة الماركسية وبسياسة التعليم الإجبارى ، المفروض فى الدول الشيوعية ، وتكون المصيبة أعظم إذا ما علمنا أن واضعى مناهج المواد الدينية فى المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية من المنظرين الشيوعيين والملتزمين بالماركسية .
وقد استجلب النظام خبراء ومنظرين من خارج البلاد لتعميم هذه الثقافة ، وانشأ مدارس خاصة جديدة لتعميم الثقافة العقائدية الماركسية فى مدارس تعرف بـ ( مدارس العلوم الاشتراكية ، ومدارس سالمين للبدو الرحل ، والنجمة الحمراء ، والزحف الأحمر ، والشعلة ، والبروليتاريا ) .
وهدف هذه المدارس تخريج كوادر حزبية عقائدية لنشر و تعميم وتثبيت الماركسية ، وكدعاة سياسيين لها على المستوى الاجتماعى . . والهدف الخطير من ذلك كله إسقاط البلاد فكرياً وثقافياً وعقائدياً فى مناطق النفوذ الاجنبى للحركة الشيوعية ، وهذا أخطر أنواع الإسقاط وهو ما يسمى بنظرية ( الإسقاط من الداخل ) وهو خطر يفوق كل خطر سواه لأن بناء النفوس والضمائر أعمق تأثيراً على المجتمعات وأهم من بناء المصانع والجيوش ، وكل بناء معنوى يتنكر للإسلام، أو يغضى من شانه فهو مرفوض جملة وتفصيلاً .
لأن ضوابط الحياة كما يقول الزاهد عمر بن عبد العزير – رضى الله عنه وأرضاه – أمر من ثلاثة: أمر استبان رشده فأتبعه ، وأمر أستبان ضرره فأجتنبه ، وأمر أشكل عليك فتوقف عنده .
* * *
وأما على المستوى الإجتماعى : فإن القضية تبدو أكثر خطورة وحدة ، والظواهر الإلحادية المتفشية فى المجتمع تنحو فى مظاهرها المختلفة منحى التدمير والعدمية ، وهى أكثر خطراً من خطورة الإنحلال والفوضى ، ويمكن أن يتضح لك من الظواهر التالية :
1- تجنيد المراهقين من خريجى المدارس الحزبية التى أشرنا إليها لتعميم الإلحاد ونشر الشرك بذات الله تعالى عن طريق الجدل ( القاصر ) فى الغيبيات الروحية ، وفى ظواهر ما وراء الطبيعة .
وتشجيع السلطة والتنظيم على هذه الظاهرة فى الأماكن العامة وفى المؤسسات النقابية ، والثقافية ، والرياضية ، والنسائية ، والشبابية ، وفى التجمعات الفلاحية ( كجدل علمى ) المظهر ، جاهلى وضلالى الدلالة ، ومع أن ذلك الجدل لا يلقى أذناً صاغية . . بل ويقابل فى أغلب الأحيان بالإستهزاء والسخرية، إلا أن المواطن لا يجرؤ على المعارضة والتظاهربإبداء رأيه ، خشية بطش السلطة ، وإرهاب تنظيمات الحزب الحاكم وفروعه فى الأرياف .
ومن أمثلة الشرك على سبيل المثال قولهم : إذا كان الله خالق فمن خلق الله ؟ وإذا كان موجوداً فليرينا ذاته ؟ - تعالى الله عما أشركوا وأضلوا – ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ) .
2- تشجيع السلطة والتنظيم على فتح ( حانات الخمور ) و ( بيوت الدعارة ) أمام بيوت الله
والهدف من هذا تحدى مشاعر المؤمنين ، والتهوين من قيمة الدين ، فى كل مكان ، فى الأرياف ، والمدن وأصبح رواد تلك الأماكن فى نظر التنظيم الحاكم تقدميين ومتحضرين ، وليس هناك مبالغة فى القول .
وأصبح من الأمور المألوفة – وهذه حقيقة – مشاهدة رجال ( العصابة ) فى تلك الأماكن العامة ، ففى مدينة ( جعار ) على سبيل المثال لا الحصر فى المديرية الجنوبية للمحافظة الثالثة وهى مدينة صغيرة تبعد عن العاصمةحوالى 50 كيلو متراً فتحت العصابة ( خمارة ) بجوار الجامع الوحيد المهجور فى المدينة . . وبيتاً للدعارة المنظمة تديره أمرأة داعرة تدعى ( ........ ) تسمو الكلمة عن ترديد أسمها - ، وقد أطلقت عليها العصابة ( دار السجينات ) وهو فى الواقع يضم تجمعاً للفتيات (الحزبيات ) اللواتى يختطفن بالإكراه من بيوتهن بهدف الترفيه عن كبار رجال الدولة وكبار رجال التنظيم . أى والله . . كبار رجال الدولة وكبار رجال التنظيم !! هذه حقيقة أدفع حياتى ثمناً لإثباتها ، كان ذلك أيام حكم الرفاق ... وقيام دولة الوحدة
وهذه الظواهر مجتمعة استهدفت بها العصابة الحاكمة تفكك العلاقات والروابط الإجتماعية والأسرية وتفسخ الأخلاق ، والقيم الموروثه فى المجتمع ، وللتأكيد على كونها تطور حضارى ، وأن هذا لا يتعارض مع مفهوم الأخلاق الحزبية للعقيدة الماركسية . . بل هو شئ طبيعى .
ويؤكد تطورها وتقدميتها ، بعيداً عن العقد وعن رجعية الأديان .
وكأن لسان حالهم يردد مع شاعر القرامطة (54) الذى أعلن نبوءة على بن الفضل الجدنى فقال :
لكل نبى مضى شرعة .. وهذه شرائع هذا النبى
فقد حط عنا فروض الصلاة .. وحتى الصيام ولم يتعب
وما الخمر الاكماء السماء .. حلال فقدست من مذهب
____________
3- حظر بناء مساجد جديدة . . وإغلاق بعضها . .
واعتبار من يؤدى الصلاة رجعياً وخطراً على النظام :
اعتبر النظام الشيوعى فى عدن المساجد ، وبيوت الله أوكار اً خطيرة للتآمر ضد ما يسمى بأمن الثورة وأصبحت المساجد من المحظورات على شباب الحزب ، والعقائديين الماركسيين ، بالإضافة إلى المواطنين ، وحتى الكهول أصبح دخولهم المساجد جريمة تعرض صاحبها للاتهام بالتآمر ، ومن كان حظه حسنا منهم وجهت إليه السلطات تهمة الرجعية والثورة المضادة . . وأصبح موضع شك النظام . . وأصبحت ملاحقته ومراقبته من الأمور البديهية . . ولهذا يكتفى بعض الناس بالأعتكاف فى بيوتهم لآداء فريضة الصلاة ، وأصبحت المساجد خالية من المصلين إلا من بعض الشيوخ من كبار السن والعجزة والمساكين الذي يؤمون المساجد ( الخربة ) للصلاة وللتسول أو النوم .
وقد حظر نظام العصابة على أئمة المساجد التعرض للجوانب الروحية ومعجزات الخالق ، فى صنع الكون وخلقه ، والوعظ فى حدود العبادات والطاعة لأولياء الأمور ، ومنع الخطباء من عدم التعرض لظواهر الفساد الاجتماعى ، وعدم التعرض لظواهر الإلحاد السائدة المتفشية فى البلاد ، ومن تجرأ من العلماء والخطباء لهذه المحظورات ، أو قال كلمة حق فى الناس ، عند سلطان جائر ، كان مصيره السحل على مشهد من الناس – من الجامع إلى كافة أزقة وحارات المدينة ، وأكبر مثال على ذلك ما حدث لعلماء المسلمين فى حضرموت والعوالق والواحدى فى المحافظتين الرابعة والخامسة إذ سحل النظام حوالى 150 عالماً وخطيباً فى تلك البلاد بتوثيقهم فى مؤخرة ( السيارات ) وجرهم حتى الموت ، وأطلقت عليهم العصابة الارهابية الضالة وصف ( رجال الكهنوت ) وقامت بتحويل المساجد إلى مراكز لتدريس الماركسية ، واماكن للعرض السينمائى .
وأما سحل العلماء فيتم بتوثيقهم بالسيارات وجرهم إلى منازلهم ، حيث يرمون بجثثهم بالقرب منها ، وبعد كل عملية سحل يظل الشيوعيون يهتفون ( أين ربكم يا رجال الكهنوت ليحميكم منا ) ؟ . . (وأين قرآنكم ) ؟
وما علم الملحدون ، أن الله يدافع عن الذين آمنوا . وان الله لا يحب كل خوان كفور ، أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و ان الله على نصرهم لقدير .
البعد الثانى : اعتبارها كبؤرة ( لترويج الماركسية كنظرية ) ودعامة للشوعيين كحركة :
وأما البعد الثانى فى الجانب العقائدى كمهمة ، وكدور تؤديه الجبهة القومية للشيوعية العالمية ، فهو اعتبارها ، كبؤرة تنطلق منها شرارة الرياح الحمراء لترويج الماركسية كنظرية وكفلسفة فى الجزيرة العربية كلها . . منطلقة فى رياحها العاصفة لتشعل حريقاً فى المنطقة يصدر النظرية عبر أرجائها إلى الدول المجاورة دعوة وتدعيماً للشيوعية الدولية ( كحركة ) عالمية ذات أبعاد ومطامع استراتيجية متكاملة الأساليب ومترابطة الأهداف .
وكعادة الشيوعية المحلية فى المنطقة العربية لا تستطيع فى ظل تبعيتها للشيوعية الدولية أن تقرر إرادتها الوطنية من الداخل . . وإنما إرادتها تابعة وليست ( نابعة ) بمعنى أن المواقف لا تتخذ بالإرادة الذاتية ، وملاءمة الظروف الوطنية ، وإنما تملى عليها تلك الإرادة إملاء من الخارج ، تماماً كالعبيد المقيدين بإرادة أسيادهم .
ومن هنا يمكن القول أن اليمن الجنوبية تؤدى وفق هذا المنطلق دورين متكاملين :
دور ( القاعدة ) التى تنطلق منها الحركة وهذا ما نعنيه ، باعتبارها ( بؤرة ) .
ودور ( الانطلاق ) فى تنفيذ حركة الدعوة
وهذا ما نعنيه باعتبارها ( دعامة ) أو تدعيم للشيوعية كحركة وكمنطلق .
ولعل هذا البعد واضحاً كل الوضوح فى مدلولاته النظرية ومدلولاته العملية ، ففى مدلولاته النظرية مثلاً أوضحنا فى البعد الأول فيما سبق من القول الدور الذى تقوم فيه الجبهة القومية على كافة المستويات الإعلامية والتربوية والتثقيفية والاجتماعية لترويج النظرية الماركسية فى المنطقة .
وفى مدلولاته العملية أوضحنا أيضاً جانباً كبيراً من الممارسات التطبيقية كالدعوة لنشر الإلحاد ، وترسيخ دعائم الشرك ، بتفاصيلها و أمثلتها لتعطى مفهوما تطبيقياً لأهداف الحركة الشيوعية وغاياتها النهائية .
ومع ذلك يبقى القول أن هذا الدور يأخذ خطورته ليس ( محلياً ) فحسب ، بمعنى تنفيذه على مستوى اليمن الجنوبية وإنما خطورته فى كون اليمن الجنوبية لا تعدو أن تكون بؤرة تصدير (تصدر عن طريقها النظرية ) وتنطلق من أرضها الدعوة ، لتدعيم الحركة الشيوعية ( إقليمياً ) لتنتشر فى أضعف الاحتمالات إلى الدول العربية المجاورة .
وهذا هو مكمن الخطر .. وبيت القصيد
للموضوع تكملة إن شاء الله تعالى وقدر ....
*************
______________________
(53) كتب المؤلف هذه السطور قبل تطورات اليمنين الأخيرة ، وقبل مقاطعة الدول العربية لحكومة عدن إقتصادياً وسياسياً وتجميد نشاطها فى الجامعة العربية إثر إدانتها بالتآمر على النظام فى شمال اليمن ، وأغتيال الرئيس أحمد حسين الغشمى .
(54) والقرامطة كما هو معروف يميلون إلى الإلحاد والتمرد على القيم ولذلك يعتبرهم معظم الماركسيون العرب تقدميون ، ويعجبون بهم ، ويتأسون بطبيعة الحياة التى كانوا يحيونها وينتهجونها بل ويتجادلون كل قبيلة من القبائل الماركسية تدعي أن زعيمها هذا القرمطي علي بن الفضل .

*****************

awadarshani
قاص وكاتب وسياسي

مشاركات: 650
اشترك في: الأربعاء فبراير 13, 2008 9:23 pm أعلى
Re: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (10)

بواسطة صقر الدوح » الاثنين يوليو 06, 2009 9:26 am حظر بناء مساجد جديدة . . وإغلاق بعضها . .
واعتبار من يؤدى الصلاة رجعياً وخطراً على النظام :
اعتبر النظام الشيوعى فى عدن المساجد ، وبيوت الله أوكار اً خطيرة للتآمر ضد ما يسمى بأمن الثورة وأصبحت المساجد من المحظورات على شباب الحزب ، والعقائديين الماركسيين ، بالإضافة إلى المواطنين ، وحتى الكهول أصبح دخولهم المساجد جريمة تعرض صاحبها للاتهام بالتآمر ، ومن كان حظه حسنا منهم وجهت إليه السلطات تهمة الرجعية والثورة المضادة . . وأصبح موضع شك النظام . . وأصبحت ملاحقته ومراقبته من الأمور البديهية . . ولهذا يكتفى بعض الناس بالأعتكاف فى بيوتهم لآداء فريضة الصلاة ، وأصبحت المساجد خالية من المصلين إلا من بعض الشيوخ من كبار السن والعجزة والمساكين الذي يؤمون المساجد ( الخربة ) للصلاة وللتسول أو النوم .
وقد حظر نظام العصابة على أئمة المساجد التعرض للجوانب الروحية ومعجزات الخالق ، فى صنع الكون وخلقه ، والوعظ فى حدود العبادات والطاعة لأولياء الأمور ، ومنع الخطباء من عدم التعرض لظواهر الفساد الاجتماعى ، وعدم التعرض لظواهر الإلحاد السائدة المتفشية فى البلاد ، ومن تجرأ من العلماء والخطباء لهذه المحظورات ، أو قال كلمة حق فى الناس ، عند سلطان جائر ، كان مصيره السحل على مشهد من الناس – من الجامع إلى كافة أزقة وحارات المدينة ، وأكبر مثال على ذلك ما حدث لعلماء المسلمين فى حضرموت والعوالق والواحدى فى المحافظتين الرابعة والخامسة إذ سحل النظام حوالى 150 عالماً وخطيباً فى تلك البلاد بتوثيقهم فى مؤخرة ( السيارات ) وجرهم حتى الموت ، وأطلقت عليهم العصابة الارهابية الضالة وصف ( رجال الكهنوت ) وقامت بتحويل المساجد إلى مراكز لتدريس الماركسية ، واماكن للعرض السينمائى .
وأما سحل العلماء فيتم بتوثيقهم بالسيارات وجرهم إلى منازلهم ، حيث يرمون بجثثهم بالقرب منها ، وبعد كل عملية سحل يظل الشيوعيون يهتفون ( أين ربكم يا رجال الكهنوت ليحميكم منا ) ؟ . . (وأين قرآنكم ) ؟
وما علم الملحدون ، أن الله يدافع عن الذين آمنوا . وان الله لا يحب كل خوان كفور ، أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و ان الله على نصرهم لقدير .


عدل سابقا من قبل سرحان في السبت ديسمبر 12, 2009 10:23 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:03 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (9)
الحلقة التاسعة
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي

**************
الظاهرة الرابعة : انفصالية النظام على المستوى اليمنى الموحد
وتعارض شعاراته مع ممارساته:
* فى حين خرجت الجبهة القومية ، من تجربة صراعها الدموى ، مع القوى الوطنية المناضلة ، مزهوة بالانتصار الذليل ، المسنود بحراب البريطانيين ، كانت هذه التجربة قد ولدت فى نفسها "جراحاً دامية " . ورغم التظاهر بهذا الانتصار فإن مبررات الحقد ( على كل القوى اليمنية الرسمية والشعبية ) كانت طاغية ، لأن تلك القوى اليمنية وقفت من ( الفتنة ) التى أثارها الإنجليز وقواته ، قبل الرحيل بين القوى الوطنية الأساسية ( التحرير والقومية ) موقف المستنكر والشاجب ، لمواقف الجبهة القومية ، منتصرة للحق ، وواقفة إلى جانبه ، فقد أيدت تلك القوى بشجاعة وبتجرد ، وعن ( فهم ، لاتعصب ) . . مواقف جبهة التحرير قائدة النضال الوطنى ـ وادانت بوضوح موقف ( القوميين ) ، المتواطئين والمتورطين مع الإستعمار ، ومع سياسته الهادفة إلى الحيلولة دون وحدة الشطرين ، ودون وحدة الوطنيين . . . وبالتالى ضرب آمال وطموحات الشعب اليمنى ، بالوحدة اليمنية ، و إيجاد علاقات أفضل من حسن الجوار مع أشقائه العرب ، وهو العامل الذى شكل مع غيره من العوامل "مصادفة حظ" غير متوقعة للجبهة القومية للوصول إلى السلطة ، والاستئثار بها وخلق كيان هزيل ، انفصالى ومعزول ، دون مقومات ، ودون مرتكزات فولدت دولة إنفصالية بلا أصدقاء ، وحكومة بلا ولاء وشرعية ، ولا رضاء من شعب المنطقة .
وبميلاد الدولة الإنفصالية المسخ فى شطر الإقليم الجنوبى من اليمن تنكرت عصابة الشيطان والضلال ليمنية المنطقة . . . تماماً كما توقع الإنجليز ، وبنفس التنبوءات والحسابات ، التى تنبأ بها (تريفيليان ) وافترضها مسبقاً ، فتنكرت بذلك لهدف من أعز أهداف شعبنا اليمنى ، وهو تحقيق "وحدة التراب اليمنى " أولاً وقبل كل شى رغم شعاراته البراقة الخادعة .
وبذلك تعارضت شعارات الجبهة القومية ، التى ( دوشت ) الدنيا بها قبل الاستقلال ، بضرورة العمل على يمنية المنطقة ووحدتها ، مع ممارساتها ومسلكها الإنفصالى والإقليمى ، الواضح الأهداف والأبعاد ، فى حرصها على السلطة وتثبيت النظام الشيوعى العميل هناك .
ورغم تشكيل ( لجان الوحدة ) بين شطرى اليمن ، فى أثناء أحداث عام 1972 الدامية بين صنعاء وعدن ، إلا أن تلك اللجان لم تحقق أهدافها ، ولذلك وصفها المقدم على عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية مؤخراً في ذلك الوقت ( بأنها مغالطة للجماهير ، ولا جدوى منها ) لأن النظام الشيوعى فى عدن يستهدف منها فى تقديرنا كسب الوقت ، من أجل الانقضاض على حكومة الشمال ، وقيام الدولة الحمراء الموحدة تحت سيطرة النفوذ السوفيتى والرايات الشيوعية الحمراء .
وفى عودة إلى بدء فقد كشفت مواقف الجبهة القومية المشبوهة ، فى (مفاوضات جنيف ) مع بريطانيا للاتفاق على ترتيب الإجراءات لتسليمها السلطة عن استسلام كامل ، لكل الاشتراطات البريطانية ، وأصبح تلهفها على استلام السلطة ، متجاوزا حتى مجرد الإعتراض ، على بنود الاتفاق ، التى وضح تماماً أنها قد صيغت وأعدت مسبقاً فى لندن لتأتى قيادات الجبهة القومية للتوقيع على ( صك الاستقلال ) محققة بذلك كل الأهداف البريطانية العاجلة والآجلة .
( لقد لعب الأولاد أدوارهم بمهارة ) – على حد تعبير السير همفرى تريفيليان ووصلوا إلى السلطة دون شبهة الدعم من المصريين أو الانجليز . . وقامت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بلا أصدقاء . . وبمجرد وعد منا مجرد وعد ، بالدعم وبموارد لا تغطى ثلث مصروفاتها . ونجحت اللعبة تماماً (51) .
وهذه هى المعادلة الصعبة : حكم معاد للقاهرة + العزلة عن المنطقة العربية + شح الموارد وانعدامها = التورط مع الانجليز ، والأرتماء فى أحضان الشيوعية ، والوقوع تحت سيطرة النفوذ الروسى كاستعمار جديد وهكذا نجحت معادلات تريفيليان . . وولدت دولة انفصالية . . معادية للعرب والإسلام فى الشطر الجنوبى من الإقليم اليمنى .
وتبقى هذه الظاهرة . . مع ما سبقها ، جزء من السبب الكبير ومرتبطة به فى تفاصيلها وإجمالها .
الظاهرة الخامسة : عزلة النظام عن المجموعة العربية
وتوتر علاقاته مع الجيران العرب :
لقد راهنت بريطانيا على قيام نظام معزول عن المجموعة العربية ، ومشاغب مع جيرانه العرب ، وكانت بريطانيا تستهدف هذه النتيجة عن قصد ، بل إنه يمكن القول أن بريطانيا كانت تعلم بوجود جناح ماركسى متطرف فى الجبهة القومية بالإضافة إلى الارتباطات الخاصة التى لا تزال تحتفظ بها بريطانيا مع بعض (مراكز القوى فى الجنوب ) وفى بعض مناطق عربية أخرى ، ذات تأثير خاص فى عدن .
إذ أنه كلما زادت الشعارات فى الجنوب ، ونادت بالامتداد إلى الخليج ، كلما زاد اعتماد الخليج على بريطانيا التى تتقدم كرجل شرطة مهذب ، يريد أن يحميه ( لوجه الله ) ! ! من ( الشعارات الحمراء ! ! التى تتأهب لابتلاعه ) على حد تعبير الدكتور عبد الرحمن البيضانى . ومن هنا يمكن أن نقول أن (ظاهرة العزلة ) والمغالاة فى الشعارات و توتر العلاقات مع الجيران العرب ، كانت نتائجها محسوبة ، ولها خلفيات سبقت قيام نظام الجبهة القومية ، ورافقت نشأته وتطوره .
فقبل تسليم الجبهة القومية للسلطة ، كانت الدول العربية فى مجموعها ممثلة بالإطار الرسمى للجامعة العربية ، تعارض السياسة البريطانية فى تسليم السلطة لطرف من الأطراف الوطنية ، فى ذلك الوقت وهما : ( جبهة التحرير و الجبهة القومية ) وحذرت من خطورة إنسياق بريطانيا وراء سياسة تتحدى الإجماع العربى ، والإرادة الوطنية لشعب المنطقة . . وكذلك نهجت الأمم المتحدة هذا النهج ، وأدانت البعثة الدولية سياسة بريطانيا الرامية إلى تسليم السلطة للجبهة القومية ، وهو الأمر الذى ولد عند (تريفيليان ) الحقد والشماته على لجنة الأمم المتحدة ، التى وصفها بانها فتحت ( دكاناً ) بهذا -النص – فى جنيف ولم يذهب إليها احد – وبذلك تحدت بريطانيا الإجماع العربى والدولى وسلمت السلطة للجبهة القومية .ورغم شعور الجبهة القومية بالعزلة فإنها انتهجت سياسة معادية للأنظمة العربية من يومها الأول ، وترسب عندها حقد مرير على الثورة العربية ، ولمجموعة الدول العربية التى وقفت معارضة لسياسة بريطانيا فى المنطقة ، ومع ذلك كانت مصر بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر ، أول دولة عربية ، تعترف باستقلال البلاد ، إحساساً منها بالوفاء لشعب المنطقة ، باعتبار الاستقلال مكسب وطنى فى حد ذاته ، بصرف النظر عن القوى المتسلطة والحاكمة ، وكانت مصر ، هى الدولة العربية الوحيدة ، التى وقفت فى الجامعة العربية تدافع عن قبول حكومة الجبهة القومية فى الجامعة ، فى ظل معارضة عربية شديدة لقبولها فى نطاق المجموعة العربية .ومع كل ذلك ظل نظام الجبهة القومية يصعد التوتر ، والخلافات والشغب ، مع الأنظمة العربية المجاورة ، من خلال تصدير الشعارات ( بتحرير عمان والخليج العربى ) من الأنظمة الرجعية العميلة ، على حد وصفه في ذلك الوقت .
كل ذلك كان يسير وفق خطة بريطانية أشرنا إليها ، وتنفيذاً لسياسة تخدم مصالح بريطانيا وأهدافها . . . ومغازلة اليسار المتطرف ، والشيوعية العالمية فى المنطقة وبذلك تكون الجبهة القومية قد أسقطت من حسابها ما سبق أن اعلنته فى بيانها الأول الذى أكد إقامة علاقات " حسن جوار ، مع الدول المجاورة " ، وفقدت البلاد إثر هذه السياسة المتطرفة مصدر الإستقرار السياسى ، والمصادر المحتملة من الدعم الإقتصادى المتوقع ، من الدول المجاورة .
فتولدت بذلك ظاهرة العزلة . . مرتبطة بدوافع الاسراف فى الشعارات ، والسير نحو طريق محفوف بالأخطار ، وعدم الاستقرار والأمن فى المنطقة . وبذلك تقوم الشعارات المتطرفة فى الجنوب بدور دولى مزدوج . كقاعدة انطلاق الماركسية ، وبدور ( الإرهابى) الذى يبرر بدوره دور رجل الشرطة البريطانى فيها .وبذلك تكون الكتلة الماركسية ، سعيدة بالوضع القائم فى اليمن الجنوبى ، وبريطانيا سعيدة أيضاً بهذا الوضع كل السعادة ، والذى يدفع الثمن هو الشعب اليمنى بشطريه ، ثم شعوب الجزيرة العربية التى لا تستطيع أن تقف مستمتعة بمسرح العمليات الذى يتأهب فى شطر اليمن الجنوبى ليمتد إلى مخانق هذه الشعوب (52) .كان المسرح يومئذ يبدو مخيفاً ، والأوضاع العربية تبدو قلقة ، والمواطن العربي يرقب الأحداث بحذر وحيرة.أما مواطنى اليمن بشطريه ، فقد ظلوا حائرين بين الواقع السيىء في الشطر الجنوبي ، وبين الشعارات التي كانت تطرح وترفع بلا حدود ، نعم بلا حدود وبلا انضباط ، أيام مرعبة ، عاشها شعبنا ، وعشناها بأعصابنا وآلامنا وتمزقنا الأليم ..
فهل رحلت تلك الأيام مع رحيل الرفاق إلى غير رجعة ، أم لازالت لها ذيول ؟
أسئلة مطروحة ومع ذلك ..فهذا ما نعيشه اليوم على أرض الواقع ، بعد مرور 19 عاماً من قيام الوحدة ..تمزق ..وخلافات ..ومزايدات ..ومشاحنات ..ضاع فيها الوطن وتمزق فيها شبابه . والله المستعان ..للموضوع تكملة ..إن شاء الله تعالى وقدر .
______________________
(51) من مذكرات تريفيليان ، آخر مندوب سامى بريطانى فى عدن .
(52) الدكتور عبد الرحمن البيضانى – المرجع السابق ص 46

*****************


عدل سابقا من قبل سرحان في الجمعة ديسمبر 11, 2009 9:57 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:04 pm


[size=25]الظاهرة الثانية : التسابق والتنافس الدولى ...

لكسب مواقع استراتيجية لملء فراغ الانسحاب البريطانى :
فى عام 1967 كانت بريطانيا قد هيأت أوضاعها على الرحيل من عدن وبقية أجزاء الجنوب اليمنى تماماً فى نفس التوقيت التى أعلنت فيه الجمهورية العربية المتحدة فى ذلك الوقت الانسحاب من الشمال اليمنى عقب هزيمة ( حزيران ) يونية 1967 ، وكان من العوامل الرئيسية لخروج البريطانيين من عدن :
تعاظم الثورة المسلحة ، التى كانت تقودها جبهة التحرير، التي ضمت الجبهة القومية ، ومنظمة التحرير ، وشخصيات وزعامات وطنية مستقلة برئاسة الزعيم عبد القوي مكاوي يرحمه الله
عجز ميزان المدفوعات البريطانية ، نتيجة للأزمة الاقتصادية التى كانت تعانيها بريطانيا بسبب تزايد نفقات الدفاع العسكرى شرقى السويس .
ومن هنا رتبت بريطانيا أوضاعها الاستراتيجية ، بالتنسيق مع الاستراتيجية الدولية لدول حلف الأطلنطى ، والاستراتيجية الدولية المنفردة للولايات المتحدة الأمريكية ، المتجه إلى التسابق والتنافس على البحار والممرات المائية ، مع الاستراتيجية الدولية للاتحاد السوفيتى – كما سنوضح تفصيلا بعد قليل – وفق سياسة "الخطوات المرتبطة الأهداف" .
المهم أن بريطانيا تحت تأثير وتعاظم الثورة المسلحة وأزمتها الاقتصادية ، كان لا بد أن تعالج انسحابها من عدن بحيث تضمن خروجها بأقل التكاليف ، وتحمى مؤخرة انسحاب جيوشها للخروج من الجنوب اليمنى بكرامة ، وبدون فرقعة ، وتضمن مصالحها فى المنطقة من خلال عناصرها المندسين بالجيش والتنظيم والسلطة .
وقد حققت بريطانيا ما أرادت باختيارهاالسير همفرى تريفيليان
كمندوب بريطانيا السامى فى عدن لحل هذه المعادلة الصعبة .
والرجل بحكم تجاربه فى العراق إبان حكم عبد الكريم قاسم قد تمرس على التوفيق بين المتناقضات . . . ففى العراق : مثلا كانت المعادلة التى توصل إليها (تريفيليان ) وهى التحالف البريطانى السوفيتي تبدو مستحيلة الوقوع للعرب ، غير قابلة للتصديق :
ولكن أمام الشواهد التى لا تنكر لم يجد العرب تفسيراً لها إلا اتهام منفذها عبد الكريم قاسم (بالجنون ) وسيظل هذا هو التفسيرالوحيد الممكن قبوله من الجماهير العربية ، لكل الظواهر الخارقة وغير المفهومة التى تظهر على مسرح الأحداث العربية (45) . وهذا ما حدث فعلا على أرض الواقع فى اليمن الجنوبية 46.
وكان من الممكن أن يستمر ( المجنون ) فى حكم العراق متمتعاً برضا بريطانيا العظمى وخدمة عملائها وعناصرها الذين انضموا ( زرافات ) إلى الحزب الشيوعى وتنظيماته الجماهيريه تماماً كما حدث فى ظل "تريفيليان" من انضمام عملاء بريطانيا قطيعا وراء آخر إلى تنظيم الجبهة القومية فى عدن ، قبيل الاستقلال بقليل.
وكان التفسير الساذج لذلك ، واحد فى العراق أو فى عدن بأنهم إنما فعلوا ذلك تجنباً للعقاب ، والخوف من المجهول ، بينما كان هذا الانضمام جزء من الاستراتيجية البريطانية ، والرهان الصليبى الغربى ، أمام التحدى الشيوعى فى المنطقة .
وكان يمكن أن يستمر قاسم العراق فى السلطة متمتعاً برضا موسكو ، ودعم الحزب الشيوعى ، ورضا الانجليز ، لولا أنه خرج عن الخط المرسوم مرتكبا ثلاثة أخطاء :
النفط
والكويت
والأكراد ..
على تفصيل يطول .
ويمكن تشبيه حكام عدن في ذلك الوقت بكل ظروفهم الشخصية والخاصة وأوضاعهم ومسلكهم ، قبل تسلم السلطة وبعد ذلك . . تماما كأوضاع العراق يومها . . ، وكظروف قاسم وإرهابه مع الفارق الشخصي .
ترى ما هى الأخطاء المحتملة لحكام عدن ، مع الانجليز أو السوفييت لتنفرط عقد المسبحة ؟
هل ستكون " المصافى " مغامرة محتملة ؟ ربما . . ولكننا بالتأكيد نراهن على هذه المغامرة ، منطلقين من فهم مسبق لعقد الماضي عند قادة الجبهة القومية ، والقفز فوق وصمة الخيانة ، وعقد التحدي ، وإحراق المراحل والتجريح والطعنات التى تفتك بالجسم الجريح كل يوم من الداخل ومن الخارج تعريضاً بخرافة " التأميم " لكل شئ – إلا المصافى – وقد يفعلها مغامر منهم
وقد يفعلها متطرف يسارى ويقوم بعملية التأميم هذه . .
ولكن . . متى . . وكيف ؟
هذا ما كنا نتوقعه .. ولكن هذا كان من الخطوط الحمراء التى وضعها الانجليز بينهم وبين أصدقائهم اليساريين ..
المهم . . إن البريطانيين فى عدن قد عقدوا العزم على الرحيل ، ولكن لا بد من أختيار الرجل المناسب ، ليحل معادلة الانسحاب ، وإيجاد البديل المقبول لتغطية ذلك الانسحاب مع الاحتفاظ بهيبة الإمبراطورية البريطانية المتداعية ، فوقع الاختيار على رجل المعادلات الدولية ( السير همفرى تريفيليان) اللورد حاليا فى مايو سنة 1967 ، ولقد نجح تريفليان بأمتياز في عدن والجنوب المحتل .
يقول تريفيليان : كانت ضربات الحركة الوطنية قد جعلت من الوجود البريطانى (مخاطرة) غالية التكاليف – يضيف تريفيليان – وكان المطلوب هو ( أنسحاب يحمى المصالح البريطانية (المصفاة) ويحول دون ( اتحاد اليمنين ) أو تبنى النظام الوريث لسياسة قومية عربية ، تتيح فرصة وجود دولة متقدمة على علاقة طيبة بالعرب ، ومقبولة من جيرانها على نحو يهدد المصالح البريطانية فى عمان والخليج آخر المعاقل البريطانية .
وأمام ذلك الترتيب التى كانت ترتبه بريطانيا للمنطقة ظهر التنافس والتسابق الدولى واضحاً بين العملاقين ( روسيا وأمريكا ) لكسب مواقع استراتيجية فى بحر العرب والمحيط الهندى توقعاً لهذا الأنسحاب ، وملء الفراغ الناتج عنه ، ولقد تأكدت توقعات تريفيليان على أرض الواقع .
برافو .. برافو ..تريفيليان ..فقد أحسنت صنعاً ؟؟؟؟؟؟؟؟
وقد تجلى ذلك خلال تصريح أدلى به الرفيق ( اندريه جروميكو ) وزير خارجية الاتحاد السوفيتى فى القاهرة يوم 29 مارس 1967 ، قائلاً : ( بأنه بعد انسحاب القوات البريطانية الاستعمارية من إمارات اتحاد الجنوب العربى فإنه يجب العمل على ( إنشاء دولة اشتراكية مستقلة ) فى هذه المنطقة ، وأن الاتحاد السوفيتى يحتفظ لنفسه بحق التصرف تجاه أى حل تقرره الأمم المتحدة تجاه مشكلة الشرق الأوسط وخصوصاً منطقة عدن (47).
اذن فالتسابق الدولى بمعناه الاستراتيجى ، بالإضافة إلى قيام ( الكيان الماركسى المستقل فى شطر اليمن الجنوبى كان فى الصورة الاستراتيجية ) الدولية من قبل النكسة العربية ومن قبل استقلال الشطر اليمنى نفسه ، وقبل أن يستولى الجناح اليسارى فى الجبهة القومية على السلطة ، وليصفى جناحهما المعتدل الذى استنفذ مرحلته ( التكتيكية ) الدولية فى 22 يوليو 1969 . وإن الكيان الماركسى فى الشطر الجنوبى مطلوب منه على ( مراحل متعاقبه ) أن يستوعب ليس فقط الشطر الشمالى ضمن الاطار الماركسى وإنما أن يلتهم بقية المناطق العربية المجاورة تحت شعار تصفية النفوذ الامبريالى (48) .ونحن نضيف هنا لولا سقوط الاتحاد السوفيتي المبكر لتحقق هذا الهدف السوفيتي المعتمد دولياً .
ومن هنا يتبين إلى أى مدى يحرص السوفيت على ضرورة وضع كل ثقلهم فى المحيط الهندى ، واستقطاب حكومة اليمن الجنوبية ومياهها الاقليمية تحت السيطرة والنفوذ السوفيتى فى مقابل إيجاد هذا التوازن الدولى .
الظاهرة الثالثة :
تخوف النظام من وثوب القوى الوطنية المعارضة
وضعفه أمام محاولاتها لإسقاطه :
يعترف النظام الشيوعى بمرارة ، من تكالب المعارضة أو ما يسميها ( بالثورة المضادة ) لإسقاط النظام ، ذلك أن النظام الذى أسس سلطته على الخيانة وأقامها على التواطؤ ، يدرك أن القوى الوطنية التى أسهمت بالثورة ، وعجلت بالانتصار العظيم ، على القوى الإستعمارية ، لن تضع له ( فرصة من الوقت ) مجرد فرصة لاستعادة أنفاسه ، وبالتالى التلذذ بقطف ثمار هذا النصر العظيم ، من أجل ذلك كثر صراخه واشتد عويله ، وتصاعد تخوفه ، واتخذ طابع الممارسات اليومية القهرية والإرهابية ضد المواطنين بالداخل ، لإخضاع الإرادة الشعبية التى ترفض وجوده ، وتتهيأ لليوم الذى تنتظره للخلاص من قهره وإرهابه ، فضلاً من مناوراته السياسية الخارجية لضربها ، ولذلك كثر ضجيج ( الشعارات ) عن تربص القوى الوطنية التى تحملت عبء الثورة المسلحة ، وتبعات النضال الوطني .
وليس عجباً ولا مستغرباً من نظام (عميل وموصوم ) بالخيانة الوطنية أن يزايد بشعارات الثورة ، ويتغنى بأمجاد وهمية ( ليس له فيها ناقة ولا جمل ) ... لقد كانت السلطة والثروة هي هدفيهما بدون اعلان .. عندما كانوا على قمة السلطة ، وعندما فقدوا السلطة ، وغادروا مواقعهم إلى غير رجعة ، بدأوا يدندنون علناً وعلى المكشوف ، على( تصحيح مسار الوحدة ) وتقسيم السلطة والثروة ، وهذا ما كان ولا زال ينشدونه ويتوقون إليه ، وليس شىء بعده ولا قبله ، وكفانا دندنات على المصالح ، والبحث عن مناطق النفوذ ، لأن ما يذهب لا يعود ، وما يكسبه الانسان في ضربة حظ ، يتبدد في لحظة نحس تعسة على صاحبه . *

مكة نعم . . السعودية لماذا ؟ :
وحين تصدر الجبهة القومية سموم التشكيك ، فى صفوف المعارضة ، ووصمها بالعمالة لبعض الأنظمة العربية التى تمدها بالمساعدة والعون لمجابهة هذا ( السرطان الخبيث ) المتمثل بالنظام القائم ، والحزب الحاكم ، فإنما تعمل ذلك بهدف سد كل الطرق أمامها من قبل الأشقاء العرب . ، وخلق بذور الخشية والتردد عند بعضهم ، ولو كانت الجبهة القومية اليوم في مواقع المعارضة ، لما ترددت لحظة واحدة فى ( التعاون مع الشيطان ) فى سبيل ما تريد ، وهذا ما يحدث اليوم أمام أعيننا هنا وهناك .. وهذا المسلك لن يكون غريباً عليها .. فقد مارسته قبل الاستقلال بقليل مع الاستعمار ، وحتى مع صنائعه ، وتمارسه اليوم تكتيكياً مع دول الدعم ، متظاهرة بالتراجع إلى الحظيرة العربية والإسلامية لتحقق بذلك ضرب المعارضة والحصول على دعم مالى لتنقذ به اقتصادها المنهار ، ونظامها السياسى المتداعى والمشرف على السقوط .
أما اليوم ... فإن قادتهم يبحثون عن الثروة باستغفال الآخرين ...ولنا في ذلك عودة في محله الصحيح .
* * *
وحين تشهر الجبهة القومية بمساعدات المملكة العربية السعودية مثلا رامية الأحجار من أسفل إلى أعلى فإنها بذلك تريد أن تكسب مواقع جديدة ، بمزايدات جديدة دفعاً بإرادة الذين لا يعلمون إلى ما يكرهون . ومع ذلك يتقرب النظام فى نفس الوقت إلى هذه الدولة العربية التى وصفها بالرجعية تقرباً ذليلاً متزلفاً وخادعاً ، وحين تمكنت الجبهة القومية – الحزب الحاكم – من التعامل مع المملكة العربية السعودية لم تستمر مغالطاتها أكثر من شهور ، ظهرت بعدها على حقيقتها ؟ إنها كانت مخادعة .. ولازال زعماؤها يمارسون الآن نفس الخداع ، على الأقطار العربية التي منحها الله الثروة ..ومنحها الاستقرار .
ولقد أثبتت (المملكة العربية السعودية ) فى معركة أكتوبر المجيدة ، وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله وما بعد ذلك ، أنها أكبر من المزايدين وأكبر من قواميس الأتهامات ، وهذا ليس دفاعاً عن السعودية فالسعودية اليوم بلد عربى وإسلامى ، ولم يعد يخيفنا كمعارضة وطنية ما كان يخيفنا بالأمس كمعارضة تتمسك بالمثاليات . .
ولقد كنا بالأمس – وهذا خطأ فى الرؤية السياسية – نعترف به – نردد قواميس عدن فى اتهام السعودية ( بالرجعية ) وكنا نتخوف من أن نكون ضحايا لقب من ألقاب ( العمالة ) . أما اليوم ، واليوم فقط . . وبعد أن أثبتت هذه الدولة العربية الإسلامية أصالتها العربية ونصرتها للحق العربى وللعدل ، ولقضايا الشعوب – اليوم – واليوم فقط يمكننا أن نشكر اليد التى تمتد لشعبنا ، وضحايا الطغيان الشيوعى فى بلادنا بالعون والمساعدة ، من أجل حقنا فى الحياة والعودة ، الحق فى رفض الأنظمة والنظريات الوافدة ، والمصدرة من الخارج .
وهذا فخر نعتز به ، وشهادة نسجلها للتاريخ دون تخوف من أحد أوتهيب لموقف ، وسقط النظام الشيوعي إلى غير رجعة ، لكن رموزه لازالت تبحث عن الثروة ، بأي طريق حتى ولو غيرت جلودها أو باعت خمائرها .. فلا أمان لها .. إنهم يعيشون لأنفسهم ولذلك يجدون أنفسهم الآن بالانفصال ومحاربة الوحدة التي كانوا يزايدون عليها .
فالقضية بالنسبة للسعودية – كما عبر عنها الدكتور البيضانى – ليست قضية أخلاق وشهامة فحسب ، بل هى إلى جانب ذلك قضية مصير أيضاً .
( وأما تشهير سلطات الجنوب باتصال الجنوبين المشردين بالسعودية فإنه لا يثير غرابة أحد . . ولا يثير شكوك أحد ، لأن هذه السلطات الإرهابية فى عدن كانت تنتظر أن يهلك هولاء المشردون ، أثناء هيامهم على وجوههم ، فى طريقهم إلى الإلتجاء إلى شطر اليمن الشمالى ، فإذاما وصلوا إلى ( أطواق نجاة ) فى الشمال فتلك مصيبة ، وإذا ما تلقوا مساعدات من السعودية أو من ( ملائكة يوم القيامة فالمصيبة أعظم ) (49)
* * *
إن إسرائيل هى الأخرى تشكو من أتصال المقاومة الفلسطينية بالسعودية ، ومن مساعداتها المستمرة لهم ، فمساعدات السعودية سواء للجنوب اليمنى أو المقاومة الفلسطينية ، فهى بالأضافة إلى كونها تعبر بوضوح عن الشهامة والنخوة العربية ، فهى تعبر أيضاً عن تحملها مسئولية الدفاع عن معاقل الإسلام ومقدساته ، وهى فوق ذلك كله تعبر بذلك عن إدراك عميق لخطر مباشر على نفسها من التسلل والتخريب ، وانتشار الماركسية فى الجزيرة العربية والأرض المقدسة .
إن شعبنا فى الجنوب اليمنى لن ينسى أشقاءه الذين نصروه فى وقت شح فيه النصير ولكنه مع ذلك لن ينسى بسهولة من تجاهل أو تهاون فى حقه ، أو فرط فى حريته ، أو تآمر على مصيره .
* * إن الظروف العربية الحالية قد تكون فى صالح الجبهة القومية لفترة ما ، بحكم الظروف العربية الحرجة وبحكم ( دعوة التضامن العربى ) من أجل تحقيق مصلحة عليا للعرب ، وقد تكون هذه الظروف لصالحها وتستغل من جانبها استغلالاً شنيعاً ، ولكننا على يقين أنها لن تكون فى صالحها فى كل الأحيان . (50)
* * إن النظام الشيوعى فى عدن قد يستفيد من ( المهدئات فى مقابل التراجع ) التكتيكى عن معتقداته ، والتظاهر بالعودة إلى الحظيرة العربية والإسلامية ، وهو مبيت أمر أقل ما يمكن أن يقال فى شأنه أنه ( تطويع الزمن لصالحه ) والأستفادة من المرحلة ، بل ومن الوقت لترتيب أوضاعه من جديد ! (هكذا كانوا يفكرون قبل سقوط النظام بالهروب إلى الوحدة )
* * وقد يستفيد النظام من سياسة ( ترقيع الثقوب ) فى مقابل التنازل عن شئ ، - أى شئ – حتى بيع الشعارات والمبادئ ؟ ! !
* * وقد يستفيد النظام من سياسة ( تعايش الأنظمة ) فى مقابل الإقلال من الإسراف ، والمغالاة فى الشعارات . . . .
ولكن ذلك أيضاً لن يكون أكثر من مجرد مرحلة ، مجرد تكتيك لن يؤدى إلى تراجع النظام عن خطه واستراتيجيته .
والدليل نتائج المؤتمر السادس الأخير . . وهو مؤتمر المعجزات ، بلا معجزات ! ! وقد ينجح النظام فى فرض ( حاجز الصمت ) على قضيتنا إعلامياً ، وفرض ستار حديدى على جرائمه وارهابه فى الداخل ، وقد تشارك بعض الأنظمة العربية ( بطيب خاطر ) أو بنوايا حسنة ، فى جريمة التستر على الجانى والمجرم . .
ومع ذلك ستخسر هذه الأنظمة نفسها ، وستفقد ثقة شعوبها ، إن لم تتعارض هى الأخرى مع مبادئها .
وقد يتبادل الحكام العرب الغزل الرقيق ، سواء من كان منهم فى أقصى اليسار ، أو أقصى اليمين ، ولكن ذلك كله لن يحجب حقيقة أن النظام متربص بالجميع ، ولا يهمه فى هذه المرحلة سوى تحقيق خطة التنمية بلا خطط وتثبيت النظام ! ! ؟ . أي تمكين الرفاق من السلطة بأكبر قدر من الزمن ، مهما كان الثمن ... ولكن ذلك مستحيل وقد استحال .
مع ذلك يبقى القول أن ظاهرة وثوب القوى الوطنية لمقاومة النظام قد دفعت هذا النظام لمساومات عديدة وتراجعات وتنازلات متعددة تكتيكية ، بهدف تقليص قوة المعارضة ، وسد المنافذ فى وجهها ..
وتبقى هذه الظاهرة فى النهاية جزء من السبب ومتداخلة فيه .
وللموضوع تكملة إن شاء الله تعالى وقدر ...
______________________
(45) جلال كشك : (تريفيليان ) رجل المعادلات الدولية يكشف أسراراً عن العراق وعدن . مجلة الحوادث اللبنانية ، العدد 681 فى 11 مايو سنة 1973
46 نعني باليمن الجنوبية المؤنث 0اسم الدولة ونعني باليمن الجنوبي المذكر اسم القطر وهو الصحيح
(47) وقد أثبت هذا التصريح ( كريستوف فون ايمهوف ) فى كتابه ( مبارزة فى البحر المتوسط ) ترجمة وزارة الاعلام المصرية رقم 707 سلسلة كتب مترجمة ص 118 وقد نقله الدكتور عبد الرحمن البيضانى فى كتابه سوق الشعارات فى اليمن ، هذا التصريح وعلق عليه انظر ص 41 وما بعدها لمزيد من التفاصيل .
(48) الدكتور عبد الرحمن البيضانى ، المصدر السابق ص 42 .
* هذه السطور أضافها المؤلف عند تهيئة الكتاب على الانترنت
(49) الدكتور عبد الرحمن البيضانى ، المصدر السابق ص 403 .
(50) وقد كتب المؤلف هذه السطور قبل الأحداث الدامية الأخيرة التى نتج عنها مقتل الرئيس أحمد حسين الغشمى رئيس الجمهورية العربية اليمنية في ذلك الوقت ، ودك قصر الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية على الرئيس سالم ربيع ورفاقه في المذبحة الدامية يوم 26 يونيو 1978 فى عدن وبالتالى إدانة مجلس الجامعة العربية لعدن ومقاطعتها .


عدل سابقا من قبل سرحان في الجمعة ديسمبر 11, 2009 9:59 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:05 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (7)
الحلقة السابعة
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي


السبب الرابع : الحاجة إلى الحماية العسكرية
أدت إلى الوقوع تحت سيطرة مناطق النفوذ السوفيتي ؟!
كيف . . ؟ ولماذا . . ؟ هذا هو السؤال المطروح .
ففى حين رأى بعض المراقبين والمحللين الغربيين والعرب على السواء أن ( الرهان ) والتسابق الدولى كان على أشده بين العملاقين الكبيرين ( روسيا وأمريكا ) على احتلال مواقع استراتيجية جديدة شرقى السويس ملأ للفراغ الذى سيتمخض عن انسحاب ( البريطانيين ) من الجنوب اليمنى ، ذهب البعض الأخر إلى أن هذا الرهان أرتبط من الأساس باستعداد ( ذهنى ) وتبريد عقائدى لدى الجبهة القومية ، وخاصة شرائحها اليسارية المغامرة ، من مرحلة ما قبل الاستقلال الوطنى ، وحتى الأيام والشهور الأولى لحصولها على السلطة – وفق المعايير والمقاييس والصراع الفكرى المعروف الذى شهدته المنطقة – وأى كان الرأى ، هذا أو ذاك – فى محله الصحيح أو العكس ، فإن الموضوعية فى التحليل تقتضينا الوقوف طويلاً أمام خمس ظواهر مهمة ، ارتبطت بهذا السبب ، وكونت فى مجملها القناعات الذاتية للجبهة القومية ، وما نجم عنها بعد ذلك من نتائج ( مأساوية ) مفجعة دفعت ببلادنا نحو الاستعمار الجديد ، والارتماء تحت سيطرة مناطق النفوذ الشرقى الشيوعي .
فما هى الظواهر الخمس ؟ وماذا تعنى على وجه التحديد ؟
وفى محاولة موضوعية سنحاول أولا إجمالها ، ثم مناقشتها تفصيلا ظاهرة تلو الأخرى.
الأولى : ضعف الأداة العسكرية القديمة لمؤسستى الجيش والأمن وعدم ولائهما للنظام !! .
والثانية : التسابق والتنافس الدولى لكسب مواقع استراتيجية لملأ فراغ الإنسحاب البريطانى !
والثالثة : تخوف النظام من وثوب القوى الوطنية المعارضة وضعفه أمام محاولاتها لإسقاطه !
والرابعة : انفصالية النظام على المستوى اليمنى الموحد . . . وتعارض شعاراته مع ممارساته!
والخامسة : عزلة النظام عن المجموعة العربية وتوتر علاقاته مع الجيران العرب !
* * *
الظاهرة الأولى : ضعف الأداة العسكرية القديمة
لمؤسستى الجيش والأمن وعدم ولائهما للنظام:
وقد تجسمت هذه الظاهرة بوضوح من اليوم الأول لاستئثار الجبهة القومية بالسلطة فى البلاد ، واتضح لها عدم ولاء هذه المؤسسات للنظام ، بدليل محاولة هذه المؤسسة العسكرية القيام بانقلابها المعروف فى 20 مارس 1968 .
ولذلك جاءت تحليلات ومواقف شرائح الجبهة القومية متناقضة ومتعارضة ومشوهة تاريخياً . وهذه المواقف كما سنرى تعطى تحليلاً مزيفاً للتاريخ الوطنى فى المنطقة .
فمن قائل : ( إن الجيش والأمن مؤسستان وطنيتان ، وأن للجبهة القومية ( جيوباً تنظيمية ) فيهما، ويجب المحافظة عليهما وتدعيمهما ) .
ومن متجه إلى اعتبار الجيش والأمن مؤسستان غير وطنيتان ، باعتبارهما ترعرعتا فى ظل الأستعمار وشربتا من منهله ، ولذلك ينبغى تصفيتهما ) .
وهذا التذبذب يفسر باليقين زيف الادعاء الذى أدعته الجبهة القومية بحقيقة ولاء الجيش والأمن لها باعتبارها تملك ( جيوباً تنظيمية فيهما ) والحقيقة أن هذا الموقف المتعارض ، يؤكد بما لا يدع مجالا لاى شك حقيقة تواطؤ الجبهة القومية مع الاستعمار ، وأن بريطانيا – لا جيوبها التنظيمية – هى التى دفعت بالجيش لتدعيم الجبهة القومية ، ودفعها إلى السلطة ؟
وهذه حقيقة يطول شرحها كثيراً ولا يتسع هذا الحيز للتعرض لها هنا (40)
المهم إن هذه القضية التى شغلت منظرى الجبهة القومية . . عبر دراساتهم ووثائقهم المختلفة، قد حسمت بعد ذلك ، بتقرير البرنامج السياسى للمؤتمر الخامس ، وهو التقرير الذى أكد على ( رجعية هذه المؤسسة ، واعتبارها مؤسسة رجعية ، وميراث استعمارى ينبغى تصفيتها ) نعم هكذا وبالنص .
وبذلك حسم وأكد الحقيقة المفقودة فى التضارب الفكرى والواقع المعاش فى أوساط الجبهة القومية . 41
ولكن ما البديل . ؟ بعد تصفية القيادات العسكرية التى قفزت بالجبهة القومية إلى السلطة ؟
وما هى طبيعة المؤسسة البديلة وماهى مهماتها على وجه التحديد ؟
أجابت وثائق المؤتمر الخامس على السؤال ( بأن تعزيز بناء القوات المسلحة ، لتصبح سياسية طبقية مسألة ضرورية ، وكذلك الشرطة والمليشيا . )
نعم هكذا قالوا : ( منظمة سياسية طبقية ) وبمفهوم المخالفة نفهم – وربما نكون أغبياء إذا لم نفهم ، أن مهمة الجيش مهمة سياسية ، وأن تشكيله ذا طبيعة طبقية . إسفاف عجيب ، وتنظير غريب ، يدعو للرثاء والازدراء فى آن واحد . إذ كيف يمكن بالمنطق والعقل – لا التقليد والتكرار المنقول لتجارب الغير – أن تتحول مؤسسة عسكرية مهمتها معروفة إلى مؤسسة سياسية . . كيف ؟ . .
قالوا . . وفى قولهم العجب : ( إن هذه المؤسسة ينبغى أن تخضع بولائها للقيادة السياسية وليس لقياداتها العسكرية ، ( أى ألا يكون الانضباط العسكرى – كما يقررون – على حساب هذا الولاء السياسى ) منطق جميل . إذا كان المقصود به ذلك . . لكنهم يرون أن تشكيل الجيش ينبغى أن يكون ذات بنية طبقية انتقائية وهو اساس عنصرى – شبيه بالعنصر ( الآرى ) مثلا فى الآلة العسكرية النازية . وهذا يفترض – والكلام موجه لمن قرأ التاريخ النازى – مراقبة بوليسية مزدوجة شبيهة بما حدث فى عهد النازى ، أى أن كل شخص فى المؤسسة العسكرية ينبغى أن يراقبه ويلاحقه شخص أخر ، وهذا الآخر ينبغي ويتوجب أن يلاحقه آخر . . وهكذا تتحول الأجهزة العسكرية إلى أجهزة نازية ، إفتقدت عامل الثقة ، وقامت على الولاء العقائدى الأعمى مثلا ، أو على الولاء المتربص القائم على أساس من الخوف كمثل أيضاً
وهذا الإسفاف ينبغى أن نستخلص منه أمرين :
الأمر الأول : أنه إذا كانت الجبهة القومية تقصد ( بالطبقة العسكرية ) تشكيلها من الفقراء والعمال والفلاحين فان هذه الحقيقة لا تحتاج إلى إثبات العكس ، إذ أنه من البديهات أن هذه الفئات فى البلدان المتخلفة والنامية هى القوى التى تشكل وشكلت فعلاً تكوين المؤسسات العسكرية وأداتها .
الأمر الثانى : أنه إذا كان المقصود به الانتماء والولاء للنظرية الماركسية ( الموكول إليهم القيام بوظائفها ) فهذا يحتاج من الجبهة القومية إلى وقت طويل ، كى تقوم بالانتقاء والاختيار ، وتكوين هذه المؤسسات . وهو صدمة للنفس ، وفجيعة للواقع ، الذى يرفض جملة وتفصيلا ( التمركس ) بالوظيفة ، على حساب الولاء للوطن ، والتمسك بالقيم ، والتقاليد العربية الأصيلة ، والكامنة فى النفوس التى تتربص – لامحالة – اللحظات الحاسمة ، لتسديد الحساب العادل ، الذى سيكون على القوم حساباً عسيراً ومفجعا ، وتسوية كافة المزالق والانحرافات والسقوط تسوية حقة وعادلة لصالح الوطن وجماهيره المضطهدة .
* * *
والسؤال الأن . . كيف يمكن أن نحل مشكلة " الجهل " بإفتراض أن الثقافة الاشتراكية العلمية ينبغى أن تكون هى ثقافة هذه المؤسسات ؟ بمعنى أنه إذا كانت القيادة السياسية الحاكمة اليوم ، جاهلة من الأساس ، وقاصرة أيديولوجيا من المنبع ، وسطحية ثقافيا من الأصل . . فكيف يمكن أن نحل معادلة القيادة السياسية فى الجبهة القومية فى إيجاد طبقة عسكرية متسلحة بالثقافة الأيديولوجية للنظرية الماركسية ، ومفهومها العلمى للأشتراكية ؟
إن هذه الثقافة ببساطة تحتاج إلى كوادر مثقفة علميا . . ومتسلحة فكريا ، وهذا وذاك علاوة على كونه مفقود فى القيادة . . فكيف يمكن أن يوجد منطقياً – وفق هذا التحليل – هذه القاعدة الثقافية على مستوى القاعدة ؟ بمعنى أن ما فقد فى القيادة فهو مفقود فى القاعدة . وهذه حقيقة .
والمنطق يقول : إن الفرع يتبع الأصل . . وأن الأصل هو القاعدة . . . والفرع هو الأستثناء . وما فقد فى الأصل فهو بالنتيجة مفقود فى الفرع .
وهنا . . إذا كانت القيادة جاهلة ، بمعنى أنها لا تعى ما تكرره أو تلقنه للأعضاء ، عن (علم) وإنما تكرار لحقائق ثابته عن ( جهل ) . . فإن المنطق نفسه يؤكد بالنتيجة والترابط جهل تلك القاعدة .
ولقد قال مفكر عربى : ( إن أخطر ما يواجه المجتمعات المتخلفة فى العالم الثالث استخدام الألفاظ – كبضاعة استهلاكية – وإهمال الأشياء الموضوعية . وهذا النمط من التفكير ليس تعبيراً عن الصحة ، ولكنه برهان على العلة وتحول التخلف والجهل إلى بضاعة استهلاكية للتعميم ، وتعزيز النمطية الركودية الأصلية ، سواء ركودية التخلف والعقد ، عند الحكام الجهلاء ومحدودى اثلقافة ، في مجتمعات العالم الثالث أو تغلغلها تحت صورأخرى من احتراف اليسارية ، وادعاء العلمية فى هذه المجتمعات . . وحكامنا الجهلاء على قمة هؤلاء . إن لم يكونوا ، هم فى الأصل وحدهم صورة فريدة ونادرة ومثالية لهذه المجتمعات المتخلفة ، وكانت مصيبة حكامنا السابقين فى عدن أنهم فى غمرة سيادة هذه النمطية واستغلالها لمختلف أدوات الإستهواء الجماهيرى ، لا تخدم هذه النمطية الاستهلاكية فى النهاية إلا القوى التى يهمها التحكم فى سلوك الجماهير – وهى قوى خارجية – و الجبهة القومية فى وضعها العام أداة لتنظيم هذا الاستغلال للجماهير ، وتنظيم ( إقطاع سياسى ) على المستوى المحلى والعربى خدمة لمصالح السياسات الدولية والاستعمار الجديد .
ونخلص من هذا التحليل إلى تحليل النتائج التى أفرزتها هذه الظاهرة ويمكن تلخيصها بما يلى :
أولاً : القيام بتصفية الجيش والأمن بعد خطوة 22 يونيو سنة 1969 وهى الخطوة التى يصح أن نسميها الخطوة ( التخريبية ) .
وقد نتج عن هذه التصفيات ، أن تحول أصدقاء الأمس ، الذين دفعوا بالجبهة القومية إلى السلطة إلى أعداء ، بمعنى أن العقيد حسين عثمان العشال يرحمه الله الذى أطلقت عليه الجبهة القومية فى بداية الاستقلال رجلها الأول ، وكذا العقيد عبدالله صالح السبعة أطال الله في عمره قد تحولا إلى ثورة مضادة . . هكذا وبشطحة (قلم) .
والمعروف أن الأول والثانى قد التجآ إلى الشمال اليمنى بكامل قواتهما البشرية والعسكرية ، الثانى أثر أحداث يوليو سنة 1968 ، وبعد الخطوة التصحيحية شملت التصفيات فيما بعد معظم قيادات وعناصر الجيش المتبقية والتى صفى معظمها جسدياً كالمقدم عبد الله على المجور ، والمقدم على عبد الله الميسرى قائد الجيش ، وعضو القيادة العامة للجبهة القومية السابق ، واعتقال قحطان الشعبى رئيس الجمهورية السابق واغتيال فيصل الشعبى وآخرين .
ومعنى هذا . . . أن قيادات الجيش والأمن قد أقتنعت بعدم جدوى التعاون مع نظام بدأ يمارس عقده على رفاقه وعلى زملائه فى النضال ، أو الخيانة – ما علينا – المهم إن القيادات العسكرية رفضت التعاون مع نظام لا وفاء له . . ولا عهد عنده . . وهو دليل سلبى فى غير صالح النظام . . ودليل إيجابى لما طرحته كل القوى الوطنية بعد الاستقلال ، من أن النظام قام بمساعدة الانجليز وبتواطؤ الجبهة القومية معه ، فبدأ يمارس من موقع العقد والتخلف ووصمة الخيانة ، ممارسات يسارية ، متطرفة يخفى بها حقيقة وجهه القبيح ، وخيانته الوطنية للمواطن وللوطن ، وللمراهقين الثوريين الأنقياء فى تنظيم الجبهة القومية ذاتها ؟ !
ثانياً : إحراج المجموعة الأخرى فى الجناح اليسارى المغامر فى الجبهة القومية والتى كانت ترى أن مؤسستى الجيش والأمن مؤسستان وطنيتان يجب الحفاظ عليهما وعدم تصفيتهما ..
وقد كان من هذا الرأى الرفيق سالمين رحمه الله ، والرفيق ( صالح مصلح ) والرفيق ( على عنتر ) ! ! يرحمهم الله وهذه المجموعة تنكرت بعد ذلك لرفاق الأمس ، من عناصر الجيش إنصياعا وراء تهريج الشعارات ، التى كانت طاغية في أوساط التنظيم مطالبة بتصفية هذه المؤسسة .
ولعل الرفيق سالمين قبل وفاته قد أدرك أهمية الدور الذى لعبته هذه المؤسسة لصالح الجبهة القومية فى عدن وأبين ؟ ! وهو يدرك و الجبهة القومية تدرك الحجم والحقيقة ، وهى حقيقة مع الأسف مؤلمة ، فماذا كان مصيرسالمين – رحمه الله– وغفر جرائمه الجسيمة ، فى حق المواطن والوطن ! ! ؟
ثالثاً : تحويل مؤسستى الجيش والأمن إلى ( مؤسسة ) إرهابية وقهرية
بمعنى أن الجبهة القومية بعد الخطوة التخريبية وبعد تصفية أصدقاء الأمس قامت بتحويل هذه المؤسسة إلى (قطاع عسكرى) أى ( تنظيم الإرهاب وتنظيم إستغلاله)، فبعد أن كانت هذه المؤسسة أداة أمن ، وحماية للوطن والمواطن تحولت إلى أداة مستغلة للأرهاب ( التصفوى والقهروى ) (42) فى الداخل ، والملاحقة الارهابية المنظمة فى الخارج ، عن طريق تنظيم الفرق العسكرية لتنفيذ عمليات التخريب فى الشمال اليمنى وخارجه . . وتنظيم الخلايا للتجسس هنا وهناك ، حتى بلغ التهور والإندفاع بقيادة الجبهة القومية إلى تنظيم فرق للقتل والتخريب فى بعض الأقطار العربية – كما حدث فى بيروت – لاغتيال الكاتب الوطني محمد علي الشعيبي ، والمفكر السياسي محمد أحمد نعمان وزير خارجية الشمال ، وكما حاولت بشكل مماثل فى جمهورية مصر العربية ، وبعض الأقطار العربية الأخرى . ومصر هى الدولة الوحيدة التى كشفت اللعبة القذرة ، عندما حاولت العناصر الارهابية في الجبهة القومية تصفية رئيس الوزراء السابق محمد علي هيثم . . . ولا زالت تكشفها كل يوم بفضل جهازها النشط واليقظ – وفى الوقت المناسب – وكما حدث فى بعض دول الخليج العربى مؤخراً . . حيث كشفت بعض سلطات هذه الدول عن شبكات خطرة للتجسس والقتل ، تعمل هناك لحساب العصابات الحاكمة فى عدن وبعض المنظمات الإرهابية الفلسطينية المتعاونة معها . وهذا وذاك يجرنا إلى القول بأن الجبهة القومية وقعت فى ( الفخ) وفى المحظور الذى رفضته بنفسها حين قالت : فى وثائقها ( أن مؤسستى الجيش والأمن القديمة تثقفت ( بثقافة استعمارية رجعية ) ! ! وورثت امتيازات كبيرة ! ؟ تحولت معها قياداتها إلى قيادات ، بيروقراطية ) حولت المؤسسة العسكرية إلى مؤسسة إقطاعية ( تمارس من خلالها عملية ( الإرهاب ) على الشعب وتخضع كل شئ ( لضمان إمتيازاتها وتسلطها ) . ( وثائق المؤتمر الخامس ) .
* * *
ألا يصح لنا الآن أن نستعير هذه التعبيرات . . وتطبيقها وبشكل مكثف على المؤسسة الجديدة ؟
وهل هناك اليوم فرق كبير بين الأمس واليوم ؟ ألا يصح أن نقول : أن اليوم خمر . . وغداً خمر..لا أمر ؟ لا فرق بين الأمس واليوم ، الفرق الوحيد هو أن المؤسسة تثقفت (بسطحية ، بثقافة استعمارية . . ولكنها حمراء . وورثت امتيازات الطبقات القديمة وأكثر ؟
أو لم تتحول بالفعل إلى قيادات ( انتهازية ) وليست بيروقراطية بالطبع ؟ لأن البيروقراطية . . من شأن الإداريين والخبراء .. وهي طبقات مثقفة وهذا أمر مفقود فى صبية ( تريفيليان و ستالين ) وتحولت هذه المؤسسة إلى ( إقطاعية ) من نوع جديد . . هو (تنظيم الاستغلال ) الإقطاعى العسكرى بطريقة بدائية .
والأهم من هذا وذاك تحول هذه المؤسسة إلى مؤسسة ( إرهابية نازية وفاشية ) فاقت فى ذلك أساليب نازية ، وتخطت توجيهات الخبراء النازيين فى اليمن الجنوبية . . . ومارست تنظيم الإرهاب على طريقة عصابات ( المافيا ) المعروفة فى العالم الغربي وآل كابوني في الولايات المتحدة الأمريكية .
أليس ذلك صحيحاً ؟ . . .
نحن فقط . . نتساءل ليس إلا ؟ ؟ ! والأدلة كثيرة . . وواضحة . . ولا تحتاج منا إلى كبير عناء . . فما على المرء إلا أن ينظر آثار الإرهاب والتصفيات الجسدية فى أوساط الجبهة القومية نفسها ليتأكد من هذه الحقيقة ، وما أحداث 26 يونيو 1978 الأخيرة التي أطاحت بسالمين رئيس الدولة إلا بدايتها . نعم بداية النهاية . (وهذا التنبؤ منا قبل أحداث يناير 1986 في عدن التي صفى الرفاق فيها بعضهم بعضاً )43
أين رفاق الأمس ؟ واعفونا من الأسماء . . أين الأموات منهم ؟ بل وأين الأحياء ؟ ! مجرد تساؤلات ؟ ؟ . . تساؤلات ليس إلا ! ! ؟
أنظروا مثلاُ إلى جرائم التخريب والتسلل فى الشطر الشمالى وآثار الجرائم الرهيبة هناك لتعرفوا الحقيقة . .
أنظروا مثلاُ ، التحقيقات التى أجرتها السلطات اليمنية الشمالية مع عصابات الجبهة القومية . . لتعرفوا الحقيقة ! من قتل عضو مجلس الرئاسة محمد على عثمان ؟
ومن مارس التخريب هنا وهناك ؟ وماذا يحدث اليوم للشطر الشمالى من الشطر الجنوبى ، فى ظل تنظيم واستغلال الارهاب ؟
مجرد تساؤلات ! !
انظرو مثلاً ما حدث فى بيروت من إرهاب ضد الشرفاء من قبل عصابات الجبهة القومية التى جعلت من بيروت ( وكراً ) وبؤرة لتنفيذالارهاب ضد أحرار اليمن ، فقد اغتالوا الكاتب اليمنى محمد على الشعيبى كما أشرنا سلفاً ، واغتالوا من بعده عبد العزيز الحروى ، ثم خيرة شباب اليمن محمد أحمد النعمان وزير خارجية الشمال ، ومحاولة اغتيال سفير اليمن المتجول محمد احمد الشامى ، وأخيراً اغتيال رفاقهم وشركائهم فى السلطة وفى التنظيم ؟ ! . .ومن بينهم الرفيق المناضل محمد علي هيثم رئيس وزراء اليمن الجنوبي في القاهرة ... حيث كان يقيم كلاجىء سياسي ... أليست هذه حقائق ودلائل على إقطاعية الإرهاب وتصعيده ؟
وانظروا ما حدث لدبلوماسى اليمن الجنوبية ؟" تفجير طائرة بمن فيها من الديبلوماسيين" وما حدث قبلها وبعدها من أحداث مبكية ومفجعه ومزرية وفضائح دبلوماسية هنا وهناك – كما سنتحدث عنها طويلاً فى مكانها المناسب (44) .
وللموضوع تكملة إن شاء الله تعالى وقدر ...
______________________
(40) ترقب كتابنا القادم ( مؤامرة التاج ) .
41 ( أنظر برنامج التنظيم السياسى للجبهة القومية الباب السادس ص 101 )
(42) العبارتان مصطلحان يرددهما اليساريون اليوم فى الوطن العربى وليس لهما محل من الإعراب فى اللغة .
43 هذا السطر أضفناه من عندنا عند إعادة طبع الكتاب على الانترنت
(44) ترقب كتابنا القادم : ( العصابة ) أو ملف الارهاب في هذا الكتاب
[/b]


عدل سابقا من قبل سرحان في الجمعة ديسمبر 11, 2009 10:02 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:06 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (5)
الحلقة الخامسة
تأليف عوض العرشاني
تقديم عبد القوي مكاوي

الفصل الثالث
الماركسية . . وهل هي اختيار عقائدى
للجبهة القومية . . ولماذا ؟
__________

* هناك جملة من التساؤلات الهامة طرحت نفسها على الساحة العربية والإسلامية عقب استئثار الجبهة القومية بالحكم وقفزها إلى السلطة فى الشطر الجنوبى من اليمن .
وشكلت هذه التساؤلات ( لغزاً محيراً ) ومخيفاً فى بعض الأوساط العربية والإسلامية تبحث عن الإجابة الموضوعية والعلمية لهذه التساؤلات .
وكان من أبرز التساؤلات . . ولعله من أهمها وأخطرها ذلك السؤال الكبير :
لماذا الماركسية ؟ أو الماركسية لماذا فى نهج الجبهة القومية ؟
وما هى القناعات الموضوعية لهذا المنهج ؟ وهل كانت الماركسية بديلاً صحيحاً وطبيعياً للفكر العربى القومى والإسلامى ؟ .
ثم . . ما هو وجه الحقيقة ( المتكامل ) فى هذه الظاهرة ؟ وهل الماركسية هي اختيار عقائدى للجبهة القومية ؟ أم للظاهرة أسباب أخرى ؟ وكيف يمكن أن نفهم طبيعة العلاقة بين الشيوعية العالمية وبين الجبهة القومية . . وما هى على وجه التحديد أسبابها وأبعادها واهدافها ؟
وعلى ضوء ذلك كله ، ما هو التقييم الموضوعى القاطع للظاهرة الماركسية ، . . على ضوء الأسباب والأبعاد والمهام ، البارزة على أرض الواقع ؟ .
• إن ( النمط ) الذى ينبغى أن توضع فيه الجبهة القومية فى مكانها الصحيح لا يمكن أن يتضح بإطلاق العنان للحكم المسبق دون التحليل الموضوعى لمجموعة الأسباب والعوامل التى حكمت الانتقال الفجائى بالجبهة القومية من الفكر القومى العائم الذى عالجناه منذ قليل ، إلى الماركسية اللينينية ، ولذلك ينبغى الوقوف موضوعياً أمام هذه الأسباب والعوامل ، وبالتالى تحديد الأبعاد والمهام والدور الموكول بها ، ومن ثم الوصول إلى التقييم الموضوعى السليم لطبيعة الهوية والنمط الجديد .
فما هى تلك الأسباب ؟ وما هى تلك المهام ؟ وما هو التقييم المنطقى الموضوعى لحجمها الطبيعى ؟
* * *

( ( 1 ) )
الأسباب
ــــــــ

• ذكرنا سلفا أن الجبهة القومية تسلمت السلطة من الاستعمار البريطانى فى ظل ملابسات وأوضاع (مشبوهة ) بالتورط والتواطؤ مع الاستعمار ، وخرجت من التجربة الوطنية للنضال الوطنى موصومه بالخيانة وعقدة التخلف ، وعاشت بالممارسة فى فراغ فكرى ، وقابلت أوضاعاً وتركات مثقلة من القضايا والهموم الاقتصادية ، والاجتماعية المعقدة فوق قدرتها الهزيلة وطاقات قياداتها السطحية والضحلة ، وأقامت النظام دون شرعية ، على الارهاب والقهر ، دولة بلا مقومات ، وسلطة بلا ولاء من الشعب ونظاماً معزولا بلا أصدقاء . . ومن هنا كانت حاجتها إلى الحماية وإلى الأصدقاء .
• فمن هم هؤلاء الأصدقاء ؟ وما هويتهم ؟ مقبولون داخلياً أم مرفوضون ؟ هذا أمر لا يهم ، المهم بقاء النظام وحماية السلطة . إذن فما هى الأسباب التى دفعت بالجبهة القومية إلى تبنى النظرية الماركسية اللينينية ؟ وبالتالى ما هو مبرر الارتماء والسقوط فى أحضان التبعية والذيلية للشيوعية العالمية ؟ . . والاجابة على السؤال ينبغى الوقوف هنا أمام أربعة أسباب هامة شكلت فى مجملها الرد الموضوعى على الظاهرة ، والحقيقة التاريخية على الواقع :
الأول : القفز فوق وصمة الخيانة الوطنية وتجاوز الواقع وعقدة التخلف ! !
الثانى : الفراغ الفكرى والحاجة إلى بديل نظرى جاهز .
الثالث : الأزمة الاقتصادية أدت بالنتيجة إلى التبعية السياسية ! !
الرابع : الحاجة إلى الحماية العسكرية أدت بالضرورة إلى السقوط تحت سيطرة مناطق النفوذ .
* * *
السبب الأول : القفز فوق وصمة الخيانة الوطنية وتجاوز الواقع وعقدة التخلف ! !
كأى منظمة (مشبوهة) خرجت الجبهة القومية من معركة النضال الوطنى ضد الاستعمار ( جريحة ) فى وطنيتها، وموصومة بالخيانة فى هويتها الوطنية ، ورغم مظاهر الانتصار ، وغرور ومغريات السلطة إلا أن التجربة المريرة هزت كبرياءها من الداخل وولدت فى أعماقها ( عقدة ) الشعور بالذنب وهو الأمر الذى أدى بها فى البداية إلى التجنح والتشرذم بين أجنحتها المختلفة ، وانتهى بها المآل إلى التصفيات الدموية الرهيبة التى شهدتها المنطقة ، فالارتماء المكشوف فى أحضان الشيوعية الدولية .
فاليمين المعتدل كان مرتبطا فى بعض شرائحه بالسياسة الوطنية المتخوفة من الشيوعية فضلاً عن ارتباط بعض شرائحه الأخرى بالسياسة البريطانية .
واما اليسار المتطرف : فقد كان يبحث بقلق وانزعاج عن الهوية الوطنية التقدمية ولكن من خلال الشيوعية العالمية فوقعت الأزمة ، واستعصى الحل واستشرى ( خطر التجنح والصراع الدموى ) فحاول اليسار المتطرف القفز فوق وصمة الخيانة فتجاوز الواقع الوطنى ، ووقع فى المحظور ، وكان (الخطأ ) القافز أجسم وأكبر من الذنب (الكائن ) الذى حدث فعلاً . . بالتورط فى الخيانة .
والجبهة القومية كأى ( جبهة ) تضم أو ضمت فى صفوفها الإتجاهات المتعددة ، والاجتهادات المتنوعة والثقافات المختلفة – إذا صح ذلك – ففيها الوطنى الغيور ، وفيها الإنتهازى المتسلق ، وفيها المفكر القومى ، وفيها المفكر الإسلامى وفيها النزعة الفطرية المحلية ، وفيها النزعات الإنسانية ، فيها الخير وفيها الشرير ، فيها المصلح، وفيها المخرب ، فيها اللصوص ، وقطاع الطرق ، وفيها المنزهون والمتسامحون ، فيها المندسين والمشبوهين والوصوليين، وفيها الثوريين والشرفاء ـ وهذه حقيقة ـ فيها كل المتناقضات الانتهازية . .
وفى صفوفها كل التعارض والتباين ، فى الثقافة وفى الأخلاق ، وفى المنطلقات ، ومع ذلك فقد تغلبت فى صفوفها اتجاهات الإرهاب ، ومعاول الهدم ، وعناصر الشر ، على اتجاهات السلام الإجتماعى ومقومات البناء ، وعناصر الخير ، وفضلاً عن ذلك كله ، ففى الجبهة القومية قيادات تسللت إلى الصفوف الأولى وأدت خدمات جليلة للسياسة البريطانية ولا زالت بريطانيا تراهن على نجاحها . وجاءت فى مقابلها قيادات تخدم من مواقع المسئولية السياسات الدولية ، كموظفين للشيوعية العالمية .
هذه حقيقة للإنصاف والتاريخ ، ومع ذلك ، فإذا ما وجه ( الاتهام ) إلى الجبهة القومية فإنه يتوجه بالدرجة الأولى إلى تلك الشرائح العليا من القيادات . . لأن القواعد فى الغالب . . نقية الطوية . . وثورية المسلك بالفطرة ، ولكنها تنفذ شعارات براقة ، صادرة من قيادات تتوسم فيها الإخلاص ، وتعتقد إيماناً بصدق منطلقها واتجاهاتها العامة وتتوسم فيها ( الطهارة الثورية ) ونبل المقصد .
لكن ذلك لا ينفى أن تلك القواعد وهى فى مجموعها من شباب صغار السن لا يتجاوز متوسط اعمارهم العقد الثانى يتلقون ثقافة حزبية ماركسية مركزة استهدفت السياسة الشيوعية الدولية إعدادهم للمستقبل ( ككوادر ) تتبنى العقيدة الماركسية باستماته ، وهؤلاء الصبية من المراهقين – إذا - استمر النظام لخمس سنوات أخرى – ستكون هى البديل الثورى ( لقيادة المراحل ) أى أن النظام بالتأكيد سيكون نظاماً شيوعياً حقيقياً . . وهذه هى الفجيعه لشعبنا فى الداخل .
بدليل أن السوفيت كانوا يدربون فى موسكو أكثر من ألف شاب تدريباً عسكرياً فكرياً مركزاً . . وقد قال لى صديق عربى يدرس فى ألاكاديمية العسكرية بموسكو : ( لديكم زهرات من الشباب ، لكنهم عكسنا يصرفون ثلاثة أرباع وقتهم فى الدراسات الماركسية ومع ذلك .. رجع هؤلاء ، وأولئك من حيث أتوا .. من الشارع جاءوا وإليه عادوا ... مع الأسف الشديد ) .
إن الشيوعية الدولية أدركت – يقينا – أن القيادات السابقة للجبهة القومية حتى وإن تمادت فى التطرف بالشعارات وزايدت فى المواقف ، جرياً وراء طمس وصمة الخيانة الوطنية ، والتورط مع السياسة البريطانية فى الماضى ، ليست هى المؤهلة تاريخياً لقيادة مسيرة الحركة الشيوعية ، ومن هنا تأتى الثقافة الماركسية المركزة فى المدارس الحزبية التى يمولها السوفيت فى المنطقة ، كمدارس (البروليتاريا ) و ( النجمة الحمراء ) و ( الشعلة ) وغيرها من مراكز التثقيف والتلقين بالإضافة إلى البعثات الخارجية لتعطى شبابنا سمومها وتفرض عليه ثقافة (غسيل المخ ) وهو تثقيف إجبارى يستهدف إذلال الفرد ، وتكرار لا نهاية له ( للحقائق الرسمية ) والعقائدية ، وأشكال أخرى من التعذيب العقلى الذى يمارس بالقوة على شخص لحمله على التخلص من معتقدات ( ايدولوجية ) أساسية معينة وأعتناق غيرها (24)
وقد أكد لى صحفى مصرى يسارى عاش فى عدن أكثر من سبع سنوات قضى منها فترة فى معتقلات التعذيب ( إن قيادات الجبهة القومية ( غارقة فى الرجعية والتخلف ) ولا يمكن إنكار كونها فعلاً تواطأت مع الإنجليز ، وتمارس الإرهاب فى الداخل (25) .
كل ذلك يوضح – إلى أى مدى – اعتبار القيادات الحالية فى الجبهة القومية ( رفقاء سفر ) وهو اصطلاح يطلق على الأشخاص الذين يعطفون ويؤيدون أكثر مبادئ وسياسات الشيوعية الدولية ، وإن لم يكونوا أعضاء فى الحزب الشيوعى .
الخلاصة : . . إن الجبهة القومية فى انتهاجها الخط الماركسى ، وتطرفها المغامر فى المزايدات ، وتعليق الشعارات على المشاجب ، بدأ ( بزوبعة ) المؤتمر الرابع ومروراً بما طرحه برنامجها السياسى فيما أسموه ( مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ) وإنتهاء بشعارات المؤتمر السادس الجديد ، تستهدف بكل ذلك التخلص نهائياً من وصمة الماضى وعقده ، وخلق مظاهرة سياسية مثيرة حول مواقفها الجديدة كسبا لليسار العربى ، وتودداً فى المحاكاة والتقليد للشيوعية الدولية .
فالمؤتمر الرابع ، مؤتمر ( زنجبار 2-6 مارس سنة 1968 ) لم يأت بحل لمشاكل التخلف ، ولكنه أثار زوبعة سياسية ، وأطناناً من الشعارات والعبارات الفارغة .
وبالعودة إلى قراراته يتضح إلى أى مدى كان المتظاهرون والمراهقون والموصومون يريدون القفز على وصمة الخيانة ، ويدارون الجريمة فى حين أن أركانها ثابته .
ومن شعاراته الصارخة التى تخفى العجز وتستهدف الإثارة القرارات التالية :
• إعادة بناء التنظيم السياسى ضمن الخط الاشتراكى العلمى ، وإقامة ميليشيا شعبية ؟؟؟.
• إجراء إصلاح زراعى جذرى متناسب ومصالح الجماهير الكادحه واستكمال التحرر الاقتصادى بشكل عام ؟؟؟.
• ( تطهير ) مؤسسات الدولة الإدارية والعسكرية ؟؟؟.
• ضرورة التفاعل والانفتاح على كافة تجارب الأنظمة الإشتراكية فى العالم ، والوقوف ضد محاولات الإمبريالية والإستعمار لضرب القوى التقدمية ؟؟؟.
* * *
مجرد مظاهرة سياسية ومزايدة فارغة المحتوى . . ومع ذلك ظن الجهلاء والمنظرون فى الجبهة القومية واعتقدوا أنهم قد وصلوا إلى الفضاء بهذه القرارات الفارغة والمثيرة والخادعة فى الواقع والأصل . . فهى تعبير صريح وواضح عن عجز ، وتأكيد تام لإخفاء وصمة الخيانة الوطنية بالدرجة الأولى .
ومن أجل ذلك يمكن القول بأن قضايا التخلف لا تحلها القرارات الانفعالية ولا الشعارات الطنانة ، ولا مئات الصفحات من المزايدات ، والتضليل والدجل الخادع . . ولا حتى شراء الأقلام الأجيرة للتبرير ، إنما يحلها الفهم الواعى لطبيعة تلك المشاكل والتصدى لحلها حلا وطنياً وعملياً بنفس الوقت بما يتناسب مع الواقع ولا يتجاوز القفز عليه ، حلا يواكب التطور ، ولا يتخلف عنه ، ومن هنا حدث (الصراع ) الدموى من أول الطريق بين أجنحة الحكم – وترتب على ذلك – كما يقرر أحد الكتاب الموالين للجبهة القومية عقب المؤتمر الرابع بروز ما أسماه بثلاث قوى رئيسية : (26)
المؤسسات العسكرية للجيش والأمن كنواة أولى وتقف خلفها على حد تعبيره القوى الرجعية فى المنطقة . والثانية جناح البرجوازية الصغيرة التى ترفض فكرة هدم مؤسسات الدولة القديمة ، والتطهير التى تقفز فوق الواقع ثم القوة الثالثة وهى الجناح المؤمن بفكر واستراتيجية الطبقة الكادحة من عمال وفلاحين وجنود على حد قوله .
وقد انتهزت القوة الأولى الصراع بين الجناحين فى الجبهة القومية ، وقامت بالضغط المستمر من أجل تصفية من أسمتهم بالعناصر الشيوعية ، ووقعت القوة الثانية في الجبهة القومية وهى طبقة متذبذبة وانتهازية على حد تعبير ( الكاتب ) فى مأزق تاريخى .
ولعل من حصيلة هذا الصراع إنقلاب 20 مارس فى أوساط الجبهة القومية وكان أقوى رد فعل للإنقلاب قيام (القوة الثالثة ) بإعلان رفضها لكل التطورات التى حدثت تحت شعار محاربة الشيوعية ، واتهمت القوة الثانية بالتآمر مع القوة الأولى ، ومن ملجأها فى الريف أعلنت شجبها للإنقلاب ، ومقاومتها للجيش والأمن العام ، واتهمت الملحق العسكرى الأمريكى بدوره السافر فى الإنقلاب وتحركه الظاهر داخل اللواء السادس الذى تولى عملية اعتقال أكثر من 300 عضو من قيادات وقواعد الجبهة القومية (27) .
ولم يكن صحيحاً على وجه اليقين بأن تصعيد الأزمة بين جناحى الجبهة القومية هو الإصرار على تنفيذ قرارات المؤتمر ، وتصحيح ما حدث فى 20 مارس . . بل كان للأزمة مظهر آخر هو ممارسات الجناح المتطرف أساليب تصفوية وقهرية فى الريف . ولعل ما حدث فى ( ابين والمخزن ) من أحداث دموية وفوضوية ضد قبائل ( آل شداد وآل زيادة ) من جانب اليسار الفوضوى فى الريف كان من علامات التصاعد بالأزمة وهو الأمر الذى أودى بحكومة قحطان الشعبى الرئيس السابق إلى إصدار بيانها فى 14 مايو سنة 1968 بتوقيع قحطان الشعبى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة فى ذلك الوقت ، وإعتبار أحداث أبين ( ملحمة ) وتمرد ، ووصف ما يسمى بالقوة الثالثة ( باليسار الانتهازى ) الأمر الذى أدى بهذه الشراذم إلى الفرار والهروب عبر جبال يافع والضالع والتحصن بها ، والتجاء فريق منها إلى شمال الوطن ، ثم العودة بعد ذلك وفق التطورات التى حدثت فى المنطقة إثر الهجمات المسلحة التى قامت بها القوى الوطنية فى العوالق وردفان فى يوليو 1968 .
ففى أحداث يوليو 1968 وهى الهجمات التى كادت تؤدى بالنظام إلى السقوط لولا عودة الجناحين إلى نوع من الزواج الشرعى والتلاحم ضد الأخطار الجديدة التى أتت من خارج الجبهة القومية ودون الدخول فى تفاصيل . . نلاحظ أن الجبهة القومية اتجهت بعد الخطوة ( المسماة بالتصحيحية ) ( التخريبية الأصل ) فى إتجاه طريق الارتماء المكشوف فى أحضان الشيوعية العاليمة وممارسة الإرهاب المعنوى والدموى تحت شعارات زائفة ، وديمقراطية مغتالة ومفقودة ، وتجربة كسيحة تجاوزت فى مسلكها التجربة المبتورة السابقة .
ومن عجب فإن القوة الثالثة التى يعنيها الشيوعيون هنا قد أطلقت على رفاق الأمس وهم مجاميع سالم ربيع اليسارى جداً الذى وصف بعد مصرعه باليسارى الانتهازى ، وبذلك أكد رفاقه ما كان يعنيه يمين الجبهة القومية بهذه الصفه لمجاميع سالم ربيع القاتل والقتيل ، أى أن النعوت والصفات تطلق على أعنتها للرفاق حسب المواقف ، ووفقاً للأمزجه ! وكيفما اتفق مع أو ضد المصالح القائمة لا المبادئ الثابته ، وهى المفقودة فى الأصل ، على أرض الواقع .
ولذلك ركبت قيادات اليسار الجديد فى الجبهة القومية قطاراً فى الاتجاه المضاد لطريقها وما عليها إلا أن تنزل لتبدأ من جديد .
* * *
______________________
(24) الديمقراطية . . والشيوعية . وليم اينشتين ص 344
(25) الصحفى المصرى : أمين رضوان . . وسنتعرض لقصته الكاملة فى العصابة فى المجلدات القادمة .
(26) د. أحمد عطيه المصرى . . تجربة اليمن الديمراطية ص 544 ، 546 ( بتصرف ) وقد نقل الكاتب هذه الحقائق عن بيان القوة الثالثة فى الجبهة القومية وفق تفاصيل كثيرة لا يسمح المجال هنا بالتعرض لها . . نقلا عن نايف حواتمة ( فى كتاب أزمة الثورة فى اليمن الجنوبية ص 119) وسلطان أحمد عمر أحد منظرى الجبهة القومية فى كتابه : نظرة فى تطور المجتمع اليمنى ، ص 267 وهو السكرتير الأول لما يسمى بالحزب الديمقراطى الثورى اليمنى فى شمال اليمن . وقد تجاهل الكاتب المنحاز مواقف تلك القوة الثالثة ، واتصالاتها المشبوهة مع السفارات الأجنبية فى مرحلة لجوئها إلى الشمال اليمنى حيث كونت وشائج من العلاقات المشبوهة بالسفارات الغربية .
(27) المرجع السابق ص 245 -246


عدل سابقا من قبل سرحان في الجمعة ديسمبر 11, 2009 10:04 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:07 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية (4)
تأليف : عوض العرشاني
تقديم : عبد القوي مكاوي



وفى موضوعنا انعكست الآية فأصبحت تصرفات القادة فى الجبهة القومية متسمة على الدوام وباستمرار بالروح الفردية ، وهى صفة ملازمة – ولازالت – للقيادة الفردية الذاتية فى التنظيم والسلطة على السواء .
وأما (الحماقات) فيقصد بها هنا التصرفات اللامسئولة الخارجة عن نطاق المعقول ، وهى تعنى بالتفسير معان متعددة ، فقد تعنى ( الارغام ) باستخدام القوة والتهديد بالقوة للتأثير على الناس أو الأحداث ، كما هو واضح من عبارة إشاعة الذعر بين المواطنين ، وهذا صحيح من الناحية الفعلية ، وقد تعنى (الاقتصاد الارغامى ) كما يعبر عنه أحد الكتاب الأمريكيين – ( وهو اقتصاد تسيطر فيه الدولة على عدد ونوع السلع المنتجه وتوزيعها ) وجميع القرارات الاقتصادية الأساسية التى تتخذها السلطات بشئ من التعسف ، وهدفها الأول هو تنمية سلطة الدولة(16) .
وعلى أرض الواقع يتأكد هذا المعنى فى الحياة اليومية للمواطن فى اليمن الجنوبية ، وهذا واضح كل الوضوح من عبارة ( قد أضرت بالوضع الاقتصادى ) الذى جاء فى اعتراف اللجنة التنظيمية للجبهه القومية ، وهو يطرح أمامنا تصورات مختلفة أهمها : الرشوة ، والفساد الاقتصادى ، والاختلاس ، وتهريب الأموال إلى الخارج ، وتجنيد موارد الدولة لجهاز أمن الثورة ومطاردة المواطنين ، والتجسس عليهم ، وإرهاب الناس بالوسائل البوليسية، علاوة على إصدار القرارات الارتجالية فى تأميم التجارة الداخلية ، والعقارات الثابتة والمنقولة ، وهو الأمر الذى أدى بهروب رؤوس الأموال إلى الخارج .
وهذه حقائق واضحه ، وواردة ، سواء كانت تفترضها اللجنة التنظيمية أو تفترض العكس ، ولعل الحالة الاقتصادية المتدهورة ، وندرة السلع الضرورية ، وتدنى المستوى المعيشى للشعب هناك ، هو دليل على هذه الظاهرة.
رابعاً : عدم وضوح الرؤية فى الصفوف القيادية للكيفية التى يمكن بها معالجة مشاكل ما بعد الإستقلال (17) :
وهذه الظاهرة أدت بالنتيجة إلى ( التباين ) والتعارض فى المواقف مما ضاعف هذه المشاكل ، وهى مشاكل تصاعدت وتضاعفت باستمرار ، وبشكل رهيب : مشاكل فى السلطة ، ومشاكل فى التنظيم ، أدت هذه المشاكل التى لم تجد لها من حل ، إلى حالة من تباين المواقف وتعارضها ، وترتب عنها بالضرورة والحتمية ( التجنح والصراع الحزبى الفكرى والدموى) ، الذى ساد صفوف الجبهة القومية ذاتها ، وصعد بالتالى من عمليات الإرهاب الجسدى والمعنوى ضد المواطن ، وما خلقته من مأساة إنسانية ، وانهيار اقتصادى ، وانحطاط خلقى ، وفساد سياسى ، وفوضى إدارية ودمار كامل ، لكل مقومات الحياة ، والحضارة والقيم والمكونات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، فى المجتمع اليوم داخل أسوار السجن الكبير فى اليمن الجنوبى .
وتسببت هذه الظاهرة ولاشك فى تحويل الدولة إلى ( دولة مشايعة ) شمولية إن لم نقل (ذيلية ) تحت السيطرة المطلقة والتحكم العقائدى والنفوذ السياسى للإتحاد السوفيتى فى المنطقة آنذاك .


على مستوى السلطة

حين انتهينا – حالا – من تحليل الظواهر الهابطه التى برزت فى بنية الجبهة القومية تنظيمياً وهى التى حددناها بعدم وجود أرضية فكرية واضحة ومحددة ، وبروز الظواهر الفردية والعلاقات الشللية ، وضعف الروابط التنظيمية والشلل العام الذى كان طابع التنظيم ، وعدم الوضوح الفكرى فى الصفوف القيادية التى عالجت به مشاكل ما بعد الاستقلال ، نستطيع – الآن – أن ندخل مباشرة إلى تحديد مجموعة الظواهر التى برزت فى التجربة على مستوى السلطة لنلخصها بالظواهر والمحصلات التالية :
أولاً : غياب البرنامج الواضح والمحدد للسلطة (18) :
وبغياب البرنامج الذى يحدد المسئوليات والاختصاصات للسلطة . . سواء سلطة دولة أو سلطة مرافق . . فإن النتيجة التى تتبادر إلى الذهن مباشرة هى الوقوع فى ( الفوضى والتدهور ) وهما بطبيعة الحال حالتان مختلفتان . . فالفوضى هى حالة من الأرتباك السياسى بسبب عدم وجود حكومة منظمة ، والتدهور حالة أو صفة من الإنحطاط الفكرى والسياسى والعقائدى والأخلاقى وما إلى ذلك من السجايا والصفات الهابطة .

وهذه الظاهرة الهابطة فى عدم تحديد البرنامج الواضح لسياسة السلطة كان بسبب العجز والثقافة القاصرة والسطحية فى نوعية العناصر التى ارتبطت فى الجبهة القومية أو قادت مسيرتها و (هو الأمر الذى جعل الجبهة القومية تتحمل مسئولسية السلطة دون توافر الكوادر المؤهلة الكافية (19) وهذا اعتراف صريح وكاف بما سبق أن أوردناه من أن القيادة فى الجبهة القومية قد تسلمت السلطة ( أو أستأثرت بها ) دون ان تكون مهيأة لتحمل تبعات هذه المسئولية بسبب القصور والضحول الفكرى ، وعدم توافر ( الكوادر المؤهلة ) القادرة على حل المشاكل بالأسلوب العملى المتخصص .
وهذا القصور الذى ساد فى صفوف الجبهة القومية والسطحية التى عبرت عن أفكارها ، يجرنا إلى سؤال هام :
إلى أى مدى يمكن لمجموعة قاصرة وسطحية أن تقود قضايا التطور بنجاح ، وتحل مشاكل التخلف دون تضحية بالوطن ؟ .
( إن تصدى مجموعة من الوطنيين المخلصين لقضايا التحرر أمر تاريخى وثورى لاشك فيه ، لا يحتاج فى هذه المرحلة إلى أكثر من الاستعداد للتضحية بالنفس ، أما أن تتصدى هذه المجموعة بعينها لقضايا التطور ( فإنه أمر يحتاج فى هذه المرحلة إلى مواصفات أخرى ، وبغيرها يصبح إصراراً منها على التضحية ( بالوطن ) (20) .
قول فى منتهى الدقة ، وتعبير فى مستوى الحكمة .
ولعل هذا التعبير الجامع المانع – حقيقة – هو الرد الصحيح فى معناه السياسى ، وعمقه الفلسفى وبعده الأخلاقى.
ثانياً : عاشت قيادات الجبهة القومية ( حالة غرور ) متهورة على جماهير الشعب (21) :
وهذه الظاهرة التى تعترف بها اللجنة التنظيمية للجبهة القومية وتقرر تفشيها على مستوى السلطة تدل دلالة واضحة أن الغرور والتهور ، والتعالى لا ينم على القوة والثقة بالنفس ، وإنما ينم الغرور عن ضعف ، والتهور عن يأس ، والتعالى عن عقد ، وهى حالات تدفع بصاحبها إلى مسلك ( الاستعراض والمباهاة ) وهى امراض وظواهر للجهل المتفشى فى صفوف الجبهة القومية عموماً وقد أدت الظواهر إلى انعزال القيادات الجاهلة والمضللة فى السلطة والتنظيم ، وعدم اقترابها الصحيح من مشاكل الناس ، لأن المغرور والجاهل والمتهور غالباً ما يشتغل بمشاكله الخاصة سواء كان على مستوى الفرد ، أو على مستوى الجماعة ( فى الدولة أو التنظيم ) .
وهو الأمر الذي أوصل تلك القيادات إلى ممارسات يومية مرتجلة نجم عنها بالضرورة هز ثقة المواطنين بالسلطة، وشل مبادراتهم واستعدادهم على ( العطاء والتضحية ) فى خدمة الوطن .
ثالثاً : ضعف كفاءة وقدرة الجهاز الإدارى على مواجهة مشاكل الدولة فى مرحلة ما بعد الاستقلال (22) :
وهذه الظاهرة الصارخة نشات عن ( التسرع ) فى تصفية الجهاز الإدارى الكفؤ الذى كانت تفخر به البلاد ، فمارست السلطة تصفية شاملة ( وتطهيراً ) جذرياً لهذه الجهاز ( بأحكام مزاجية ) لا تنم عن الموضوعية بشئ ، وتبتعد عن تقدير العواقب الوخيمة المترتبة على هذه الأحكام ( المرتجلة ) بحجة تطهير الجهاز الإدارى من الثورة المضادة، والمندسين ، والمخربين ، وهى ذريعة للتخلص من الكفاءات التى لا تنتمى بالولاء إلى الجبهة القومية وتسليم مهام الجهاز الإدراى لعناصر _ أمية وجهلاء ) وانصاف متعلمين معظمهم لا يجيد ( فك الخط ) مما ادى إلى تدهور كامل نتيجة لهذه الإجراءات التى تدل على ضيق فى التفكير ، وحرفية فى النقل لتجارب الآخرين ، والتطرف المرتجل فى إصدار القرارات ، وقد أصبح من المعروف أن الجبهة القومية سلمت إدارة الأجهزة الإدارية فى بعض المناطق فى الريف للفراشين الذين تبوأوا مسئولية أخطر الأجهزة تعقيداً ، وحسنتهم الوحيدة أنهم يدينون بالولاء والطاعة العمياء للقيادة والتنظيم .
ويلاحظ ذلك ابتداء من محافظى المحافظات ، إلى محاسبى الأ عمال المالية المعقدة وهذه حقيقة غير مبالغ فيها .
وأما اعمال التطهير : التى مارستها القيادة بتسرع وبأحكام مزاجية – كما تعترف بذلك اللجنة التنظيمية فلربما تأثرت بها من خلال المحاكاة والتقليد للأنظمة النازية والفاشية . ( فالتطهير ) مارسه عبر العصور التاريخية جميع الحكام مطلقو السلطة . . وتستهدف عمليات التطهير إقصاء الأشخاص المعادين للسلطة أو الذين تخشى السلطة معاداتهم ، وقد اقتصر (هتلر ) و ( موسولينى ) على هذه الخطة بشكلها المألوف . أما فى الإتحاد السوفييتى والبلاد الخاضعة للنظام الشيوعى ، فإن هذه الحركة تجرى إلى مدى أبعد من ذلك بكثير . ولعل الجبهة القومية نقلت التجربة حرفياً دون تبصر إلى عواقب ونتائج هذه الأحكام المزاجية المتسرعة .
رابعاً : عدم وجود تشريع موحد يحكم البلاد ويحدد صلاحيات وعلاقات الأجهزة الإدارية (23) :
وهذه الظاهرة ضاعفت – ولا شك – من ( أزمة السلطة ) التى لا زالت على حد تعبير اللجنة التنظيمية تتمثل حتى الأن فى عدم قدرتها على تثبيت حكم قوى ، وقد كان لهذه الظاهرة أثره فى إثارة النزاعات الداخلية بين المواطنين ، والتضارب غير الناضج بين الأجهزة والمسئولين ، هو الأمر الذى شجع المواطنين وفق اعترافات اللجنة ( على التوجه إلى الأمن والجيش فى المناطق الريفية لحل منازعاتهم بلاً من الأجهزة المدنية لعدم ( توافرها أو لضعفها ) وأعطى الفرصة لبعض العناصر الانتهازية فى السلطة والتنظيم لتستفيد من هذه الأوضاع ، وخلقت حالات وظواهر ( التفشى ) و (الازدواج ) على مستوى السلطة ، وأعضاء القيادات المحلية – وهى ظواهر أدت مجتمعة – إلى كثير من أعمال الفوضى والنهب والاختلاس لأموال البلاد وإشاعة الخوف والذعر والإرهاب فى صفوف المواطنين .
إن الإرهاب قد يخلق الخوف ، ولكنه لا يمنح الولاء ، ويستحيل به ومعه ، خلق فضيلة العطاء ، أو الاستعداد على التضحية .
نلتقي في الحلقة القادمة مع الفصل الثالث إن شاء الله
______________________
(16) الديمقراطية والشيوعية . وليم إينشتين ص 245
(17) اللجنة التنظيمية للجبهه القومية – المرجع السابق ص 259
(18) ) اللجنة التنظيمية للجبهه القومية – المصدر السابق ص 259
(19) المصدر السابق ص 299
(20) الدكتور عبد الرحمن البيضانى . سوق الشعارات فى اليمن ص 132
(21) اللجنة التنظيمية للجبهة القومية ص 259 ، المصدر المشار إليه .
(22) اللجنة التنظيمية للجبهة القومية ص 260 ، المصدر السابق
(23) المصدر السابق ص 260


عدل سابقا من قبل سرحان في الجمعة ديسمبر 11, 2009 10:06 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:09 pm

[size=25]الحركة : هل هى حركة راديكالية ؟ أم حركة ليبرالية ؟
* من البدء لم تستقر الرؤية الفكرية السياسية للحركة على أرض ثابته محددة من الناحية الأيديولوجية ، فهى عبر نشراتها ( الثأر ) فى لبنان ، مجلة ( الرأى ) فى الأردن . ( الطليعة ) فى الكويت . (الحرية ) فى بيروت كانت تعبر عن مواقفها الأساسية تجاه الأحداث على الساحة العربية بالعموميات ومع ذلك كانت تلك المواقف ( تتبدل ) ونضغط هنا على عبارة ( تتبدل ) لا تتطور ، فالتطور أمر مطلوب لأى حركة . . لأن طبيعة الفكر الإنسانى متطور باستمرار وهو قانون الحياة . . ومع ذلك فإننا نجد مؤسس الحركة ( جورج حبش ) يقول :
( كان تصورنا أنه يوجد سندين لدعم تجربتنا بشكل يجعلها متميزة عن القوى السياسية القائمة فى ذلك الوقت : السند الأول : الدراسات الفكرية والسياسية ، والسند الثانى : كنا نعبرعنه بالتنظيم الحديدى المنضبط.
ومنذ البداية طرح علينا سؤال : هل تبقى الحركة جامدة سياسياً إلى أن تكتمل دراساتها ؟ وكان الرأى الذى تم الإتفاق عليه فى ذلك الوقت أنه لابد من التحرك السياسى فى نفس الوقت الذى تسير فيه عملية التأسيس ) (1)
أى أن الحركة قامت دون تحديد لآفاقها الفكرية والسياسية . . وهذه حقيقة تؤكدها مواقف الحركة عبر تطورها – كما سنرى – والحركة أيضاً ليست متميزة – كما يدعى مؤسسها – عن القوى السياسية القائمة فى ذلك الوقت ، بل كانت فى مستوى فكرى هابط إذا ما قيست بحزب البعث العربى الأشتراكى الذى سبقها فى النشأة قرابة عقد من الزمان تقريباً .
وبمقياس المرحلة التى نشأ فيها حزب البعث يمكن القول بأنه كان حزباً قومياً ( راد يكاليا ) أى متطرفاً ، والحركة تنظيمياً ذات هوية فكرية ليبرالية . . ضبابية وعائمة . .(غيبية).
ومع ذلك يقيم البعض الحركة من خلال طرح قادتها ( بأنها قامت على فكر وطنى قومى ردايكالى ، وبالتالى تتجاوز بالمقياس النظرى ما مثله حزب البعث - مثلاً – نظرياً وفكرياً (2) وهو تصوير فى نظرنا مبالغ فيه . فالحركة ذات رؤية فكرية وسياسية ضبابية عائمة وغامضة ومتخلفة ، وهذا لا ينفى ولا يسقط الإجتهادات الفكرية الرائعة التى قدمها بعض المفكرين القوميين فى الحركة ذاتياً كالمفكر القومى الفلسطينى ( الحكم دروزة ) وغيره من المفكرين. (3)
أما فيما يخص السند الثانى وهو التنظيم الحديدى المنضبط فى الحركة ، ففى هذا الجانب سارت الحركة مساراً ناجحاً ومتفوقاً نسبياً على ما سواها . فجورج حبش صادق كل الصدق فى هذه النقطة ، والدليل ما أوردناه سلفاً من أن الحركة كانت تمارس – أساليب حزبية نازية وفاشية صارمة ! ! . . ) كالإنضباط والطاعة العمياء للقيادة ، وسرية العمل ( ونفذ ثم ناقش ) وهى أساليب كانت تستهدف بها الحركة قطع دابر الشك فى قداستها وعدم النقاش فى ذات الحركة ، بهدف إيجاد حالة من الغيبية اليقينية تربط العضو بحركة تشده إليها ( قوى وأحساسات مجهولة ) وهذه القوى الغيبية المجهولة ( شأن كل مجهول ) تشكل حالة من اليقين والإيمان الصلب . . لأنها رمزغير منظور .
أذن فالحركة تنظيمياً هو ذلك الرمز الغيبى المجهول الذى ينبغى أن يؤمن به الأعضاء إيماناً مطلقاً ، ولا يقبل النقاش فى ذاته . وأى مساس بهذا المعتقد يعرض العضو للفصل والطرد . . وهذا ما حدث فعلاً على أرض الواقع حين تعاظم وعى الكثيرين من الشباب داخل الحركة وبدأ يناقش هويتها الفكرية وأساليبها التنظيمية والحركة ذاتها ، ويستفسر عن قيادتها الخفية التى هى أيضاً ظلت كالرمز المجهول ، ( والمحظور ) على العضو الإستفسار عن محتواها ، أو النقاش فى طبيعتها ، إلا من ذلك النزر اليسير من الشحنات الفكرية القومية والعائمة ، العاطفية فى المثالية والضبابية ، والتى كانت تقدم بشكل منتظم ومركز .



عبد الناصر . . والحركة
وظل تخبط الحركة الفكرى العشوائى يتخذ طابع استغلال الأحداث القومية ويلاحق حماس الجماهير لأستقطابها ، وعندما قامت الوحدة بين سوريا ومصر فى عام 1958 ، وظهور عبد الناصر كرمز وكبطل قومى لقيادة النضال العربى والثورة العربية ، وتعلق الجماهير بقيادته حاولت الحركة استقطاب هذه الشعبية لصالحها عن طريق تطويق حركة عبد الناصر ومحاولة مغازلته واستقطاب شعبيته .
ففى ذلك الوقت أعلنت الحركة فى تقييم لها :
( أن ثورة 23 يوليو فى مصر بعد تبلور طابعها القومى أصبحت فى الواقع العملى هى القيادة الرسمية للثورة العربية ، وأصبحت الحركة تفهم مهمتها فى تلك الفترة على أساس العمل والتحرك وفق خطوط ( أستراتيجية الناصرية ) لإنجاز المزيد من الخطوات الوحدوية فى الساحة العربية . وظلت الحركة وفق هذا المنطلق تطرح دجلاً وتضليلاً فى أذهان الشباب العربى بهدف استقطابه ( بوهم زعامة عبد الناصر ) وريادته للحركة ، وقولها بأنه ليس من الضرورى إعلان ذلك فى هذه المرحلة . . ولكن ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق . . فعبد الناصر تعاون مع هذه الحركة وسهل لها مناخات وتسهيلات معنوية ومادية متعددة على كافة المستويات للتحرك فى مرحلة خلافة العقائدى مع حزب البعث بعد نكسة الإنفصال فى عام 1961 إلى 1962 .
ومع ذلك فإن الحركة ظلت تركز على قيادة عبد الناصر كقيادة ثورية وشعبية حتى نهاية 1963 . . وكانت بذلك تلاحق حركة 23 يوليو فكرياً وسياسياً رافعة كل الخطوط والأفكار العامة المطروحة فى مصر . . ففى عام 1962 بلورت مصر خطها الفكرى والسياسى من خلال الميثاق الوطنى وطرح الميثاق للنقاش فى مصر وفى الساحة العربية مضامين تحررية ووحدوية واشتراكية – وكعادة اى حركة لا تقوم على مكونات فكرية وسياسية محددة انتقلت الحركة فجأة ونهائيا – كما يقول مؤسسها من مرحلة الفكر التحررى القومى الراديكالى إلى تبنى (الاشتراكية العلمية ) كدليل نظرى لها ، فغيرت شعاراتها العائمة : تحرر . وحدة . ثأر . إلى شعارات جديدة هى : تحرر ، اشتراكية ، وحدة ، واسترداد فلسطين . وتحاول الحركة أن توحى بأن مفهوم الإشتراكية العلمية التى طرحها الميثاق العربى هى تعبير مرادف للاشتراكية العلمية بالمفهوم الماركسى , ولكن مفهوم الاشتراكية العلمية كما يفهم اليوم قومياً . . ليس هو مفهوم الماركسية الاشتراكية ، وليس هو أيضاً مفهوم الحركة للاشتراكية بالأمس ، أى فى أعقاب (تبدل ) الشعارات . . والتخبطات الفكرية .
يقول ( جورج حبش ) (4) عندما فكرنا فى تأسيس الحركة كان فى ذهننا أن الحركة تمتد كتنظيم عربى شامل لكل جزء من أجزاء الوطن مع تركيز على ساحة أساسية من الساحات لنستطيع فى تلك الساحة أن تحدث تغييراً ثورياً بمعنى تسلم ( سلطة ) وعندما يستمر النضال من أجل تحقيق أهداف القومية العربية عن طريق : سلطة ثورية + حركة ثورية ) تساندها فى الأجزاء العربية الأخرى مرتبطة عضوياً فى السلطة الثورية .
وأستمر وضعنا بهذا الشكل فى فترة الانفصال فى سوريا .
وبعد الإجراءات الأشتراكية فى مصر إتضح فى تقديرنا المحتوى الإجتماعى لثورة عبد الناصر الأمر الذى زاد إيجابية تقييمنا لما تمثله ثورة عبد الناصر ؟ ؟
أى أن الحركة من البدء كانت تبحث عن (سلطة ) وكانت تستهدف بالأساس أحتواء عبد الناصر . . بل وتطمح من خلال دولة الوحدة أن تقفز إلى السلطة وأن تكون البديل لعدم وجود ( تنظيم يكرس نفسه لخدمة المبادئ الناصرية ) كما جاء فى اعترافات جورج حبش المتعددة .
وفى هذا الصدد يقرر مؤسس الحركة : ( أن إجراءات 1961 أعطت ثورة عبد الناصر محتواها الإجتماعى وبعد جريمة الانفصال بقيت فى تقييمنا مكتسبة كل هذه المضامين التحررية والوحدوية والاشتراكية ) .
ولكن ! ! بالمقابل اتضحت أزمة عدم وجود تنظيمات تكرس فى خدمة ( المبادئ الناصرية فى تعبيراتها التنظيمية والسياسية ) . ونستنتج من ذلك مباشرة ادعاء الحركة بتبنيها ( الناصرية ) ولكن الناصرية تتطلب بالمقابل ( تأطيرها ) فى ( تنظيم ) وهذا التنظيم بمفهوم المخالفة لا بد أن يكون (حركة القوميين العرب ) .
ولو كان عبد الناصر من السذاجة لاستطاعت الحركة التغلغل إلى مواقع استنفار المد الشعبى واستقطاب الشباب العربى تحت خداع الوهم باخلاصها وإيمانها بالمبادئ الناصرية فحسب ، بل كانت قادرة على الوثوب إلى السلطة والتنظيم تحت مظلة هذا الدجل والتضليل الخادع .


* * *
أزمة الحركة . . والارتماء
فى أحضان الشيوعية

ولكن عبد الناصر أدرك حقيقة الحركة فى وقت مبكر من الستينات حين تسرب لعلمه التعميمات الحزبية التى تفسر ثورة 23 يوليو كحركة انقلابية عسكرية فى أوساط القيادات العليا فى الحركة والتشكيك فى فترة لاحقة ، بمواقف عبد الناصر القومية والسياسية ، وهو الأمر الذى عمق ( الازمة ) داخل الحركة وأدى إلى التفجيرات التنظيمية والسياسية والفكرية فى أوساطها إلى جانب الجنوح التنظيمى والفكرى الذى أودى بالحركة إلى (التجنح والأنقسام ) الشهير فى مؤتمر بيروت العاصف فى صيف 1964 الذى فجر الحركة وأنهى ( حالة الغيبية) التى سادت فيها ، وأتى على آخر ما تبقى فيها من تجانس ووحدة فكرية شبه متماسكه ، وهو بداية النهاية الذى انتهى بالحركة وبمعظم قياداتها بعد عام 1967 ، إلى الإرتماء والسقوط فى أحضان الحركة الشيوعية العالمية ( كذيل ) وأداة لتنفيذ مخططات داخلية وتسميم وبلبلة الفكر العربى وتشويه معالم الحضارة العربية والإسلامية . . بعد أن ظلت قيادات الحركة الفكرية تمارس تضليلاً فكرياً ودجلاً عقائدياً فى دراساتها المتعددة فى معاداتها الشيوعية العالمية ، والشيوعية العربية المحلية ، وكشفها فى الوطن العربى . . وهو أمر يؤدى بنا إلى ( الشك المطلق ) فى هوية الحركة من الأساس ويدحض مبرر كونها حركة عقائدية ذات أهداف قومية وحدوية . . ويثبت بالدليل القاطع انتهازية القيادة ووصوليتها . . واليقين المطلق فى تضليلها ومغالطاتها العقائدية التى أفنى الشباب العربى أعز سنوات شبابه فى الدفاع عنها .
ولعل كتيبات الحركة ودراساتها المتعددة لأكبر دليل نقدمه للشباب العربى على صحة ما ننحو إليه ، ويوضح منحنى الهبوط والتركيب الفكرى والتنظيمى ( المنفلش ) (5) .
إذن فالحركة من البدء قامت على مقومات خاطئة ، وأنتهى بها المآل إلى مأساة النهاية , وهذا مصير كل حركة تقوم على التضليل والغواية والسراب . فالسراب وهم لا يطفئ ظمأ والفراغ يؤدى إلى الفراغ ذاته ( تماماً ) كالمراهقة الفكرية خطر ينبغى التصدى له والقضاء عليه .
( إن الذين يجمدون الكفاح الوطنى بتفسيرات أو قوالب تحد قدرته على الإنطلاق وتشيع فيه روح التردد ، إنما يقللون من قوة المجتمع بقدر ضعفهم ، وعدم قدرتهم على التفكير الخلاق المنبعث من الواقع الوطنى ) (6) .
______________________
(1) عادل رضا – المرجع السابق ص 190 .
(2) عادل رضا – المرجع السابق ص 191 .
(3) (الحكم دروزة) مفكر فلسطيني قومي تقدمي أسهم ذاتياً في الفكر القومي العربي الوحدوي وترك الحركة إثر الانحراف الفكري الذي ساد صفوفها في عام 1963
(4) عادل رضا – المرجع السابق ص 192
(5) ظهر مؤخراً بعد نكسة حزيران وتجنح الحركة إلى جناحين يسارى ويمينى تقليدى وانتهاجاً الخط الماركسى ، العديد من الدراسات والكتيبات بأقلام قادة الحركة ذاتها . . وظهرت فى هذه الدراسات طبيعة الحركة الفكرية والتنظيمية لعل من أهم المنشورات الصارخة فى هذه الدراسات هى الاتهامات المتبادلة بين كل نايف حواتمه ، وجوج حبش
[/size]


عدل سابقا من قبل سرحان في الجمعة ديسمبر 11, 2009 10:08 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سرحان
عضوهام
عضوهام
سرحان


عدد الرسائل : 1125
السٌّمعَة : 1
نقاط : 1181
تاريخ التسجيل : 19/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الجمعة ديسمبر 11, 2009 4:10 pm

b]الإرهاب الشيوعى
فى اليمن الجنوبية
(0)(1)


تأليف : عوض العرشانى
تقديم : عبد القوى مكاوى


بسم الله الرحمن الرحيم
ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل
إنما السبيل على الذين يظلمون الناس
ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم
صدق الله العظيم
الشورى آية 40 ـ 41
الإهِـداء
إلى الذين نعمو بالحرية .. وتفيأوا بظلالها الوارفة .
وإلى أولئك المقهورين الذين حرمو منها .. وتطلعوا إليها .
إلى المؤمنين بقضايا الحق والعدل والسلام الإجتماعى ، وإلى أولئك الذين فرضت عليهم ظروف العصر ومعادلات التوازن حتى مجرد التعبير عنها .
إلى أولئك الذين يؤمنون بحقوق الإنسان ، ويصيغون مواثيقها ونواميسها ، وإلى أولئك الذين لم تمكنهم ظروفهم وأوضاعهم وضياعهم في أرض الله الواسعة من مجرد إيصال قضيتهم إلى الدنيا .
إلى أولئك النفر الأحرار والشرفاء الذين يدافعون عن حقوق الإنسان ، وكرامته بلا خوف ، وإلى أولئك الذين يتطلعون إلى نصرة المدافعين عن الحرية وعن الديمقراطية وكرامة الإنسان .
إلى الذين يستشعرون الغيرة على الحرمات وهى تنتهك ، وعلى القيم وهى تغتال ، وعلى الإسلام وهو يستباح ، وعلى العروبة وهى تطعن ، وعلى الإنسان وهو يستهان .
إلى المنظمات الدولية ووكالاتها المتخصصة فى العالم ، وإلى المنظمات الأقليمية فى العالم العربى .
إلى هؤلاء وأولئك ، وإلى ضمير الإنسانية ... أهدى هذه الصفحات من مأساة شعبى وعدالة قضيتى . المؤلف
* * * * * * *


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية

أحمد الله ، حمداً كثيراً ، على توفيقه لى فى إخراج هذا الكتاب المتواضع ، إلى حيز الوجود.
وأحمده عز وجل ، أن كتب لى ، من التوفيق ، ما مكننى من أن أحقق بفضله بعض – لا كل – ما أطمح إليه .
والحق أقول ، إن إرادة الله سبحانه وتعالى ، شاءت أن يتحقق لهذا الكتاب ، من الدوى ، والإنتشار والنجاح ، ما فاق حدود التوقع ، والخيال ، وصادف من القبول ، والتوفيق ، مالم يكن ، فى الحسبان والتصور .
وإذا – أذن لى القارئ – فإننى أقرر هذه الحقيقة لا من قبيل المبالغة ، ولا أعتقد أيضاً أنه من باب التواضع أن أقرر ، أن هذا النجاح ، إنما يعود إلى أهمية الموضوع الذى تطرق له ، والقضية التى تناولها ، وليس إلى أسم المؤلف .

وأعتقد الآن أننى أستطيع – إذ ما كان لى فى العمر بقية – أن أظل قرير العين ، مرتاح الضمير ، لأننى بهذا العمل المتواضع قد خلقت ( قنوات اتصال ) لإيصال قضيتى إلى الدنيا كلها ، وإلى من كنت أطمح أن يصل إليه ( صوت شعبى ) مباشرة على أى شكل من الأشكال .
ومع يقينى الواثق بأن هذا العمل لا يمثل إلا أدنى طموحاتى وتطلعاتى ، فإننى أعد هنا ، بأن عملاً أكثر شمولاً ، وأعمق تأثيراً ، آت بإذن الله ، وهو وعد أتحمل تبعات الوفاء به دفاعاً شريفاً عن (قضية) أتشرف بها ، وأعتز بالدفاع عنها ، لأنه لا دفاع ، أكرم وأعز ، من الدفاع عن ( الحق ) فى قضية (الحرية والكرامة ) ، وجوهرها ، وموضوعها هو ( الإنسان ) أولاً وأخيراً .
ولقد تعلمت مقاومة الظلم والطغيان منذ طفولتى ، وترسبت فى أعماقى كراهية مطلقة للقهر وللتسلط ، ومنذ صباى جبلت على مقاومة كل شكل من أشكال الإضطهاد السياسى ، والظلم الإجتماعى ، وكل ما من شأنه الإنتقاص من كرامة الإنسان ، ومن قيمه ، ومعتقداته ومثله العليا .
وعندما درست ( القانون ) فى الجامعة – فى أعز سنوات عمرى ، وهى سنوات ذهبية ، كنت مرتبطاً أثناءها بالكفاح الوطنى لشعبى ضد الإحتلال البريطانى ، وكانت كل عبارة وقاعدة من قواعد (القانون العام ) على وجه الخصوص ، ترجمة لكل معتقداتى ومثلى ، ومبادئى فى هذه الحياة .
ولقد تأثرت بالقانون ، وتاثرت بالأدب ، ودرست تاريخ الثورات ، ولكننى تعلمت حقيقة واحدة قالها ( روسو ) ولا زالت ترن فى أعماقى إلى اليوم : ( إن الأحساس بالظلم – لا الظلم ذاته – هو الذى يولد الثورات ) .
وظلت هذه المأثورة أنشودة داخلية فى أعماقى ، وفهمتها – ولازلت فهماً خاصاً وعميقاً – عبر كل أطوار حياتى . ومن أجل ذلك جاء كتابى تعبيراً حقيقياً عن إيمانى ( بقضية الإنسان والحرية ) ، ومقاومة الظلم ، أيا كان مصدره : سلطة اجنبية ، أو حاكم طاغ مستبد ، ومع كل ذلك لم يكن كتابى إلا ( صرخة ألم ) ، ولكنها – كما أعتقد – حافظت على مقاييس ومعايير الموضوعية والتقصى والدقة ، فى عرض الحقائق ، وتحليل الوقائع ، والأحداث ، فى الشطر الجنوبى من الوطن ، وتقديمها بالشكل والمفهوم الذى يخدم الحقيقة ذاتها .
وإذا كان لى أن أمضى فى هذه المقدمة الخاصة بالطبعة الثانية فإنه لا بد أن أضمنها بعض الإشارات والملاحظات السريعة التالية :-
أولاً : لقد كان الإنتشار الواسع لهذا الكتاب هو بالدرجة الأولى إنعكاس طبيعى للهفة القارئ العربى فى كل مكان – الوطن والعالم – لمعرفة أبعاد المأساه التى يعيشها شعبنا فى الشطر الجنوبى من اليمن فى ظل ( الأرهاب الشيوعى ) الذى فاق فى خطورته كل التوقعات / ومن شتى الإحتمالات ، لأن المؤامرة التى بدأت ونفذت فى شطرى اليمن قد دخلت فعلاً فى حلقاتها المثيرة ، والخطيرة – نؤكد – الخطيرة جداً .
ثانياً : أن المأساة التى يعالجها هذا الكتاب لم تكن مأساة الشعب اليمنى فحسب ، بل هى مجرد معبر أو جسر قد يؤدى – إن آجلاً أو عاجلاً – إلى ( كارثة قومية فاجعة ) ... للنضال القومى فى كافة مناطق الخليج والجزيرة العربية . هذا الأمر يؤكد الأهتمام والأقبال الذى حصل عليهما الكتاب من قراء العربية فى الوطن العربى ومن كافة إخوتنا وأشقائنا المغتربين العرب فى أوربا وأمريكا .
ثالثاً : أؤكد اعتزازى ، وتقديرى العميق لكل الجهود ، التى أسهمت ، صادقة ومخلصة ، فى إخراج هذا الكتاب ، بكافة صور ووسائل الإسهام والتعاون ، والتى بفضلهما فعلاً يشهد هذا الكتاب مولد النور وذروة الإنتشار.
رابعاً : إنه ليسعدنى حقاً – الأعتزاز الخاص – بتلك الردود الرقيقة والمشجعة التى كرم بها بعض الرؤساء العرب هذا الجهد المتواضع والتى لم يحن الوقت بعد لأذاعتها ونشرها .
ومعاً أيضاً اشكر البعض الأخر من أولئك الرؤساء والمسئولين العرب الذين تجاهلوا حتى مجرد الرد على كلمات ضمنتها إهداء كتاب ( مأساة شعبى ) إليهم .

خامساً : لقد سرنى حقاً ذلك الأهتمام الكبير ، الذى تفضل به ، وأبداه الأخ الدكتور / عبد الواحد الزندانى مدير جامعة صنعاء ، الذى شكل ( لجنة خاصة ) من المختصين فى الجامعة لدراسة هذا الكتاب ، وتقييمه تمهيداً لإبداء الرأى حول مدى صلاحية إمكانية تدريسه وتعميمه على بعض أقسام الجامعة .
سادساً : أعلم ، ويعلم قراء الطبعة الأولى أن طباعته جاءت دون المستوى الفنى المنشود ، وهذا فى حد ذاته لا يقلل من قيمة موضوعاته وأهميتها .
وبقدر ما تلقيت بعض التعليقات المشجعة ، فقد قابلت أيضاً من اتخذ من هذا النقص فى الشكل ذريعة للتحقير والتقليل من قيمة الكتاب ومجالاً للتجريح والإساءة ، وبث سموم الحقد .

وكم كنت أتمنى ألا أعير هذا الأمر أهتماماً ، لا سيما وأن قائليه من ( المرضى ) وممن لا يعتد بأقوالهم ، ومع ذلك تصدر هذه الطبعة الثانية ( بحللها الجديدة ) لتخرس ألسنتهم ، وتكمم أفواههم ، ولترد عملياً على كل سمومهم وأحقادهم الصفراء البغيضه .
سابعاً : وفى النهاية ، فإنه لا يعيب هذا الكتاب ، ولا يقلل من قدر وأهمية موضوعه ، أية عيوب ، ومساوئ شكلية ، لأنه لم تكن أمامى فى الطبعة الأولى إلا أحد خيارين لا ثالث لهما .
فإما وأن أقدم ( بصمة ) مجرد بصمة ، لكشف أستار الظلم ، وحكم الطغيان والإرهاب الشيوعى ، فى بلادى العربية المسلمة ، فى ظل رؤية لا أزعم لها الكمال والشمول ، تفيد السياسى الذى يصنع القرار ، بنفس القدر الذى تفيد المؤرخ الذى يتصدى لإستخلاص عبر التاريخ ودروسه عن طريق عملية التحليل ، والترابط التاريخى ، عبر العصور المختلفة .
وأما أن تظل هذه الكلمات – تحت ظروف العجز الذاتى – محبوسة فى الذاكرة ، أو منسية ومهملة وسط أدراج المكاتب ، فى ظل إنعدام مصادر ( التمويل ) الجيد ، لإخراج كتاب جيد .
وقد فضلت الإختيار الأول بكل تأكيد ...
وبعد :
فتحية وتقديراً لكل الرجال الأوفياء الذين منحونى عواطفهم ، وأولونى رعايتهم ، وأحاطونى بنصائحهم وتوجيهاتهم ، اليهم ، ولهم كل الحب ، وكل التقدير / وإلى كل أبناء شعبى المقهور ، أقدم هذه الطبعة الثانية ، والتى أعتقد – بكل الثقة واليقين – أنها ستحوز رضاءهم ، وتعمق وشائج الصلات المباشرة ، لقضية شعبنا مع كل القوى المحبة للعدل والمؤيدة لقضايا الحق ، والحرية والسلام الإجتماعى في العالم .

ولله الحمد أولاً وأخيراً
المؤلف / عوض العرشانى
القاهرة فى مايو سنة 1979[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المصعبي1
عضوهام
عضوهام
المصعبي1


عدد الرسائل : 682
السٌّمعَة : 1
نقاط : 799
تاريخ التسجيل : 24/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1السبت ديسمبر 12, 2009 12:17 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 48031 الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 283783 الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 19124 الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 462838 الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 23976
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريدانين
عضوهام
عضوهام
ريدانين


عدد الرسائل : 695
السٌّمعَة : 0
نقاط : 633
تاريخ التسجيل : 13/11/2008

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1السبت ديسمبر 12, 2009 12:43 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 363528
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيبه لحمر
عضوهام
عضوهام
الشيبه لحمر


عدد الرسائل : 583
السٌّمعَة : 0
نقاط : 736
تاريخ التسجيل : 18/03/2009

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)   الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) Icon_minitime1الإثنين ديسمبر 14, 2009 4:13 pm

الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية  حقائق تشيب  باالرضيع(25) 363528
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية حقائق تشيب باالرضيع(25)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» الإرهاب الشيوعي
» فيلتمان:ما يجري في المحافظات الجنوبية شأن داخلي يخص اليمن واتيت برسالة دعم لوحدته
» قواعد مكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب 2019
» كورس مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب | مركز الخليج
» إجراءات الحرب ضد الإرهاب تدفع شبابا للارتماء في حضن القاعدة..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بيحان اليمني :: بيحان اليمني السياسي :: جرائم الرفاق في البلاد-
انتقل الى: